توفي الناشط السياسي الفلسطيني البارز نزار بنات، الذي يمتلك سيرة ذاتية واسعة في انتقاد القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، بعد اعتقاله من منزله ببضع ساعات، على يد قوات أمن تابعة للسلطة الفلسطينية، في وقت مبكر من صباح الخميس 24 حزيران/يونيو. واتهمت حركة حماس السلطة الفلسطينية بقتله في سجون الأخيرة.
قبيل حادثة اعتقاله بساعات قليلة، نشر بنات، مقطعاً مصوراً ينتقد فيه صفقة لقاحات كورونا التي أبرمتها السلطة مع إسرائيل، قائلاً: "قيادة السلطة مرتزقة تتاجر بكل شيء على حساب القضية الفلسطينية".
وقبيل حادثة اعتقاله بساعات قليلة، نشر بنات، مقطعاً مصوراً ينتقد فيه صفقة لقاحات كورونا التي أبرمتها السلطة مع إسرائيل، قائلاً: "قيادة السلطة مرتزقة تتاجر بكل شيء على حساب القضية الفلسطينية".
خلال الإعلان عن وفاته، قال جبرين البكري محافظ الخليل إن الحالة الصحية لبنات تدهورت، عندما اعتقلته قوات أمنية تنفيذاً لمذكرة توقيف من النيابة العامة، مشيراً إلى أنه نُقل على الفور إلى المستشفى، حيث أعلن الأطباء وفاته.
وقال مسؤول أمني في السلطة الفلسطينية إنه فُتح تحقيق لمعرفة سبب الوفاة، رافضاً التعليق على مزاعم تعرض بنات البالغ من العمر 44 عاماً للضرب على أيدي ضباط الأمن.
وأعلنت عائلة بنات أن قوة أمنية من 25 عسكرياً دهمت منزله في الساعة 3:30 صباح اليوم الخميس، واعتدت عليه بالضرب بالهراوات وتفريغ للغاز في وجهه، ثم اعتقلته حياً وهو يصرخ.
ودعت عائلته إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية يترأسها طبيب من العائلة وعضو من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان لتشريح جثته، التي لا يعلمون مكانها حتى الآن، على أن يتم التشريح "في أي مركز، بعيدًا عن مراكز الحكومة والأجهزة الأمنية".
من هو نزار بنات؟
نزار بنات المولود في الخليل من أشهر النشطاء في الضفة الغربية، بسبب انتقاداته اللاذعة للسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس. ومعروف أنه يميل إلى الفكر القومي، ويدعو لحرية الرأي ومقاومة "مشاريع تصفية القضية الفلسطينية".
واعتقلته قوات الأمن الفلسطينية أكثر من ثماني مرات في أوقات سابقة، وسجن لعدة أشهر تعرض خلالها للتنكيل والتعذيب على حد قوله.
وكان بنات مرشحاً على قائمة الحرية والكرامة للانتخابات البرلمانية الفلسطينية التي كان من المفترض إجراؤها في 22 أيار/مايو. إلا أن الانتخابات ألغيت بقرار من محمود عباس.
ورداً على قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بإلغاء الانتخابات البرلمانية، نشر بنات وقائمته بياناً يطالبون فيه محاكم الاتحاد الأوروبي، وخاصة محكمة حقوق الإنسان في ستراسبورغ بفرنسا، بإصدار أمر بوقف فوري للمساعدات المالية للسلطة.
أعلنت عائلة بنات أن قوة أمنية من 25 عسكرياً دهمت منزله في الساعة 3:30 صباح اليوم الخميس، واعتدت عليه بالضرب بالهراوات وتفريغ الغاز في وجهه، ثم اعتقلته حياً وهو يصرخ.
أثار هذا النداء غير المسبوق إلى الاتحاد الأوروبي إدانات قوية من كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية وحركة فتح. واتهموا بنات بـ "تجاوز الخط الأحمر" من خلال مناشدة الأطراف الأجنبية تعليق المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية.
بعد ذلك، هاجم مسلحون مجهولون منزل بنات في مسقط رأسه في بلدة دورا قرب الخليل، وألمح بنات إلى أن "بلطجية" تابعين لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس يقفون وراء الهجوم. وأعلن أن المهاجمين كانوا برفقة ضباط أمن السلطة الفلسطينية.
في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن السلطة الفلسطينية تسعى من خلال الاستهداف المتكرر لبنات، إلى أن تجعل منه عبرة في أن "كل من ينتقد أو يعارض سياساتها سيتم إسكاته".
في وقت سابق من هذا الأسبوع، نشر الناشط الراحل مقطع فيديو ندد فيه بقيادة السلطة الفلسطينية، بعد اتفاق تحصل بموجبه السلطة على جرعات من لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا المستجد، التي لا تحتاجها إسرائيل، بعدما شاع أن صلاحية هذه الجرعات موشكة على الانتهاء.
بموجب شروط الاتفاق، كانت إسرائيل ستزود الفلسطينيين لقاحات ستنتهي صلاحيتها قريبًا. في المقابل، ستحصل إسرائيل على لقاحات فايزر اشتراها الفلسطينيون ومن المقرر أن تصل في وقت لاحق من هذا العام.
ألغت حكومة السلطة الفلسطينية الصفقة بعد أن واجهت انتقادات واسعة من الفلسطينيين، بزعم جلب جرعات "قديمة" و "فاسدة" من إسرائيل.
ردود فعل غاضبة
تتجه كل الأنظار إلى الضفة الغربية حيث دعا نشطاء الناسَ إلى الخروج إلى الشوارع للتنديد بمقتل بنات على يد قوات الأمن الفلسطينية. وكتبت الأكاديمية والكاتبة الفلسطينية يارا الهواري في تغريدة :"السلطة الفلسطينية التي تسلم بانتظام النشطاء الفلسطينيين إلى النظام الإسرائيلي للتعذيب والسجن، قامت الآن بضرب الناشط نزار بنات حتى الموت. يا رب ماذا فعلنا لنستحق هؤلاء القتلة المخزيين والخونة".
بينما علقت الصحافية الفلسطينية راما يوسف: "على أيدي أبناء بلده! مش حقيقي اللي وصلنا له، لو فكرتوا تسكتوا أي شخص يعارض سياسة ظلم وفساد بقتل نزار بتكونو غلطانين".
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالأراضي الفلسطينية لين هاستينغز إنه وردت "أنباء مقلقة عن مقتل الناشط نزار بنات بعد وقت قصير من اعتقاله من قبل قوات الأمن الفلسطينية من منزله في الخليل".
وأصدرت حركة حماس بياناً صحافياً قال فيه الناطق باسمها حازم قاسم: "السلطة الفلسطينية في رام الله تعبر عن عجزها السياسي وتهالك شرعيتها وعدم قدرتها على تقديم إنجازات وطنية لشعبنا، بإطلاق يد أجهزتها الأمنية لتخريب الحالة الفلسطينية". وأضاف قاسم: "تمثل ذلك اليوم باغتيال الناشط السياسي نزار بنات، في جريمة سياسية ووطنية وأخلاقية مكتملة الأركان".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا