شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
هل اخترقت إيران هواتف الساسة الإسرائيليين؟

هل اخترقت إيران هواتف الساسة الإسرائيليين؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 21 مارس 201902:54 م

نفت الخارجية الإيرانية التنصت على هواتف كبار السياسيين الإسرائيليين، الأربعاء، لكن القلق داخل إسرائيل لم يتلاشَ بعد تأكيد أمني باختراق هاتف زعيم حزب "أزرق أبيض" والمنافس القوي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقررة في إبريل/نيسان المقبل، بيني غانتس، ومزاعم بتنصت مماثل على مسؤولين آخرين.

وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، أفادت العديد من التقارير الإعلامية والأمنية الإسرائيلية بأن الإيرانيين اخترقوا هواتف الجنرال السابق بيني غانتس ورئيس الوزراء السابق إيهود باراك ورئيس الوزراء نتنياهو نفسه من خلال زوجته سارة وابنه يائير.

إيران تنفي ونتنياهو يستغل الفرصة

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، الأربعاء، مزاعم اختراق هواتف ساسة إسرائيليين وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن قاسمي اتهم إسرائيل بلعب "لعبة إلقاء اللوم وإثارة الضجيج"، بالترويج لمثل هذه المزاعم.

وأضافت الوكالة نقلاً عن قاسمي: "المزاعم الإسرائيلية تأتي في إطار العداء والخبث والترويج للإيرانوفوبيا"، ووصفها بأنها محاولة “لتحميل إيران أي حادث”.

رغم ذلك، قال نتنياهو، الأربعاء، إن غانتس يشعر بالذعر لأن "إيران اختلست منه أشياء مهمة"، وخاطب غانتس قائلاً " ما الذي تخفيه عن الرأي العام الإسرائيلي؟ أخبر العالم بما تملكه طهران ضدك"، مشدداً على أنها "ليست مجرد ثرثرة، بل مسألة أمن دولة".

واستطرد قائلاً: إذا لم ينجح في الحفاظ على هاتفه، يقصد غانتس، فكيف سيحافظ على دولتنا؟”. وحسب ما نشرته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، قال نتنياهو: "كيف ستواجه إيران، عدونا رقم واحد، عندما يكون لديها مواد حساسة ضدك؟ الطريقة الوحيدة التي لن تبتز بها هي أن تكشف عن كل شيء".

كيف تكشف التنصت؟

الأسبوع الماضي، نشرت القناة 12 الإسرائيلية تقريراً يؤكد أن حزب "أزرق أبيض"، كان ضحية لقرصنة إيرانية، الأمر الذي أكده حزب غانتس. وورد بالتقرير أن مسؤوليْن من جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) استدعيا غانتس وأبلغاه أن هاتفه الخاص اخترق.

وأضاف التقرير أن المسؤولين كشفا لغانتس أن الإيرانيين اخترقوا هاتفه خلال الحملة الانتخابية وباتوا يمتلكون محتوياته. كما حذراه من خطورة هذا الخرق أمنياً، إذ قد تكشف إيران عن المعلومات التي عثرت عليها على هاتفه بعد الانتخابات، حال فوزه بمنصب رفيع، أو تستغلها في العبث بالعملية الانتخابات.

لكن غانتس أصر على نفي وجود مواد ذات أهمية أمنية أو سياسية على هاتفه.

ويوم الاثنين الماضي، أفادت القناة نفسها، في تقرير جديد، بأن إيران تمكنت من شراء المعلومات الموجودة على جهاز الكمبيوتر والهاتف الخلوي لرئيس الوزراء السابق إيهود باراك، بعد أن تمكن متسللين (هاكرز) من اختراقهما، مع التوضيح بأن إيران لم تكن المخترقة.

وأكد التقرير أن رئيس الشاباك أبلغ باراك بوقوع الانتهاك قبل عدة أشهر، مشددةً على أن الاختراق "لم يكن نتيجة إهمال من جانب باراك" وأن "المحتوى المسروق لم يكن يحتوي على معلومات خطيرة".

مزاعم اختراق طهران هواتف ساسة إسرائيليين تثير الذعر في تل أبيب بشأن حصول إيران على أسرار أمنية إسرائيلية.
أفادت "ذي ماركر" بأنه تأكد أن "معلومات حساسة عن مجمل المواطنين في إسرائيل سُربت من موقع وزارة الداخلية الإسرائيلية الإلكتروني، الذي كانت غايته مساعدة الناخبين في العثور على صندوق الاقتراع الذي يصوتون فيه".

وزعمت صحيفة "إندبندنت عربية" السعودية، أن إيران قد اخترقت، قبل عدة أشهر، هواتف سارة زوجة نتنياهو ونجله يائير، في محاولة للتنصت على المحادثات الخاصة لرئيس الوزراء. ولفتت إلى أن "السلطات الإسرائيلية كشفت الخرق وتمكنت من سد الثغرة ومعالجة الخطأ الذي تسبب فيه".

لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي رد على تقرير "إندبندنت عربية"، مشدداً على أنه "بعد التحقق في الادعاءات مع مسؤولي الأمن، ظهر جلياً أن التقرير كان كاذباً".

وكانت صحيفة "الجريدة" الكويتية، قالت، الثلاثاء، نقلاً عما أسمته "مصدراً رفيع المستوى" في مركز الحرب الإلكترونية التابع للحرس الثوري الإيراني، "إن المركز تمكن في مناسبات عدة من اختراق هاتف رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إضافة إلى هاتفي زوجته ونجله الأكبر يائير".

الأمن السيبراني الإسرائيلي في خطر

ونقل موقع عرب48 عن صحيفة "ذي ماركر" الإسرائيلية قولها، نهاية الأسبوع الماضي، إن: "نتنياهو يحب أن يتباهى بقدرات دولة إسرائيل في مجال الأمن السيبراني. لكن يتضح أن وضعنا في هذا المجال بعيد عن كونه جيداً".

وسبق لنفس الصحيفة التحذير، قبل شهرين، نقلاً عن خبراء في شركة "تشيك بوينت" الإسرائيلية المختصة بمجال تقنيات البرمجة، من أن "تحليلات أظهرت وجود سلسلة تهديدات أمنية إلكترونية محتملة خلال معركة الانتخابات الإسرائيلية الحالية، بدءاً من تدخل أجنبي في الانتخابات، بواسطة اختراقات لمنظومات أحزاب خلال الانتخابات الداخلية فيها أو التسلل لحواسيب مرشحين أو محاولة اختراق مواقع إلكترونية انتخابية رسمية".

كما حذر ناداف أرغمان، رئيس الشاباك، مؤخراً من أن "دولة أجنبية تعتزم التدخل في الانتخابات القريبة في إسرائيل، وسوف تتدخل"، مردفاً "لا أعرف في هذه المرحلة لمصلحة من أو ضد من ستتدخل، لكنني أعرف عمّ أتحدث".

في الأثناء، كشف النقاب عن اختراق المنظومة الإلكترونية لفرز الأصوات في الانتخابات التمهيدية الداخلية في حزب الليكود الحاكم. وتبين أن أي متصفح للإنترنت بإمكانه تغيير نتائج هذه الانتخابات. وأفادت "ذي ماركر" بأنه تأكد أن "معلومات حساسة عن مجمل المواطنين في إسرائيل سربت من موقع وزارة الداخلية الإسرائيلية الإلكتروني، الذي كانت غايته مساعدة الناخبين في العثور على صندوق الاقتراع الذي يصوتون فيه".

وحتى الآن، يبقى اختراق هاتف غانتس الأكثر خطورة في هذه الخروق الإلكترونية المكتشفة، أولاً لأنه ينافس على رئاسة الحكومة بقوة، حسب ما تظهره الاستطلاعات، وثانياً لأن هاتفه من نوع "آيفون إكس" وإذا ثبت أنه هو الهاتف المخترق، فإن الحديث عن اختراقه يصبح غير مألوف لأن هذا النوع يعد آمناً نسبياً من الاختراقات، وفق ما أكدته "ذي ماركر".

يشار إلى أن نتنياهو اقترح مؤخراً طرح مشروع "قانون السايبر” (قانون سلطة الإنترنت الجديد) الذي يتوقع مواصلة إجراءات إقراره في الدورة المقبلة للكنيست. ويهدف القانون إلى تنظيم نشاط "سلطة السايبر الوطنية"، وقال خبراء في مجال الأمن المعلوماتي لصحيفة "هآرتس"، الثلاثاء، إن هذا القانون سيمكن "سلطة حماية المعلومات الرقمية" وخاصة رئيس الحكومة أن يتصرف من دون أي نظام رقابة.

في سياق متصل، كشف أحدث استطلاعات الرأي في إسرائيل عدم تأثير فضيحة القرصنة الإيرانية، على صعود شعبية حزب غانتس في مواجهة حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image