تنتشر المعلومات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت، ولا يسلم من مروجيها حتى أخبار المناخ وتوقعات حالة الطقس أحياناً من أجل زيادة التفاعل والمشاهدات.
ورصدت منصة "مسبار" لتقصي الحقائق العديد من الأخبار الزائفة المتعلقة بالطقس في الآونة الأخيرة، وهي تحذر من أن ذلك "قد يشكل أمراً خطيراً في حالة الطقس يؤدي إلى إلحاق ضرر كبير بمتلقي الأخبار الزائفة".
وخلال كانون الثاني/ يناير الماضي، وتحت عنوان "صور الطقس المزيفة المفضلة"، عرض موقع "ويذر. كوم"، أبرز الصور والفيديوهات التي يتداولها مروجو الأخبار الزائفة بشكل متكرر في الأخبار المتعلقة بالطقس لتوعية الجمهور بأهمية تقصي مصادرهم حول تحديثات الطقس قبل مشاركة منشوراتها أو تصديقها.
تخويف من الطقس المتطرف
وتركزت غالبية المنشورات الزائفة، التي رصدها "مسبار"، على ادعاء تطرف الطقس، وتخويف الجمهور من عواقب ذلك. وعادةً، ينشط مروجو الأخبار المضللة حول المناخ في بداية كل فصل إذ يزداد الاهتمام بالأخبار المتعلقة بالتنبؤات الجوية.
مطلع العام، نشر الكثيرون صورةً مزعومة لـبحيرة الضاية في محافظة المدية الجزائرية وهي مجمدة، ليتبين أنها كاذبة. اتضح أيضاً أن منشورات من آذار/ مارس الماضي عن حدوث سيول في ولاية عين صالح في الجزائر إثر أمطار غزيرة، زائفة.
لم تنصهر السيارات وإشارات المرور في الكويت ولم تمطر السماء حجارة في رومانيا… احذروا، حتّى أخبار الطقس الرائجة قد تكون مضللة وزائفة وتعرض متلقيها للخطر
ومن أكثر الأخبار انتشاراً هذه الفترة المزاعم بحصول حريق في الكويت إثر ارتفاع درجة الحرارة إلى 73 درجة، كأعلى درجة حرارة على كوكب الأرض. أثبت "مسبار" كذب هذا الادعاء.
تداول آخرون مجموعة صور بينها إشارة مرور في حالة انصهار وسيارات منصهرة أيضاً وبيضة على الطريق العام سلقتها الحرارة، وخزان مياه منصهر فوق إحدى البنايات، مع تحذيرات من أن الكويت تقترب من الغليان وبلغت درجة حرارة غير مسبوقة لا تقل عن 54 درجة مئوية في الظل. وجد "مسبار" كل هذه الادعاءات مضللة كذلك.
أخبار مشابهة راجت في الجزائر مع تداول صورة مزعومة لحاوية قمامة منصهرة على فيسبوك، عازياً الحادث إلى ارتفاع درجة الحرارة.
ونسب أشخاص نشطون عبر فيسبوك صورة تخرج فيها المياه من مسامير تحديد المسارب لأحد الشوارع في سوريا وادعوا أن الهدف تبريد الإسفلت في ظل ارتفاع كبير لدرجات الحرارة. تبين هذا أيضاً أنه زائف.
في الأثناء، انتشرت صورة مضللة تُظهر آثار عاصفةٍ ترابية، قالت المنشورات ذات الصلة إنها من منطقة الجبيل السعودية. بعد التحقق، اتضح أنها قديمة. سبق ذلك، رواج منشورات تزعم حدوث عاصفة رمليّة في مدينة جدة السعودية في آذار/ مارس الماضي. وتبين عدم صحتها.
وتداولت حسابات عبر السوشال ميديا مقطعاً مصوراً زعموا أنه لإعصار بحري وقع قبالة منطقة الميناء في طرابلس، شمال لبنان. وجد "مسبار" أنه مفبرك.
اتضح أيضاً أن المعهد الوطني للرصد الجويّ التونسيّ لم يتنبأ بأن تشهد تونس تقلبات مناخية غريبة خلال الصيف تؤدي إلى انتشار البعوض والحشرات وظهور أوبئة.
يثيرون الهلع لأجل التفاعل والمشاهدات… ينشط مروجو الأخبار المضللة حول المناخ في بداية كل فصل إذ يزداد الاهتمام بالأخبار المتعلقة بالتنبؤات الجوية
التغير المناخي ومصير الأرض
راج أيضاً العديد من الادعاءات المضللة حول تأزم مشكلة التغير المناخي وتوقعات بغرق الأرض أو اشتعالها بحرارة الشمس مستقبلاً أو حجبها وما شابه. وتتكرر مثل هذه التوقعات المتشائمة لأحداث جوية متطرفة، من شأنها أن تغرق بلاد وتدمر أخرى، في كل عام.
ومطلع العام، ادعت منشورات عديدة غرق أغلب دول العالم في حال استمرار ذوبان القطبين المتجمدين، وهو ما تحراه "مسبار" وأثبت زيفه.
على الرغم من تداوله في عدد من الصحف والمواقع الإخبارية، وجد "مسبار" أن المزاعم حول دخول الشمس في سبات كارثي، من شأنه أن يحجب الشمس ويقلل طاقتها على السطح بما قد يخلف طقساً متجمداً وزيادة فترات البرد القارس والكوارث الطبيعية والإنسانية كالزلازل والمجاعات، كاذبة.
كذلك تبين أن "بي بي سي" لم تورد خبراً عاجلاً عن احتمال غرق سكان العالم بفعل ارتفاع مستوى المياه في البحار والمحيطات، وأن السماء لم تمطر حجارة في رومانيا.
ويحذّر "مسبار" من توظيف مثل هذه الأخبار الكاذبة حول الطقس لإعاقة الجهود الخاصة بمحاربة التغير المناخي والاحتباس الحراري وتداعياته على كوكب الأرض.
وكان مقال بعنوان: " بعض تنبؤات الطقس الفيروسية عبارة عن أخبار مزيفة - لسببين يجب إيقافهما الآن"، قد نوّه بضرورة وقف الأخبار الزائفة حول الطقس لأنها تخلق التضليل والارتباك بين الناس، ولأن تنبؤات الطقس المزيفة تعرض الجمهور للخطر.
في سياق متصل، تحركت شركة فيسبوك ضد الأساطير الشائعة حول المناخ، مهددةً بأن تتخذ إجراءات ضد الحسابات التي تنشر معلومات مضللة بشكل متكرر على منصتها الواسعة الانتشار حول مواضيع حساسة عدة، منها تغير المناخ.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 4 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...