فيما ترتفع أصوات القادة الفلسطينيين علناً استنكاراً وتنديداً بـ"صفقة القرن" الأمريكية المزعومة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي مقدّمهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية عن "تنسيق سري" بين الأمن الإسرائيلي والأمن الفلسطيني لـ"تحجيم أو منع الاحتجاجات الشعبية الغاضبة" في الأراضي المحتلة، "بأوامر من أبو مازن".
وبعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء 28 كانون الثاني/يناير، خطته المرفوضة فلسطينياً، أصر الرئيس أبو مازن على الرفض التام لما وصفها بـ"صفعة القرن".
غير أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية قالت، في 29 كانون الثاني/يناير، في تقرير ترجمه موقع "عرب 48"، إن مسؤولين رفيعي المستوى في جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك) عقدوا محادثات مع قيادات السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية هدفها منع الاحتجاجات المتوقعة في الضفة الغربية بعد نشر تفاصيل الخطة الأمريكية.
"هجوم علني وتنسيق سري"… تقارير إسرائيلية عن اتفاق أمني إسرائيلي فلسطيني على تحجيم "تظاهرات الغضب" الفلسطينية ضد صفقة القرن، أحياناً بشحنات تجارية و"تسهيلات"
عباس يتحسس الموقف
وأضافت "هآرتس" أن الشاباك يسعى حالياً إلى الحفاظ على التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية لمنع اندلاع مواجهات أو تنظيم تظاهرات حاشدة.
وأبلغ مسؤولو الشاباك، وفق المصدر نفسه، القادة الفلسطينيين بأنه "من الأفضل حالياً لهم عدم تشجيع الجمهور (الفلسطيني) على الخروج والتظاهر"، زاعمين أنه "تصعب معرفة ما إذا كانت الخطة الأمريكية سيبدأ تنفيذها بعد الانتخابات في إسرائيل".
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هناك اعتقاداً لدى مسؤولي الشاباك بأنه "ليس مجدياً لإسرائيل أن تنفذ خطوات دراماتيكية تحرج الفلسطينيين، تفادياً لوضع قد يقود القيادة الفلسطينية إلى دفع الجمهور إلى التظاهر والدخول في مواجهات مع القوات الإسرائيلية".
كذلك ألمحت إلى أن "التقديرات في جهاز الأمن (الإسرائيلي) هي أن الرئيس الفلسطيني لن يوقف التنسيق الأمني في الفترة القريبة وسيفضل الانتظار من أجل رؤية تبعات ’صفقة القرن’ على الأرض"، لمعرفة ما إذا كانت الخطة مجرد خطوة علاقات عامة (أي دعم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو) متعلقة بانتخابات الكنيست، أم أنها لفرض سيطرة إسرائيلية على الأرض فعلاً.
في الوقت نفسه، نقلت الصحافية الفلسطينية ليلى عودة عن "معاريف" الإسرائيلية أن مصادر فلسطينية أبلغت الصحيفة أن "أبو مازن أمر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بالحفاظ على التنسيق الأمني مع ‘إسرائيل‘، وبعدم السماح بالمواجهة المباشرة بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي عند مناطق التماس في الضفة الغربية".
الفلسطينيون في "يوم غضب" ضد "صفقة القرن"، وقادتهم ينسقون التهدئة مع الأمن الإسرائيلي!
إغراءات لحماس
ولفتت "هآرتس" في الوقت نفسه إلى القلق الإسرائيلي من دعوات إلى توحيد الصف الفلسطيني عبر تنسيق بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس.
وفي هذا الإطار، أوضحت هآرتس أن الشاباك يسعى إلى ثني حماس وأنصارها عن الانضمام إلى الاحتجاجات المناهضة لصفقة القرن، بتوصيل رسائل إليها مفادها أن الخطة الأمريكية "لن تؤثر على التهدئة القائمة بين الجانبين".
علاوةً على ذلك، تحدثت الصحيفة عن "تسهيلات" إسرائيلية توجه إلى قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حماس، عبر السماح بإدخال شحنات إسمنت وأدوية وإطارات، والموافقة على شراء قوارب صيد وتصدير التوت الأرضي إلى تل أبيب بغرض "الحفاظ على التهدئة وحث قادة حماس على عدم الاحتجاج على الخطة الأمريكية على نطاق واسع".
الجدير بالذكر أن آلاف الفلسطينيين أعلنوا "يوم غضب" ومسيرات احتجاجية وإضراباً عاماً في جميع الأراضي المحتلة اعتراضاً على "صفقة القرن"، وحدثت مواجهات بينهم وبين القوات الإسرائيلية التي أطلقت عليهم "الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع".
وذكرت مصادر فلسطينية أن المواجهات أسفرت عن جرح 40 فلسطينياً، حتى نشر هذا التقرير.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...