قضت محكمة مغربية، مساء الجمعة 9 تموز/ يوليو، بإدانة الصحافي سليمان الريسوني، رئيس تحرير جريدة "أخبار اليوم"، بالسجن خمس سنوات، في قضية اتهامه بـ"الاعتداء الجنسي"، في غياب الصحافي ومحامي الدفاع عنه.
وأمرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء الريسوني بدفع تعويض قدره 100 ألف درهم مغربي (نحو 11 ألف دولار أمريكي) للمشتكي الذي كان محتمي الدفاع عنه قد طالب بـ500 ألف درهم على سبيل التعويض.
وأُدين الريسوني بـ"هتك العرض بعنف والاحتجاز" لشاب مغربي اشتُهر باسم "آدم محمد"، وهما التهمتان اللتان نفاهما مراراً وتكراراً. وكانت النيابة العامة قد التمست توقيع "أقصى العقوبات" في حق الريسوني، بالإشارة إلى "خطورة الفعل المنسوب إليه".
بتهمتي "هتك عرض بعنف واحتجاز" شاب مغربي... محكمة مغربية تقضي بسجن الصحافي سليمان الريسوني خمس سنوات، محاميه يصف الحكم بـ"الجائر جداً" وزوجته تشكو "التجبر" و"التشهير" و"قلة الحيلة"
لكن فريق دفاع الريسوني تقدم بطلبين عارضين، يتمثل أولهما في إحالة موكله إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد تدهور صحته، وثانيهما في تمكينه من حضور جلسة محاكمته وتسهيل ذلك. لكن المحكمة رفضت الطلبين وأصرت على إقامة جلسة النطق بالحكم دون وجود الريسوني بعد تأجيل متكرر زُعم أنه رفض المثول أمام المحكمة وجاهياً.
"غير منصف" و"جائر جداً"
وعقّب محمد بهلول، محامي الريسوني، على الحكم واصفاً إياه بأنه "غير منصف" و"جائر جداً" و"لم تُحترم فيه قط الإجراءات النظامية" لأنه "صدر غيابياً دون الاستماع إليه ومعرفة الوقائع التي تتعلق بهذا الملف"، متهماً المحكمة بـ"الامتناع عن إحضار الريسوني"، ونافياً كل التقارير السابقة عن رفضه المثول أمام المحكمة.
وأضاف المحامي أن قرار الانسحاب من المحاكمة جاء نتيجة الرغبة في أن يصبحوا "جزءاً من مجزرة للإجراءات القانونية".
"أتمنى ألا نُفجع في سليمان الريسوني"... محامي الدفاع عن الصحافي المغربي يحذر من تدهور حالته الصحية قائلاً إن وزنه انخفض من 85 كيلوغرامات إلى 48 فقط، وهو مُضرب عن الطعام منذ أسابيع احتجاجاً على ظروف محاكمته
وحذّر من خطورة تدهور صحة الريسوني: "آخر مرة أخبرني أن وزنه وصل 48 كيلوغرامات بعدما كان 85. وأُصيب بالشلل في الرجل اليمنى". وختم: "أتمنى ألا نُفجع في سليمان الريسوني".
ودخل الريسوني في إضراب عن الطعام منذ نحو 93 يوماً اعتراضاً على ملابسات محاكمته.
أما زوجة الريسوني، خلود المختاري، فتحسرت على خيبة أملها بأن ينتصر القضاء لزوجها والإنسانية. وقالت للصحافة المحلية عقب الحكم، إنها تشكر أسرتها برغم كل شيء على مساعدتها في وجه "التشهير" و"التجبّر" و"قلة الحيلة"، مبرزةً أن رسالتها لزوجها ستكون: "اصبر، كابر، اصمد".
ويقول صحافيون وناشطون حقوقيون إن ملاحقة الريسوني "سياسية" بسبب نشاطه وكتاباته المناوئة للحكومة المغربية، لا سيّما أنه ترأس "أخبار اليوم" عقب سجن مؤسسها ورئيس تحريرها السابق توفيق بوعشرين بعد إدانته في تهم جنسية والحكم عليه بالسجن 15 عاماً.
أما المشتكي، آدم، الذي أصر على أن قضيته "عادلة" و"شخصية"، فقال لرصيف22: "بالنسبة لي، شعرت بارتياح لأنه في نهاية المطاف أنصفني القضاء وبنا حكمه على قناعات تكونت من الدلائل والإثباتات وليس كما يدعي محيط المدعى عليه، عدم وجود دلائل وقرائن".
وأضاف: "كما قلت سابقاً، هذه محاكمة بين مواطنين مغربيين فقط، ولا مجال هنا للمزايدات والادعاءات التي تهدف فقط إلى تصفية حسابات سياسية بين من يدعون تلك المزاعم وجهات أخرى".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ يومالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يومينوالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت