دخل زعيم القائمة العربية الموحدة منصور عباس التاريخ كأول زعيم عربي إسرائيلي يوقع اتفاقاً للمشاركة في ائتلاف حكومي يمهد الطريق لتشكيل حكومة ائتلافية بالتناوب بين نفتالي بينيت رئيس حزب "يامينا"، ويائير لابيد رئيس حزب "يش عتيد"، وهو حلف ربما ينهي 12 عاماً من تولي بنيامين نتنياهو، رئيس حزب الليكود، منصب رئيس الوزراء.
وتعول أحزاب اليسار والوسط في إسرائيل على نجاح هذا الائتلاف وتشكيل الحكومة المقبلة، حتى لا تُقام انتخابات خامسة في الكنيست، وذلك بعد فشل زعيم حزب الليكود نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة في 23 مايو / آيار الماضي.
معسكر "التغيير" الإسرائيلي استطاع حتى الآن الحصول على أغلبية أحزاب الكنيست التي تشكل 61 مقعداً، من بينها القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس والتي تشغل أربعة مقاعد.
وكي يتولى ائتلاف "التغيير" السلطة لا بد أن يحصل على ثقة الكنيست الإسرائيلي في تصويت برلماني يعقد الأسبوع المقبل، بيد أن نجاحه ليس بهذه السهولة، إذ يخطط نتنياهو لإفشال هذا التحالف عن طريق الضغط على أعضاء الكنيست من اليمين لإقناعهم بعدم التصويت للحكومة، وربما يكون وجود عناصر عربية في هذا الائتلاف عنصراً من عناصر أجندة الضغط الخفية لإجهاضه.
وإذا فشل الائتلاف في الحصول على أغلبية الكنيست المكون من 120 عضواً، فستضطر إسرائيل إلى عقد انتخابات تشريعية للمرة الخامسة في غضون عامين، لكن معسكر "التغيير" الإسرائيلي استطاع حتى الآن الحصول على أغلبية أحزاب الكنيست التي تشكل 61 مقعداً، من بينها القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس والتي تشغل أربعة مقاعد.
ومن المقرر في الاتفاق - بحسب بيان القائمة الموحدة - إضفاء الصيغة الشرعية على ثلاث قرى بدوية غير معترف بها، هي عبدة وخشم زنة ورخمة – بقرار حكومي، في حال نجاح تشكيل الحكومة.
وتوصل منصور عباس إلى "تفاهمات واتفاق يقدم حلولاً للمجتمع العربي"، حسبما أفاد بعد توقيعه على الاتفاق مباشرة، وقال إن الاتفاق يشمل الكثير من الأمور الهامة والضرورية للمجتمع العربي في منطقة النقب، وما يتعلق بهدم المنازل، مؤكداً أن هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها حزب عربي شريكاً في إقامة الحكومة الإسرائيلية.
ووعد عباس بتدفق الكثير من المنافع على عشرات الآلاف من بدو صحراء النقب جنوب إسرائيل، وهم السكان الأصليون لمنطقة النقب التي تشكل قاعدة ناخبي القائمة الموحدة، ويعيش سكان تلك المناطق في بلدات غير رسمية مكونة من أكواخ أو "قرى غير معترف بها" في جنوب إسرائيل.
وحسب تقرير صادر عن منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الإنسان في 2008، فإن سكان صحراء النقب تحت الاحتلال الإسرائيلي، مورست ضدهم "سياسات الأرض والتخطيط التمييزية لإسرائيل"، وهذا ما جعل "من المستحيل فعلياً على البدو تشييد مبانٍ قانونية حيث يقيمون". وأشار التقرير الحقوقي إلى أن هذه السياسات استبعدتهم (البدو) من خطط الحكومة الخاصة بالتنمية في المنطقة. وتنفذ الحكومة عمليات إخلاء قسري وهدم للبيوت، وغيرها من الإجراءات العقابية بحق البدو، مقارنة بالإجراءات المُتخذة إزاء المباني التي يملكها الإسرائيليون من اليهود، والتي لا تتفق مع قانون التخطيط.
ما التفاهمات التي توصل إليها عباس مع حلفائه الجدد؟
حسب بيان صادر عن حزب منصور عباس الإسلامي نشرته صحيفة " times of israel" تعهد بينيت ولابيد - حلفاء منصور- تقديم 30 مليار شيكل على مدى خمس سنوات في صناديق تنمية اقتصادية غير محددة، بالإضافة إلى 2.5 مليون شيكل (770 ألف دولار) لمحاربة العنف والجريمة المنظمة في المجتمع العربي داخل إسرائيل.
وقالت القائمة الموحدة إنه سيتم استثمار مبلغ 20 مليون شيكل (ستة ملايين دولار) على مدى السنوات العشر المقبلة، لإصلاح البنية التحتية المتداعية في المدن والبلدات العربية.
ومن المقرر في الاتفاق - بحسب بيان القائمة الموحدة - إضفاء الصيغة الشرعية على ثلاث قرى بدوية غير معترف بها، هي عبدة وخشم زنة ورخمة – بقرار حكومي، في حال نجاح تشكيل الحكومة.
منصب نائب وزير الداخلية
خلال لقائه مع عضوة الكنيست عن حزب "يمينا" أيليت شاكيد طالب رئيس القائمة الموحدة أن يتم تعيين أحد المشرعين من حزبه نائبا لوزير الداخلية، حسبما أفادت صحيفة "هآرتس".
لكن شاكيد، التي أشارت تقارير إلى أنها ستكون وزيرة الداخلية إذا تم تشكيل حكومة، أعربت عن معارضتها الشديدة للمطلب. ولم يصدر بياناً حتى الآن من الطرفين يشير إلى تنفيذ مطلب زعيم القائمة الموحدة من عدمه.
من هو منصور عباس؟
الدكتور منصور عباس عضو كنيست عن القائمة المشتركة (تحالف من أحزاب عربية) ويشغل أيضاً منصب رئيس القائمة العربية الموحدة في الكنيست ( تحالف أحزاب ذات توجه إسلامي محافظ).
وحسب البيانات المنشورة عن عباس على الموقع الرسمي للكنيست الإسرائيلي، ولد منصور عباس في 22 نيسان / أبريل 1974، ويسكن في قرية المغار في الجليل وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء.
درس طب الأسنان في الجامعة العبرية بالقدس، وعمل في مهنته. شغل بين العامين 1997-1998 منصب رئيس لجنة الطلاب العرب في الجامعة العبرية.
يتولى عباس منصب نائب رئيس الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية، التي انشقت عام 1996 إلى جبهتين، بعد إعلان قائدها عبدالله نمر درويش المشاركة في انتخابات الكنيست. منذ ذلك الحين انقسمت الجبهة إلى شطرين، الشطر الأول ويسمى الحركة الإسلامية، الجناح الشمالي ويتزعمه الشيخ رائد صلاح الذي يقضي حكماً في السجن بتهمة التحريض ضد إسرائيل، والجناح الجنوبي الذي يتزعمه منصور عباس الذي أعلن استعداده للتفاوض مع الأحزاب الإسرائيلية للمقايضة على تمرير بعض مصالح العرب الفلسطينيين.
ويشغل في الكنيست منصب رئيس طاقم القائمة المشتركة لمكافحة الجريمة والعنف في المجتمع العربي، ورئيس اللجنة الخاصة للقضاء على الجريمة والعنف في الوسط العربي.
لسنا في جيب أحد
مواقف عباس تتسق مع تصريحاته عن القائمة العربية الموحدة وموقفها داخل إسرئيل، وقد نشرت وكالة الأناضول مقتطفاً من حوار معه قال فيه "إننا كقائمة عربية موحدة، لسنا في جيب اليسار ولا اليمين، وخياراتنا مفتوحة نتفاوض مع اليمين ونتفاوض مع اليسار، هل يمكن أن نتفق أو لا نتفق؟ هذه مسألة خاضعة لنتائج المفاوضات بشأن ما يمكن أن نحصل عليه".
وأضاف: "خطوطنا الحمراء هي حقوقنا، أكانت قومية أو مدنية. لا نتنازل ولا نقايض ولا نساوم عليها. من الممكن ألا نحققها كلها ولكن لا نتنازل عنها".
في مرمى النقد
واجهت خطوة منصور عباس انتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقال الباحث في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي في تغريدة عبر تويتر إن "منصور عباس يتباهى بأن مشاركته في الحكومة الصهيونية لن تمنعه من رفض قوانين لصالح المثليين، لكن ليست لديه مشكلة في أن يشرًّع (يمنح شرعية لـ) حكومة يقودها نفتالي الذي يصر على ابتلاع الأرض وتهويد الأقصى".
وفيما وصف نشطاءٌ منصورَ عباس بأنه زعيم جماعة الإخوان المسلمين في إسرائيل، قال مغردون إن من يمثل الإخوان هو الشيخ رائد صلاح المحتجز في السجون الإسرائيلية. وفي هذا الإطار، وصف ياسر الزعاترة الكاتب والمحلل السياسي عبر تويتر، منصور عباس بـ "البهلوان"، مشيراً إلى أن حركته لا تمت بصلة للشيخ رائد صلاح " فهي بقايا الحركة"، على حد تعبيره.
وانتقد عدنان أبو عامر الباحث في الشؤون الإسرائيلية الائتلاف الجديد، مشيراً إلى أن الائتلاف هو أغرب خليط في دولة الاحتلال وسينتج عنه تشكيل حكومة جديدة غير مستقرة.
ويقول أبو عامر عبر تويتر: " نفتالي بينيت في الوسط الأكثر يمينية وعنصرية، وعلى يمينه يائير لابيد الأكثر علمانية بين اليهود، وعلى يساره منصور عباس ذو التوجهات "الإسلامية"... تخيل يا رعاك الله أمام أي حكومة سنكون؟"
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...