شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"عار على عمامة رئيسي ولحيته"... إيران تقرّ بانتهاكات "إيفين" عقب قرصنة كاميرات المراقبة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 24 أغسطس 202105:51 م

في تصرف نادر، أقر رئيس منظمة السجون الإيرانية محمد مهدي حاج محمدي بالانتهاكات التي أظهرتها صور ومقاطع فيديو مسربة من داخل سجن إيفين السيىء السمعة الذي يضم آلاف السجناء السياسيين والجنائيين.

وعبر تويتر، غرّد حاج محمدي، الثلاثاء 24 آب/ أغسطس: "بخصوص صور سجن إيفين، أقبل تحمل المسؤولية عن هذه السلوكيات غير المقبولة، وعن الالتزام بمحاولة عدم تكرار مثل هذه الأحداث المأسوية والتعامل بصرامة مع الجناة".

وأضاف: "أعتذر من الله عز وجل، ومرشدنا العزيز والأمة النبيلة وحراس السجون الشرفاء الذين لا يمكن تجاهل جهودهم بالطبع تحت تأثير هذه الأخطاء"، دون توجيه أي اعتذار لضحايا سوء المعاملة والتعذيب أنفسهم.

ومنذ الأحد 22 آب/ أغسطس، تتداول مواقع إيرانية تبث من خارج البلاد عدداً من الصور والفيديوهات التي حصلت عليها مجموعة من الهاكرز أطلقت على نفسها اسم "عدالة علي" بعد اختراق كاميرات المراقبة في "إيفين" -أكبر السجون الإيرانية.

محاولات انتحار لسجناء، وسحل أحدهم عدة أمتار، والضرب المبرح… مجموعة قراصنة تخترق كاميرات مراقبة سجن إيفين وتفضح مشاهد التعذيب من داخله، ورئيس منظمة السجون الإيرانية يعتذر من الجميع إلا من الضحايا

ضرب مبرح وسحل ومحاولات انتحار

وفي المقاطع المتداولة، والتي كانت "مجموعة تبندكان (أي النابضون)" النشطة في مجال الفضاء السيبراني ضد النظام الإيراني أول من يبلغ عنه، يظهر أحد الحراس وهو يدفع سجيناً مكبل اليدين أمامه بعنف قبل لكمه بقوة على رأسه، لينضم إليه حارس آخر في ركل مؤخرة السجين الذي سقط على الأرض وبدأ في التوسل للتوقف عن ضربه.

جرى كل هذا بينما كان أربعة حراس آخرين يشاهدون مشهد الضرب دون تدخل لمنعه، وهو ما يؤشر إلى أن مثل هذا السلوك معتاد داخل إيفين.

في مشهد آخر، ظهر سجين فاقداً الوعي، في ساحة السجن على ما يبدو، ويصل حارسان لسحله إلى الداخل مسافة طويلة بما في ذلك جراً على السلالم. كان الجميع يشاهد أيضاً، بمن فيهم أحد المعممين، دون تدخل.

وظهر في أحد المقاطع سجين وهو يحاول الانتحار عبر تحطيم مرآة الحمام لقطع شرايينه. ثم ظهر عدد من رفاقه وهم يسحبونه إلى داخل العنبر على الأرجح. وقد وثقت لقطات محاولة سجينة في عنبر نسائي أيضاً الانتحار وأنقذتها زميلاتها.

ومن داخل عنبر نسائي، صورت مشاهد لمشادة حامية بالأيدي والأرجل بين سجينتين دون أن يتدخل أحد من الحراس للفصل بينهما. ومشاجرة أخرى عنيفة بين سجينين في الحمام دون تدخل الحراس.

ونجحت مجموعة القرصنة، "عدالة علي"، في نشر رسالة عبر كاميرات المراقبة داخل السجن، قالت فيها: "مستمرون في الاحتجاج حتى حصول المعتقلين السياسيين على حريتهم". وكذلك: "إيفين وصمة عار على العمامة السوداء واللحية البيضاء لـ(الرئيس الإيراني) إبراهيم رئيسي".

في أحد المقاطع، لكم أحد الحراس سجيناً مكبل اليدين على رأسه، وانضم إليه زميله الذي تمادى في ركل مؤخرة السجين الذي سقط على الأرض وبدأ في التوسل للتوقف عن ضربه

 وأوضحت "مجموعة تبندكان" أن "عدالة علي" قامت بقرصنة كاميرات إيفين لغرض "فضح انتهاكات حقوق الإنسان كخطوة أولى في كفاحها".

من جهتها، بيّنت "عدالة علي" في بيان أن "كل إيراني يكافح من أجل الحرية يدرك عمليات الإعدام الفاضحة التي يمارسها النظام والسجون السرية والمروعة لخنق أصوات المناضلين، وعزم الكثير من المواطنين على إسماع احتجاجاتهم للجميع وكشف الستار عن المعاملة الوحشية مع الشعب الإيراني".

وشددت على أن "المعاملة الوحشية" للنظام مع الناس "تُشاهد كل يوم في الشوارع والجامعات والسجون ومراكز الاعتقال. واليوم سنفضح القمع في سجن إيفين ولن نسمح لهذا النظام بالتستر مرة أخرى".

ولفتت المجموعة إلى أنها حصلت أيضاً على صور من عنابر وملفات سجناء سياسيين وبعض الوثائق السرية تعهدت نشرها لاحقاً، قائلةً "سنواصل فضح القمع الذي يمارسه إبراهيم رئيسي والنظام على الشعب".

وفي حين لا تتوفر معلومات سابقة عن "عدالة علي" ونشاطها، ربط البعض بين أسلوب عملها وطريقة مجموعة تبندكان التي سبق أن اخترقت، عام 2018، شاشات مطار مشهد، ونشرت رسائل دعم لاحتجاجات كانون الثاني/ يناير ذاك العام المناهضة للنظام، عبرها.

وفي مناسبة أخرى أعقبتها بفترة وجيزة، أعلنت المجموعة مسؤوليتها عن اختراق كاميرات مطار تبريز بطريقة مماثلة ونشر رسائل على شاشاته لدعم الاحتجاجات المناهضة للنظام مع وسمي: "الإضراب العام" و"إضراب سائقي الشاحنات".

"المعاملة الوحشية (للنظام مع الناس) تُشاهد كل يوم في الشوارع والجامعات والسجون ومراكز الاعتقال. واليوم سنفضح القمع في سجن إيفين ولن نسمح لهذا النظام بالتستر مرة أخرى"

كيف يحدث هذا في بلد مسلم؟

وانتقد العديد من المعلقين الإيرانيين عدم توجيه حاج محمدي اعتذار لضحايا سوء المعاملة، مستهجناً عدم توضيحه الإجراءات التي سيتخذها لضبط حقوق الإنسان في السجن، ومستغرباً "كيف يحدث هذا في بلد مسلم؟".

ونشرت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة المقاطع عبر حسابها في تويتر معلقةً عليها: "أعلن إبراهيم #رئيسي_جلاد67 في 17 شباط/ فبراير 2021 أن #حقوق_الإنسان تحظى باحترام كبير في سجون #إيران. لكن الواقع يختلف تماماً وتم فضح جرائم #النظام_الإيراني عن طريق اختراق نظام الكمبيوتر الخاص بسجن إيفين. احكموا بنفسكم؟!".

وفي حين تجاهلت وسائل الإعلام المحلية -عدا التلفزيون الحكومي الذي نقل تغريدة حاج محمدي- فضيحة اختراق كاميرات إيفين، تجرأت صحيفة "همدلي" المحلية بالإشارة إليها، وتحميل سلطات السجن والقضاء المسؤولية عما وصفته بـ"الاختراق/ التحدي الأمني الكبير"، مشيرةً إلى أن "كمية المعلومات" التي باتت في أيدي القراصنة غير معروفة.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image