شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"حلال عليك يا بانكسي" و"عبد الحليم حافظ شفافاً في دبي"... جرعة الأسبوع في 7أخبار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 5 سبتمبر 202103:38 م

"حلال عليك يا بانكسي"!

لن نتحدث عن "النصبة" التي قام بها أحدهم وباع عملاً فنياً بمقدار 335 ألف دولار، ناسباً إياه لبانكسي، بل سنناقش عملاً لبانكسي نفسه، ونقصد اللوحة التي تمزقت بصورة ذاتية عام 2018، والمعروضة الآن للبيع بمبلغ يبدأ من 5 ملايين دولار.

لا نستطيع سوى أن نقول: "حلال عليك يا بانكسي"، إن كان هناك من هو مستعد لدفع هكذا مبلغ لشراء لوحة ممزقة، فلا يمكن إلا وصفه بالحمق، خصوصاً أن اللوحة وحدث التمزيق، ذو أهداف نظرية وجمالية وثقافية أكثر منها اقتصاديّة، لكن الواضح أن سوق الفن لا يستحي، ومستعد لشراء أي شيء عليه توقيع أو دمغة فنان، من أجل "تصبيره" في صالة ما أو منزل أحد الأغنياء.

وكأن كل محاولة لتحطيم مفهوم الفن والسياسة وراءه تنتهي في المزاد العلني. ربما على الفنانين أن يحرقوا أعمالهم، أو جعلها صعبة البيع والاقتناء والنقل، لأن ما يحصل لا يتجاوز كونه مهزلة لغسيل الأموال، ولا نظن أن بانكسي مسؤول عن ذلك، بل أصحاب الصالات ومقتني الفن، أولئك الذين مهما حاول الفن الاستقلال عنهم، وقفوا بوجهه بالمرصاد باستخدام أموالهم وعلاقاتهم العامة.

تسربت خطة جنازة الملكة إليزابيث، لكن ماذا عن جنازات الآخرين ؟

فوجئ العالم حين تسرّبت الخطة الاستباقية الموضوعة للتعامل مع جنازة ملكة بريطانيا إليزابيث في حال وفاتها، واعتبر الأمر إهانة ووقاحة لا تغتفر، وبدأت التحقيقات لمعرفة من قام بالتسريب، وما هي دوافعه وراء ذلك.

فوجئ العالم حين تسرّبت الخطة الاستباقية الموضوعة للتعامل مع جنازة ملكة بريطانيا إليزابيث في حال وفاتها،  لنتخيل توقع سيناريوهات مشابهة لبعض القادة العرب... 

ما يهمنا حقيقة هو وجود سيناريوهات متخيلة للتعامل مع جسد السيادة في حال وفاته، وطبيعة الطقوس التي تحيط بهذا الجسد وكيفية نقله من كرسي الملك إلى التابوت، وهنا أسعفتنا المخيّلة لتوقع سيناريوهات مشابهة لبعض القادة العرب، والذين لابد من خطة محكمة لتوديعهم إلى مثواهم في أقرب فرصة، مثلاً:

لابد في حال وفاة السيسي من تجهيز موكب يحمل جثة الرئيس ويدور فيها في أنحاء مصر، وخصوصاً في الأحياء الفقيرة، كي يرى الناس بدقة من هو المسؤول عن إفقارهم ورفع ثمن الخبز الذي يقتاتون عليه

1- لابد في حال وفاة السيسي من تجهيز موكب يحمل جثة الرئيس ويدور فيها في أنحاء مصر، وخصوصاً في الأحياء الفقيرة، كي يرى الناس بدقة من هو المسؤول عن إفقارهم ورفع ثمن الخبز الذي يقتاتون عليه.

2- في حالة وفاة بشار الأسد، لا بد من الاتفاق مع فريق من أطباء التجميل لتحسين وجهه، كون الراحل لطالما حافظ على إطلالته، ولابد أن يبق مشعّاً حتى بعد وفاته، ونقله إلى أقرب فرع أمن بعد تحويله إلى متحف يوضع فيه الجثمان، ويمكن لكل من تعرض لأذى في سوريا أن يشاهد بدقة المسؤول عما حصل.

دبي: نُسخ من الموتى والأحياء

انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور الكثير من الفنانين مع نسخهم الشمعية في أحد متاحف دبي، الأمر لا يستغرب عن مدينة كلها نسخة فائقة عن كل ما هو تجاري واستهلاكي، لكن ما يثير الاهتمام هو ظهور عبد الحليم حافظ بشكل هولوغرام على خشبة مسرح دار الأوبرا في دبي، وأداؤه بعض الأغنيات أمام الجمهور.

نتساءل هنا سذاجة وسماجة، عن إمكانية استعادة بعض الشخصيات الأخرى،   وهل تقبل دبي أن تعرض نسخهم الضوئية على خشبات مسارحها؟ مثلاً، هل يمكن عرض نسخة ضوئية من كل العمال الذين ماتوا ولم يسمع بهم أحد أثناء عملهم في جزيرة السعديات؟

أو ماذا عن نسخ ضوئية عن الأميرات المختفيات، اللاتي يمكن لهن أن يشرحن لنا، في هكذا مناسبة، ما الذي حدث معهن وكيف تلاشين عن وجه البسيطة وأصبحن مجرد خيالات؟

ننتظر من دبي الآن منح إقامات ذهبية لأشباح الموتى، لعل ذلك يزيد من رصيد "الفنانين" على أراضيها، ويزيد عدد المتوجهين بالشكر لمحمد بن راشد آل مكتوم، على منحهم هذه الإقامات، التي يبدو وكأنها هبة ربانيّة، تنزل على من ينالها، وتضمن له الجنة والمال والنعيم والبنون، واحتمال امتلاك تمثال شمعي مطابق له في مكان ما في دبي.

النظام السوري "يلوث العالم"

لا يمكننا تجاهل مشاعر الغضب والحزن التي اعترتنا حين تأمل صور التسريبات النفطية التي شهدها الساحل السوري، إذ وصلت التسريبات النفطية إلى اليونان وقبرص، والبقعة الزيتيّة المتسربة تزداد حجماً ساعةً بعد ساعة، مهددة التجارة والسياحة.

لكن المذهل، هي الخطوات المتبعة للتنظيف، في الصور المبثوثة رسمياً لعمليات إزالة التلوث، نشاهد بضعة أشخاص، يستخدمون سطولاً و"أطشاطاً" ومماسح من أجل إزالة التلوث، وكأننا أمام مجموعة تقوم بـ"شطف" الباحة أمام المنزل بعد أن تلوثت، والتبرير بالطبع هو أن المنطقة صخرية من الصعب الوصول إليها.

لا يمكننا إلا أن نلوم مؤسسات النظام السوري على هذا التقصير والفساد، والواضح أن للنظام السوري خطة لنشر الخراب خارج حدوده الجغرافيّة، وكأن تسميم "الجميع" وتهديد حياتهم جزء من استراتيجيته للحفاظ على نفسه، لأن حقيقة أمام هكذا كارثة لا يمكن ترديد الكليشيه التقليدية "هي أخطاء فرديّة"، خطأ فردي يهدد شرق المتوسط بأكملها، حجة غير مقنعة، لكننا نأمل أن تكفي السطول والمماسح لتنظيف ما تلوث، ويعود الساحل إلى ما كان عليه، صالحاً على الأقل للسباحة.

من سيتزوج من بدون مهر!

انتشر وسم "تزوجني بدون مهر" على وسائل التواصل الاجتماعي، وأُلصق بلبنان، بوصفه حملة أطلقتها النساء هناك من أجل الزواج والتخلص من "العنوسة"، الكلمة التي نستخدمها هنا آسفين ومضطرين لأنها في الوسم، لكن نكتشف لاحقاً أن الحملة لم تنشأ في لبنان، والصور المرفقة مع الوسم لا علاقة لها بالموضوع، وتم توظيفها في محاولة للقول إن الوضع متردٍ جداً في لبنان والفتيات يبحثن عن مهرب، الأمر الذي لا يمكن أن نصدقه، ونحن نعلم أن النساء في لبنان، حرفياً، يركلن رجال الشرطة دفاعاً عن حقوقهن، ولن ترضى الواحدة منهن بلفظة عانس.

محزن أن تنتشر هكذا حملات مليئة بالذكورية، وما يثير الغضب إلصاقها بنساء لبنان اللاتي لا علاقة لهن بالموضوع، بل تم توظيف صورهن في الساحات العامة بأسلوب بشع، يسلعهنّ ويصادر صوتهن على حساب "محن" ذكوري لا نستطيع بدقة تحديد مصدره، محن ذكوري ما زال يسيل لعابه على أي صورة، ويظن أنه بماله قادر على إنقاذ إحداهن من الوضع الرديء في البلاد.

أرجوك ابحث عن مدير علاقات عامة "فهمان" يا محمد رمضان

لا نعلم من الذي يدلل أفكار محمد رمضان الحمقاء، بدأ الأمر بدكتوراه وهمية أثارت ضجة، والآن "صور" و"بوزات" فوق الخراب وأنقاض مرفأ بيروت المدمر، نحاول فعلاً أن نبحث من الذي يوحي له بهكذا أفكار، وكيف يتجرأ على هكذا مغامرات. نتخيل هنا، حواراً بينه وبين مدير العلاقات العامة لديه إن وجد:

لا نعلم من الذي يدلل أفكار محمد رمضان الحمقاء، بدأ الأمر بدكتوراه وهمية أثارت ضجة، والآن "صور" و"بوزات" فوق الخراب وأنقاض مرفأ بيروت المدمر

محمد: إيه رأيك ننزل كم صورة على إنستا نجيب شوية لايكات؟

المدير: أي ليه لأ، تعال نروح على الروشة ونتصور هناك.

محمد: لا، عايز حاجة تكسر الدنيا، أيه رأيك بالمرفأ؟

المدير: بس المرفأ مكسر بالأصل، ولسه في تحقيق جنائي بالموضوع.

محمد: مش مهم، المهم الصورة تطلع حلوة وبين أنا وراي الخراب، وعم أتأمل بعيد!

المدير: بس في ناس حتعصب وتقول أنك بلا ضمير.

محمد: مو مهم، أنا معاي دكتوراه فخرية، بعمل يلي عاوزه!

المدير: بس يا محمد، حتتشتم.

محمد: دي مش أول مرة، المهم هو اللايكات.

المدير: ...

السلفادور: نحو اقتصاد سيبراني

لم يصدق المؤمنون بالعملة الرقمية أن السلفادور أصبحت أول دولة في العالم تتبنى البيتكوين كعملة وطنية رسميّة، وبالرغم من المظاهرات التي انتشرت في البلاد اعتراضاً على ذلك، إلا أن سعر البيتكوين ارتفع، وازدادت حماسة الكثيرين لهذه العملة، خصوصاً أنها، كما يقول البعض، ستحرّر اقتصاد السلفادور من الفساد والسرقات وتجعله أكثر شفافية، لكنها في ذات الوقت مهددة بالانهيار في أية لحظة.

لا يمكن إنكار شجاعة هكذا خطوة، بالرغم من أنها غير محسوبة النتائج بدقة، فالبنى التحتية لاستخدام وتداول البيتكوين "إنترنت، كهرباء"، ليست متوافرة للجميع في السلفادور، الأهم، أن محاولة اختزال مرحلة تاريخيّة والانتقال إلى العملات الرقميّة، يحمل مخاطر على المدى الطويل، إذ لا نعلم بدقة من يمتلك أكبر عدد من البيتكوينات عالمياً، ولا ما الذي يتم شراؤه أو بيعه عبرها.

هذا الانفتاح والسرية التامة، قد يعني تحوّل السلفادور إلى مهرب ضريبي، خزان للمال القذر وخطوة للتحرر من هيمنة الدولار والنفط، خصوصاً أن السلفادور تعرض على المستثمر الأجنبي حق الإقامة الدائمة إن استخدم البيتكوين.

السلفادور أصبحت أول دولة في العالم تتبنى البيتكوين كعملة وطنية رسميّة، وبالرغم من المظاهرات التي انتشرت في البلاد اعتراضاً على ذلك، إلا أن سعر البيتكوين ارتفع، وازدادت حماسة الكثيرين لهذه العملة

لكن هناك ما هو مريب في كل هذا التحول، ولا نستطيع سوى الانتظار، أو بيع ما نمتلكه من عملات رقمية في اللحظة المناسبة، خوفاً من الانهيار أو تغيير قانوني مفاجئ، خصوصاً أن سوق البيتكوين لا يتبع السوق التقليدية، فأسعار العملة الرقمية تتأثر بالتغريدات وتحركات القراصنة، وغيرها من الشؤون الاعتباطية التي لا يمكن التنبؤ بها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image