طالما كانت ممارسات إسرائيل وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني مخططة ومدروسة بعناية. هي لا تفعل أي شيءٍ اعتباطاً. هذه الحرب على قطاع غزة، ليست استثناءاً في ذلك.
منذ اليوم الأول للقصف، تبيّن كيف أن الاحتلال كان يتحين الفرصة وربما يسعى إليها، للقضاء على البنية التحتية للقطاع المحاصر منذ عام 2007. حتى في تدمير البنية التحتية كان الاحتلال انتقائياً، فركز على البنية التحتية الخدمية مثل شبكات الكهرباء والمياه والإنترنت، ثم استهدف وسائل الإعلام - المحلية والدولية- لعرقلة فضح جرائمه.
في موازاة ذلك، كان هناك مخطط لا يقل خسة عن استهداف البشر ومورد رزقهم، وهو استهداف دور العلم والثقافة بالقطاع. آخر ضحاياه مكتبة سمير منصور الأشهر في غزّة.
تدمير "مكتبة الأمة العامة" و"مكتبة اقرأ" و"مكتبة سمير منصور"... في موازاة استهداف المدنيين والبنية التحتية الخدمية لغزة، ينفذ الاحتلال مخططاً خسيساً لتفريغ القطاع من مراكز العلم والثقافة. هل يخشى "المثقف المشتبك"؟
"حرب تجهيل"
ونشر حساب المكتبة عبر تويتر، في 18 أيار/ مايو: "الاحتلال الإسرائيلي يدمر مصدر الثقافة وأكبر دار نشر في قطاع غزة".
الإحتلال الإسرائيلي يدمر مصدر الثقافة وأكبر دار نشر في قطاع غزة.
— مكتبة سمير منصور (@samirbookshop) May 18, 2021
حسبنا الله ونعم الوكيل??#مكتبة_سمير_منصور#GazaUnderAttak pic.twitter.com/0G4J36DsXG
وعلّق الكاتب الفلسطيني أحمد مأمون على ذلك: "هي (الحرب على غزة) أيضاً حرب تجهيل"، مستعرضاً استهداف الاحتلال في الأيام الأولى للقصف برج هنادي ما أسفر عن تدمير "مكتبة الأمة العامة" التي وصفها بأنها كانت "المكتبة الاستثنائية التي ضمت عشرات المؤلفات الحديثة".
هي أيضًا حرب تجهيل
— Ahmed Mamoun أحمد مأمون (@ahmed_Mamoun90) May 18, 2021
في الأيام الأولى للعدوان قصف الاحتلال برج هنادي وراحت مكتبة الأمة العامة معها،المكتبة الاستثنائية في غزة التي ضمت عشرات المؤلفات الحديثة،واليوم قُصفت مكتبة سمير منصور وتحولت إلى ركام،وهي من المكتبات القليلة في غزة. سقطوا وسقطت ساعات بحثنا بين الأرفف pic.twitter.com/WNCAcuw0Ni
كما تحسّر على قصف مكتبة سمير منصور وتحويلها إلى ركام وهي من المكتبات القليلة الباقية في القطاع.
وقال الصحافي والأكاديمي محسن الإفرنجي: "قصفتم المكتبات الثقافية وعلى رأسها #مكتبة_سمير_منصور ومكتبة #اقرأ ومبنى كحيل للخدمات الطلابية والجامعية وغيرها من المرافق التعليمية والمدارس لكن لن تقصفوا الوعي والذاكرة، فالذاكرة وطن والوطن لا يموت".
تعقيباً على استهداف المكتبات في غزة، الصحافية والكاتبة الكندية ناعومي كلاين: "لن يُسمع نحيب كل هؤلاء الأشخاص الذين يفترض شعورهم بالذعر من تأثير حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) على التبادل الفني والأكاديمي والثقافي"
وعقّبت أريج: "الاحتلال اليوم دمّر عمارة كحيل وكل المكتبات المحيطة بها، عمارة كحيل بشارع الجامعات وكانت كلها عبارة عن مراكز دورات تدريبية، زي مركز نفحة لتعليم اللغة العبرية، ومركز فلسطين والرائد والعديد، وتحتها مكتبة اقرأ وسمير منصور - من أكبر مكتبات غزة- ومكتبات أخرى كانت مرجعاً للكبار وللصغار".
واعتبرت أن "تدميره لهادا المكان ما بيدل إلا على خوفه ورعبه الكبير من الوعي والثقافة وأي شي بيساهم بنشرهم، ويقينه التام بأن الكلمة هي السلاح الّي بيكشفه وبيكشف بشاعته، وأنه شعبنا وصلته رسالة الباسل لما حكا ‘بدك تكون مثقف، بدك تكون مثقف مشتبك‘".
كانت أريج تشير بذلك إلى العبارة المأثورة الخالدة للمقاوم والناشط الفلسطيني باسل الأعرج: "بدك تصير مثقف؟ بدك تصير مثقف مشتبك. ما بدك مشتبك؟ لا منك ولا من ثقافتك (فائدة)".
لا أعتقد أني عرفت في حياتي مصداقاً للمثقف الحقيقي كما هو باسل الأعرج
— BalqeesBoland (@Balqees_Boland) May 12, 2021
السلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت
والسلام عليك اليوم لما بعثك الله حياً ومنتفضاً في عزيمة المقاومين..#باسل_الأعرج #المثقف_المشتبك pic.twitter.com/Bt5X3NaRQx
وتفاعل كثيرون مع مقطع متداول لشعبان سليم صاحب مكتبة اقرأ وهو يحاول لملمة ما تبقى من الكتب كـ"حاجة من ريحة المحل" أي المكتبة التي وصفها بأنها كانت "حلماً… كنت أمنع عن حالي وأولادي وإخوتي عشان أكمل المحل… سهر سنين".
? صوته مخنوووق ... كنت أحرم حالي وألادي وإخوتي عشان أكمل وأبني المكتبة.
— Muath Humaid-Gaza (@MuathHumaid) May 18, 2021
الآن يجمع بقايا الكتب ?
شعبان سليم مالك مكتبة اقرأ التي تم تدميرها فحر اليوم.#غزة_تحت_القصف #GazaUnderAttak pic.twitter.com/V2iuvJl1pw
"قصفتم المكتبات الثقافية… لكن لن تقصفوا الوعي والذاكرة، فالذاكرة وطن والوطن لا يموت"
مثقفون أجانب يتضامنون
ساهم العديد من الكتاب والصحافيين الفلسطينيين في نقل الخبر إلى الكتّاب والمثقفين حول العالم، فاستنكر هؤلاء الجريمة الإسرائيلية بحق الثقافة في غزة.
في تغريدة حققت أكثر من 4000 إعجاب و3000 إعادة تغريد، قالت الفنانة والكاتبة الأمريكية مولي كرابابل: "دمّرت القنابل الإسرائيلية مكتبة سمير منصور، أكبر وأكثر المكتبات شهرة في غزة. العمل النابع من القلب والإبداع والموهبة التي كانت تصب في هذا المكان باتت الآن رماداً".
أما الصحافية والكاتبة الكندية ناعومي كلاين، فشاركت تغريدة كرابابل معلقةً عليها: "ولن يُسمع نحيب كل هؤلاء الأشخاص الذين يفترض شعورهم بالذعر من تأثير حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) على التبادل الفني والأكاديمي والثقافي".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون