شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"فيسبوك يعدمنا"... حملة رقمية تطالب بوقف إغلاق الحسابات المناصرة للقضية الفلسطينية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 10 يونيو 202106:25 م

لا يزال المحتوى الفلسطيني يتعرض لحملات تضييق كبيرة من قبل عملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك، منذ اندلاع أزمة الاستيلاء على بيوت أهالي الشيخ جرّاح بالقدس المحتلة في مايو /آيار الماضي، وظهور دور حسابات لمؤثرين فلسطينيين على شبكات التواصل نشطت في كشف أدلة القمع الإسرائيلي الممنهج ضد الفلسطينيين ميدانياً ورقمياً، ونجحت في تغيير دفة التعاطف الشعبي دولياً نحو فلسطين وأهلها. إلا أن الصوت الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي قوبل بتحيز مضاد، اتجهت فيه مواقع التواصل الاجتماعي نحو دعم وتعزيز الرواية الإسرائيلية على حساب الرواية الفلسطينية، ووصل الأمر إلى وقف وحذف حسابات داعمة للمحتوى الفلسطيني فيما أطلق عليه اسم " الإعدامات الرقمية".

 أطلق خبراء ذكاء صناعي ومؤثرون كبار وناشطون عرب حملة (#فيبسوك_يعدمنا) وهي حملة "غير سياسية تقدّم حلولاً تدافع عن حق المحتوى العربي الآمن المسالم في الحياة رقمياً، وسط موجة إعدامات رقمية عشوائية يشنها فيسبوك".

ولهذا السبب أطلق خبراء ذكاء صناعي ومؤثرون كبار وناشطون عرب حملة (#فيبسوك_يعدمنا) وهي حملة "غير سياسية تقدّم حلولاً تدافع عن حق المحتوى العربي الآمن المسالم في الحياة رقمياً، وسط موجة إعدامات رقمية عشوائية يشنها فيسبوك".

 تأتي الحملة ردّاً على ملايين "الإعدامات الرقمية العشوائية" للحسابات والصفحات والمنشورات التي تعاطفت مع معاناك الفلسطينيين مؤخراً من تهجير قسري للمدنيين المقدسيين وقتل للأبرياء على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة وغزة وأراضي الـ48. والهدف من إطلاق الحملة حسب ما ذكره الموقع الرسمي لها هو "وضع حلول أمام فيسبوك لإزالة تحيز برمجياته ضد المحتوى العربي الآمن، والمناصر للحريات والقيم الإنسانية".

 وسريعاً ما زاد التفاعل على حساب الحملة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لينضم لها مشاهير ومؤثرون عرب أبرزهم الناشطة المقدسية منى الكرد التي اشتهرت بتوثيقها جرائم الاحتلال في حي الشيخ جرّاح، والفنان المصري عمرو واكد الذي أعلن عبر حسابه بموقع تويتر انضمامه إلى الحملة، وكتب: "أنا سجلت صوتي وانضممت لصفحة ‘فيسبوك يعدمنا’. الدور عليك تسجل صوتك ضد الإعدام الرقمي الذي يطالنا جميعاً".

 تأتي الحملة ردّاً على ملايين "الإعدامات الرقمية العشوائية" للحسابات والصفحات والمنشورات التي تعاطفت مع معاناك الفلسطينيين مؤخراً من تهجير قسري للمدنيين المقدسيين وقتل للأبرياء على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة وغزة وأراضي الـ48.

وقال محمود الشريف، مدير حملة "فيسبوك يعدمنا" وأحد مؤسسيها في بيان: "هذه حملة عفوية غير مسّيسة وغير ممولة من أية جهة، وتأتي ّرداً على ما تعرض له المؤثر العربي والمواطن الرقمي البسيط على حد سواء من انتهاك لحرية التعبير، على يد إعدامات رقمية جائرة على منصات التواصل االاجتماعي مؤخراً".

وأضاف: "يشارك في إدارة الحملة متطوعون من 12 بلداً، لا هَمَّ لهم إلا الدفاع عن حق المحتوى الذي يعبر عنا وعن آمالنا المشروعة السلمية في الحياة رقمياً". 

الرقابة على المحتوى الفلسطيني 

خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على الفلسطينيين في مايو/ أيار الماضي، تعرضت الحقوق الرقمية الفلسطينية إلى رقابة صارمة من مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بإيعاز من سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي ظلت تطارد كل ما يدحض الرواية الإسرائيلية. 

ووثق مركز حملة (المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي) تقريراً عن الانتهاكات التي تعرض لها المحتوى الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي بين 6 و 19 مايو/ أيار المنقضي، يُفصل الانتهاكات التي تعرض لها المحتوى خلال هذه الفترة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي والشركات التكنولوجية، إلى جانب انتشار خطاب الكراهية والتحريض ضد الفلسطينيين والعرب باللغة العبرية. 


ووثق المركز ما يزيد على 500 بلاغ للتعدي على الحقوق الرقمية الفلسطينية في الفترة المذكورة، بالتعاون مع مؤسسات شريكة، وهو ما يشار إليه في التقرير التوثيقي بأنه "ازدياد ملحوظ لرقابة وسائل التواصل الاجتماعي على الخطاب السياسي الفلسطيني"، أدى ذلك إلى إزالة جزء كبير من المحتوى الفلسطيني من المنصات وتعليق حسابات وإغلاق أخرى.

 ووفقاً للتقرير، تنوعت أسباب الانتهاكات ما بين إزالة المحتوى وحذف وتقييد الحسابات، وإخفاء الأوسمة، إضافة إلى تقليل الوصول لمحتوى بعينه، وحذف المحتوى المؤرشف، وتقييد الوصول، فيما تنوعت نسبة الانتهاكات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وثق مركز حملة 50% من هذه الانتهاكات على منصة "انستغرام" و35% على منصة "فيسبوك" بينما وثق ما نسبته 11% من مجمل الحالات على منصة "تويتر" و1% من الحالات على "تيك توك"، بينما كانت 3٪ الأخيرة من الحالات دون معلومات كافية من المبلغين.

 هبة محمد إسماعيل: ضحية إعدام رقمي 

هبة محمد إسماعيل ناشطة لبنانية، سخرت حسابها على موقع فيسبوك لدعم القضية الفلسطينية أثناء الاعتداءات الإسرائيلية بحي الشيخ جراح وحتى معركة سيف القدس (معركة العدوان على غزة ورد الفصائل افلسطينية بالصورايخ المنزلية الصنع على العدوان).

وكتبت هبة عبر حسابها: منشورات تتعاطف مع شهداء فلسطين. إلا أن ذلك أزعج إدارة موقع فيسبوك فقامت بتعليق الحساب منذ يوم 21 مايو الماضي عدة مرات، ولا يزال الحساب حتى الآن "معدوم".

 

تقول هبة "نحن لا تحدنا منصة ولا سوشيال ميديا. هذه السياسات من قبل فيسبوك لن تثنينا عن مواصلة دعمنا للقضية الفلسطينية بعزيمة لا تنكسر وبكل الوسائل. لأن قضية فلسطين هي الأهم عالميا والرابحة حتماً".

ولم تكن هبة هي الشخص الوحيد الذي تعرض لإعدام حسابه عبر موقع فيسبوك، فقد وثق عشرات النشطاء ومستخدمو فيسبوك انتهاكات رقمية  تعرضوا لها بسبب كتاباتهم  ألفاظ "المقاومة / شهيد / الأقصى).

 ويقول الصحافي والناشط اليساري المصري رامز صبحي لـرصيف22 إنه تعرض لحظر كلي على موقع فيسبوك بسبب مشاركته لخبر منشور عن كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وتعجب الصحافي المصري من سلوك فيسبوك، خاصة أنه شارك خبراً فقط عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مشيراً إلى أن فيسبوك لا يفرق في النظر بين فصائل المقاومة الفلسطينية مهما اختلفت توجهاتها وأفكارها.

 ولانتهاكات المعايير الصحافية نصيب

تزامن إطلاق حملة "فيسبوك يعدمنا" مع إطلاق صحافيون أمريكيون رسالة "مفتوحة" حول التغطية الإعلامية لوسائل الإعلام في بلدهم للحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

 وانتقد الصحافيون  الأمريكيون ازدواجية وسائل الإعلام في بلادهم، و"تخلِّيها عن القيم الصحافية" في التغطية الإخبارية لما يجري بين إسرائيل وفلسطين، وقالوا "خذلنا جمهورنا برواية تحجب الجوانب الأساسية للقصة: الاحتلال العسكري الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري".

 وحملت الرسالة تساؤلاً "من الصحافيين إلى الصحافيين: لماذا يجب تغيير التغطية الصحافية عن فلسطين؟"، وأعادت التذكير بمبدأ من أهم مبادئ الصحافة الأساسية، وهو "العثور على الحقيقة ومحاسبة الأقوياء".

  وانتقد الصحافيون  الأمريكيون ازدواجية وسائل الإعلام في بلادهم، و"تخلِّيها عن القيم الصحافية" في التغطية الإخبارية لما يجري بين إسرائيل وفلسطين، وقالوا "خذلنا جمهورنا برواية تحجب الجوانب الأساسية للقصة: الاحتلال العسكري الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري".

وطالب الصحافيون "بتغيير المسار فورًا" ووضع حد للممارسات الصحافية السابقة التي تعمدت الانحياز للرواية الإسرائيلية، خاصة أن "الأدلة على القمع الإسرائيلي المنهجي للفلسطينيين ساحقة".

 وتتطرق الصحافيون الأمريكيون إلى جانب من هذه الممارسات غير المهنية، منها على سبيل المثال اللغة المستخدمة في التغطية الأخيرة لمحاولات الإجلاء القسري لسكان حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، فغالبًا ما تشير وسائل الإعلام إلى التهجير القسري للفلسطينيين الذين يعيشون هناك على أنه "عمليات إخلاء". إلا أن هذا المصطلح يشير بشكل مضلل إلى "نزاع" عقاري بين المستأجر والمالك، وهو تصوير غير دقيق للوضع.

  وتعتبر الأمم المتحدة القدس الشرقية أرضًا فلسطينية محتلة، مما يعني أن مطالبات إسرائيل الإقليمية هناك غير معترف بها. والأهم من ذلكأن استخدام المصطلح يتجاهل الهدف الموثق جيدًا للحكومة الإسرائيلية المتمثل في ترسيخ الهيمنة العرقية على القدس وطرد أصحاب الأرض منها والحفاظ على وضع عرقي تمييزي لصالح اليهود الذيم اختاروا الهجرة والاستيطان على الاراضي الفسليطينية المحتلة.

 ومن الألفاظ "المضللة" أيضاً  - حسب الرسالة - لفظ "صدام" بدلاً من "اعتداء"، "كما لو أن كلا الطرفين يتقاسم اللوم والفاعلية في التصعيد". أو استخدام لفظ "ًصراع" خلال وصف الهجوم الإسرائيلي على غزة، "وهو ما يوحي بأن الحرب صراع بين كيانين متكافئين".

 ولا يقتصر عدم التماثل في السياق على اللغة فحسب؛ إذ تميل القصص إلى "تضخيم الروايات الإسرائيلية بشكل غير متناسب، مع قمع الروايات الفلسطينية في كثير من الأحيان".

 وفي نهاية الرسالة دعا الصحافيون الأمريكيون أنفسهم ووسائل الإعلام في بلدهم إلى "قول الحقيقة الكاملة في سياقها دون خوف أو محاباة، والاعتراف بأن التعتيم على قمع إسرائيل للفلسطينيين يخالف معايير الموضوعية الخاصة بهذه الصناعة".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard