أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، السبت 19 حزيران/ يونيو، فوز إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد، الجمعة، بأغلبية 62%، عقب فرز 90% من الأصوات.
وأوضحت الوكالة إن رئيسي حصل على 17 مليوناً و800 ألف من 28 مليوناً و600 ألف من أصوات الناخبين المزعوم فرزها حتى الآن.
ونقلت إرنا عن مساعد وزير الداخلية رئيس اللجنة الانتخابية العليا، جمال عارف، قوله إن رئيسي حصد النسبة الأكبر من الأصوات، تلاه المرشح محسن رضائي ميرقائد بـ3 ملايين و300 ألف صوت، فعبد الناصر همتي بمليونين و300 ألف صوت. ونوه بأن أمير حسين قاضي زادة احتل المرتبة الرابعة بمليون صوت.
ولم تعلن الداخلية الإيرانية أعداد الأصوات الباطلة. لكن موقع "إيران إنترناشونال" المعارض، قام بحسابها، موضحاً أنها بلغت أربعة ملايين و100 ألف صوت، أي نحو 15% من إجمالي الأصوات، لتحل ثانيةً بعد رئيسي.
وكان المارثون الانتخابي قد انطلق في السابعة صباح الجمعة، متضمناً أربع عمليات انتخابية: الرئاسية الـ13، والمجالس البلدية والقروية، والتكميلية لمجلس خبراء القيادة، والتكميلية لمجلس الشورى الاسلامي. وأُغلقت صناديق الاقتراع عند الساعة الثانية فجر السبت، عقب تمديد فترة التصويت ثلاث مرات.
زعمت إرنا أن التمديد كان سببه "الازدحام وكثافة المشاركة الشعبية في الانتخابات". لكن مراقبين وتقارير إعلامية دولية قالت إن التمديد، وهو خطوة غير مسبوقة في الانتخابات الإيرانية، كان بهدف منح فرصة أكبر لعدد إضافي من الناخبين للتغطية على نسب المشاركة "الهزيلة". ويبلغ عدد المواطنين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات 59 مليوناً و310 ألف و307 أشخاص.
مقرب من خامنئي والحرس الثوري وأحد أعضاء "لجنة الموت"... إبراهيم رئيسي يفوز برئاسة إيران بـ62% من أصوات الناخبين. قدّم نفسه على أنه المرشح الأنسب للتغلب على التدهور الاقتصادي، فهل يصدق؟
فوز متوقع
فوز رئيسي ليس مفاجئاً على الإطلاق، فطالما اعتُبر المرشح الأبرز والأوفر حظاً لقيادة الجمهورية الإسلامية. وهو الذي شغل عدة مناصب في القضاء وصولاً إلى رئاسة السلطة القضائية عام 2019، مع شغله منصب نائب رئيس مجلس خبراء القيادة.
علماً أن رئيسي لا يتمتع بالشعبية في أوساط الإيرانيين لسجله السيىء في مجال حقوق الإنسان، لا سيّما أنه كان أحد أعضاء "لجنة الموت" التي ارتكبت مجزرة عام 1988 بإعدام ثلاثة آلاف معتقل سياسي، في نهاية الحرب الإيرانية العراقية، وإن كانت تربطه علاقة قوية بالحرس الثوري.
ويُدعى رئيسي، الذي خسر الانتخابات الرئاسية لعام 2017، بـ"السيّد"، أي أنه من نسل النبي محمد. وهو معروف بولائه للخميني ولمبادئ الجمهورية الإسلامية التي لا يمكن تحقيقها بدون توجيهات مرشد روحي أعلى.
ويبدو أن رئيسي انتبه إلى الرفض الشعبي له، فانتهج سياسةً مغايرة منذ توليه منصب رئيس السلطة القضائية، زادت من حضوره الإعلامي وشن ما سمّاه "حرباً على الفساد".
وقدم رضائي وهمتي وهاشمي التهنئة لرئيسي بالفوز. كما هنّأ الرئيس الإيراني المنتهية ولايته، حسن روحاني، "مُنتَخَب الشعب".
"مزيد من القيود على الأنشطة الاجتماعية، وحريات ووظائف أقل للنساء، وسيطرة أكثر إحكاماً على وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة"... ما الذي يعنيه فوز رئيسي بحكم إيران؟
ماذا يعني فوزه؟
ويعرف رئيسي الذي بات يشغل ثاني أعلى منصب في إيران بعد المرشد الأعلى، بآرائه المحافظة. وبينما يكون للرئيس تأثير كبير على السياسة الداخلية والشؤون الخارجية، تظل الكلمة الفصل في جميع شؤون الدولة للمرشد الأعلى، حالياً علي الخامنئي.
ومن المفارقات أن رئيسي (60 عاماً) الذي يخضع لعقوبات أمريكية، قدم نفسه خلال الانتخابات الأخيرة على أنه أنسب شخص للتغلب على مشاكل البلاد الاقتصادية.
ورجح كاسرا ناجي، مراسل "بي بي سي" في إيران، أن المحافظين الإيرانيين سيسعون إلى إقامة نظام متشدد في ظل حكم رئيسي، ما يعني مزيداً من القيود على الأنشطة الاجتماعية، وحريات ووظائف أقل للنساء، وسيطرة أكثر إحكاماً على وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة.
وبرغم عدم ثقة الإيرانيين المتشددين في الغرب، يُعتقد أن رئيسي وخامنئي يفضلان العودة إلى اتفاق دولي بشأن النشاط النووي الإيراني. وكان اتفاق عام 2015 قد خفف العقوبات على طهران مقابل الحد من أنشطتها النووية.
ومنذ انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق، عام 2018، وإعادة فرض المزيد من العقوبات على البلاد، ازدادت الأوضاع الاقتصادية هناك انهياراً.
وليس واضحاً إذا كان رئيسي سيستطيع الخروج بالبلاد من هذا النفق المظلم، أو قيادتها إلى مزيد من التدهور والعقوبات، لا سيّما أن أعداداً كبيرة من السياسيين والمراقبين لم يكونوا متفائلين بترشحه وفضلوا مقاطعة الانتخابات.
وأضاف ناجي: "العديد من الإيرانيين ينظرون إلى الانتخابات على أنها استيلاء صارخ على السلطة من قبل المتشددين الذين يبدو أنهم قرروا أنه لا يمكنهم الفوز في انتخابات حرة ونزيهة، إذا حكمنا على أدائهم السابق".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.