أعلنت الشرطة الإسرائيلية، الاثنين 7 حزيران/ يونيو، إلغاء "مسيرة الأعلام" التي كانت مقررةً في القدس المحتلة، الخميس 10 حزيران/ يونيو، استجابةً إلى "توصيات الأجهزة الأمنية والمستوى السياسي"، عقب تحذيرات القادة الأمنيين في الحكومة الإسرائيلية من أن تنظيم المسيرة من شأنه أن يجدد التصعيد مع قطاع غزة.
جاء إعلان القرار عقب نحو الساعة من تحذير عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) خليل الحية من أنه "آن الأوان للجم هذا الاحتلال، وإلا فالصواعق ما زالت قائمة" و"من اقتراب مسيرة الأعلام من القدس والأقصى".
وخلال مؤتمر المجتمع المدني والعمل الأهلي لدعم المقاومة ونصرة القدس في غزة، أضاف الحية: "أرجو أن تصل هذه الرسالة واضحة حتى لا يكون يوم الخميس مثل يوم 11 (أيار) مايو الماضي"، أي يوم بدء جولة جديدة من القتال، معتبراً أن "معركة سيف القدس" - لرد العدوان الإسرائيلي على القدس المحتلة وغزة الشهر الماضي- "كانت عنواناً لوحدة الشعب الفلسطيني" في غزة والقدس والضفة والداخل والشتات.
وشدد الحية على أنه "عندما تصل المعركة للقدس فلا خطوط حمراء. والمقاومة في وجه الاحتلال بكل أشكالها هي السبيل لوحدة شعبنا، ودونها وهم وفرقة".
ولفت موقع "آي 24" الإسرائيلي إلى أن قائد الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي أبلغ المنظمين بالقرار الذي اتخذ عقب سيناريوهات عديدة كان من بينها تغيير مسار "مسيرة الأعلام" بحيث لا تمر عبر الحي الإسلامي قبل الانتهاء إلى إلغائها تماماً. ونوه بأنه طُلب من المنظمين "التنسيق" مع الشرطة في موعد جديد للحدث المزمع تنظيمه ليتم مناقشة مسار المسيرة.
"الآن، يحيى السنوار هو الذي يدير القدس"... الشرطة الإسرائيلية تلغي "مسيرة الأعلام" عقب نحو ساعة من تهديد المقاومة الفلسطينية بجولة أخرى من القتال. غليان في أوساط المستوطنين والأحزاب الصهيونية جراء القرار
"إشارة مش قليلة للعالم كلّه"
واحتفى عدد كبير من المعلقين والناشطين الفلسطينيين والعرب لما وصفوه بأنه "خوف" من المقاومة، مرددين "المجد للمقاومة".
وعلّق المحلل السياسي الفلسطيني رازي نابلسي، عبر حسابه في فيسبوك، قائلاً: "للمرّة الثانية ع التواليّ، خلال أقل من شهرين، بيصير نقاش إسرائيلي حاد جداً ع ‘مسيرة الأعلام‘. اليوم، المُفتّش العام لشُرطة الاحتلال، منع إقامة المسيرة. وع الأغلب الشُرطة لحالها ما تقدر تمنع، خاصة إنّه هُناك ضغوطات رهيبة من قبل المستوطنين ع الشُرطة. بس عموماً، هاي إشارة مش قليلة للعالم كلّه".
ثم تابع: "بالمرّة الأولى التغت المسيرة بأوامر من غزّة، وبالمرّة الثانية التغت المسيرة لأنّه ‘المنطقة ممكن تشتعل‘. بس بالحالتين، في إشي تأكّد وتثبّت: القدس لأولادها، أولادها بكُل محل من أقصى الشمال لأقصى الجنوب. بتعرفوا شو يعني الاحتلال ما يقدر مرتين بشهر زمن إنّه يثبت سيطرته ع المدينة؟ مرتين أثبت إنها مدينة حُرة. مرتين، الاحتلال خايف يرفع علمه ويمشي بالبلد القديمة، خايف آه"، مستدركاً في الختام "هاي أيّام مباركة".
ورأى الكاتب رضوان الأخرس أن "إلغاء الاحتلال ‘مسيرة الأعلام‘ دليل آخر على هزيمته وانكساره في معركة #سيف_القدس".
في حين سخر الشاعر والباحث أسامة الغاوجي من تراجعات الاحتلال الأخيرة مغرداً: "الواحد بيكتب عن اعتقال منى ومحمد الكرد بيطلعوا بعد أكم ساعة. بيكتب عن مسيرة الأعلام بيلغوها ثاني يوم. عطونا شوية وقت نسخن يا جماعة".
مع ذلك، حذر عبد الله معروف، أستاذ دراسات بيت المقدس، من أن الاحتياط رغم القرار الإسرائيلي، موضحاً "هؤلاء مجانين ولا نستبعد منهم شيئاً، فالواجب الانتباه. كان المتطرف إيتامار بن غفير قد أعلن أنه سيستخدم حصانته البرلمانية في المضي قدماً في المسيرة حتى دون موافقة شرطته! مجانين، والمجنون لا يستبعد تهوره!".
"بتعرفوا شو يعني الاحتلال ما يقدر مرتين بشهر زمن إنّه يثبت سيطرته ع المدينة؟ مرتين أثبت إنها مدينة حُرة. مرتين، الاحتلال خايف يرفع علمه ويمشي بالبلد القديمة، خايف آه"
غليان اليمين المتطرف
في غضون ذلك، سُجلت تصريحات وتحركات غاضبة من المستوطنين والأحزاب اليمينية المتشددة إزاء قرار إلغاء المسيرة.
عقب قرار إلغاء مسيرة الأعلام ... مستوطنون يغلقون الطريق أمام سيارة إسعاف في منطقة الشيخ جراح بالقدس pic.twitter.com/pdXDlxlK62
— فلسطين الآن (@paltimes2015) June 7, 2021
فاستنكر رئيس حزب "الصهيونية الدينية" الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، "الرضوخ والاستسلام المخزي للإرهاب وتهديدات حماس"، متعجباً من أن "المفتش العام للشرطة ليس بمقدوره حماية المتظاهرين في شوارع القدس بالأعلام الإسرائيلية، وغير قادر على حماية السكان اليهود في اللد والرملة وعكا، وهو يجعل، الآن، يحيى السنوار هو الذي يدير القدس".
وقال رئيس منظمة ليهافا اليمينية المتطرفة، بنزي غوبستين: "حماس هزمت مفوض الشرطة مرة أخرى".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...