شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"مو"... هل تكون أكثر متحورات كوفيد-19 خطراً؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 1 سبتمبر 202112:30 م

أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) أنها تراقب طفرةً جديدةً لكوفيد-19 قد تكون "أكثر مقاومة للقاحات"، كأول متغير مثير للاهتمام يُضاف إلى القائمة منذ حزيران/ يونيو الماضي. الطفرة التي أُطلق عليها اسم "مو" (Mu)، وعلمياً "B.1.621"، كانت قد رُصدت للمرة الأولى في كولومبيا مطلع هذا العام يُعتقد أنها أكثر مقاومة للأجسام المضادة.

في أحدث نشراتها عن الوباء، نُشرت مساء الثلاثاء 31 آب/ أغسطس، قالت WHO إن السلالة الجديدة تحتوي على طفرات قد تنطوي على خطر "هروب مناعي" أي مقاومة للقاحات، ما يجعل من الضروري إجراء مزيد من الدراسات عليها لفهم خصائصها بشكل أفضل.

ما مدى خطورتها؟

وتأتي التصريحات حول "مو" وسط تنامي القلق العالمي حيال الطفرات الجديدة لكورونا بينما تكافح دول العالم موجة رابعة من الجائحة التي تسببت في خسائر بشرية هائلة وأضرت بالاقتصاد العالمي بشدة. وجاءت الموجة الرابعة مدفوعة بتفشي متغير دلتا الشديد العدوى والسريع الانتقال لا سيّما بين غير الملقحين.

واحدة من خمس طفرات تراقبها الصحة العالمية وأول متغير يُصنف على أنه "جدير بالمراقبة" منذ أكثر من شهرين… رصد سلالة جديدة لكورونا قد تكون "أكثر مقاومة للقاحات". إليكم ما نعرفه عنها

وفي حين أن تحوّر جميع الفيروسات، بما في ذلك سارس-كوف-2 المسبب لـCovid-19، أمر عادي، كانت غالبية الطفرات ضئيلة أو معدومة الأثر على خصائص الفيروس. لكن بعض الطفرات أظهرت قدرة على تغيير خصائص الفيروس بشكل أدى إلى سهولة انتشاره، وشدة الأعراض الناتجة عنه، ومقاومة اللقاحات والأدوية المضادة له.

راهناً، تحدد الصحة العالمية أربع طفرات مختلفة لكورونا على أنها "مثيرة للقلق"، بما في ذلك "ألفا" المنتشرة في 193 دولة، و"دلتا" الموجودة في 170 دولة.

في غضون ذلك، صُنفت خمس متحورات على أنها "تجب مراقبتها" بينها "مو" التي رُصدت حالاتها في أوروبا وأمريكا الجنوبية والولايات المتحدة. لكن "مو" يُنظر إليها حتى الآن على أنها مشكلة محتملة أقل خطورة من سلالتي "دلتا" و"ألفا" من حيث سرعة الانتشار.

وعلى الرغم من أن انتشار "مو" العالمي لا يناهز الـ0.1 %، تحذّر الصحة العالمية من أن هذه الطفرة تشكل 39% من إجمالي الإصابات في كولومبيا، و13% من جملة الحالات في الإكوادور، مشددةً على أن تفشيها هناك "يزيد باطراد".

على الرغم من أن انتشار "مو" العالمي لا يناهز الـ0.1 %، تحذّر الصحة العالمية من أن هذه الطفرة "تنتشر باطراد" في الدول التي رُصدت فيها

سلالة جديدة في أفريقيا

وبالتزامن، أعلن علماء في جنوب أفريقيا عن سلالة جديدة لكورونا قد تزيد محنة القارة السمراء مع الوباء، أُطلق عليها اسم "سي وان. تو"، موضحين أنها ظهرت لأول مرة في أيار/ مايو الماضي في مقاطعتين محليتين. 

وأضاف العلماء أنه بحلول 13 آب/ أغسطس المنقضي، رُصدت السلالة نفسها في ست من مقاطعات جنوب أفريقيا التسع، بالإضافة إلى رصد حالات إصابة بها في الكونغو الديمقراطية والبرتغال وموريشيوس ونيوزيلندا وسويسرا.

بحسب العلماء، فإن التغيرات التي طرأت على الفيروس في هذه السلالة "ترتبط بزيادة قابلية انتقال العدوى" والقدرة على التهرب من الأجسام المضادة، ما عزز المخاوف من تفشيها بدرجة أكبر وأسرع حول العالم.

في سياق متصل، اقترح توليو دي أوليفيرا، مدير معهد بحوث الجينوم في جنوب أفريقيا، أن يكون ضعف الجهاز المناعي لدى عدد كبير من الأفارقة هو ما يجعلهم عرضة للإصابة بطفرات كوفيد-19 المختلفة. 

الخطر الأكبر لزيادة متحورات كورونا هو إطالة أمد الوباء. راهناً، حددت منظمة الصحة العالمية أربع طفرات مختلفة لكورونا على أنها "مثيرة للقلق"، بينما صُنفت خمس متحورات على أنها "تجب مراقبتها" بينها "مو"

وتعد أفريقيا موطناً للعديد من الفيروسات والأمراض الوبائية. لذا شدد دي أوليفيرا على أنه "ينبغي لنا السيطرة على الجائحة في القارة التي لديها أكبر عدد من السكان يعانون مثبطات المناعة في العالم"، متابعاً أن "جنوب أفريقيا تجازف حقيقة بأن تصبح واحدة من مصانع إنتاج الطفرات في العالم".

"انقسامات جغرافية وجيلية ومجتمعية"

ويتمثل الخطر الأكبر لزيادة متحورات كورونا في إطالة أمد الوباء، وما يتبع ذلك من حدوث تغيرات هائلة حول العالم على عدة أصعدة، بما في ذلك تغيرات اقتصادية وسياسية ومجتمعية.

يتضح هذا في الدراسة التي أطلق المجلس الأوروبي نتائجها أخيراً والتي كشفت عن حدوث "انقسامات ضارة جغرافياً ومجتمعياً وبين الأجيال في جميع أنحاء أوروبا يمكن أن تشكل سياسات القارة لسنوات قادمة" جراء جائحة الفيروس التاجي.

وأظهرت النتائج أن الأشهر الـ18 الماضية أثرت بشكل كبير على دول الاتحاد الأوروبي والفئات العمرية وعلى الأفراد في القارة. وليس صعباً أن نتخيل آثاراً أشد قوة في مناطق أخرى من العالم كانت أكثر تضرراً من الوباء، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image