"جه الوقت اللي رغيف العيش أبو 5 صاغ دا يزيد تمنه…. مهو مش معقول أدي 20 رغيف بتن سيجارة… على الهوا أنا بقولها لكل المصريين: هذا الأمر لازم يتوقف".
كان هذا مقطعاً من تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال افتتاحه، الثلاثاء 3 آب/ أغسطس، المدينة الصناعية الغذائية (سايلو فودز) بمدينة السادات بمحافظة المنوفية والمقامة على مساحة 135 فداناً.
في معرض حديثه عن رغبته في تقديم تغذية للأطفال بقيمة تناهز ثمانية مليارات جنيه مصري، مهّد السيسي لرفع أسعار الخبز المدعوم -السلعة الغذائية الأساسية في البلاد- لتوفير الأموال المطلوبة لتغذية طلاب المدارس.
#الرئيس_السيسي: عايزين بلدنا تعيش.. ومش معقول الـ20 #رغيف_العيش يكون بتمن سيجارة#النهار pic.twitter.com/QnXjI8bDHc
— Al Nahar TV (@AlNahar_TV) August 3, 2021
وأوضح: "مبقولش إن إحنا نغليه أوي زي ما بيتكلف علينا 60 ولّا 65 قرش، ولكن هذا الأمر (السعر الحالي) يجب أن يتوقف"، مشيراً إلى أن "الدولة ليها قدرات في أنها تقدم خدمات وأنشطة".
وتابع القول إنه بينما قد تنفق الحكومة سبعة جنيهات كسعر لوجبة الطفل يومياً، "متجيش أنت تقولي إيه: الرغيف بقى والنبي متقربش منه. لأ، هقرب منه. وأنا بقولها للناس كلها على الهوا. ليه؟ لأن إحنا ناس جادين وأمناء وشرفاء وكمان مأمونين على حياة الناس ومستقبلهم".
ويحصل كل مواطن مصري يمتلك بطاقة تموين على خمسة أرغفة مدعومة يومياً، يدفع عن كل رغيف خمسة قروش وتتحمل الدولة 55 قرشاً. وتنتج الدولة 270 مليون رغيف يومياً، ويستفيد 71 مليوناً و479 ألفاً و859 مواطناً من الخبز المدعوم، وفق البيانات الرسمية التي تشير إلى أن دعم الخبز يكلّف ميزانية الدولة 50.5 مليار جنيه سنوياً (نحو ثلاثة مليارات دولارات).
"الناس لازم تسرق حرفياً عشان تقدر تعيش"... #السيسي يمهد لزيادة أسعار الخبز، مقارناً السلعة الغذائية الرئيسية في #مصر بالسجائر، ومعلقون يحذرونه من "غضبة الجوعان" #إلا_رغيف_العيش
"إلا رغيف العيش"
في غضون دقائق، دشّن مصريون وسم #إلا_رغيف_العيش الذي تصدّر قائمة المتداول سريعاً في البلاد. واستهجن كثيرون المقارنة التي وجدوها غير منطقية بين "سلعة غذائية أساسية وسلعة ترفيهية اختيارية"، الخبز والسجائر.
ووصف معلقون غاضبون الرئيس المصري بأن "قلبه ميت" و"يضرب ولا يبالي"، وقال أحدهم ساخراً: "حقك يا كبير واللي يفتح بقه يبقى إخوان ويتنفخ".
وبينما أشار البعض إلى أن "الناس لازم تسرق حرفياً عشان تقدر تعيش"، حث آخرون السيسي على البعد عن "قوت الغلابة". وحذروا من "غضبة الجوعان" على غرار "ثورة الخبز" يومي 18 و19 كانون الثاني/ يناير 1977، في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، حين خرجت تظاهرات واسعة لفئات الشعب المطحونة بسبب ارتفاع أسعار أغلب السلع الأساسية.
في المقابل، تمنى البعض الإسراع برفع ثمن الخبز آملاً أن تكون القشة التي قصمت ظهر البعير وأن يشعل القرار "ثورة خبز" في البلاد. وكرر معلقون: "لما توصل للقمة اللي الغلابة مش لاقيين ياكلوا غيرها، يبقى لحظة الانفجار مابقيتش بعيدة خلاص!" و"يا رب تكون دي بداية نهايتك أيها الطاغية" و"ليتك تفعلها يمكن الشعب يحس على دمه ويتحرك".
بدوره، غرّد الإعلامي المصري المعارض أسامة جاويش: "في بلد يعاني من وجود 30 مليون مصري تحت خط الفقر وأكثر من 5 مليون تحت خط الفقر المدقع، يستمر السيسي في استهداف الغلابة والفقراء. هذا الجنرال لن يتوقف حتى يأكل المصريون من القمامة".
"عندما يكون سعر السيجارة يوازي 20 رغيفاً مدعوماً لمستحقيه، فهذا تسعير سليم وممتاز من الناحية الاجتماعية. يتيح الخبز للجوعى ويرفع كلفة التدخين ويجني منه الضرائب"... #إلا_رغيف_العيش يا سيسي
رغيف العيش "ضمانة ضد الفقر"
ومن وجهة نظر متخصصة، ردّ الصحافي الاقتصادي وائل جمال على تصريحات السيسي عبر فيسبوك، موضحاً: "عندما يكون سعر السيجارة يوازي 20 رغيفاً مدعوماً لمستحقيه فهذا تسعير سليم وممتاز من الناحية الاجتماعية. يتيح الخبز للجوعى ويرفع كلفة التدخين ويجني منه الضرائب".
وذكّر جمال بأنه "في 2008، مع أزمة ارتفاع أسعار القمح والمحاصيل الغذائية العالمية، اعتبر البنك الدولي أن دعم الغذاء (متضمناً الخبز) حمى 12% من الأسر المصرية من النزول تحت خط الفقر"، منبهاً إلى أن كل هذا كان "قبل التعويم وكورونا ورفع أسعار الكهرباء والطاقة".
وكانت دراسة لـ"قياس أثر فيروس كورونا على الأسر المصرية"، أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، الجهة الرسمية للتعداد والرصد في البلاد، نُشرت بتاريخ 20 حزيران/ يونيو عام 2020، قد وجدت أن أكثر من نصف الأسر المصرية (50.3%) اضطرت إلى الاقتراض من الغير لمواجهة نقص الدخل، 25% منها اقترضت لشراء الغذاء فقط. في حين لجأت 92.5% منها إلى أنواع أقل تكلفة من الطعام لسد احتياجاتها الغذائية. وبحسب البنك الدولي، فإن معدلات الفقر في مصر ارتفعت إلى 60% خلال عام 2019.
ومما أثار الغضب على نحو متزايد في تصريحات السيسي أن الارتفاع المرتقب لأسعار الخبز يعقب خفض وزن الرغيف المدعوم، في آب/ أغسطس الماضي، من 110 غرامات إلى 90، أي بفارق 20 غراماً للرغيف الواحد.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 10 ساعاتالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت