Don’t F*** with anonymous
تعتلي البدن القشعريرة حين يتردد شعار مجموعة "anonymous-القراصنة الناشطين"، المعدّل عن عبارة توراتية يتبناها هؤلاء الناشطون منذ تأسيسهم، ثم شهرتهم كقوّة لا يمكن الاستهانة بها: "نحن بلا أسماء، نحن العُصبة، نحن لا نسامح ونحن لا ننسى، توقّع وجودنا".
هذا التهديد المرعب تعرّض له أيلون ماسك، إذ اتُهم من قبل المجموعة بأنه يتلاعب بأسعار البيتكوين عبر تغريداته الساخرة، مُهدِّداً، حسب المجموعة، العديد من العاملين والمعدّنين الذين يبذلون ما لديهم من أجل ترسيخ هذه العملة وسطوتها، وما يقوم به ماسك ليس إلا هجوماً من قبل غني على الفقراء، خصوصاً أنه تسبب منذ فترة بانخفاض أسعار عملة "دوجي كوين"، ناهيك عن فضيحة جديدة مفادها أنه يستخدم أموال الضرائب من أجل تطوير مشاريعه الخاصة.
"نحن بلا أسماء، نحن العُصبة، نحن لا نسامح ونحن لا ننسى، توقّع وجودنا" نهديد إيلون ماسك من مجموعة anonymous بعد اتهامه بأنه يتلاعب بأسعار البيتكوين
هذا التهديد لا يمكن أن نستهين به، خصوصاً أنه موجّه لواحد من أشهر أغنياء العالم، والذي يمكن له أن ينفي اقتصاد دول بأكملها، لذا وإلى كل الأغنياء الجُدد، أبناء فقاعة التكنولوجيا، ومن يريدون تحويل العالم إلى ملعبهم الصغير، احذروا، هناك من يحمي ظهورنا وأموالنا وأسماءنا.
عين الملالي التي لا تنام
تشير تقارير أن روسيا تريد تزويد إيران بأقمار صناعية كي تتمكن من مراقبة المنطقة وملاحقة العمليات العسكرية، سواء تلك التي تستهدفها أو التي يقوم بها "أعداؤها"، وكأن ذلك محاولة لجعل إيران واحدة من أقوى دول التجسس ومنافسة لأمريكا ومصالحها في المنطقة.
لا ندري لمَ هذا الاهتمام الروسي، ومن قبله الأوروبي، بمقدرات إيران العسكرية، و تجاهل طبيعة النظام هناك وميلشياته المنتشرة في الشرق الأوسط، ونظن، بسبب سذاجتنا السياسية والطمع الأوروبي بالنفط، أن السبب هو الأسماء التي تطلقها إيران على أسلحتها، والتي يرى "المموّلون" أنها مرعبة حين نطقها بالعربية، لذلك نقترح على الدول المجاورة والمعادية لإيران، قائمة صغيرة بأسماء للصواريخ والاقمار الصناعية و أنظمة التجسس قادرة على بث الرعب ومنافسة الهالة الإيرانية، وإليكم المقترحات:
1- جناح جبريل: صاروخ يحمل قنبلة هيدروجينية قادر على إخفاء مدينة بأكملها كما حصل مع إرم ذات العماد
2- السِدرة: قمر صناعي شديد البعد عن الأرض، قادر على رصد كل ما يحدث على وجه البسيطة، بالإضافة لتوجيه ليزر شديد الدقة، قادر على حرق الهاتف النقال في الجيب دون أن يصيب صاحبه بأذى.
3- الريح الطيبة: قنبلة تحوي غاز السارين (يمكن الحصول عليه من النظام السوري) قادرة على قتل سكان مدينة بأكملها دون أي ألم.
4- حجر داوود: ولا نقصد هنا الحجر الكريم، بل قناصات متطورة قادرة على ضرب الهدف بدقة لا متناهية، دون أي أضرار جانبية.
صفعة نبيلة
حاول محرّرو "المقتطف الجديد" عدم الحديث عن الصفعة التي تلقاها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكن للأسف، عجزنا! لذا لن نقارنها بغيرها من المواقف التي تعرّض لها الرؤساء، بل سنناقش الصفعة نفسها، تلك وجهها واحد من أنصار الملكية في فرنسا إلى الرئيس المنتخب، الصفعة التي وحّدت اليمين واليسار الفرنسي للدفاع عن الرئيس وإدانة هذا "العنف".
لكن، هل هو عنف فعلاً؟ الهالة المحيطة بالصفعة والإهانة المرتبطة بها من الصعب تصنيفها كعنف بالمعنى الدقيق، نعم هي اعتداء، لكن للصفع تاريخ طويل، خصوصاً حين يتعلق بقادة الدول والملوك والشخصيات الاعتبارية، فالصفعة تكسر الهيبة وتعطّل تدفّق الزمن. من يُصفع يفقد لأجزاء من الثانية البصر، وحين يعود يدرك أنه مجرد فرد. هي دعوة لا تنتظر الردّ إلى المبارزة واستعادة الكرامة المهدورة، كونها ليست دعوة إلى الشجار، بل للتفكّر في المكانة والجاه أمام من لا نعرفهم.
صافع ماكرون تصرف بأخلاق الملكية: أصفعك لأقف أمامك وأمام الناس والقانون لأبرر السبب. هي دعوة للحوار والتحاسب وإعادة النظر في مواقف المصفوع، والأهم، التأكيد على بشريته
بعيداً عن كل ما هو مضحك ومثير للسخرية في سيرة من صفع ماكرون، لكن الإهانة هي ما تثير الاهتمام، فصافع ماكرون تصرف بأخلاق الملكية: أصفعك لأقف أمامك وأمام الناس والقانون لأبرر السبب. هي دعوة للحوار والتحاسب وإعادة النظر في مواقف المصفوع، والأهم، التأكيد على بشريته. صفع جسد السيادة يعني إزالة الصورة المهيبة عن جسد الرئيس والتعامل معه كـ"فرد"، وجعل المشكلة شخصية بين فرد وآخر، لا بين فرد ودولة.
لاندعوا أبداً إلى صفع أي رئيس، خصوصاً في المنطقة العربية، لكن البلاغة الشعبية التي تحملها الصفعة لا يمكن تجاهلها، وإن كان أحد ما في سياق يضمن أن حياته لن تتعرّض لأي أذى، فليأخذ الأمر بعين الاعتبار. هذا فقط، ولأسباب قانونية، ما نستطيع قوله.
هل نخاف من الجواسيس فعلاً؟
يقال إن ما يقوم به الجواسيس لا يمتلك ذات الأهمية التي يُروّج لها، أي الحكايات حول إنجازات الجاسوس وحقيقة ما قدمه من خدمات لبلاده، لا تمتلك أثرا واقعياً محورياً كما يصدّر لنا، خصوصاً حين يتعلق الأمر بإسرائيل التي تشارك جنباً إلى جنب مع أنظمة الممانعة في خلق أسطورتها الذاتية. إذ يقال مثلاً إن إسرائيل في حربها مع سوريا أرسلت جواسيس للقيام بزرع مغناطيسات في أحزمة المراهقين من أجل منعهم من الإنجاب! وقامت أيضاً بإرسال جاسوسات شديدات الجمال إلى الحدائق العامة من أجل إغواء الشباب وإصابتهم بالإيدز!
مؤخراً أجرى رئيس الموساد السابق لقاء تلفزيونياً مطولاً تحدث فيها عن تمكّن إسرائيل من سرقة الأرشيف النووي الإيراني، بالتعاون مع عشرين عميلاً، وهنا نسأل، أي Alors! إسرائيل تقصف المنطقة دون أي رادع، وبكل وضوح وشفافية، وإيران تطور برنامجها النووي والصاروخي دون خوف أيضاً، فما فائدة هذا الأرشيف المسروق والتخطيط والتنكّر والتسلل، إن لم يعق برنامج إيران بصورة قادرة على شلّه؟
مؤخراً، أجرى رئيس الموساد السابق لقاء تلفزيونياً مطولاً تحدث فيها عن تمكّن إسرائيل من سرقة الأرشيف النووي الإيراني، لكن، ما فائدة هذا الأرشيف المسروق والتخطيط والتنكّر والتسلل، إن لم يعق برنامج إيران بصورة قادرة على شلّه؟
نسخر هنا لأن حكايات الجاسوسية تبدو "ٌقديمة" ولم تعد فعّالة كوسيلة بروباغاندا بالصورة التي كانت عليه سابقاً، الأهم، لم الحديث عن العملية إن كانت نتائجها أهم من أسلوب تخطيطها؟
نظن أن الحرب المباشرة والسياسية أوضح وأشد تأثيراً من المقابلات وعروض الباور بوينت، وحكايات الجواسيس "السيكسي" التي كانت فعّالة قبل زمن الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة عن بعد.
وداعاً كارداشيانز... و"يا رب" للأبد
حزن عالمي ودموع ومنشورات على الفايسبوك رافقت بث الحلقة الأخيرة من البرنامج الشهير "keeping up with the Kardashians" الذي استمر لأكثر من عشرين عاماً، اكتشفنا فيه "السيرة الوهمية" و"مؤخرات" و"صفعات" أسرة بأكملها.
لكن وبجدية، هذا البرنامج ساهم بتغير شكل الثقافة الشعبية وتعريف النجوم والمشاهير، والأهم أنه قدّم لنا الأغنياء الجدد، أصحاب اللامواهب، ناهيك أنه على مستوى ثقافي، علّمنا، كيف يمكن أن نكذب في شخصياتنا إلى حد يجعلنا ننسى من نحن، وأن نعتاد على أن تكون حياتنا استعراضاً للعلن، يعني أن هناك جهداً جباراً على المستوى الشخصي والنفسي لإنجاز هذا "العمل"، أقرب إلى تجربة فنّ أداء مستمرة ذات نتائج واقعية وقانونية.
الالتزام بالأدوار والاستعراض للأقصى الذي استمر لأكثر من 20 عاماً لا يمكن إلا أن يُثير الأعجاب، خصوصاً أنه تحول بسرعة إلى ماكينة لصناعة المال، استفاد منها أبناء الفضيحة، ونقصد قرب والد الكارداشيانز من أو جي سيمبسون، الذي بُرِّئ من الجريمة الشنيعة التي ارتكبها بحق زوجته.
أي ببساطة، هل يمكن لأحد أن يرفض تصويره لبضعة ساعات في الأسبوع، وهو يسافر ويجلس في بيجامته في المنزل ثم يرتدي أجمال الثياب مقابل مبلغ مالي محترم جداً؟
لا أخوّة في الإسلام
الكثير من المحاولات والحملات حاولت استنهاض همم "المسلمين" للوقوف إلى جانب أقلية "الإيغور" المسلمة في الصين، والذين يتعرّضون لعنف واعتقال شديدين، لكن يبدو أن هذه الأخوّة، في وغير هذا من الشعارات، لا تنطبق على أبرز الدول التي تحوي "الثقل" الإسلامي، إذ أفادت تقارير وتحقيقات أن كلاً من مصر الأزهر، سعودية الحرمين الشريفين وإمارات اللوفر، تقوم بترحيل هذه الأقلية وتسلّمها إلى الصين.
نكتب هنا بوضوح جملة "احتجاجات في البحرين" من أجل التاريخ، فالسلطات البحرينية مشهورة بقدرتها على محو الأخبار والصور وتمتلك من السطوة ما يمكنها من إعادة رسم هويتها الوطنية ومحو أي تاريخ سابق بسرعة هائلة
حقيقة، لا نعلم ما يمكن قوله أمام هكذا ممارسات، ولننس الإسلام والحمولة الأيديولوجية والأخلاقية، لكن تسليم فئة من الناس إلى موتهم أو عذابهم لا يختلف أبداً عن الممارسات العنصرية التي يقوم بها أي حزب يميني في العالم، إذ من الواضح أن لا أمان لأحد في بعض الدول العربية، مواطناً كان أم سائحاً أم مهاجراً.
نعتب هنا على بعض الإيغور في الإمارات الذين لم يتقدموا لطلب الإقامة الذهبية التي توزع على "أصحاب المواهب". ربما لو كانوا فنانين وفلاسفة وممثلين، وكتبوا مدائح في محمد بن راشد آل مكتوم، لما تم ترحيلهم، لكن للأسف، لم تأخذ أمينسا عبد الله وزوجها وأطفالهما هذا الأمر بعين الاعتبار.
احتجاجات في البحرين... نكتب خوفاً من أن تختفي الصور والأخبار
اندلعت احتجاجات في البحرين إثر وفاة السجين السياسي حسين بركات، في زنزانته، بعد حصوله على جرعتي لقاح كورونا، والواضح من الأخبار الرسمية أن الأمر سببه الأغراض الجانبية للقاح المستخدم هناك، ما أثار غضباً شعبياً.
نكتب هنا بوضوح جملة "احتجاجات في البحرين" من أجل التاريخ، ومن أجل من يريد أن يبحث عمّا يحدث هناك لاحقاً، فالسلطات البحرينية مشهورة بقدرتها على محو الأخبار والصور وأي ما ينشر عن الاحتجاجات فيها، بل تمتلك من السطوة ما يمكنها من تغيير ساحاتها وإعادة بنائها بأكملها، وإعادة رسم هويتها الوطنية ومحو أي تاريخ سابق بسرعة هائلة، يهدد أي وجود لأي احتجاج سابق.
حاشية: لن نتحدث عن كتاب كارلوس غصن الجديد "معاً إلى الأبد"، ولا فيلم ميريام فارس "غدارة يا دنيا"، بسبب عجزنا اللغوي والفكري، يرجى تقبّل اعتذارنا وتفهم حيرتنا.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...