شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
من نتائجها

من نتائجها "الإكزينوفوبيا" والاضطهاد... الأخبار المضللة خطر يهدد اللاجئين والمهاجرين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 22 يونيو 202112:54 م

تشكل "الروايات السامة" و"الأخبار الكاذبة" عن اللاجئين والمهاجرين أحد أكبر التحديات التي تواجه هذه الفئة، بحسب دليل الأمم المتحدة. 

وكثيراً ما تقف "أصوات قوية" في جميع أنحاء العالم وراء تشويه سمعة اللاجئين بغرض تحويلهم إلى فكرة مثيرة للخوف والبغضاء، وهو ما قد يؤدي إلى "الإكزينوفوبيا" أو "رُهاب الأجانب" المرتبط بعوامل اختلاف مثل العرق والدين والدخل واللغة وغيرها.

وقد تُفضي كل هذه العوامل في نهاية المطاف إلى اضطهاد الأشخاص أو تعرضهم للعنف.

هذا ما خلُص إليه التقرير المعنون: "الأخبار الزائفة واللاجئون: بين تشويه صورتهم والتعاطف معهم"، الصادر الاثنين 21 حزيران/ يونيو، والذي أعدته منصة "مسبار" لتقصي الحقائق.

الكثير من التضليل حول اللاجئين السوريين

ورصد "مسبار" العديد من الأخبار المضللة والزائفة المتعلقة اللاجئين والمهاجرين حول العالم، ووجد أن اللاجئين السوريين طالتهم نسبة كبيرة من هذه الأخبار.

ومنذ اندلاع الثورة السورية التي استحالت حرباً أهلية عام 2011، توزّع ملايين اللاجئين بين دول الجوار، مثل لبنان وتركيا ومصر وأوروبا وغيرها. ووثّق "مسبار" أخباراً زائفة عديدة حول اللاجئين السوريين باللغتين العربية والإنكليزية.

من هذه الأخبار ما تداولته صفحات وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي، خلال آذار/ مارس 2021 حول اعتقال السلطات التركية لاجئاً سورياً يعيش في مخيم بتركيا. زعم الخبر أن اللاجئ السوري اخترق ثلاثة بنوك خليجية، وحوّل عشرات الملايين من الدولارات لحسابه، وأنه اعتُقِل بعد وشاية من زوجته إثر اعترافه لها بأنه سيتزوج عليها.

لم يبِع سوري حاسوباً لسعودي على أنه جهاز هتلر، ولم يطلب لاجئون مسلمون حذف الصليب من علم سويسرا… عشرات الأخبار الكاذبة والروايات السامة تهدد اللاجئين والمهاجرين حول العالم بالعنف والاضطهاد. إليكم أبرزها

لكن اتضح أن أصل الخبر هو اعتقال السلطات التركية خمسة أشخاص في شبكة احتيال دولية في ثلاث مقاطعات في المدينة، بعد اختراقهم نظام أحد البنوك الخليجية.

وراج خبر آخر عبر مواقع إخبارية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي عن إحراق السلطات التركية خيام لاجئين سوريين أمام معبر "بازاركولي" الحدودي بين تركيا واليونان لاضطرارهم إلى الهرب نحو اليونان. تبيّن لـ"مسبار" أنه ادعاء مضلل. ولم يعبر طفل سوري الحدود السورية الأردنية وحيداً، ولم يتظاهر الألمان من أجل استقبال السوريين في إدلب.

وزعمت حسابات سوشال ميديا أن أحد المطاعم السورية في مصر يشتري الدواجن من الجيش المصري ويخزنها ليبيعها بأسعار مرتفعة لاحقاً، وأظهر تحقيق "مسبار" أنه كاذب. تبيّن أيضاً زيف الادعاء بأن سورياً باع حاسوباً لسعودي على أنه كان مملوكاً للزعيم النازي أدولف هتلر.

وراجت بعض القرارات الزائفة المتعلقة باللاجئين في عدد من الدول، بما في ذلك خبر مضلل عن أن الحكومة التركية قدمت ثلاثة آلاف و455 ليرة تركية مساعدات مالية للعائلات السورية إثر دخول البلاد إغلاقاً تاماً في فترة الوباء.

لكن الجمعية الدولية لحقوق اللاجئين توعدت آنذاك بتقديم شكوى جنائية ضد الصحافي التركي مراد جيريهان شكان بسبب ترويجه لهذا الادعاء الذي لا أساس له والذي رأت فيه المنظمة "تحريضاً على الكراهية والعداء للاجئين السوريين" بتركيا.

بدورها، نفت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) نشر وثيقة حول قرار أممي بفتح جميع طلبات إعادة توطين اللاجئين في اليونان. وتداول رواد فيسبوك صورة مزعومة لـ"تدفق اللاجئين على الحدود بين تركيا واليونان"، وسط ادعاءات بأن تركيا سمحت بتدفق اللاجئين نحو أوروبا، وهو ما أثبت "مسبار" أنه مضلل. 

وأظهر "مسبار" كذلك زيف الأنباء عن قرار لإدارة الأمن العام اللبناني بعدم السماح للسوريين بدخول البلاد دون تأشيرة، مع إلزامهم حيازة جواز سفر وعدم قبول بطاقة الهوية الشخصية.

لم يكن اللاجئون السوريون مستهدفين وحدهم بالأخبار المضللة. على سبيل المثال، وعقب اندلاع احتجاجات في مدينة مالمو السويدية في آب/ أغسطس عام 2020 إثر حرق نسخة من القرآن، انتشرت صورة مزعومة للاجئين مسلمين في سويسرا نُسب إليهم حرق العلم السويسري للمطالبة بإزالة الصليب من العلم. وجد "مسبار" أن هذا لم يحدث.

كما راج ادعاء بأن منفذ حادث طعن برمنغهام في أيلول/ سبتمبر عام 2020 لاجئ ليبي، ورافق هذا الادعاء خطابٌ مناهض للمهاجرين ومعادٍ للإسلام. وجد "مسبار" أن الادعاء غير صحيح وأن منفذ عمليات الطعن التي خلفت سبعة جرحى وقتيلاً واحد هو زيفانيا ماكليود المولود في برمنغهام.

تورطت وسائل إعلام عالمية في التضليل والتحريض ضد اللاجئين والمهاجرين. في شباط/ فبراير الماضي، قالت مذيعة قناة فوكس نيوز، لورا إنغراهام، إنها ربما لم تتمكن من الإقامة في فندق العام الفائت بينما تمكن المهاجرون غير الشرعيين من البقاء في الفنادق مجاناً، وهو ما وصفه "مسبار" بأنه خبر مضلل.

كثيراً ما تكون "موجهة وتخدم هدفاً معيناً لدى الجهة التي أطلقتها"... الأخبار المضللة قد تؤدي إلى "تغير اتجاهات السياسة العامة والتأثير على القرارات التي يتخذها السياسيون حول اللاجئين"

تضليل موجّه؟ 

تعقيباً على هذه الأمثلة، قال الصحافي في وكالة الأنباء الفرنسية موسى حتر، لـ"مسبار"، إن الأخبار الكاذبة أو الإشاعات تكون أحياناً "موجهة وتخدم هدفاً معيناً لدى الجهة التي أطلقتها"، موضحاً أن هذه الموجات من الأخبار الكاذبة حول اللاجئين قد تكون صادرة عن "الحكومات أو أجهزة مخابرات بعض الدول أو أحزاب سياسية أو مجموعات معينة".

إلى ذلك، رأى حتر أن بعض هذه الأخبار الزائفة تكون "عشوائية انطلقت من جهة مجهولة دون هدف، لكنها انتشرت عبر أشخاص مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي أو استغلتها جهة معينة لأهداف تعنيها". وحذر حتر من أن مثل هذه الأخبار المضللة قد تؤدي إلى "تغير اتجاهات السياسة العامة والتأثير على القرارات التي يتخذها السياسيون حول اللاجئين"، بما في ذلك السماح ببقائهم أو إعادتهم إلى بلدهم الأصلي.

كما نوّه بأن نشر الأخبار الكاذبة عن اللاجئين يضر بهم وقد يؤثر في نظرة التعاطف تجاههم وتجاه قضيتهم لأنَّ إثارة الأخبار الكاذبة قد تؤدي إلى تغيير طريقة التعامل معهم في المجتمعات التي يقيمون فيها.

ونجحت الأخبار الكاذبة حول اللاجئين في لبنان، على مدى سنوات، في تقليل التعاطف الشعبي مع اللاجئين السوريين، حتى تحولت العلاقة معهم في بعض الأحيان إلى نظرة عداوة نتيجة تراكمات لأحداث سياسية سابقة.

ويوصي دليل الأمم المتحدة بمكافحة المعلومات المضللة حول اللاجئين من خلال محاربة المفاهيم التي تحرّض على العنف والعنصرية ضد اللاجئين والمهاجرين، والتي يجب العمل على مواجهتها، ومن بينها: خطاب الكراهية والتحريض على العنف والخوف من "الآخر" والنظر إلى اللاجئين والمهاجرين على أنهم "تهديد" للبلد الذي يقيمون فيه، بالإضافة إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز هذا الخطاب ضدهم.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image