شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
حقائب سفر ملؤها المحبة... سيّاح أردنيّون يحملون الدواء إلى لبنان

حقائب سفر ملؤها المحبة... سيّاح أردنيّون يحملون الدواء إلى لبنان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 30 أغسطس 202105:44 م


هذا الصيف، تصيب زيارة بعض السائحين الأردنيين إلى لبنان عصفورين بحجر واحد، أولهما السياحة وقضاء إجازة نهاية الصيف بعد أن أضحى لبنان وجهة سياحية رخيصة تلائم جيوب الأردنيين، نظراً لهبوط سعر الليرة اللبنانية. والعصفور الثاني هو حمل وإرسال تبرعات أغلبها عينية إلى الأصدقاء اللبنانيين المحرومين منذ شهور من سلع أساسية وحيوية، على رأسها الأدوية والمنتجات الصحية، مثل الفوط للنساء وحفاضات الأطفال وألبانهم.

ويأتي التضامن الأردني على المستوى الشعبي من دون تدخل أو تنظيم من مؤسسات حكومية أو أهلية (خيرية). وانتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي نداءات شابات وشباب أردنيين تتضمن استعدادهم لحمل أدوية أو مستلزمات طبية إلى لبنان في رحلاتهم، مقدمين خدماتهم مجاناً لمن يسعى إلى إيصال هذا النوع من المساعدات إلى أصدقائه أو عائلته في لبنان. 

لبنان يستحق

#لبنان_يستحق هكذا ختم الشاب الأردني موسى أبو قاعود منشوراً كتبه على حسابه على فيسبوك في 24 أغسطس/ آب، أثناء زيارة إلى لبنان. كتب: "يعاني لبنان من ظروف صعبة وموجعة، لم يعتد من يحب بيروت بتفاصيلها أن يعيش مثلما يعيش أهلها هذه التجربة القاسية من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي، شح البنزين والمازوت، نقص حاد في الأدوية.... نكبة حلت على هذه البلد".

وأضاف: "أنا مستعد للمساعدة. لبنان يحتاج الدعاء والدعم. أي من الأصدقاء لديه أية طريقة لإيصال الأدوية، فأنا مستعد للمساعدة، وموجود حالياً في بيروت. وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه".

 

وقبل أيام من زيارتها للبنان، نشرت الشابة الأردنية عبير بركجيان عبر حسابها على فيسبوك: "أصدقائي أنا رايحة على بيروت يوم الأربعاء، وبدي آخذ معي فوط صحية نسائية للتبرع لجمعيات هنا، الي بحب يساعد بشراء أي كمية سواء نقداً أو يشتري بنفسه أنا بحملهم معي لهناك".

تواصل رصيف22 مع أماني حمّاد، وهي واحدة من الشابات الأردنيات اللواتي قدمن مساعدات نقدية وعينية شملت فوطاً صحية نسائية، قدمتها إلى عبير بركجيان قبل ذهاب الأخيرة إلى بيروت، تقول أماني: "لبنان وبالأخص بيروت، لها فضل كبير على أغلب الأردنيين، فطالما كانت الملاذ الجميل الذي نقضي فيه أجمل عطلنا ورحلاتنا طوال السنة، وهذا أقل واجب منا نحوها".

"أصدقائي أنا رايحة على بيروت يوم الأربعاء، وبدي آخذ معي فوط صحية نسائية للتبرع لجمعيات هنا، الي بحب يساعد بشراء أي كمية سواء نقداً أو يشتري بنفسه أنا بحملهم معي لهناك"

وتضيف أماني: "طبعاً أرسلت فوطاً صحية نسائية. ما سمعته وقرأته من أخبار عن شح الفوط النسائية جعلني أتخيل نفسي أو واحدة من أخواتي في مثل هذا الوضع البائس، هذا أمر مرفوض أن يبقى مستمراً على أخواتنا في لبنان، وفور قراءتي لبوست عبير تواصلت معها والتقيتها في مكان قريب من منزلها وقدمت لها كميات أتمنى أن تكفي ثلاث عائلات من فوط نسائية وأعطيتها بما قدرني به الله من تبرعات نقدية". 

النساء يعانين... النساء يبادرن

كشفت دراسة نفذتها منظمة "في-مايل" بالشراكة مع منظمة "بلان انترناشيونال" في يوليو/تموز الماضي، أن النساء والفتيات في لبنان يعانين من صعوبة في الوصول لمستلزمات الدورة الشهرية، بسبب الارتفاع الشديد في الأسعار، الناتج عن الأزمة الاقتصادية وانهيار العملة اللبنانية، ومن نحو 300 سلعة شملتها سلة الدعم الحكومية، لم يجد المسؤولون بين الحليب المحلى المكثف والكاجو مكاناً للفوط الصحية أو مستلزمات النظافة الشخصية التي ارتفعت أسعارها بنسبة 500%.

وبيّنت الدراسة أن نساء وفتيات كثراً يستخدمن الفوط الصحية لفترة أطول، أو يلجأن إلى أصناف بخسة الثمن، أو يستعضن عنها بحفاضات أطفال، إذا توافرت، أو قطع قماش وثياب قديمة، وكل هذا يتسبب في معاناتهن من الالتهابات والحساسية، بسبب عدم تمكنهن من شراء مستلزمات الدورة الشهرية ومنتجات النظافة المناسبة.

فريهان الحسن صحافية أردنية روت لرصيف22 عن تجربتها قبل زيارتها لبيروت قبل حوالى ثلاثة أسابيع، قالت إنها عندما هاتفت صديقتها اللبنانية وأخبرتها عن نيتها زيارة بيروت: "فوراً قالت لي، أرجوك جيبي معك أدوية إذا قدرتِ، عنا نقص حاد في الأدوية وأعرف جمعيات في لبنان للتبرع لها".

وعن الأدوية التي أخذتها معها إلى لبنان تقول فريهان: "أغلبها مسكنات آلام صداع ومفاصل، مثل بنادول وريلاكسون، كنت أتمنى أن أنقل كميات أكبر لكنني خفت من مساءلتي في المطار... الله يعينهم، حرام يصير هيك بلبنان".

عندما هاتفت فريهان الحسن صديقتها اللبنانية وأخبرتها عن نيتها زيارة بيروت، فوراً قالت لها: "أرجوك جيبي معك أدوية إذا قدرتِ، عنا نقص حاد في الأدوية"

وكانت لتهاني شرايعة تجربة مختلفة وفق ما سردته لرصيف22، وهي أردنية من أم لبنانية. حدث قبل شهر أن توفيت ابنة خالتها في بيروت وقررت الذهاب لتقديم العزاء، قالت: "عندما علموا أقاربي في لبنان أنني سآتي، انهالت علي الاتصالات. كنت أعتقد أنها لتعزيتي، لكن ما ذبحني حرفياً أنها كانت لحمل معي فوط نسائية وفوط أطفال، ومسكنات كالبنادول، حتى أن أحد أقاربي طلب مني أدوية القولون والمعدة".

ويقدم أردنيون تبرعات للبنان بشكل فردي بطرق أخرى عبر مشاركات روابط إلكترونية تقدم التبرعات، مثل موقع "دورتي" الذي يقدم تبرعات لتأمين الفوط الصحية النسائية.

 وعلى الصعيد الرسمي، أرسل الأردن مساعدات إلى لبنان مرتين، تنفيذاً لتوجيهات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني شملت إرسال طائرات مساعدات طبية.

 كذلك أرسلت مؤسسة "الحسين للسرطان" قبل أسبوعين مساعدات دوائية لمركز "سرطان الأطفال" في لبنان.

 لا تزال المساعدات الأردنية إلى لبنان قائمة على المبادرات الفردية التي قد تخفف من معاناة بعض الأفراد لمدة لا تزيد على بضعة أسابيع، إلا أنها تمثل – رغم ذلك- نقطة نور وسط ظلام انقطاع الكهرباء والدواء عن لبنان.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image