استنجد الطلبة الفلسطينيون في السودان، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لإنقاذهم من الأوضاع المتردية التي يعايشونها –حالياً- في السودان، وذلك في بيان جرى تذييله بهاشتاغ #انقذوا_طلبة_فلسطين_بالسودان
وإن كان مفهوماً أن يتم توجيه نسخة من الخطاب المحشود بالكربلائيات للرئيس الفلسطيني، فإنه من غير المفهوم أن يتم تغافل مخاطبة الجانب السوداني، فيما وصلت الغرابة إلى لمنتهاها بمخاطبة الطلاب لطرف ثالث في القضية وهو "الرئيس المصري".
سؤال للطلبه الفلسطينيين؟
— أبجيقه السادس عشر™ (@anti_afeminist) June 6, 2021
لو إفترضنا انكم موجودين في مصر والاوضاع ما نفعت معاكم هل ح تناشدو الرئيس المصري عشان ينقذكم ولا ح تطلبو الأمر دا من الرئيس التونسي مثلاً؟
هل بتقدروا تتجاوزوا رئيس الدوله المقدمه ليكم المأوي؟
ع العموم الباب يفوت جمل#انقذوا_طلبة_فلسطين_بالسودان
وليكون قارئ رصيف22 في الصورة، فإن الخطاب وباختصار عبارة عن دعوات للتدخل لإنقاذ طلبة فلسطين بالسودان، من مشكلات توقف العام الدراسي لقرابة عامين، لأسباب تمتدّ من السياسي وحتى الصحّي المرتبط بفيروس كورونا المستجد، ومن تزايد الضغوطات الاقتصادية، ومن أزمات الكهرباء والوقود، وصولاً إلى القول باستهدافهم بعمليات السرقة والتهديد ضمن موجة تفلت أمني تضرب البلاد.
الخطاب وباختصار عبارة عن دعوات للتدخل لإنقاذ طلبة فلسطين بالسودان، من مشكلات توقف العام الدراسي لقرابة عامين، ومن تزايد الضغوطات الاقتصادية، وأزمات الكهرباء والوقود، وصولاً إلى القول باستهدافهم بعمليات السرقة والتهديد ضمن موجة تفلت أمني تضرب البلاد.
لماذا يستنجدون بالسيسي في السودان
توجهنا إلى طالب الاقتصاد المنحدر من قطاع غزة (أبو حجاج) الذي اكتفى بذكر كنيته فقط. لنفهم منه سرّ مخاطبه السيسي تحديداً، ليجيب
رصيف22 قائلاً: "إن الرئيس المصري ذو صلة قوية بالملف الفلسطيني، وقد نجحت مبادرته الأخيرة في حمل الكيان الصهيوني على وقف عملياته في القطاع، وبالتالي فإن مخاطبته في شأن يهم الفلسطينيين لهو أمر عادي، ولا يبعث على الغرابة".
وعما يريده طلبة فلسطين من السيسي؟ يقول أبو حجاج: "في الحدود الدنيا يمكن أن ينجح السيسي في تسهيل عودتنا إلى ديارنا عبر معبر رفح، أو نقلنا لإكمال الدراسة في الجامعات المصرية".
تجاهل السودان في البيان
القارئ للبيان كما سيستوقفه عنونته للسيسي، فلن يستطيع مبارحة خانة تغييب مخاطبة الجانب السوداني، ونقل صورة شديدة القتامة قد تنطوي على كثير من المبالغات.
حيث يقول البيان: "فنحن نعاني من الحصول على أبسط مقومات المعيشة، نواجه العديد من المشاكل يومياً، بالمعنى الحرفي للكلمة ومن دون مبالغة، سواءً بالسرقات المتكررة أو الاعتداء والذي وصل قبل أيام إلى الشروع بالقتل، وهذا يشمل طلاب الولايات والعاصمة"، "أردنا أن نريكم أننا نموت بصمت والجميع يشاهد فقط".
وعما يريده طلبة فلسطين من السيسي؟ يقول أبو حجاج: "في الحدود الدنيا يمكن أن ينجح السيسي في تسهيل عودتنا إلى ديارنا عبر معبر رفح، أو نقلنا لإكمال الدراسة في الجامعات المصرية".
أحد الطلبة الفلسطينيين تحدث مع رصيف22 مفضلاً عدم ذكر اسمه خشية الاستهداف، قائلاً: "هناك مخاطبات كثيرة تتم بيننا وبين الإدارة السودانية، بيد أننا نستشعر بتغير في مواقف السلطات من الدعم المطلق أيام الرئيس المخلوع عمر البشير، فضلاً عن نزوع الحكومة الحالية للتطبيع مع إسرائيل، ومقاطعة حركات المقاومة الفلسطينية، وإغلاق مكتب حماس بالعاصمة السودانية، كلها عوامل تلقي بظلالها السالبة على علاقة الفلسطينيين بالحكومة السودانية حالياً".
حملة مراجعات للوجود الأجنبي في السودان
على صعيد آخر، فقرار الحكومة السودانية بالبدء بحملة مراجعات للوجود الأجنبي وحملة الجوازات بالتجنّس، جرّاء لجوء نظام البشير لبيع الوثيقة السيادية بمبالغ كبيرة بالدولار، مع التوسع في منح الجواز لشخصيات قد تصنف بأنها إرهابية. كل هذا أثر بشكل مباشر على الطلبة الفلسطينيين، حيث تم وقف المنح الدراسية لطلاب فلسطين بالجامعات السودانية منذ العام 2019، وفرض دفع الرسوم الجامعية بالدولار.
كلية القانون - جامعة الخرطوم
الواقعة من منظور سوداني
"البيان انطوى على كثير من المبالغات بشأن الوضع العام بالبلاد"، هكذا بدأ الخبير التربوي، د. إسماعيل عبد المنعم، حديثه مع رصيف22، شارحاً: "بالقطع هناك مشكلات في جوانب كثيرة تتصل بصعوبات الانتقال، ولكنها لا ترقى إلى استهداف الطلاب الفلسطينيين حد المناداة بإنقاذهم من السودان. الذي احتفظ بأبوابه مفتوحة للأشقاء الفلسطينيين، وكثير من الفلسطينيين يحملون الهويات السودانية".
أما نسرين حمد التوم، وهي طالبة جامعية، فلا تخفي حنقها من توجه البيان بالشكوى لطرف ثالث وإهمال الطرف الأصيل فيها. وتقول: "إن ذلك قد يحمل على أنه طعن في السيادة الوطنية. فضلاً عن أنه أحدث حالة فرز لم أكن أتمنى أن تحدث بين السودانيين والأشقاء الفلسطينيين". تختتم التوم حديثها لرصيف22، متسائلة: "لماذا لا يكابد الزملاء الفلسطينيون معنا ذات الظروف التي نعايشها، ولو على سبيل رد الجميل للجامعات السودانية التي لطالما خرجت الآلاف منهم".
بحثاً عن حلول للأزمة
هذا ولم يقدّم بيان الطلاب الفلسطينيين، توصيات لحل أزمتهم في السودان، إنما هو تصوير فقط لأوضاعهم. مكتفيا بالإشارة إلى أنهم يمتلكون الحلول، قائلين: "نعلمكم أننا نمتلك بضعاً من المقترحات والحلول للخروج من هذه المحنة".
وبالحديث مع أبو حجاج عن تلك المقترحات، أجاب رصيف22: "مشكلة الطلاب على النفقة الخاصة قد تكون يسيرة، بإمكانية نقل أوراقهم إلى جامعات فلسطين أو مصر أو الأردن".
أما الحل الثاني، حسب أبو حجاج، فيتمثل في إجلائهم إلى بلادهم، لحين عودة الدراسة بالسودان، وتجنيبهم دفع كثير من الفواتير التي قد تكون باهظة الكلفة.
هذه الأزمة التي يعانيها الطلاب الفلسطينيون بالسودان الذي تشير التقديرات إلى أنهم بالمئات حالياً، معظمهم يدرسون في الكليات العلمية، كالطب والصيدلة والمختبرات، خلقت حاله من السخط المكتوم لدى قطاعات من الشعب السوداني، قطاعات ترى أنها ناصرت القضية لسنين معتبرة أن الاستنجاد بالرئيس المصري لا يعدو كونه طعنة أشقاء في الظهر، في حين يرى الطلاب أن الموقف في الخرطوم بات فوق الاحتمال.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...