أكثر من 50 غارة شنها الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء 18 أيار/ مايو، على قطاع غزة استهدفت ما لا يقل عن 11 منزلاً، فضلاً عن أراضٍ زراعية في مناطق متفرقة من مدينة غزة وبلدتي جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع.
ارتفعت جراء ذلك حصيلة الضحايا في غزة وحدها إلى 212 شهيداً، بينهم 61 طفلاً و36 سيدة و16 مسناً، بالإضافة إلى إصابة 1400 مواطن بإصابات مختلفة، بينهم 400 طفل و270 سيدة، وأكثر من 50 إصابة شديدة الخطورة. وكان الهلال الأحمر الفلسطيني قد أعلن، فجر الثلاثاء، أن طواقمه تعاملت مع 133 إصابة ناجمة عن قصف الاحتلال أو مواجهات معه في الضفة الغربية وغزة يوم الاثنين.
وقالت وزارة الأوقاف في غزة إن القصف أسفر عن تدمير "عمارة أنصار" المكون من خمسة حواصل وسدة وأربعة طوابق تشتمل على 19 شقة، مع تدمير مسجد عمر بن الخطاب تماماً.
تزامن ذلك مع إعلان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الخسائر التي تكبدها القطاع بسبب القصف الإسرائيلي بلغت 244 مليون دولار، مبرزاً استهداف الاحتلال لخمسة مقابر بالقطاع على الأقل.
بدوره، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، استهداف "62 هدفاً من أنفاق المترو الحمساوية عبر 120 صاروخاً دقيقاً و62 طائرة حربية" و12 منزلاً لقادة الفصائل الفلسطينية، زاعماً أنها "استُخدمت لأغراض إرهابية" كـ"إنجازات الليلة الماضية". علاوة على "رصد وإسقاط طائرة مسيرة" اقتربت من الحدود الإسرائيلية وضرب تسعة مواقع لإطلاق صواريخ فوق الأرض وتحتها صباح الثلاثاء.
كما ادّعى "تم القضاء على ما لا يقل عن 160 ناشطاً إرهابياً من حماس والجهاد الإسلامي" منذ بدء العدوان على القطاع.
أكثر من 52 ألفاً شُرِّدوا... الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصف المنازل والأراضي الزراعية والمساجد والمقابر في قطاع غزة لليوم التاسع على التوالي. 50 غارة على الأقل هذا الصباح
حاجة ملحة لتوفير المساعدات
وناشد برنامج الأغذية العالمي، مساء الاثنين، "وقف التصعيد العسكري المستمر على قطاع غزة"، مشدداً على أن القطاع المحاصر "لم يعد يتحمل المزيد من الصدمات"، وأن "الوضع الحالي قد يُطلق العنان لأزمة قد تمتد إلى المنطقة بأكملها".
ولفت البرنامج إلى حاجته إلى "31.8 مليون دولار إضافية ليتمكن من الاستمرار في تقديم المساعدات الاعتيادية لأكثر من 435 ألف شخص في غزة والضفة الغربية خلال الأشهر الستة المقبلة"، بما في ذلك "14 مليون دولار عاجلة لتقديم المساعدة الطارئة للأشهر الثلاثة المقبلة إلى 160 ألف شخص تضرر في غزة و60 ألفاً في الضفة الغربية".
من جهتها، طالبت لين هاستينغز، منسقة الأمم المتحدة الإنسانية لشؤون الأرض الفلسطينية المحتلة، بـ"السماح الفوري للأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين بإدخال الوقود والطعام والمستلزمات الطبية ونشر الطواقم الإنسانية".
وقالت كورين فلايشر، المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "الناس يعيشون في غزة على الحافة، وتكافح عائلات كثيرة لتوفير الطعام على المائدة، خاصة وأن أوضاعهم تدهورت بشكل كبير بسبب قيود جائحة كورونا".
في غضون ذلك، أكد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن أعداد الفلسطينيين النازحين جراء القصف الأخير تجاوز 52 ألفاً، مشيراً إلى نقص في الأدوية (بنسبة 46%) والمستلزمات الطبية (بنسبة 36%) بالقطاع بما يهدد الحياة.
244 مليون دولار هي جملة الخسائر المادية التي تكبدها قطاع غزة خلال تسعة أيام من القصف الإسرائيلي المتواصل. أما الحصيلة البشرية فأضخم: 212 شهيداً، بينهم 61 طفلاً و36 سيدة و16 مسناً، و1400 مصاب بينهم 400 طفل و270 سيدة
في سياق متصل، حثت منظمة الصحة العالمية كافة الأطراف على احترام المعايير الإنسانية الدولية، قائلةً إن حماية البنى التحتية الطبية وطواقم المعالجين أمر "واجب في كل الظروف".
وحذّرت وزيرة الصحة في حكومة السلطة الفلسطينية، مي الكيلة، من خطورة وضع القطاع الصحي في غزة، معلنةً عن إرسال شاحنة مستلزمات طبية علاوة على 1000 وحدة من بنك الدم للقطاع.
وأعلنت مصر عن إرسال قافلة مساعدة طبية - 65 طناً من الأدوية والمساعدات- للقطاع. كما أمر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بتجهيز قافلة مساعدات إنسانية تشمل مستشفى ميدانياً يضم عدداً من الأطباء والكوادر التمريضية من جميع الاختصاصات، بالإضافة إلى أدوية ومستلزمات طبية ومواد غذائية أساسية.
عتمة
وتفاقمت أزمة الكهرباء بالقطاع عقب تعطل مجموعة من خطوط الكهرباء الناقلة بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل.\
مؤكداً أن القطاع "لم يعد يتحمل المزيد من الصدمات"... برنامج الأغذية العالمي يقول إنه بحاجة إلى "14 مليون دولار عاجلة لتقديم المساعدة الطارئة للأشهر الثلاثة المقبلة إلى 160 ألف شخص تضرر في غزة و60 ألفاً في الضفة الغربية"
أعلنت شركة كهرباء غزة، في بيان، الثلاثاء، أن القصف خلّف أضراراً بالغة طالت محول الكهرباء المغذي لآبار الصفا المركزية التي تمد مناطق واسعة من غزة بالمياه، بالتزامن مع تدمير المحول والعامود وجميع المكونات.
وبينما أوضحت أنها أنجزت عدداً كبيراً من عمليات الإصلاح للشبكات في مختلف المحافظات وأعادت ربط المناطق بالتيار الكهربائي مجدداً، الاثنين، لفتت الشركة إلى اعتمادها على السوق المحلي لتأمين كمية من الوقود لإطالة فترة تشغيل اثنين من التوربينات في محطة التوليد تفادياً لتوقفها عن العمل تماماً.
ويزيد الاعتماد على الوقود المحلي أزمات الشركة المالية لكنه يساعد على كسب بعض الوقت لوقف تدهور الوضع الإنساني الناجم عن شح مصادر الطاقة.
ولا تزيد ساعات توفر التيار الكهربائي حالياً عن 3 إلى 4 ساعات، مقابل أكثر من 16 ساعة من الانقطاع بسبب تعطل خطوط رئيسية ناقلة، وتدني نسبة الكهرباء المستلمة من محطة التوليد، وهو ما تعمل الشركة راهناً على تحسينه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...