شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
رسالة بفوات أوان الحوار... سعيد يسخر من المطالبين بخارطة طريق

رسالة بفوات أوان الحوار... سعيد يسخر من المطالبين بخارطة طريق

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 21 أغسطس 202105:53 م

سخر الرئيس التونسي قيس سعيد من المطالبين بإعلان خارطة طريق لإدارة المرحلة المقبلة، مع اقتراب نهاية الشهر الذي حدده في 27 يوليو/ تموز الماضي، لسريان إجراءاته الاستثنائية التي منحته سلطات كاملة من دون رقابة برلمانية. 

ودعا الرئيس التونسي المطالبين بخارطة طريق لإنهاء المرحلة الاستثنائية إلى البحث عنها في كتب الجغرافيا. وقال: "يتحدثون عن خارطة طريق، فليعودوا إلى الخرائط وهذه المفاهيم التي تأتينا من الخارج، ويرددها البعض دون أن يعرف معناها، من يتحدث عن خرائط فليذهب إلى كتب الجغرافيا وليبحث عن الخرائط في كتب الجغرافيا والمواقع الجغرافية". 

وأضاف: "خريطة الطريق الوحيدة التي أسلكها وسأسلكها بثبات وعزم، هي الخريطة التي وضعها الشعب التونسي"، من دون أن يوضح تفاصيلها.

وأثار الرئيس التونسي جدلاً آخر بعدما أعلن عن محاولة جرت لاغتياله من قبل "أطراف إسلامية"، وعيَّن رجل أمن مُتهماً في قضايا قتل المتظاهرين في ثورة 2011 في منصب كبير في وزارة الداخلية، وهو ما أيقظ حالة غضب بين عائلات ضحايا الثورة وشبابها. وطالبت حركة النهضة النيابة العامة – التي يديرها قيس سعيد- بفتح التحقيق فوراً في ما قاله الرئيس عن محاولة اغتياله، خاصة أن الاتهام موجه إلى "أطراف إسلامية".

مع اقتراب مهلة الشهر على الانتهاء، دعا الرئيس التونسي المطالبين بخارطة طريق لإنهاء المرحلة الاستثنائية إلى البحث عنها في كتب الجغرافيا

من المُتحدثون عن خارطة طريق؟

وعد الرئيس التونسي نفسه في نهاية يوليو/ تموز الماضي، بالإعلان عن خارطة طريق تعيد العمل بدولة المؤسسات وتنهي حالة الاستثناء من دون أن يحدد موعداً لإعلانها. وطالبت أطراف دولية، من بينها الوزارتان الخارجيتان الأمريكية والألمانية، بالإسراع في الإعلان عن تلك الخارطة والبدء في تنفيذها في القريب العاجل، حتى تعود تونس إلى "الاستقرار الدستوري". 

وفي الثالث من آب/أغسطس الجاري، أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل - الذي أبدى ترحيباً متحفظاً على إجراءات سعيد، وتعده القوى المعارضة حليفاً له- عن وضع "خارطة طريق" لإدارة المرحلة المقبلة من مستقبل البلاد.

أكاديمي تونسي: حديث قيس سعيد موجه إلى الداخل والأحزاب التي تحاول جر الرئيس إلى حوار

وفي 7 آب/أغسطس، أعلن بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية أن سعيد تعهد للرئيس إيمانويل ماكرون تقديم خارطة طريق للمرحلة المقبلة وبأسرع وقت.

في رأي الأكاديمي التونسي والباحث الاقتصاد السياسي حسان القبي، فإن حديث قيس سعيد موجه إلى الداخل والأحزاب التي تحاول جر الرئيس إلى حوار، و"هو يعرف أن خارطة الطريق مهمة جداً وضرورية في المرحلة المقبلة، خاصة لشركاء تونس في الخارج، وفي مقدمتهم صندوق النقد الدولي الذي يعد أحد موفري متطلبات تونس المالية". 

وقال القبي لرصيف22: "لن يكون مقبولاً للرئيس الموافقة على أي مبادرات أو حوار من اتحاد الشغل أو غيره، كان ذلك ممكناً قبل قرارات 25 تموز/يوليو الماضي، لكن وضع تونس الخارجي والداخلي سيفرض على الجميع خارطة طريق".

شهداء الثورة

وحملت وسائل التواصل الاجتماعي آراء تونسيين غاضبين من اختيار الرئيس سعيد للعميد خالد المرزوقي في منصب المدير العام لوحدات التدخل (قوات التدخل السريع لحفظ الأمن العام)، وهو متهم في واحدة من قضايا قتل شهداء الثورة التونسية، ولا تزال التحقيقات جارية فيها أمام القضاء.

ودانت عائلات شهداء الثورة في منطقة تالا التي كان المرزوقي مسؤولاً عن قوات التدخل فيها (التي صار قائداً عاماً لها) إبان الثورة، اختيار المسؤول الشرطي في هذا الموقع، معتبرين أنه مسؤول بشكل مباشر عن "قتل حمسة من شباب منطقة تالة في 2011 وإصابة عديد الجرحى".

حملت وسائل التواصل الاجتماعي آراء تونسيين غاضبين من اختيار الرئيس سعيد للعميد خالد المرزوقي في منصب المدير العام لوحدات التدخل، وهو متهم في واحدة من قضايا قتل شهداء الثورة التونسية

وخاطب حلمي الشنيتي وهو شقيق غسان الشنيتي الذي قتل في تالة يوم 8 كانون الثاني/يناير2011، في مقطع فيديو نشره على فيسبوك، أن "كل ساكني تالة يعرفون أن خالد المرزوقي متهم في قتل وإصابة أبنائهم وإهانتهم".

وأضاف الشنيتي: "يا سيادة الرئيس، طالما أنت لصيق بإرادة الشعب، كيف تقبل تعيين شخص ارتبطت به قضايا القتل العمد والمشاركة في القتل على رأس وحدات التدخل؟ كيف يحدث ذلك ونحن نتحدث عن تونس ما بعد الثورة، وتونس ما بعد 25 جويلية وتونس 'لا سبيل للرجوع إلى الوراء'؟". مستطردًا "ها نحن قد عدنا إلى المنظومة القديمة التي قتّلت وشرّدت!".

في رسالتها إلى الرئيس سعيد في 20 آب/ أغسطس، كتبت ليلى حداد النائبة البرلمانية عن حركة الشعب الداعمة بشكل مطلق له، ومحامية عن عائلات شهداء وجرحى الثورة منذ 2011: "سيدي رئيس الجمهورية قيس سعيد، أعلمك أن عائلات الشهداء وجرحى تالة لم يغمض لهم جفن بعد تعينك أحد المتورطين في قتل أبنائهم من القيادة الأمنية. أعلم علم اليقين أنك غير مطلع على قائمة المتورطين في قضية شهداء وجرحى تالة والقصرين، ولكن رغم هذه السنين فجرح عائلات الشهداء ما زال غائراً، وأنت من ساندتهم في إضراب الجوع بعد أن تم إطلاق سراحهم (سراح المسؤولين عن قتل الشهداء) في صفقة قذرة في 2014. فرجائي، لا تكن رصاصة ثانية".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image