تصدّر اسم المنتج تامر مرسي، رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ومؤسس "سينرجي للإنتاج الفني"، الأخبار المتداولة في مصر، عقب أنباء عن إقالته من منصبه وعدد من مسؤولي المجموعة المملوكة لجهاز المخابرات، على خلفية تحقيقات حول هدر نحو 800 مليون جنيه مصري (أكثر من 50 مليون دولار أمريكي) ضمن النفقات على الأعمال الرمضانية خلال الموسمين الأخيرين.
رداً على ذلك، وفي خبر عاجل نشرته المواقع المصرية بعد ظهر الاثنين 24 أيار/ مايو، ورد أن "المتحدة" سوف تعقد مؤتمراً صحافياً يوم السبت 29 أيار/ مايو، للإعلان عمّا تحقق من "إنجازات" و"ملامح التطوير خلال المرحلة المقبلة وخططها المستقبلية".
وحمل الخبر نفياً من الشركة لكل ما يُثار من "شائعات" عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، مع تهديد باتخاذ "كافة الإجراءات القانونية اللازمة ضد مروّجي تلك الشائعات".
مزاعم بهدر أكثر من 50 مليون دولار… أنباء عن إقالات واعتقالات بشركة إنتاج مملوكة للمخابرات المصرية، على خلفية هدر أموال الدراما الرمضانية "الوطنية"، والشركة تنفي "الشائعات" وتعد بكشف "الإنجازات"
"عمولات وفساد"
أُثيرت الشائعات بدايةً قبل أسبوع، مع إعلان "المتحدة" وقف التعامل مع المخرج محمد سامي الذي كانت ترتبط معه بعقد يمتد إلى عام 2023، وأخرج لها مسلسل "نسل الأغراب" خلال رمضان 2021، وسط تكهّنات بأن السبب لا يتعلق برداءة العمل الذي أثار سخرية وانتقاداً واسعين وإنما هدر بضع عشرات ملايين الجنيهات، وعدم التزام المخرج بإبراز دور الشرطة المصرية في مكافحة الجريمة والفساد في نهاية العمل، كما كان متفقاً عليه.
ومساء الأحد 23 أيار/ مايو، تواترت الأنباء عن "التحقيق مع حسام شوقي، المشرف العام على الإنتاج بالشركة، والمدير المالي لها، أحمد وجيه، بتهمة إهدار مال عام قيمته 800 مليون جنيه، بمعاونة الكاتب يسري الفخراني"، وذلك عقب "تشكيل لجنة من جهات سيادية لفحص كل ملفات المجموعة".
دارت شبهات هدر المال العام، وفق المتداول، حول عدة أعمال، بعضها توقف والبعض الآخر عُرض في رمضان، ومن بينها "نسل الأغراب" الذي يقال إن ميزانيته تخطت 100 مليون جنيهاً (أكثر من ستة ملايين دولار) و"أحمس" الذي أُشير إلى إنفاق 55 مليون جنيهاً (قرابة أربعة ملايين دولار) عليه قبل وقفه بسبب المغالطات التاريخية.
وأثير أيضاً اسم مسلسل "خالد بن الوليد"، والذي بدأ تصويره بالفعل قبل توقفه بسبب الخلافات بين بطل العمل عمرو يوسف، ومخرجه رؤوف عبد العزيز، المزعوم ارتباطه بصلة قرابة مع مرسي، كأحد أوجه "الفساد" و"المحسوبية".
"خلف كل قيصر يموت، قيصر جديد"... دعوات لتغيير منظومة إدارة الإعلام في مصر، بالقضاء على "الشللية" والاستعانة بالكفاءات، عقب اتهام المنتج تامر مرسي بهدر المال العام
وذهب البعض إلى الزعم بأن مرسي أُقيل بالفعل من المنصب ووضع قيد الإقامة الجبرية، وطُرح بديلاً منه رجل الأعمال الشهير كامل أبو علي. علماً أن النشر عبر حسابات مرسي الرسمية استمر خلال الساعات الماضية بالوتيرة المعتادة.
وكتب الصحفي سلامة عبد الحميد: "كشخص مهتمّ بالإنتاج الدرامي في #مصر كنت متوقع أن نهاية تامر مرسي وحسام شوقي تكون فضيحة"، شارحاً: "متابع تامر من أول ظهوره، وبعرف حسام من 20 سنة. طريقة تعامل العسكري معاهم بتضحكني وتزعلني في نفس الوقت. المضحك أنهم يستاهلوا، والمحزن حال المهنة".
وزعم عبد الحميد أن "حسام شوقي كان مدوّرها عمولات وفساد بنفس الطريقة من سنة 2000 لما كان مدير مكتب عبد الرحمن حافظ، رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي وقتها"، معرباً عن أسفه أنه "محدش في الوسط بيتعلم رغم تكرار الوقائع".
موكب المومياوات؟
ولفت المخرج الليبي الشاب أسامة رزق، إلى أن ما يُعتقد أنه جرى في "المتحدة" أقدم من أزمة المخرج محمد سامي الأخيرة، مسترجعاً منشوراً كان قد دوّنه في 9 نيسان/ أبريل الماضي، قبل بداية الموسم الرمضاني، ونقل فيه معلومات وصلته بأن مرسي "نجمه قارب على السقوط" عقب حدوث مشكلة بينه وبين المسؤولين عن عمله، عقب الغضب الواسع من مسلسل "أحمس" ومقارنته بموكب المومياوات الملكية الذي نظّمه منافس لمرسي، هو المنتج محمد السعدي، صاحب شركة سعدي-جوهر.
برغم نفي الشركة واعتبارها كل ما يثار "شائعات"، يميل كثيرون لتصديق أنباء الإطاحة بالمنتج تامر مرسي وبعض مسؤولي "المتحدة"، بالنظر إلى حالات سابقة مماثلة، أبرزها القبض على "إمبراطور الإعلام المخابراتي" ياسر سليم عام 2019
قال رزق إن السعدي "بعد نجاح موكب المومياوات، يطمح لدخول سوق الدراما بقوّة" مدعوماً بنجاح مسلسله "لعبة نيوتن" في الموسم الأخير. وإن استدرك رزق بالقول إن مرسي كان منتجاً "ذكياً ومن أفضل المنتجين المصريين قبل ما يصبح واجهة فقط لمؤسسة ملك للدولة".
ورغم نفي الشركة، أعرب صحفيون ومعلقون عن اعتقادهم بصحّة الأنباء المتداولة بالنظر إلى أحداث سابقة مماثلة، بما في ذلك القبض على المنتج ياسر سليم، نائب رئيس مجموعة "إعلام المصريين" آنذاك، الذي اشتهر بـ"إمبراطور الإعلام" و"واجهة المخابرات المصرية الإعلامية"، نهاية عام 2019 بشكل مفاجئ، وبتهمة معلنة هي إصدار شيكات بدون رصيد للشركة "المتحدة".
وعقّب الصحافي والناشط الحقوقي حسام بهجت على الأنباء ساخراً: "وفي بلوت تويست تاريخي، طلع المنتجين الوطنيين اللي ماسكين الشركة الوطنية المملوكة للجهاز الوطني بيسرقوا من فلوس الوطن المخصصة لإنتاج المسلسلات الوطنية؟ هانت عليهم مصر؟".
وبينما أشاد البعض بالأنباء إن صحّت للقضاء على الفساد، استعان الصحفي محمد عبد الله بأبيات أمل دنقل "لا تحلموا بعالم سعيد، فخلف كل قيصر يموت، قيصر جديد"، للقول إنه "طالما المنظومة والفكر لم يتغيّرا، فستظل الأزمة موجودة"، داعياً لـ "تغيير السياسات وتدمير نظام الشللية"، مشيراً إلى أن مصر "متخمة بالكفاءات والمخلصين والوطنيين".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com