استدعى رئيس بعثة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة، ماتياس شمالي، عقب الضجة التي أثارها في الشارع الفلسطيني بعد تصريحات ادلى بها للتلفزيون الإسرائيلي قال فيها إن غارات جيش الاحتلال خلال الحرب التي استمرت 11 يوماً في مايو/ أيار "بدت دقيقة ومدروسة بعناية".

واعتبرت تلك التصريحات في غزة "محاولة صريحة لتبرئة تل أبيب من مقتل مدنيين فلسطينيين". وغادر شمالي ونائبه ديفيد دي بولد قطاع غزة عقب إدلائه بتلك التصريحات.

اعتبرت السلطات والمنظمات الحقوقية في غزة أن تصريحاته "محاولة صريحة لتبرئة تل أبيب من مقتل مدنيين فلسطينيين". وغادر شمالي ونائبه ديفيد دي بولد قطاع غزة عقب إدلائه بتلك التصريحات.

وقال متحدث باسم الأنروا إن شمالي، الذي تظهر المعلومات المتاحة عنه أنه من بتسوانا ودرس في ألمانيا، قرر أخذ إجازة طويلة، فيما اعتبرت حركة حماس أن دي بولد شخص غير مرغوب فيه، وفقًا لوسائل الإعلام الفلسطينية، التي نقلت مطالبة الحركة بإقالته هو وشمالي.

وقال المتحدث باسم الأونروا للقناة 12 الإسرائيلية إن دي بولد سيواصل عمله عن بعد من القدس، وأن نائبة المفوض العام ليني ستينسيث ستدير مكتب غزة. وتم إلغاء احتجاجات كان مقررة خارج مقر الأونروا في غزة بعد مغادرة شمالي. 

 "لن أنكر ادعاء إسرائيل بأن غاراتها الجوية كانت دقيقة للغاية... لم تصب أهدافًا مدنية إلا بعض الاستثناءات".. هذا هو التصريح الذي أطاح رئيس الأونروا من غزة.

نص التصريحات المثيرة للجدل 

في المقابلة التي أجريت في 23 أيار/مايو الماضي، سُئل شمالي عن زعم الجيش الإسرائيلي أن ضرباته العسكرية كانت دقيقة للغاية. أجاب: "أنا لست خبيراً عسكريا لكنني لن أجادل في ذلك. لدي أيضاً انطباع بأن هناك تعقيدًا كبيرًا في الطريقة التي ضرب بها الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الـ 11 الماضية".

وأضاف شمالي أن قطاع غزة لا يواجه أي نقص في الغذاء أو الأدوية أو المياه، إذ أعادت إسرائيل فتح المعابر مع القطاع. لكنه قال إنه "لن ينكر ادعاء إسرائيل بأن غاراتها الجوية كانت "دقيقة للغاية"، مشيراً إلى أنها "لم تصب أهدافًا مدنية إلا بعض الاستثناءات".

وقالت حماس في بيان إن "تصريحاته عبارة عن تحريف كامل لصالح الصهاينة، بما في ذلك محاولة لتبرئة الاحتلال من قتل 254 فلسطينياً، أكثر من 40٪ منهم أطفال ونساء وشيوخ".

وفي بيان مشترك، قالت عدة منظمات حقوقية فلسطينية إن تصريحات شمالي "تتجاهل تماماً الجرائم التي ارتكبت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة".

واتهمت شمالي بأنه "امتدح بشكل غير مباشر دقة وتطور الجيش الإسرائيلي، لكن في الواقع، ترتكب تل أبيب باستمرار جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني".

اعتذار متأخر

اعتذر شمالي في سلسلة تغريدات على تويتر، قائلاً: "الملاحظات الأخيرة التي أدليت بها من التلفزيون الإسرائيلي ألحقت الأذى بأولئك الذين قتلوا أو أصيبوا خلال الحرب، وبأفراد عائلاتهم وأصدقائهم... أنا آسف حقًا لأنني سببت لهم الألم".

(1-8) Recent remarks I made on Israeli TV have offended & hurt those who had family members & friends killed & injured during the war that has just ended. I truly regret to have caused them pain, & reiterate following points I have made through countless interviews & tweets:

— Matthias Schmale (@matzschmale) May 25, 2021

وأضاف: "قُتل العديد من الأشخاص أو أصيبوا بجروح بالغة جراء الضربات المباشرة أو الأضرار الجانبية الناجمة عن الضربات في مكان مكتظ بالسكان".

ونُقل شمالي إلى غزة، عام 2017، بعدما ذكرت عدة تقارير صحافية أن سوريا رفضت تعيينه مديراً لمكتب الوكالة في دمشق من دون الإفصاح عن الأسباب. ولكنه عيِّن مديراً عاماً للوكالة في لبنان حتى أيلول/ سبتمبر عام 2017.

 تقدم الأونروا خدمات التعليم والصحة والإغاثة لحوالى 5.7 مليون لاجئ فلسطيني مسجل في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا.