مجاز النترات
بعد عشرة أيام، تحل الذكرة الأولى لانفجار مرفأ بيروت المأساوي، الانفجار اللغز الذي رغم دويّه ما زال حتى الآن صامتاً، لا يشير لأحد. مثل كل شيء يحصل في بلادنا فقط، سنة كاملة لم يسفر التحقيق فيها عن شيء، لا عن مهمل ولا عن مخطئ ولا عن مسؤول، فيما أسفر الانفجار عن كثير من الضحايا المغلفين بهباب النترات.
نستعيد هنا نصاً للكاتب والشاعر اللبناني الراحل أنسي الحاج، نشر أول مرة في مجلة "شعر" في العدد 40 عام 1968 ولم ينشر بعدها كما أظن. كتب أنسي الحاج نصاً ما زال حتى الآن طازجاً. يسخر فيه من الطغيان ومن الغناء ومن المشاعر ومن "الفهلوة" اللبنانية التي تنقلب على ذاتها. يسخر من الفساد والاستزلام، من الألم ومن الموت ويسخر من السخرية أيضاً، أو قد لا يكون نصاً طازجاً كما أظن، إنما كل ما يحصل في لبنان أصبح مكروراً، سخيفاً، أبلهاً لفرط وضوحه، فتصبح الكتابة عنه البارحة أشبه بالكتابة عنه اليوم وغداً.
لما كان يتكلم كانوا يتركونه، فلما سكت قبضوا عليه. عندما يدور اللسان يكون أصلع، ويتوقف فيطلع له شعر. النظام يكره الشعر، لأنه يقال إن هذا لا يقاوم إغراء الربح.
لما كان يتكلم كانوا يضاحكونه، يعطونه حريمهم فيختار، وتلقى نساؤهم لديه السرور والعذاب، كان يعشقهن طبقياً (لا علاقة لهذه المقدمة بما يمكن أن يكتشف فيما بعد) ويخونهن خيانة طبقية. شيوعي؟ شيوعي ونصف! لا تفكروا بكداش توريز ماركس، هؤلاء عسكر. هو هارب من العسكرية. شيوعي منحرف باتجاه المستقبل الذي قيل إنه لن يتحقق. الفردوس: حين يبطل الشغل وتجري الثروة وتعرقل الترهات، بحريتها السكرانة، جرّاء السير اليومي للحياة. شيوعي شخصي، متمتع، يشتهي سعادة غيره ويحبّذها، إنه تقريباً مثلي.
قبضوا عليه وحطوه في المستشفى. لم يستنطقوه. قرروا أن أفكاره معروفة وأن أفعاله كانت حتماً ستكون معروفة. ثم إن لسانه انربط. كان يتناول حبوباً منومة تخدّر وتجدب. جعلته كالسطل. عوض أن يدافع عن نفسه صار يقول كل شيء ضد نفسه.
إنه تحت المعالجة، هنا، يعتزمون إنقاذه من المخدّر ليستأنف مواجهة الحقيقة ويعترف بأنها كذب، شيء من هذا القبيل.
اليوم الأول كاليوم الثاني وكل الأمور بيضاء. الضوء كالراهبة. الممرض الأبيض يشبه الموز، الإبرة، الحليب والجوع.
كان يقول: "شهران من الهدوء والنوم!". لم يكن يعنيها.
هناك جرس، بسبب الدير.
خاف علاء الدين من أن ينصرف ستالين بسرعة كما فعل البارحة، فقال متوسلاً: أستاذ يوسف، أستاذ يوسف، لماذا لا تبيت الليل عندي؟ بالله تبقى السهرة يا سيادة الرئيس... مجاز في رصيف22
بعد قليل ينام. "رأيت أحلاماً؟". سأله الطبيب. قال: "لا. آسف". ربّت الطبيب (رجل مليء بالرحمة كأنه مليء بالاستعداد لاحتقار الآخرين) على الشرشف فوق قدميه. خرج. تذكر علاء الدين (يعلن المؤلف أن هذا الاسم لغير مسمى وأن كل انطباق على الواقع هو مجرد صدفة مقصودة) تذكر أنه حلم وفاته التصريح بذلك للطبيب.
وحلم ليس أي حلم كان. حلم على مستوى ذروة.
شعر بفخر: واحد مثله يزوره في المنام، من؟
يوسف فيساريوتوفيتش ستالين! ... ما أطول الاسم! هناك أسماء أطول، لكن ستالين!... كان علاء الذين يقف مشدوهاً أمام الأسماء الجرارة المعقدة. تجعله يلهث كالكلب.
... وجاءه النوم.
علاء الدين. 30. لبناني. لون العينين: غنائي. الطول: يذوب أمام ولديه فتضيع المقاييس. الدين: هو.
- عند حدوث الجريمة/ في أي حالة يكون المجرم؟
- تقصد القاتل؟
- القاتل.
- سمعت هذا السؤال من قبل
- سمعت هذا الجواب من قبل. هل هناك كلام لم نسمعه من قبل؟
- ربما.
- ليتنا نفيق بعد النوم بذاكرات جديدة وتذوق الكلام الجديد. عندئذ تشرق الأشياء الجاهزة كالشمس. هل تبوخ الشمس؟
- صحيح.
- وربما تبوخ. حذار الكلام اللطيف. يتمثل لك أنه الشعر وهو ليس غير الحيلة. ربما تبوخ... انظر من القادم.
- هذا العملاق؟
- نعم. يوسف فيساريوتوفيتش ستالين.
أحييك، يوسف فيساريوتوفيتش. تفضل، أرجوك.
كان ستالين قد دخل من كل مكان. ولم يقدر علاء الدين أن يعرف كيف ولا لماذا تخلى عنه الطبيب فجأة واختفى. نظر إلى ستالين فرآه مغمضاً عينيه نصف إغماضة وشارباه مختلفان عما يظهران في الصور والسينما. وانفجر الصوت هادئاً من تحت الشاربين يقول:
- علاء الدين، علاء الدين، تبحث عن مريم العذراء والمطلوب يوسف!
خاف علاء الدين من أن ينصرف الزائر بسرعة كما فعل البارحة، فقال متوسلاً: أستاذ يوسف، أستاذ يوسف، لماذا لا تبيت الليل عندي؟ بالله تبقى السهرة يا سيادة الرئيس.
لم يلفظ ستالين كلمة. سحب ساعة الذهب واحتقرها بنظرة ثم أعادها إلى جيبه. خيّل إلى علاء الدين أنه لم يأخذ حماماً منذ أن اكتشف الانسان أن الدم أكثر مجداً من الماء. جلس ستالين قبالة علاء الدين وبينهما مسافة متر. كان هذا السفاح الكوني الشامل يسيل رقة. وبأسرع من لمح البصر، حمل علاء الدين مثل ريشة. حظه على ركبتيه. مسح علاء الدين دمعتين عن خدي ستالين وسأله: - زوزو، زوزو، لماذا تبكي يا حبيبي؟
لماذا يبكي؟ آه! لماذا يبكي! ماذا يجيبه؟ أيقول له: أبكي من وجع في لينين، أم في تروتسكي، أم في تيتو وغمولكا وتشرشل وبروتون وماركوز واريش ودوبتشيك، ومئات وألوف وملايين غيرهم من الخونة والأنانيين؟ كيف لهذا الغلام اللبناني المركنتيلي أن يفهم؟ أيقول له: أبكي من وجع في الله؟
- لا تقل إنك شاهدتني أبكي. فاهم؟
- لكننا في حلم! الحجار تبكي في الحلم. أنت الآن حر أيها الرفيق!
- أنا حر لكن أنت لا. لقد عرفت سرّاً من أسراري.
- طيب سأنسى. البارحة لم نتحدث. أرجوك أبق. لا تتركني للزمن.
- أنا معك أيها الإنسان المحب للعذاب. لا تخف.
- معي؟ قال معي! عندما تذهب أفتقدك فلا أجدك. كيف معي؟
- معك. معكم.
- معنا؟ من؟ أين؟
- أنتم. في كل مكان. هناك...
- وراء الستار الحديدي؟
- لا تذكرني. اخرس. سأعود إلى البكاء! يا سلام على تلك الأيام... روسيا روسيا ضد الجميع. ليس أبدع من الحديد إلا الستار الحديدي، رجولة، بطولة، نظام، سكوت تام، نقتل لأجلكم. لا، لا أقصد الستار الحديدي. تلك الأيام!... لا، أقصد روسيا والمزارع المحيطة بها. أقصد تلك الناحية، كيف تسمونها؟
- لعلك تعني المعسكر الاشتراكي؟
وصاح ستالين كالرعد: عااااا عاااا.
وقام وانفتل ورقص مثل شارلي شابلن حتى داخ قليلاً فجلس وسكت وعاد خطيراً كالوحش المسترخي.
وفكّر علاء بشكل تعس للغاية: ماذا يا ربي يقصد؟ أميركا؟ الفاتيكان؟ القدس؟ أي ناحية؟ واستجمع شجاعته وكرر قوله، بمنتهى العذوبة وأشبه ما يكون بالوشوشة: زوزو، يازوزو، لعلك تقصد بلدان الديمقراطيات الشعبية؟
وللمرة الأولى غضب ستالين الغضب الستاليني. اهتز جبينه وتلفظ بشتائم. مرت بقرة على الطاولة فبلعها. لحقها عمود فشربه. قام يمشي كالممغوص ويتمتم مثل: لافرينتي... قوقاز... تروتسكي... ماشا... ايفان...
فزع علاء الدين، من الأول فزع لكن كان فزعه ملفوفاً بالفضول والدهشة. أما الآن فأخذت معدته تتجوّف بصورة لا تطاق. لم يفهم سبب هذا الغضب. نظر إلى ضيفه بعينين عاتبتين. كان ستالين بقامته الطويلة وكتفيه العريضين ونظراته الصافية كالخنجر، كأنه هو الحديد، كل الحديد، مصبوباً في جسد عسكري. كان ستالين هو أيضاً كل ستالين آخر، هنا وهناك. هناك؟ رنّت الكلمة في رأس علاء الدين. هناك؟ هناك، سبحان الله الذي صنع الأرض ولم يصنع لها حدوداً.. وخيل لعلاء الدين أن حلمه مظلوم، مظلوم جداً، وأن ليس هناك على الإطلاق حلم يتسع لرجل مثل هذا.
وللمرة الأولى غضب ستالين الغضب الستاليني. اهتز جبينه وتلفظ بشتائم. مرت بقرة على الطاولة فبلعها. لحقها عمود فشربه. قام يمشي كالممغوص ويتمتم مثل: لافرينتي... قوقاز... تروتسكي... ماشا... ايفان...مجاز في رصيف22
وبغتة زال كل شيء. رفرف العفو على ستالين. عادت البقرة إلى الطاولة والعمود إلى مكانه. وبصوت ودي قال الرفيق:
أنت تبصرني في المنام أما أنا فأشاهدك في جميع الأحوال. أنت وأخوتك. كنت ذات يوم أحبكم. ثم تركتموني أموت. الحاكم يحزن إذا مات شعبه. لكن الشعب، إذا مات حاكمه، يرتكب الخطيئة المميتة. لا يحق للشعب أن يموت حاكمه. أتم تركتموني أموت.
- عفوك مولاي. ملكي. سيدي الرئيس. أنا من لبنان.
- أنت أو غيرك، بَهْ! ثم هل تصدق أنك من أي مكان كان؟
لم يجرؤ اللبناني أن ينظر إليه. تابع ستالين.
- لا أعرف لماذا أحكي معك. أنا من زمان ساكت. كلكم سواء في الغدر والغباء. العمال اليدويون أغبياء والمفكرون غدارون. لذلك كان لابد من اتخاذ الخطوات العملية التي لا مناص من تحقيقها لمواجهة العدوان.
أطفأ ستالين اللمبة وأشعل الغليون. أصبح النور المنبعث من غليونه الذي انطفأ هو الذي يضيء الغرفة. سحب سحبتين بطيئتين وبعدما تعبّأ المكان بالدخان الذي لم يطلع من الغليون، أضاف:
- هذا عالم، هذا؟ أين كنتم في عهدي وأين صرتم!
فعاجله علاء الدين وهو يحس أنه يصيب الهدف كلاعب يسقط الكرة في السلّة: - نحن عرب وأنت روسي!
لكن ستالين الذي لم يعد يسمع واصل بقول عبارات مثل: ضرورة حتمية... دعم المجهود الحربي... تعبئة الشعب... ظروف الدفاع الصعبة... الشرفاء... الرسائل الفعّالة للإطاحة بالفقر، بالغنى، بالاستعمار، للإطاحة بالصهيونية، بالإمبريالية، بأفريقيا، للإطاحة بآسيا، بالوطنية، بالقومية، للإطاحة بالبروليتاريا، بمستشفيات التوليد، بيالطا، للإطاحة بالشعب، بالطلاب، بالإنسانية، للإطاحة بهوشي منه، بالمثقفين، بالمؤمنين، للإطاحة بالملحدين، بالإطاحة. للإطاحة بالغول والعنقاء والخل الوفي، أيها الكلاب، من الباب إلى المحراب ها! ها!...".
ماذا فعل علاء الدين؟
ماذا فعل؟
رمى طربوشه في العالي وصاح: من الأول يا حبيبي من الأول والله!
وفجأة وقعت عينا علاء الدين على الكرسي في آخر الغرفة فشاهد الطبيب. وبينما هو يتساءل عن هذا متى رجع، وكيف دخل دون أن يحس به أحد، ارتفع صوت ستالين بالغناء: "واللي جوّا القلب كان
في القلب جوّا
رحنا وتغيّرنا إحنا
إلا هو...".
فهمس الطبيب: آه.
ونظر علاء الدين إلى الطبيب متضرعاً، مستغيثاً، وغنى مناشداً إياه بعدما سحقه الرعب من ستالين: "نفسي أهرب من عذابي، نفسي أرتاح بين إيديك".
لكن الطبيب، بثقافته العالية وعلومه البحر، تجاهل الاستغاثة وظل في مكانه يتفرّج وينافق للزعيم الأوحد، وعاد صوت ستالين يغمر الكوكب الصغير بشدوه، وقد أمسك هذه المرة منديلاً يعصره على طريقة المطربة الكبرى، ويخاطب بعينيه وأنفه ويديه ورجليه علاء الدين والطبيب والجيوش والشعوب والعصور والدبابات والحمامات التي تحط أولا تحط على الدبابات:
"آه...... يا .......... حبيبي، حياتي بعدك مستحيلة...".
لماذا يبكي؟ آه! لماذا يبكي! أيقول له: أبكي من وجع في لينين، أم في تروتسكي، أم في تيتو وغمولكا وتشرشل وبروتون وماركوز واريش ودوبتشيك؟ كيف لهذا الغلام اللبناني المركنتيلي أن يفهم؟ أيقول له: أبكي من وجع في الله؟ مجاز في رصيف22
وبغتة (يبدو أن مثل هذه العوارض المضادة تحدث، أو لا تحدث، لأسباب لا نعرف أن نشرحها بدقة) قرر علاء الدين أن يقاطع ستالين.
وبقامته الهزيلة وقف وغنى:
"كل شيء راح وانقضى
واللي بنا خلاص مضى".
وهو يعني لا.
لالا! ليس لعبة بيديه يشيله ويحطه على ذوقه. هو، علاء الدين، يقول: لا.
وسكت ستالين.
سكت البحر.
سكت الليل.
سكتت ليلى، وجدتها، والذئب.
راح؟ خلاص؟ مضى؟ نسوه؟ نسو ستالين؟ التعساء، فقدوا عقولهم؟ أم صاروا كلهم يأخذون الحبوب المانعة للواقع؟ من يظنون أنفسهم؟ عبيد؟ حرّرهم. أحرار؟ استعبدهم. إذن؟ ينسونه؟ ممكن؟ إنه موجود. موجود. موجود هناك أيضاً، وهناك وهناك. تماماً وفي الجنوب. وجنوب شرق. وغرب شمال. وفي الوسط؟ والأطراف. والقمر. والبشر. والسجن. والقصر. والهيكل. والجامعة. والحدود. والأنهار. والسدود. والبحار. والغيوم. والرمال. والثلوج. هو كلهم. أم كانوا يحسبون أنه هو نسيهم؟ العشارون، الفريسيون، الكتبة، الأرانب، الحشرات، الفقراء.
وتساءل، في لحظة من الصخب الداخلي المائل. بأي أمة ينقض على هذا الرجل الذي تجرأ أن يقول له مثل هذا الكلام. وعلى الرجل الثاني، الجالس بصمت كأنه مطيع، وما هو في الواقع إلا مثلهم جميعاً، في الأمم المتحدة وخارجها. جبان، انتهازي، عالم، منافق ومحب للحياة.
لكن يظهر أن ستالين تذكر مرة أخرى، بقوة إرادته الفظيعة، أنه يوسف، أنه زوزو، أنه بوس. تذكر أنه الرفيق، وعليه أن يخفي انفعالاته أمام الجمهور، يجب أن يظل قوياً، قوياً.
وابتسم.
وشعشعت الغرفة. امتلأ الكوكب بالكهرباء وغنى ستالين بصوت عجائبي:
"فكروني ازّاي؟ هو أنا نسيتك؟".
وهمس الطبيب: الله.
وأكمل ستالين غناءه بهذه العبارة التاريخية: حبك أنت ما لوش نهاية...".
وهدر الكوكب.
الكوكب المشتعل بالتصفيق والهتاف والطرابيش.
ورأى علاء الدين زلغوطة عمودية تصعد من باطن الأرض وترتفع لتشك على سطح القمر علم الأرض.
ومات وهو ينظر إلى ولديه يحاولان إعطاءه كلمة حب فلا يقدر أن يسمعها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...