أجّلت بريطانيا رفع حالة الإغلاق العام حتى 21 تموز/ يوليو المقبل، بسبب انتشار سلالة دلتا المتحورة من فيروس كورونا، مما أحبط خطط سبّاح مصري واصل التدريب في العامين المنقضيين لبدء محاولة عبور بحر المانش.
أثرت إغلاقات كورونا على خطة سباح مصري لعبور المانش، واستبدل التحدي بقرار عبور قناة السويس الجديدة.
سيّد الباروكي، وهو سبّاح مصري يعيش في مدينة الإسماعيلية شمال شرق مصر، قال لرصيف22 إنه كان يتجهز منذ نهاية عام 2019 لعبور بحر المانش سباحةً، باستخدام "زعانف المونو" في صيف 2020، ولكن الإغلاق بسبب تفشي متلازمة كوفيد19 أجبره على تأجيل خططه. "والآن أُحبطت الخطة للعام الثاني"، ما جعله يفكر في تحدٍ بديل، للاستفادة من برنامجه التدريبي الذي استمر عامين.
و"زعانف المونو" نوع من زعانف السباحة التي تُستخدم عادة في الرياضات تحت الماء، مثل سباحة الزعانف، والغوص الحر، والتوجيه تحت الماء.
وأشار الباروكي في حديثه: "أنتظر الموافقات النهائية الرسمية بعد أن أنهيت الإجراءات كلها لتنفيذ محاولة السباحة على طول قناة السويس الجديدة، وهي مسافة مساوية تقريباً لعرض بحر المانش، ولكن الفارق في سرعة التيارات المائية، وقرب السفن المارة في القناة من أماكن السباحة". وقد حُفرت قناة السويس الجديدة عام 2015 بطول 35 كيلومتراً، بين محطتي البلاح والدفرسوار، في مدينة الإسماعيلية، لتسهيل حركة الملاحة في القناة.
وأضاف الباروكي: "لا أستطيع التوقع متى تعود الحياة إلى طبيعتها، وأتمكن من السفر إلى بريطانيا للسباحة. فمع مواعيد الإغلاق الحالية، من الصعب تحديد موعد مناسب لعبور المانش، لذلك أجّلت المحاولة إلى العام المقبل".
وبحسب موقع مدينة دوفر الرسمي، تُعد أفضل فترات السباحة، وعبور بحر المانش، بين تموز/ يوليو وأيلول/ سبتمبر من كل عام، فيما حدد الموقع أكثر الأيام نجاحاً لمحاولات العبور في 22 آب/ أغسطس. وقد انخفضت أعداد محاولات عبور بحر المانش إلى 16 محاولة خلال عام 2021، و66 محاولة عام 2020، بينما كانت 233 محاولة عبور عام 2019، قبل الجائحة.
ويقول الباروكي: "إذا كان شهر آب موعداً مثالياً لعبور المانش في بريطانيا، فهو أيضاً موعد للاحتفال بذكرى افتتاح التفريعة الثانية لقناة السويس. ومواطنو الإسماعيلية مرتبطون بالقناة، وخاصة السباحين، لأننا نتدرب في بحيرة التمساح أسبوعياً، ونسمع نفير السفن أثناء السباحة".
تدريبات يومية منذ سنوات
يتدرب الباروكي على السباحة لمسافة 38 كيلومتراً طوال الأسبوع، من خلال حصص تدريب تشمل سبعة كيلومترات يومياً، ثم مسافة تتراوح بين 10 و15 كيلومتراً في بحيرة التمساح وقناة السويس.
وشرح أثناء حديثه أن خطة التدريب لم تختلف كثيراً عن خطة عبور المانش، لأن المسافة تقريباً واحدة: "الاختلاف في التدرب على تحمّل التيارات المائية والأمواج القريبة، فحسب، إذا صادف عبور سفينة القناة، ولذلك ننسق مع هيئة قناة السويس لاختيار موعد مناسب للسباحة أطول وقت ممكن، بعيداً عن مواقيت عبور قوافل السفن".
وحسب موقع هيئة قناة السويس، تبدأ السفن بالدخول إلى المجرى الملاحي في الرابعة فجر كل يوم من السويس وبورسعيد، وتصل إلى الإسماعيلية خلال ست ساعات تقريباً، ويتوقع الباروكي أن ينتهي من قطع القناة سباحة في زمن يتراوح بين ست وسبع ساعات.
ويقول غريب عطية مدرب سيّد الباروكي الشخصي، في حديثه لرصيف22: "عرفت سيّداً مذ كان عمره 17 عاماً، وطوال هذه الفترة أعرف حبه للمغامرة والتحدي، فكلما وصل إلى لقب أو ميدالية سعى إلى تحدٍ جديد، لذلك يتدرب بقوة على السباحة لمسافة سبعة كيلومترات يومياً، ومسافة أطول مرة في الأسبوع في بحيرة التمساح، وله تدريبات بدنية مختلفة في صالات الألعاب لتقوية العضلات".
"تكمن أهمية عبور المانش في تحدي مسافة السباحة، لأنها تتطلب سباحة بزعانف المونو لمسافة 35 كيلومتراً، في حين أن السباقات الرسمية للعبة لا تزيد مسافتها عن 10 كيلومترات، كما أن عبور المانش يُعد بطولة في حد ذاته، ويسجّل اسمي في إثره بين كبار السباحين العرب"
ويضيف عطية، وهو بطل سابق في السباحة حقق لقب بطولة العالم للأساتذة: "السباحة بالمونو تحتاج إلى مرونة، وقوة عضلات الظهر والفخذين، لأن الزعانف تشبه ذيل الدلفين، وتثبيت القدمين بجوار بعضهما، ولكن السباحة بهذه الطريقة لمسافة طويلة تحتاج إلى أسلوب لعب مختلف لإراحة الذراعين، وتخفيف ضغط الزعانف على مفصل القدم".
هذه المحاولة تحدٍ كبير
محاولة الباروكي لن تكون الأولى لعبور الممر الملاحي الجديد لقناة السويس، إذ سبقه ضابط البحرية السابق ولاء حافظ في محاولة الغوص على طول القناة عام 2015 قبل افتتاحها رسمياً بيومين، ولكن التجربة لم تكتمل بسبب التيارات المائية، ودخوله منطقة عبور السفن، وقد خرج من الماء بالقرب من كوبري السلام في مدينة القنطرة.
واحتفظ الباروكي برقم قياسي في موسوعة الأرقام القياسية غينيس مدة عشرة أعوام بالقفز خارج الماء مرتدياً زعانف المونو، لمسافة مترين وخمسة سنتيمترات، إلى أن حطم رقمه السبّاح المصري عمر شعبان بالقفز مسافة مترين وعشرة سنتيمترات، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وللمصادفة يعيش السباحان في مدينة الإسماعيلية.
ويضيف الباروكي في حديثه: "تكمن أهمية تجربة عبور بحر المانش في تحدي مسافة السباحة، لأنها تتطلب سباحة بزعانف المونو لمسافة 35 كيلومتراً، في حين أن السباقات الرسمية للعبة لا تزيد مسافتها عن عشرة كيلومترات، كما أن عبور بحر المانش يُعد بطولة في حد ذاته، ويسجّل اسمي في إثره بين أسماء كبار السباحين العرب، خاصة وأني سأكون أول سباح يعبر بزعانف المونو، ما يعني تحقيق رقم قياسي جديد في مسيرتي الرياضية".
ونوه السبّاح بأنه كان هناك سباق لمسافة 20 كيلومتراً في بطولة العالم، لكنه أُلغي بسبب طول المسافة، وتالياً تأثير طول مدة ارتداء الزعانف على أقدام اللاعبين، وتسببها في إصابتهم، "وعليه فإن السباحة لمسافة 35 كيلومتراً في المانش تحدٍ كبير أمامي، وأتعامل معه عبر التدرب على السباحة مسافة أربعة كيلومترات بزعانف قياسية تساعد في زيادة السرعة، ثم إراحة قدميّ بزعانف أخف، وأقل احتكاكاً بالقدم".
جميع الصور ضمن المادة من تصوير محمد عوض
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ اسبوعينلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...