يشهد شهر رمضان الجاري زيادة في عرض الأعمال الدرامية المصرية التي تتناول "بطولات" جهات أمنية بشكل مباشر، وتحظى هذه المسلسلات التي تنتجها الدولة نفسها عن طريق شركة سينرجي المملوكة لصندوق استثماري يملكه جهاز المخابرات العامة في مصر، بدعاية مكفة سبقت حتى البدء في تصويرها.
ومن أبرز تلك المسلسلات: مسلسلي "الاختيار 2" و"هجمة مرتدة"، والثاني تحديداً يتحدث عن جهود جهاز المخابرات العامة في حماية البلاد من المؤامرات الداخلية والخارجية التي تستهدف زعزعة الاستقرار.
أما الأول فيتناول الشرطة المصرية التي تحظى بحملات درامية واسعة منذ 2014 لتحسين صورتها خاصة مع تورط أجهزتها في عمليات قتل وتعذيب موثقة سبقت وتلت ثورة 25 يناير التي اختار منظموها يوم عيد الشرطة في مصر للاحتجاج على ممارساتها.
استبق منتجو المسلسلين النقد والهجوم المتوقع عبر شبكات التواصل الاجتماعي بتنظيم حملات وهاشتاغات تأييد للمسلسلين، تأكدت رصيف22 من كونها حملات مدفوعة من حسابات بعضها زائف Bots، عبر استخدام أدوات تحليل الهاشتاغ مفتوحة المصدر والمتاحة عبر الإنترنت.
ولأن المسلسلان يتعرضان لقضايا خلافية داخل مصر منها قضية فض اعتصامي رابعة والنهضة في الاختيار2 والدور الذي تلعبه المنظمات الحقوقية – بحسب سردية الدولة- في زعزعة الاستقرار، استبق منتجو المسلسلين النقد والهجوم المتوقع عبر شبكات التواصل الاجتماعي بتنظيم حملات وهاشتاغات تأييد للمسلسلين، تأكدت رصيف22 من كونها حملات مدفوعة من حسابات بعضها زائف Bots، عبر استخدام أدوات تحليل الهاشتاغ مفتوحة المصدر والمتاحة عبر الإنترنت.
عام البطولات
مسلسل هجمة مرتدة من بطولة أحمد عز وهند صبري، قدم على أنه "مأخوذ من ملفات المخابرات العامة المصرية"، وتدور أحداثه حول شاب مصري يعمل في الخارج ويحاول التواصل مع جهاز المخابرات العامة بعد محاولة تجنيده من قبل استخبارات دولة أجنبية، ويبدأ بعد ذلك التدريب على يد مسؤولين من المخابرات المصرية ليتمكن من خداع الجهات المعادية.
أما مسلسل الاختيار الذي يعرض الموسم الثاني منه هذا العام، بعد عرض الجزء الأول منه العام الماضي وكان يوثق قصة حياة ضابط الجيش "الشهيد أحمد منسي"، فتدور أحداثه هذا العام حول قصص حياة أفراد من الشرطة المصرية قتِلوا في الفترة من 2013 وحتى 2020، كما يتناول العديد من الأحداث خلال تلك الفترة كفض رابعة العدوية وأحداث قسم كرداسة.
الاختيار 2
بمجرد طرح البرومو الترويجي لمسلسل الاختيار2 على الفضائيات المصرية ومواقع التواصل الاجتماعي ، ظهرت حسابات على "تويتر" تدافع عن المسلسل تحت وسوم (هاشتاغات) محددة، منها هاشتاغ "#الاختيار2".
وتحت هذا الهاشتاغ ظهرت حسابات بعضها أنشئ حديثاً، وبتصفح تلك الحسابات نجد أن مشاركاتها اقتصرت على الدفاع عن المسلسلات الرمضانية التي تتصل بالمؤسسات الأمنية في مصر، وتسخر من بعض الأعمال الدرامية المنافسة والتي وصل عددها إلى 28 مسلسلاً هذا العام.
باستخدام أداة "socialert" لتحليل هاشتاغات تويتر، أظهرت الأداة تفاعلاً من حسابات تحمل أسماءً غير حقيقية، كحساب حمل اسم "زهرة العلا"، دار هذا الحساب في فلك الدفاع عن مسلسل الاختيار 2 وعن مخرج المسلسل بيتر ميمي، والهجوم على جماعة الإخوان المسلمين
واحد من هذه الحسابات حمل اسم "Smsm". أنشئ الحساب حديثاً في فبراير 2021، ويظهر في الوصف أعلى الحساب تعريف "سيساويه أهلاوية جيشي وشرطتى خط أحمر"، وباستخدام تقنيات البحث العكسي/ وجد رصيف22 أن الصورة لعارضة تضع صورها على موقع for teen. أما تغريدات الحساب فتكاد تقتصر على الدفاع عن مسلسل الاختيار 2، فيما ظهرت تغريدات أخرى لنفس الحساب تهاجم مسلسل "موسى" لمحمد رمضان وتعلن مقاطعة مشاهدته، وكذلك مسلسل "نسل الأغراب".
باستخدام أداة "socialert" لتحليل هاشتاغات تويتر، أظهرت الأداة تفاعلاً من حسابات تحمل أسماءً غير حقيقية، كحساب حمل اسم "زهرة العلا"، دار هذا الحساب في فلك الدفاع عن مسلسل الاختيار 2 وعن مخرج المسلسل بيتر ميمي، والهجوم على جماعة الإخوان المسلمين، ومشاركة تغريدات تؤيد فض الاعتصام، لكن الحساب لم يتوقف عند هذا الحد، بل قام بمشاركة تغريدات تطالب بإيقاف مسلسسل "ملوك الجدعنة" من بطولة مصطفى شعبان وعمرو سعد، "لما تضمنه من مواقف ومشاهد لا تناسب قيم المجتمع المصري". وهو واحد من مسلسلات قليلة في السباق الرمضاني لم تنتجها أو تتدخل في إنتاجها شركة سينرجي، ولجأ صناعه إلى تصويره خارج مصر هرباً من التضييقات التي تمارسها أجهزة الدولة المعنية على المسلسلات التي تخرج عن الخط المطلوب، وهو ما ذكره تقرير للزملاء في مدى مصر.
حسب تحليلات أداة socialert لمعدلات التفاعل على هاشتاغ "الاختيار 2"، نجد أن معدل التفاعل على الهاشتاغ يوم 18 أبريل/ نيسان في الساعة ما بين 12:57 وحتى 01:04، بلغت 25312 تفاعلاً في أقل من 5 دقائق، وغرد نحو 77 شخصاً أيضاً في هذا التوقيت، وهو معدل مرتفع، سيما بعد عرض الحلقة الخامسة من المسلسل والتي كانت تدور أحداثها حول عملية فض اعتصام رابعة في أغسطس 2013.
هجمة مرتدة
كما هو الحال مع الاختيار2، تكرر الأمر مع مسلسل هجمة مرتدة "المأخوذ من ملفات المخابرات العامة المصرية" بحسب الحملة الترويجية. وبدأ التفاعل على المسلسل عبر هاشتاغ (#هجمه_مرتده_عاشت_الصقور).
وتحت اسم الوسم ظهر حساب باسم "القيصر"، أخذ صاحب الحساب يدافع عن صناع مسلسل الاختيار 2 وأبطال ومسلسل هجمة مرتدة، ومزج صاحب الحساب بين المسلسلين في تغريدة قال فيها " الاختيار2، هجمة مرتدة، كتيبة التسعاوية "الاختيار"، بعد ما تخلص الاختيار 2 اجمع مع كتيبة العشراوية "هجمة مرتدة" وعالعهد يارجالة". في دعوة للمشاركة في حملة التأييد.
نفس الحساب هاجم مسلسل "نسل الأغراب" بطولة أحمد السقا وأمير كراراة، وسخر من هيئة أبطال المسلسل أحمد داش وأحمد مالك وهما بالزي الصعيدي قائلاً "لما تستورد صعايدة من الصين".
بتحليل هاشتاغ "هجمه_مرتده_عاشت_الصقور" عبر أداة " brandmentions" وجدنا أنه جرى نشر أكثر من 243 تغريدة عبر الهاشتاغ، بالإضافة إلى هاشتاغات متصلة مثل "#تحية_للأبطال_رجالة_الداخلية"، و"#تحية_للأبطال_صقور_مصر" والصقور هو اسم معروف للدلالة على ضباط المخابرات العامة في مصر استناداً إلى شعار الجهاز. ومن خلال تصنيف "media wall" وجدنا ارتباط صور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالمسلسلين وبالحسابات التي تغرد لتأييدهما.
أما الخريطة الشجرية لأكثر الكلمات تداولاً عن المسلسل، فقد خلت من عبارات تحمل نقداً "فنياً أو درامياً"، وجاءت الكلمات الأكثر تداولاً على النحو التالي " تحية للأبطال الصقور – تجية لأبطال رجال الداخلية – توجيهات السيسي – المخابرات العامة – الإخوان اللي شيلناهم – الجيش المصري – الأمن القومي – أحمد عز – هيكسر الدنيا).
وبرغم أن الهاشتاغ جرى استخدامه 243 مرة فقط، إلا أن تلك التغريدات القليلة نسبياً أعيد نشرها Retweet 1400 مرة على الأقل، ما يشير إلى نشاط غير طبيعي قد يكون مرجعه حسابات الروبوت.
وقامت شبكة تويتر مراراً بإيقاف حسابات زائفة تدار من مصر لأغراض سياسية، وتشير تقارير تقنية إلى لجوء الدولة المصرية إلى مثل هذه الروبوتات لتوجيه الحوار العام.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...