أعلنت الحكومة الإسرائيلية قرارين مفاجئين بشأن قطاع غزة، قبل ساعات من بدء قمة تستضيفها القاهرة لبحث إحياء مسار المفاوضات بين إسرائيل والقوى الفلسطينية.
القراران الإسرائيليان صدرا بفارق ساعات قليلة أمس الثلاثاء، الموافق الحادي والثلاثين من أغسطس/ آب المنقضي. إذ أعلنت حكومة نفتالي بينيت اولاً، أنها ستسمح بدخول مواد البناء إلى قطاع غزة المحاصر، وذلك بعد شهور من المنع التام امتدت منذ الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على القطاع في أيار/ مايو الماضي. إذ عرقلت إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو جهود إعادة إعمار غزة وبناء ما تهدم من منازلها ومنشآتها الحيوية، عن طريق منع دخول مواد البناء بزعم أنها قد تستخدم في تسليح حركة حماس وفصائل المقاومة في القطاع.
وقبل منتصف ليل اليوم نفسه، أعلنت حكومة بينيت اعتزامها تخفيف قيود أخرى مفروضة على القطاع من دون رفعها أو إنهاء الحصار، ومن الإجراءات المعلنة فتح معبر تجاري بين القطاع والأراضي المحتلة التي ضمها الجانب الإسرائيلي من أجل تيسير دخول البضائع إلى غزة.
من الإجراءات المعلنة فتح معبر تجاري بين القطاع والأراضي المحتلة التي ضمها الجانب الإسرائيلي من أجل تيسير دخول البضائع إلى غزة
وأوردت صحيفة هآرتس العبرية أن من الإجراءات المعتزمة كذلك منح تصاريح مرور بين الجانبين للتجار الفلسطينيين، وتوسعة النطاق البحري المسموح فيه بالصيد لأبناء القطاع، إذ تعسكر الزوارق الحربية الإسرائيلية أمام شواطئ القطاع وتمنح إسرائيل نفسها حق إطلاق النيران على الصيادين الفلسطينيين الذين يتجاوزون النطاق البحري الذي تحدده هي.
غليان داخلي
تأتي القرارات الحكومية الإسرائيلية في إطار بدء مساع إقليمية لإعادة فتح باب المفاوضات بين إسرائيل والقوى الفلسطينية، بعد توقف خلال عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، إذ تستضيف القاهرة غداً الخميس 2 سبتمبر/ أيلول، لقاءً يجمع مصر والأردن وممثلي القوى الفلسطينية، كان يفترض أن يحضره رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، إلا أنه تقرر في الساعات الأخيرة أن يقتصر الاجتماع على الأطراف العربية "لصياغة موقف عربي موحد" قبل بدء المحادثات.
رصدت صحف عبرية غضباً شعبياً داخل إسرائيل، لتزامن تخفيف القيود على قطاع غزة مع استمرار إطلاق البالونات الحارقة من القطاع، وإعلان موت قناص بالجيش الإسرائيلي تابع لقوات حرس الحدود
في الأثناء، رصدت صحف عبرية غضباً شعبياً داخل إسرائيل لتزامن تخفيف القيود على قطاع غزة مع استمرار إطلاق البالونات الحارقة من القطاع، وإعلان موت قناص بالجيش الإسرائيلي تابع لقوات حرس الحدود، أثناء تمركزه على الجدار الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة.
وقتل الجندي باريل شمولي بعدما أطلق ورفاقه القناصون النيران على 41 فلسطينياً شاركوا في تظاهرة بقطاع غزة المحاصر لإحياء ذكرى حريق الأقصى، متسببين في وفاة فلسطينيين أحدهما طفل عمره 12 عاماً ومصور صحافي تدعي إسرائيل أنه مسلح تابع لحركة حماس، لكن الحركة نفت كونه مسلحاً كما نفت انتماءه إليها.
واعترف بيان للجيش بعد مقتل شمولي أن السلطات الأمنية في إسرائيل مندهشة من وجود مسلح في تظاهرة فلسطينية وأنه أمر غير معتاد، وهو ما يتناقض مع الادعاءات الإسرائيلية المتكررة بأنها تطلق النيران على مسلحين خلال التظاهرات الاحتجاجية الفلسطينية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...