شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
ختان

ختان "سنو وايت" ولعنة وصايا الوالدة السبع

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مجاز

السبت 4 سبتمبر 202101:10 م

 مجاز الحواس، جرح في هواء صافٍ


رفضت والدتي وبشكل قطعي ختاني. كنت أصغر من إدراك ما فعلته لتجنيبي هذه التجربة، وكيف قامت بالتصدي لوالدتها وحماتها وعماتي وخالاتي وصديقاتها وجاراتها، وكل نساء محيطها، بصرامتهم وعداوتهم لجنسهم وللحياة، وكيف بردت الحرب وتحولت المعركة والمفاوضات والتنازلات لجملة صغيرة قصيرة عابرة، سمعتها ذات مساء بالصدفة، وخالتي تذكر اسمي في حديث لها مع صديقتها عبر الهاتف الأرضي، تقول بسلام وفمها يعلك اللبان: "لا، لا... سنو وايت مش هتتطاهر... أمها مش راضية والموضوع اتقفل".

كان يمكن أن تمر الجملة دون أن تستوقفني، من فرط السلام الذي استطاعت أمي أن تجعله يحوطني، لولا ذكر خالتي للاسم التي تطلقه علي أمي أكثر من مرة أثناء المكالمة.

لقد نجحت أمي في استبعاد حضوري بشكل فعلي من على طاولة مفاوضاتهم وأنا "تورته" الخلاف. لم يصلني أبداً عراكهم، لكنني كنت أشمّ في جسدها القوي، وأنا أخترقه بذراعي الصغيرين لأعانقها، رائحة الشياط والدم والدموع والأسلحة الكيميائية ومخلفات الحرب التي تختلط فيها أنساب الحقوق، كل ما أدركته حينها أنني وصلت لعمر الثانية عشر ولم يقتطع جزء من جسدي تحت سطو جملة "عشان كبرتي... وده بيحصل لأي بنت لما بتكبر".

بت أعانقها لمدة عام كامل كلما رأيتها، وكان هذا سلوك غير معتاد بيننا خلال سنوات علاقة امتد عمرها لاثني عشر عاماً، رحت أعبّر بشكل مستمر من خلال عناقي لها عن شعور حائر داخلي لم أتعرف عليه وقتها أبداً، أظنه كان الامتنان.

سنو وايت والوصايا السبع

بلغت. نزفت لأول مرة قبل أن أتمّ عامي الثالث عشر بشهر وأسبوع، تمّت إجراءات نقلي السريع، من كوني طفلة تشبّهها أمها بأميرة ديزني "سنو وايت" بياض الثلج،  لفتاة مسؤولة عن تفاصيل جمة في يوم ونصف. اقتربت من والدتي لأعانقها وأنا أخبرها بما حدث، وفوراً، وفي نفس اللحظة، عدت أشمّ في جسدها القوي رائحة الشياط والدم والدموع.

لم أفسر ملامحها وقتها. كنت مشغولة بمشاعري وبتفسير لغتها الجديدة القاسية والحاسمة، والتي كانت تتعمد أن تكون فظة وكأنها تعاقبني على خطأ ما ارتكبته، صريخ غير صريح وحشرجة بالغة في صوتها، نفور في عروق يديها ورقبتها، حتى أن لونهم أصبح مائلاً للأزرق، أنياب حادة أول مرة أراها في فكها، تصلب في أصبعها التي توحّد به أثناء الصلاة، تشير به في وجهي وهي تملي علي شكل حياتي الجديدة، تملي علي الوصايا السبع: "من اليوم صلاة وصيام وثياب طويلة وواسعة وحجاب. اللعب في الشارع ممنوع والاقتراب من الذكور عيب وحرام، ونقل فوري من مدرستك إلى مدرسة للبنات فقط".

قد نجحت أمي في استبعاد حضوري من على طاولة المفاوضات. لم يصلني أبداً عراكهم، لكنني كنت أشمّ في جسدها القوي، رائحة الشياط والدم والدموع والأسلحة الكيميائية... مجاز في رصيف22

كانت تتخبط كأنها تلفّ حول نفسها، ثم وبشكل مباشر ألقت ما كان على عاتقها، ما كان يخنقها ويسلبها سلامها. دون تفكير قالت إنها رفضت ختاني، وشرحت لي سريعاً ما هو الختان، ثم طلبت ألا أخذلها وأن أنتبه لحرمة جسدي في المقابل، ثم هدأت جثتها الناطقة وراحت تأخذ شكلها المسكين القديم.

تعرفت بعد أيام قليلة من ذلك الحديث على عفاريت الليل كلها، على الظلمة والوحدة والخوف، أصابني شيء من الهلع والتشتت والكراهية، ذنب كبير جداً لم أقترفه، صبغت بدمه ووصمت بعاره منذ أن نزفت، تراجعت درجاتي في المدرسة وساء سلوكي مع صديقاتي وزميلاتي الجدد، كُنت تائهة بكل معاني التيه، ولا أعلم ما المفروض فعله حتى لا أخذلها وأجعلها تخسر حربها الدامية التي خاضتها لأجلي.

لم أشارك أي واحدة من صديقاتي حكاية بلوغي، كنت أستمع لحكاياتهم وتجاربهم مع الدورة والبلوغ، وعندما يأتي دوري لأحكي أنكر أن بحوزتي حكاية، ورغم أن سني يقترب من الأربعة عشر عاماً إلا أن نحافة جسدي وصغره كانا يجعلان إنكاري مقنعاً، فشيء داخلي كان يحب الإنكار ويجد فيه ملاذه، شيء يجعلني أشعر وكأني بإنكاري سأصبح الأفضل والأسمى والأشرف بينهم، كأنني كنت أنسلخ بجسدي من عاره الذي أصبح يكبلني بعد خروج تلك القطرات العفنة من رحمي الصغير النظيف.

أذكر جيداً حين نزفت بشدة في يوم ماطر من أيام الدوام المدرسي، وكنت لا أحمل معي فوطة صحية أخرى غير التي كنت أستخدمها، خوفاً من أن تراها واحدة من صديقاتي في حقيبتي وتفضح أمري، وحين أصبحت بحاجة إلى تبديلها، مثّلت المرض على زميلاتي في الفصل، وجمعت من الفصل كله مناديل ورقية معطرة بحجة أنني مصابة بالزكام، ثم ألقيت بفوطتي الملطخة بنزيفي على أرضية مدخل حمام المدرسة، واستخدمت مناديلهم المعطرة كفوطة صحية بديلة جديدة.

تعرّضت بنات الصفوف الإعدادية كلها للتوبيخ والاتهام والعقاب بسبب ما وجدته المستخدمة في الحمامات وهي تنظف، أما أنا فكنت البريئة المستثناة الوحيدة من المحاكمة لأنني لم أبلغ بعد. شعرت بنشوة غريبة يومها وكأنني بهذه الفعلة جنيت لبياض الثلج صكوك الطهارة.

لم أتذكر جيداً بكل صراحة أي برنامج تلفزيوني الذي كان سبباً في تعرفي أيامها على ما هو الختان بالضبط، أظن أنه برنامج اسمه "صبايا"، كان يعرض على قناة المحور المصرية وتقدمه ريهام سعيد، أو برنامج "التفاح الأخضر" الذي كان يعرض على قناة إم بي سي السعودية وتقدمه هويدا أبو هيف، واحد منهم بدأ في طرح قضية الختان وكيف بدأ القانون المصري في تجريمه ومعاقبة فاعليه، كونه عملية أثرها بالغ الضرر على الفتيات، كانت بجواري أمي وجدتي، تستمع كل منهن للحلقة دون تعليق، لكن كان لصمتهن صوت لا يحتمل، يشبه شجار النواب داخل قاعات مجلس الشعب، أما أنا فكنت أشعر بالخزي والخجل ولا أعلم لماذا.

استمر تخبطي داخل  دوامات لا أفقه فيها شيئاً، باتت البرامج كلها فجأة تتحدث عن الختان وتحاربه، إثر وفيات متكررة لصغيرات، وأصبحت الظاهرة تهاجم من قبل مؤسسات الدولة كلها، وفي هذا الوقت كنت ألمس سلطة جدتي وصوتها وهيمنتها على والدتي وعلى حياتنا، وهي تنكمش مثل جلدها العجوز وقامتها الضئيلة، وفي المقابل أصبح صوت والدتي يرتفع والتعبير عن رأيها يأخذ شكل الاستعلاء والغرور، وكأن ما كانت تراهن عليه حدث وبقرار جمهوري.

 أما أنا فأخذت الفترة تحملني وتلقي بي كل يوم في حِجْر غول من الأسئلة الجديدة، فهمت ما الختان وكيف يحدث وأين ولماذا... استطعت أخيراً أن أنطق اسمه بشكل سليم، أحياناً كنت أظن اسمه "ختام" وأحياناً أسمعها "خنان"، ومع نطقه السليم أدركت انني خذلت أمي التي حمتني من هذه التجربة بدمها، ظننتني وقعت في المحظور وفعلت الشيء الذي تختن الأمهات البنات لأجله، فعلته بنفسي لنفسي، صحيح أنه لم يقربني بشر "ذكر"، لكنني "لمستني" مرة بل مرات ومرات، فالخدر الذي كان يجتاحني إثر لمسي كان يسعدني جداً.

ختان الثلج بالثلج

لم أكن الطفلة التي تشبه أميرات ديزني، لم أكن الأميرة بياض الثلج، كان شعري بنياً مموجاً وبشرتي سمراء وفمي دقيقاً وعيوني صغيرة وجسدي نحيلاً جداً، ربما وجدت أمي دلالات معنوية في كينونتي لأكون سنو وايت التي نحب حكايتها، فوقفت في وجه الجميع ومنعت اقترابي من مقصلة الختان، حمت جسدي ورفضت انتهاكه واقتطاع جزء حيوي منه، لكنها ختنت قلبي وروحي ونفسيتي بكل آلاتها الحادة والسامة والضارة بالمقابل، ظنت نفسها تقف في وجه عملية توريثها الإساءات التربوية التي عانت منها عمرها كله، لكنها في الحقيقة ورثت الإساءات كلها، وراحت تطعمها لي بأطباق مبتكرة، مختلفة، تختنني بها كلما التقت أعيننا، فتحول بياض ثلجها إلى ماء عفن.

فهمت ما الختان وكيف يحدث وأين ولماذا... استطعت أخيراً أن أنطق اسمه بشكل سليم، أحياناً كنت أظن اسمه "ختام" وأحياناً أسمعها "خنان"، ومع نطقه السليم أدركت انني خذلت أمي التي حمتني من هذه التجربة بدمه... مجاز في رصيف22

تخلصت من جلد الذات والغرق في الظلام والإنكار والتوحد مع العبثية التي أصبحت تتكدس بالأكوام داخلي، واعترفت أخيراً أنني بالغة، تجاوزت مع الوقت والتقرب من صديقاتي أزمات عديدة، وأصبحن  متنفساً لكل أفكاري، شرحت لي شمس التي أصبحت خلال عام أقرب صديقاتي، ما هي البكارة وكيف تحمل النساء وما الذي يحدث في يوم الزفاف، إثر كتاب قديم رخيص استعارته من ابنة عمها المراهقة.

وبرغم أن طرحها لم يكن الأول من نوعه إلا أنه كان الأوضح والأعمق، ورحت أتجاهل كل حديثها الذي زلزلني وحولني إلى فتات، لأسألها عن الختان بلهفة وترقب، وهل لمس الفتاة لنفسها دون الإدخال التي شرحته لي لتوها يفقدها عذريتها التي تختن لأجل الحفاظ عليها؟ وكانت الاجابة بعد صمت لثوان شعرت وكأنها سنين... لا، لا يفقدها، ورغم شوقي لتلك اللمسة التي كنت أفعلها دون فهم لأبعادها، والتي زهدت فيها منذ أن توقعت أنني قد خذلت أمي. لم أفكر أبداً في أن أكررها بعد إجابة شمس، ورحت أشكر الله لأنني قد نجوت، وعدت أطلب من الجميع بأن ينادوني "سنو وايت" مثل قبل.

ذات مساء، كنت ألعب بعلبة الكبريت، أشعل عود الثقاب وأنفخ فيه ببطء وغرور وأنا شاردة الذهن، أتخيل نفسي وأنا أضم بين شفتي المصبوغتين بلون أحمر ناري سيجارة يشعلها لي عشيقي الخامس عشرة، الوسيم مهند، بطل مسلسل نور التركي، فتأتيني اليقظة على صوت حكمة أمي، وهي تخبرني بأن شرفي مثل عود الكبريت هذا الذي أنفخ فيه فينطفئ، لأنه لا يصلح إلا لمرة واحدة، فأخبرها وأنه أيضاً مثل الصحن الزجاجي الذي تمسكه بإهمال في يدها، إن انكسر انتهى أمره، فتقبلني على جبهتي وهي تردد: "حبيبتي أنت يا سنو وايت".

أبتسم بزيف وأنا أسائل نفسي كيف أكون سنو وايت في وجود مهند؟ لم أنس يوماً بكائها وهي تجلس بجواري يوم كنت ذاهبة في رحلة مع المدرسة، اقتربت مني وأنا على طاولة الإفطار وعيناها متورمتان من السهر والبكاء، لتقول بأنها رأتني في نفس الكابوس ثلاث مرات، وراحت تقص كابوس كنت اُغتصب فيه من قبل فأر رمادي سمين بلا رحمة، أخذ يأكل طعامه من فرجي غير المبتور، بعدما ملأه بسائله الذي يحمل ملايين الجرذان إلى رحمي.

كانت أمي تخبر أعداء نظريتها في الختان، بمناسبة أو بدون، بأنني فتاة صالحة رغم أنني لم أختن مثلهم ومثل بناتهم، تخبرهم كم أنا قريبة من الله، أصلي وأقيم الليل وأحب الثياب المحتشمة وأرفض الاختلاط... مجاز في رصيف22

تمسكت يومها بصمتي وأخفيت شيئاً لا يشبه البكاء ولا الضحك، يشبه الخزي والعار، تمنيت لو كنت أملك وعياً يجعلني أتخلى عن الرحلة لأرحمها من خوفها، أو أملك وعياً أستطيع من خلاله مواجهتها بما يدور في رأسها المسموم ويجعلها ترى مثل هذه الكوابيس المريضة.

جوهر الخدعة

لاحظت خلال سنوات المراهقة الممتدة من الإعدادية حتى نهاية الثانوية العامة، أن كراهية الجنس والخوف منه رابط مشترك بيني وبين صديقاتي الناجيات من الختان، أما الصديقات المختونات فكن يستمعن لمخاوفنا وكراهيتنا للجنس دون مشاركة، كان خيالهم فارغاً من حكايات لا تحتمل سذاجتها، ترويها لنا أمهات وخالات كتعويض نفسي لهن عن ختاننا، أو كوسيلة بديلة ليطمئن قلبهم نحو فكرة غروب رغبة الجنس من حياتنا إلى الأبد، فنحن الناجيات كنا نتبادل حكايات أهالينا التي تدسّ لنا لنفهم أن الجنس قذارة وتوابعه دموية.

حكت لنا شمس صديقتي مرة في فسحة المدرسة أن والدتها أخبرتها أنه كان لها جارة في الماضي، زوجها طال سفره، فعاشرت حماراً وحملت منه، وماتت وهي تلد المسخ الذي ترعرع في بطنها، وشاركتنا نيلي في آخر حصة العربي بقصة أخبرتها بها عمتها العجوز، حول فتاة كانت تحب الجنس فتحول جسدها لشيء قابل للحمل، وأنها حين فكرت في الجنس كثيراً حملت بمجرد استخدامها لمنشفة والدها التي كان عالقاً فيها بعض حيواناته المنوية فأصبحت أماً لأخيها.

أما أنا فحدثتهم عند بوابة المدرسة، قبل طابور الصباح، كيف أفسدت أمي هوسي برومانسية مسلسل نور التركي، أخبرتهم وأنا أشعر بالعظمة أن وراء كواليس هذا المسلسل الساحر شيء مقزز، فالبطلة نور يقال إنها حملت من البطل مهند أثناء تصوير المسلسل والعلم عند الله، أما أسما فاستطاعت أن تفسد علينا فرحتنا بموسم "ستار أكاديمي"، فأختها الكبيرة ووالدتها دائماً لديهما مصادرهما الخاصة التي تروي لهم كواليس حكايات المشتركين، في عصر لم يكن للإنترنت وجود، كان مجرد اختراع تحكي عنه كتب المدرسة، مثل المكوك الفضائي.

 روت لنا أسما حادثة تخص إحدى المشتركات التي تم استبعادها من البرنامج الأسبوع الماضي، فأصبحت تستخدم "خيارة" لتصل لنشوتها الجنسية كبديل للرجل، فهي غير متزوجة في الحقيقة، وقد اعتادت أثناء تواجدها في البرنامج على معاشرة اثنين من المشتركين الذكور اللذين يقيمون معها في نفس الأكاديمية والذين من المفترض أنهم فرسان أحلامنا، وكيف توفيت أثناء خضوعها لعملية جراحية لاستئصال باقي الخيارة من مهبلها، وأن من فضح سرها هو الطبيب المعالج.

 وأخرى تروي كيف الرغبة في الجنس تثير الجن وتحضره، وأخرى تصف كيف تدمر حيوات البنات في حضور جن عاشق، وأخرى تحكي مصير المواليد الذين ينتمي آباؤهم إلى جنس الجن، وأخرى تسرد هموم ليلة الدخلة وكم هي قاسية ولا إنسانية على أي بنت...إلخ.

مرت الأيام واقتربت من عمر السادسة عشر ولم أكف يوماً، منذ أن أدركت بعض الحقائق وغمرني الوعي بلطفه، عن تمني لو أنني تعرضت للختان الطبيعي وانتهى الأمر بعده، لو أنني ختنت ونزلت علي السكينة والراحة، ورحت أمضي حياتي وأنا مختومة بختم الشرف والعفة والبياض إلى الأبد، لأتجنب سمها التي تحاول دسه في عسل ومر وحامض حياتي، لأتجنب قلقها وألمها المبهم وعذابها الذي لا ينتهي، ومحاولتها المستمرة بختاني بكل الطرق الباردة وغير المباشرة التي لا تلحق في النهاية بعضوي التناسلي الدم والصديد، لأتجنب آلية التجميد التي تنحرني بها، آليتها التي تجعلني أعيش في قالب من الثلج لأكف عن الشعور بالحياة، وفي نفس الوقت أجزائي مترابطة وشكلي كما هو لا ينقصه شيء.

كانت تخبر أعداء نظريتها طوال الوقت بمناسبة أو بدون بأنني فتاة صالحة رغم أنني لم أختن مثلهم ومثل بناتهم، تخبرهم كم أنا قريبة من الله، أصلي وأقيم الليل وأحب الثياب المحتشمة وأرفض الاختلاط، كانت تخنق عنقها بكفيها مع كل نفس أخرجه يدل على بقائي في هذه الحياة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image