تواصل أمس لليوم الثاني، قصف المدفعية الإسرائيلية لقرى في الجنوب اللبناني، بعد يوم من تعرض مستعمرات إسرائيلية للقصف، في 6 آب/أغسطس، أطلقت من جنوب لبنان، وهي المرة الخامسة خلال ثلاثة أشهر.
اتهمت إسرائيل في البداية فلسطينيين لاجئين في الجنوب اللبناني، إلا أن اللوم انتقل ليشمل حزب الله، ما يشير إلى تغيير لافت في المنطقة بعد 15 عامًا من نهاية آخر صراع مسلح مباشر بين إسرائيل وحزب الله.
ووثق مقطع فيديو بثته قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله إطلاق 19 صاروخاً باتجاه الحدود الإسرائيلية ومرتفعات الجولان، رداً على الغارات التي شنتها إسرائيل في اليوم السابق، والذي تزامن مع الذكرى السنوية لانفجار المرفأ.
ورد الجيش الإسرائيلي على الهجمات الصاروخية بقصف مدفعي باتجاه الأراضي اللبنانية، مع تحليق المقاتلات الإسرائيلية على ارتفاع منخفض. وفي المقابل؛ تم فتح الملاجئ في المستوطنات الواقعة في مرمى صواريخ حزب الله.
خسائر لبنان من القصف الإسرائيلي لم تقف هذه المرة عند النتائج المباشرة لعمليات القصف، بل امتدت إلى إشعال فتيل طائفي في الجنوب اللبناني المحتقن
دروز يعترضون حزب الله
خسائر لبنان من القصف الإسرائيلي أمس لم تقف عند النتائج المباشرة لعمليات القصف، بل امتدت إلى إشعال فتيل طائفي في الجنوب اللبناني المحتقن.
إذ أفادت وكالة رويترز أن مقاتلي حزب الله الذين أطلقوا صواريخ باتجاه القوات الإسرائيلية من لبنان، واجهوا اعتراض سكان محليين في قرية تقطنها أغلبية درزية، في خطوة اعتبرتها الوكالة "تحد نادر للحركة الشيعية المدعومة من إيران".
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما نشره أفيخاي أدرعي المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، وبثته محطات تلفزيونية لبنانية، حشداً من الرجال يتجمعون حول شاحنة زرقاء محملة بقاذفات الصواريخ في قرية شويا ذات الغالبية الدرزية، ويمنعونها من التحرك.
هؤلاء أهالي بلدة شويا الدروز في قضاء حاصبيا جنوب #لبنان منعو حزب الله بأستخدام بلدتهم لمنصة صواريخ حتى يتسنى إسرائيل بقصف بلدتهم ومن ثم قامو بضربهم وهروب بعضهم من الموقع ومصادرت الصواريخ من حزب الله
— مزعل السعيدي (@mazal_alsaidi) August 6, 2021
??pic.twitter.com/sNhF6z5m9y
ويظهر في الفيديو أن الشاحنة التي اعتراضها الدروز تتطابق مع الشاحنة التي أطلقت الصواريخ في الفيديو الذي بثته قناة المنار.
وقال الجيش اللبناني في بيان إنه أوقف "الأشخاص الأربعة الذين أطلقوا الصواريخ، وصادر قاذفة الصواريخ المستخدمة في العملية"، لكن تم الإفراج عنهم في وقت لاحق. ورد حزب الله إن الإطلاق جرى "في منطقة حرجية بعيدة تماماً عن المناطق السكنية حفاظاً على أمن المواطنين"، مؤكداً أنه أخذ على الدوام أقصى درجات الحذر لتجنب تعريض الناس للأذى "أثناء عمل المقاومة".
ولكن سرعان ما ظهر مقطع فيديو آخر لشباب من أنصار حزب الله يجبرون بائعي فاكهة ينتمون للطائفة الدرزية على مغادرة مواقعهم في بعض الطرق العامة، وذلك رداً على حادثة السيارة المحملة بالصواريخ التي تم وقفها في القرية. واندلعت مشاحنات بين الشيعة الدروز في مناطق أخرى.
وكتب وليد جنبلاط، السياسي الدرزي البارز على تويتر: "بعد الذي حدث في الجنوب وفي شويا بالتحديد نتمنى أن نخرج جميعاً من هذا الجو الموتور على التواصل الاجتماعي، وأن نحكِّم العقل ونعتمد الموضعية في التخاطب بعيداً عن التشنج".
ومن المنتظر أن يلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مساء اليوم، 7 أغسطس/ آب، خطاباً تم إعداده مسبقاً، يتوقع أن يتحدث فيه عن التوتر الجديد في جنوب لبنان.
لأنه لا يوجد ثبت موثوق بالمواقع التي تطلق منها صواريخ حزب الله او الفصائل الفلسطينية المسلحة في الجنوب اللبناني، يمكن مراجعة وقائع القصف الإسرائيلي لمعرفة إن كانت بالفعل قد استثنت المناطق الشيعية
على حافة الانزلاق الطائفي
هذه ليست المرة الأولى التي يشتبك فيها الدروز - الذين يمثل عددهم أكثر من 5% من الشعب اللبناني - مع حزب الله، إذ توجد وقائع عمل فيها الدروز اللبنانيون بالفعل ضد حزب الله في الماضي، واندلعت اشتباكات بين الطرفين مراراً، كان أبرزها في مايو/ أيار2008، الذي شعد اشتباكات مسلحة راح ضحيتها عشرات القتلي والجرحى، وتوقفت بعد اتفاق تهدئة وقعه وليد جنبلاط مع حزب الله.
يطلقون صواريخهم بعيداً عن الشيعة؟
جاء تداول الفيديو الذي سبقت الإشارة إليه مصحوباً باتهامات موجهة لحزب الله بتعمد إطلاق صواريخه نحو المستوطنات الإسرائيلية من مناطق لا تسكنها الأغلبية الشيعية، واعتبر مروجو هذا الطرح أن حزب الله يقدم على اختيار القرى التي تسكنها أعراق وأديان أخرى حتى يأتي الرد الإسرائيلي بعيداً عن الشيعة الذين ينتمي إليهم مقاتلو حزب الله.
ولأنه لا يوجد ثبت موثوق بالمواقع التي تطلق منها صواريخ تابعة لحزب الله أو للفصائل الفلسطينية المسلحة في الجنوب اللبناني، يمكن مراجعة وقائع القصف الإسرائيلي لمعرفة إن كانت بالفعل قد استثنت المناطق الشيعية.
فقد طال القصف الإسرائيلي العديد من القرى والتجمعات الشيعية في مختلف أنحاء لبنان، من دون تمييز بينها وبين البلدات التي تقطنها أغلبية سنية أو درزية. ومنها بلدات رأس العين (وهي غير رأس العين السورية)، والبازورية، والحلوسية وغيرها.
ما ينفي على الأقل، وجود مخطط "ناجح" لاجتذاب القصف الإسرائيلي بعيداً عن طائفة بعينها من اللبنانيين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون