أعلن الأسطول الخامس التابع للبحرية الأمريكية، الذي يتخذ من البحرين مقراً له، أنه سيطلق قوة عمل جديدة تضم طائرات بدون طيار محمولة جواً وبحراً وتحت الماء، لرصد ومراقبة الهجمات والاعتداءات العسكرية في الشرق الأوسط، وذلك بعد انتشار هجمات بحرية مرتبطة بالتوترات المستمرة مع إيران في السنوات الأخيرة.
ووعد مسؤولو البحرية الأمريكية خلال الإعلان الصادر أمس الأربعاء في 8 أيلول/سبتمبر، بأن الأشهر المقبلة ستشهد توسيع قدرات الطائرات بدون طيار عبر المنطقة "خاصة في نقاط الاختناق"، مثل مضيق هرمز الذي يعتبر "ممراً بحرياً حاسماً" لإمدادات الطاقة العالمية والشحن في جميع أنحاء العالم.
هذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها البحرية الأمريكية عن عمليات عسكرية خاصة للرصد والتدخل في الخليج العربي/ الفارسي. ففي العام 2019، أعلنت القوات الأمريكية في البحرين عن تحالف بحري يتولى مهمة حماية الملاحة في منطقة الخليج من اعتداءات تعرّضت لها سفن، واتُّهمت إيران بالوقوف خلفها.
قائد الأسطول الخامس: "نريد وضع المزيد من الأنظمة فوق البحر وتحته. نريد المزيد من المراقبة على ما يحدث هناك"
وشملت منطقة المهمة البحرية التي اطلقت في العام 2019، وأطلق عليها اسم "سنتينال"، مياه الخليج مروراً بمضيق هرمز نحو بحر عمان، ووصولاً إلى باب المندب في البحر الأحمر. وشاركت فيها ست دول هي بريطانيا وأستراليا والإمارات والسعودية وألبانيا إلى جانب الولايات المتحدة.
في حزيران/يونيو الماضي، كشف الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد في تقرير أعده لموقع "أكسيوس" الأمريكي المختص بالشؤون العسكرية، أن إدارة الرئيس جو بايدن والحكومة الإسرائيلية أجرتا محادثات حول خطة لحظر انتشار الطائرات بدون طيار الإيرانية وكذلك حظر حيازة صواريخ كروز بين وكلاء إيران في العراق واليمن وسوريا ولبنان.
نطاق المهمة والأهداف
قال نائب الأدميرال براد كوبر، الذي يقود الأسطول الخامس الأمريكي: "نريد وضع المزيد من الأنظمة في المجال البحري فوق البحر وتحته، نريد المزيد من المراقبة على ما يحدث هناك".وتتضمن القوة المقترحة طائرات بدون طيار للمراقبة الجوية فائقة التحمل، وسفناً سطحية من طراز "Sea Hawk" و" Sea Hunter"، وطائرات بدون طيار أصغر تتحرك تحت الماء تشبه الطوربيدات.
ويظهر من تصريحات الجنرال الأمريكي أن الجيش الأعلى تسليحاً في العالم يهدف أيضاً إلى اختبار مدى فعالية المعدات التي يستخدمها في هذه المهمة، قال: "أعتقد أن البيئة تناسبنا حقاً للتجربة... نعتقد أنه إذا كان بإمكان الأنظمة الجديدة العمل هنا، فمن المحتمل أنها قادرة على العمل في أي مكان آخر، ويمكن توسيع نطاقها إلى أساطيل أخرى".
تتضمن القوة المقترحة طائرات بدون طيار فائقة التحمل، وسفناً سطحية من طراز "Sea Hawk" و" Sea Hunter"، وطائرات مسيّرة أصغر تتحرك تحت الماء تشبه الطوربيدات
كانت مناطق البحر الأحمر وبحر العرب والخليج العربي قد شهدت سلسلة من الهجمات التي استهدفت السفن في السنوات الأخيرة قبالة اليمن، وتسببت قوارب محملة بالقنابل والألغام أطلقها الحوثيون في إتلاف العديد من السفن وسط الحرب المستمرة باليمن منذ العام 2015. وفي الإمارات ومضيق هرمز، استولت القوات الإيرانية على عدة ناقلات نفط.
واستهدفت "انفجارات مريبة" سفناً مملوكة لشركات غربية وسفناً مرتبطة بإسرائيل وسفناً إيرانية. وأصبحت تلك الهجمات جزءاً من حرب ظِلّ تدور رحاها في جميع أنحاء المنطقة، عقب قرار الرئيس السابق دونالد ترامب في العام 2018 بالانسحاب من جانب واحد من الاتفاق النووي الإيراني.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...