كشف تقرير نشرته صحيفة هآرتس، في 8 حزيران/يونيو، أن شركة إسرائيلية باعت تقنيات تجسس إلكتروني إلى السعودية، من أجل اختراق الهواتف الذكية لمعارضي ولي العهد محمد بن سلمان والتجسس على اتصالاتهم.
وذكر التقرير نقلاً عن مصادر إسرائيلية ووثائق حصلت عليها الصحيفة، أن الشركة التي تبيع خدماتها للسعودية منذ سنوات، تدعى "كوادريم"، ويقودها مسؤول سابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية يدعى إيلان دابلشتاين.
وتستخدم الشركة مقراً في قبرص واجهة لها في بيع برنامج تجسس يدعى "Reign"، الذي يبدو أنه يستخرج البيانات من أجهزة آيفون "iPhone"، ويتحكم عن بعد في الكاميرا، ويتنصت ويتتبع مواقع مستخدمي الجهاز من دون علمهم.
يمكن أن يصيب برنامج التجسس "Reign" أجهزة آيفون iPhone مباشرة بنقرة واحدة، من دون أن يضطر المالك إلى ضغط رابط البرامج الضارة - كما تتطلب أدوات القرصنة عادةً- وهو النمط التقليدي الذي كان رائجاً في السابق.
نقرة واحدة
تعمل الشركة، لإخفاء أنشطتها التجارية، تحت مسمى "InReach" في قبرص، وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن هذا يمكّن ضحايا التجسس من ملاحقة الشركة قانونياً في المحاكم الأوروبية.
ويزعم الكاتب أن الشركة لا تعمل من إسرائيل لـ"تجنب الوقوع تحت أنظار وزارة الدفاع الإسرائيلية" التي تنظم صادرات هذه الخدمات الحساسة. إذ من المفترض أن يقتصر تصدير هذه التقنيات - تحت إشراف الحكومة - على "الجهود القانونية لمكافحة الإرهاب والجريمة"، وليس الاضطهاد السياسي للمعارضين في الداخل أو الخارج.
ويشير إلى أن مثل هذه التكنولوجيا الحساسة يجري تصديرها تحت إشراف خبراء عسكريين إسرائيليين سابقين، إلى عدد من المشترين الذين يعتبرهم المجتمع الدولي بلداناً قمعية، بما في ذلك السعودية، منذ عام 2019.
تعمل الشركة، لإخفاء أنشطتها التجارية، تحت مسمى "InReach" في قبرص، وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن هذا يمكّن ضحايا التجسس من ملاحقة الشركة قانونياً في المحاكم الأوروبية.
وهم أمان الـ"آيفون"
يمكن أن يصيب برنامج التجسس "Reign" أجهزة آيفون iPhone مباشرة بنقرة واحدة، من دون أن يضطر المالك إلى ضغط رابط البرامج الضارة - كما تتطلب أدوات القرصنة عادةً- وهو النمط التقليدي الذي كان رائجاً في السابق.
وحالما يتم اختراق الجهاز، يمكن لـ "Reign" استخراج أي معلومات مودعة فيه كالصور ومقاطع الفيديو ورسائل البريد الإلكتروني، ورسائل واتس آب، أو حتى شبكة رسائل تيليغرام التي تعتبر أكثر أماناً. ويمكن للمتلصص (الحكومات) تشغيل الكاميرا بجهاز التحكم عن بعد، وتنشيط نظام تحديد المواقع "GPS" الخاص بك أو التنصت على المحادثات من خلال الميكروفون.
ليس جديداً على السعودية
هذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها عن حصول السعودية على برامج تجسس إسرائيلية لملاحقة المعارضين، إذ سبق أن سمحت وزارة الشؤون العسكرية الإسرائيلية لمجموعة "NSO" ببيع نظام "Pegasus" للسعودية، وبحسب تقرير مجموعة خبراء الأمان الرقمي المستقلين تشيك بوينت، فإن مصر والإمارات والبحرين ودول عربية أخرى استخدمت نفس البرمجيات لتتبع معارضي حكامها. وبيجاسوس هي مجموعة برامج معقدة للغاية تستخدم في القرصنة والتجسس.
وجرت هذه الصفقة أيضاً عبر شركة تدعى"Q Cyber Technologies" تابعة لـ "NSO"، وتتخذ من لوكسمبورغ مقراً مزيفاً لها.
لكن يمكن إيقاف برنامج "NSO" عن بُعد من قبل الشركة ذاتها، إذا خالفت الحكومة التي اشترته الاتفاقية، لكن لا يمكن التحكم في البرنامج الجديد الذي حصل عليه بن سلمان، وهو أرخص سعراً.
في أيلول/سبتمبر 2020، وصل 14 إسرائيلياً من فرع صناعة الأمن السيبراني - بعضهم أعضاء في Quadream - إلى غانا، بناءً على دعوة صريحة من الرئيس نانا أكوفو-أدو. وكان ذلك قبل الحملة التي أدت إلى إعادة انتخابه في كانون الأول/ديسمبر من نفس العام. كما تم الكشف عن أن وكالة أمنية إندونيسية كانت ضمن عملاء الشركة أيضاً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...