حذرت قوات الاحتلال الإسرائيلية، أمس الاثنين 17 أيار/ مايو، سكان المستوطنات غير المشروعة المقامة على الضفة الغربية المحتلة من مغادرة منازلهم خشية التعرض لـ"عمليات انتقامية" يقوم بها "متسللون من الأردن". وأعلنت عن نيتها تعقب ما اعتبرته عملية تسلل حدثت من خلال "فجوة" في السياج الحدودي الفاصل بين الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة.
حذرت قوات الاحتلال الإسرائيلية، سكان المستوطنات غير المشروعة المقامة على الضفة الغربية من مغادرة منازلهم خشية التعرض لـ"عمليات انتقامية" يقوم بها "متسللون من الأردن".
ويبدو أن رئيس مجلس النواب الأردني صالح العودات كان له الفضل في اكتشاف سلطات الاحتلال لعملية التسلل، بعد تصريحات رسمية له يوم الإثنين، قال فيها "بالنسبة للأنباء المنشورة بخصوص حالة تسلل، اليوم (الإثنين) يجري التحقق منها ومتابعتها".
أتت تصريحات العودة لتتسبب في الكشف لسلطات الاحتلال عن عملية تسلل جديدة بعد نجاح شابين من الأردن في التسلل إلى الأراضي الفسلطينية المحتلة، بعد مشاركتهما في تظاهرات بالقرب من السياج الحدودي، السبت الماضي (15 أيار) للاحتجاج على العدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة والأراضي الفلسطينية التي أعلنت عليها دولة الاحتلال، إلا أن قوات الأمن الفلسطينية في الضفة المحتلة ألقت القبض عليهما وسلمتهما إلى الأردن، ولا يزالان قيد الاحتجاز.
اتخذ الغضب الأردني عدداً من المظاهر، لم تقف عند التظاهر على الحدود، بل وصلت إلى المطالبة بإسقاط اتفاقية "وادي عربة".
غضب متصاعد
محاولات تسلل الشباب الأردنيين الغاضبين إلى فلسطين المحتلة ليست محاولات فريدة، إذ رصدت قوات الاحتلال محاولات تسلل من الأدرن وفلسطين على مدار الأسبوع الأول منذ تصعيد عدوانها على قطاع غزة، ما تسبب في مقتل العشرات وتشريد آلاف الفلسطينيين وتدمير شبه كامل للبنية التحتية في القطاع المحاصر.
واتخذ الغضب الأردني عدداً من المظاهر الاحتجاجية، لم تقف عند التظاهر على الحدود، بل وصل لمحاولات الضغط على نواب المجلس التشريعي للمطالبة بوقف التعامل مع دولة الاحتلال وطرد سفيرها. وقام أدرنيون بالتظاهر أمام سفارة دولة الاحتلال في العاصمة عمان مطالبين بطرد سفير الاحتلال واستدعاء البعثة الدبلوماسية الأردنية لدى دولة الاستيطان.
ووجهت المظاهرة الأولى أمام سفارة إسرائيل في عمان، الأحد 16 أيار/مايو، بعنف من الشرطة الأردنية أثناء فض المظاهرة، وأثارت الفيديوهات التي نشرها النشطاء الأردنيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي لعمليات الاعتقال والاعتداءات التي قام بها الأمن الأردني على المتظاهرين في إشعال غضب المجتمع الأردني.
وهو ما تنبهت إليه الشرطة الأردنية وسارعت مديرية الأمن العام في نفس اليوم إلى إصدار بيان اعتبر أن ما قامت به القوة الأمنية "ممارسات فردية"، ووعدت أنه سيتم التحقق من تلك التجاوزات "غير المقبولة وسيحاسب كل مخطئ، وسنستمر بحماية حرية التعبير".
(أمام سفارة الاحتلال في العاصمة الأردنية عمان في 17 أيار/ مايو- تصوير غادة كامل الشيخ - خاص لرصيف22)
افتحوا الحدود
مع بداية العدوان الإسرائيلي على غزة؛ نشرت مواطنة أردنية تغريدة قالت فيها: "الأردنيون اليوم يعيشون مرحلة ما يطلبه المستمعون"، في إشارة إلى استجابة الأردنيين للأحداث في محيطهم العربي في الوقت الذي يخفت فيه صوت الدولة.
منذ بداية محاولات قوات الاحتلال مساعدة المستوطنين على الاستيلاء على بيوت أهالي حي الشيخ جراح، كان صوت الشعب الأردني عبر وسائل التواصل الاجتماعي حاضراً عبر وسم "انقذوا_حي_الشيخ_جراح"، في الوقت الي خفت فيه صوت الدولة التي تسلَّم أهالي الشيخ جراح منازلهم بموجب تسوية منها، عقب استيلاء دولة الاحتلال على ممتلكاتهم في القدس المحتلة.
إلا أن الفعل الشعبي الأردني لم يتوقف عند السوشال ميديا، وامتد إلى الأرض من خلال التظاهرات والاعتصامات التي يشهدها الأردن – خاصة قرب السفارة الإسرائيلية- منذ تصعيد الاحتلال اعتداءاته في قطاع غزة. إلى جانب التظاهرات التي تشهدها محافظات مختلفة من المملكة، وصولاً إلى امتداد لهيب الغضب الأردني ضد التنكيل الإسرائيلي إلى معبر الكرامة يوم الجمعة الماضي 15 نيسان/إبريل، حيث الحد الفاصل بين الأردن والأراضي المحتلة.
ذلك التحرك الذي جاء بدعوة عفوية فجر الجمعة عندما أطلق أردنيون دعوة على مواقع التواصل الاجتماعي للوجود عند معبر الكرامة، لتحمل عشرات من حافلات النقل العام آلاف الأردنيين من مختلف المحافظات إلى معبر الكرامة، ليهتفوا هناك بتحرير كامل فلسطين من النهر إلى البحر وينددوا باعتداءات الاحتلال ويرتفع هادراً نداء: افتحوا الحدود.
وشكر الناطق باسم كتائب عز الدين القسام "أبو عبيدة" والملقب لدى الأردنيين بـ"فخر العرب" التحرك الشعبي الأردني على إثر محاولات طرد فلسطيني حي الشيخ جراح، ذلك الشكر الذي زاد من وتيرة "النضال" الأردني، وهذا ما جعلهم يتوافدون بعد يومين عند معبر الكرامة، هاتفين: "لبيك يا فلسطين".
كما وجّه إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشكر عشية الزحف الأردني لمعبر الكرامة، حيث وصف الأردنيين في كلمة ألقاها من الدوحة له بأنهم "الأوصياء" على الأقصى.
"الحماس كان مليون"
"الحماس عند الشباب كان مليون" هكذا وصف الناشط علي سمارة في حديثه لرصيف22 تجربته في المشاركة في الزحف الأردني باتجاه الحدود يوم الجمعة الماضي، مبيناً أن الفكرة، وإن جاءت عفوية، استطاعت حشد الآلاف. وعلق على سبب اختيار هذا المكان: "لأنه موقع إستراتيجي، ووجودنا هناك رسالة ليس فقط للعدو الصهيوني بل لكل العالم، مفادها أنه ليس من المستحيل على الشعب الأردني أن يدخل الأراضي المحتلة، كما أنها رسالة شعبوية تهديدية للعدو".
وقال: "أعتقد أن رسالتنا وصلت سياسياً لدى دول العالم وشعبوياً عند الدول العربية، وهو أمر سيسهم في إعادة مقاييس القوى السياسية".
"والله ثم والله تقريباً كنت حتجاوز الحدود" أقسم الناشط أنس الجمل في حديثه لرصيف22 وبحة صوته واضحة جداً، نظراً لأنه يؤدي دور "الهتيف" في الاعتصامات التي تشهدها الساحات الأردنية.
فالشاب أنس الذي يعيش في محافظة إربد شمال المملكة، يشارك في الاحتجاج منذ اليوم الأول من الاعتداءات الاستيطانية في حي الشيخ جراح، يبدأ في اعتصامات إربد ثم يأتي عصراً إلى العاصمة عمّان للمشاركة في الاعتصامات أمام السفارة الإسرائيلية، وقضى ليلة عند حدود معبر الكرامة عندما كان أحد المشاركين الزاحفين إلى هناك.
يقول أنس لرصيف22 إن هتافات ومطالب الحراك الشعبي الأردني المتضامن مع فلسطين لا يقتصر فقط على دعم المقاومة الفلسطينية، بل أيضاً يتمركز حول مطالب ثابتة على الصعيد المحلي الأردني وهي إلغاء اتفاقية "العار" أي اتفاقية "وادي عربة" للسلام الموقعة بين الأردن ودولة الاحتلال، وطرد السفير الإسرائيلي من عمّان وإغلاق السفارة، وإلغاء اتفاقية "غاز العدو احتلال" أي اتفاقية شراء الغاز مع إسرائيل.
وبخلاف اليوم الأول للاعتصام عند السفارة الإسرائيلية، اتسم التعامل الأمني الأردني مع الاعتصامات في الساحات الأردنية بالاحتواء، حتى أن حافلات من رجال الشرطة والدفاع المدني "الإسعاف" لحقت الزاحفين إلى معبر الكرامة، وقدمت لهم المساعدات اللوجستية من مياه وإسعاف مشاركين تعرضوا لضربات شمس من جراء ارتفاع درجة الحرارة في منطقة الأغواء حيث معبر الكرامة.
كما تجاهلت وزارة الداخلية خرق المعتصمين في مختلف محافظات المملكة أوامر قانون الدفاع التي تمنع التجمعات بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 4 أيامtester.whitebeard@gmail.com