شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
حتّى في الأماكن المفتوحة… أسباب لعدم التخلّي عن الكمامة بعد التلقيح

حتّى في الأماكن المفتوحة… أسباب لعدم التخلّي عن الكمامة بعد التلقيح

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 6 مايو 202103:22 م

عقب 14 شهراً من الحجر الصحي والتدابير الاحترازية المقيدة، تُعد اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد طوق نجاة للكثيرين الذين سئموا البقاء في المنزل والتزام التباعد الاجتماعي والاستمرار في ارتداء قناع الوجه.

مع ذلك، يظل السؤال الأهم والأكثر طرحاً حول العالم هو هل يمكن التخلي عن التدابير الاحترازية والكمامة بعد التلقيح، على الأقل في الأماكن المفتوحة، بلا إجابة علمية حاسمة. 

لكن، هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تجعل الإجابة الأكثر منطقية عن السؤال هي: لا أو على الأقل "لا يُفضل ذلك".

حتى في بعض الدول والمناطق التي أنهت إلزام مواطنيها ارتداء أقنعة الوجه مع تقدم وتيرة حملات التحصين الشاملة فيها، مثل إسرائيل وبعض الولايات الأمريكية، يتمسك مواطنون بالمضي قدماً في ارتداء الكمامات لأسباب عدة، أبرزها: 


فعالية اللقاحات 

بعد مرور بضعة أشهر على التصريح باستخدام عدد من لقاحات كورونا، لا تزال هناك أسئلة بلا أجوبة في ما خص فعالية هذه اللقاحات والمدة الزمنية التي تستمر خلالها تلك الفعالية.

الراجح لدى غالبية العلماء أن اللقاحات تفيد في الحماية من الأعراض الشديدة والوفاة، لكنها لا تمنع الإصابة بالفيروس أو إمكانية نقل الشخص الملقح للعدوى. ويعتقد أن هذه الحماية تستمر بين ستة أشهر وعام واحد باختلاف اللقاحات.

لهذا، تتضح أهمية الاستمرار في ارتداء الكمامات لحماية النفس من العدوى مرة أخرى، وحماية الآخرين أيضاً الذين قد لا يكونون تلقوا اللقاح.

لا تزال بعض الأسئلة غير محسومة بإجابات علمية مؤكدة، مثل كم من الوقت تستمر فعالية اللقاحات المختلفة لكورونا أو مدى فعاليتها ضد السلالات المتحورة الجديدة، وهو ما يجعل المضي قدماً في ارتداء الكمامة الخيار الأفضل

عامل نفسي: "الصدمة الوبائية"

عززت "الصدمة الوبائية" المخاوف من الخروج بدون قناع، وهي نتيجة كانت متوقعة برأي خبراء الصحة.

في تصريح لـ"سي أن أن"، قال هيكتور كولون ريفيرا، رئيس التجمع اللاتيني لجمعية الطب النفسي الأمريكية، إنه حتى في عالم ما بعد الجائحة، سيظل بعض الناس يشعرون بالخوف والارتباك والقلق.

وبيّن أن بعض الأشخاص سوف يجدون صعوبة في التخلي عن أقنعة الوجه، هذا العنصر الذي ترسخ في أذهانهم لشهور عديدة بإنقاذ الأرواح. يرجّح ريفيرا أن أولئك الذين فقدوا أحباء بسبب كورونا قد يواجهون مشاعر أكثر تعقيداً على نحو خاص حيال التخلي عن أقنعة الوجه.

وتابع: "الأمر يشبه معاناة شكل من أشكال اضطراب ما بعد الصدمة أو الصدمة التي تجعل بعض الناس يقظين للغاية".


القلق بشأن السلالات الجديدة 

زاد انتشار العديد من الطفرات والمتغيرات الفيروسية الجديدة للفيروس التاجي من مخاوف الكثيرين لا سيّما مع التحذيرات من أن هذه الطفرات قد تكون أكثر قدرة على الانتشار الواسع، مثل السلالة البريطانية والسلالة الهندية والسلالة البرازيلية وسلالة جنوب أفريقيا.

على سبيل المثال، وجدت دراسة معملية صغيرة، قبل نحو شهرين، أن لقاح سينوفاك بيوتيك المضاد لكوفيد-19 قد لا ينتج أجساماً مضادة كافية للوقاية من سلالة فيروس كورونا التي رُصدت في البرازيل.

إلى ذلك، يشدد العلماء على أن اللقاحات، وإن كانت فعاليتها تقل تجاه الحصانة من بعض السلالات الجديدة لكورونا، فهذا لا يعني أنها تكون عديمة الفائدة تماماً. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن العديد من شركات الأدوية تعكف على تطوير لقاحاتها لتكون أكثر فعالية ضد الطفرات المتغيرة للفيروس.

عززت "الصدمة الوبائية" المخاوف من الخروج بدون قناع وجه، وهي نتيجة كانت متوقعة برأي خبراء الصحة. يزيد "رُهاب الجراثيم" والقلق على الآخرين غير الملقحين، لا سيّما الأطفال، الإلزام الأخلاقي بالاستمرار في ارتداء الكمامة

حماية غير الملقحين

في ظل عدم منح أي تراخيص لتلقيح بعض الفئات ضد كورونا، بما في ذلك الأطفال والحوامل، يُعد الشعور بالاطمئنان الكامل للخروج دون قناع وجه غير ممكن.

يخشى الأفراد الملقحون من أن يكونوا سبباً في الإضرار بسلامة ذويهن أو حتى الآخرين الغرباء غير الملقحين بشكل عام، ويكتسب هذا الأمر إلزاماً أخلاقياً أشد تجاه الأطفال والحوامل. 

وحتى الآن، ينبه مسؤولو الصحة حول العالم إلى أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم لا يزال بإمكانهم الحصول على فيروس كورونا ونشره ما دام هناك انتقال مجتمعي.


رُهاب الجراثيم

ربما يكون الاهتمام الشديد والمفرط بالنظافة الشخصية من أهم المزايا النادرة لجائحة الفيروس التاجي. أصاب الروتين المنتظم لغسل الأيدي وتعقيمها بالكحول وتعقيم المنازل وارتداء الكمامة الكثيرين دون تعمد بـ"رُهاب الجراثيم" أو "رُهاب القذارة". لن يكون من اليسير التخلص من هذا التخوّف عبر التخلي عن قناع الوجه.

في هذا الصدد، قال روبرت كويغلي، المدير الطبي العالمي لمنظمة "International SOS"، التي تقدم المشورة في مجال الصحة والسلامة، لـ"سي أن أن"، إن البشر مخلوقات تتعلق بالعادات، معتبراً أنه "بعد عام من ارتداء الأقنعة، قد يبدو التخلي عنها غريباً بالنسبة لبعض الناس".

في حين وثقت سلطات الصحة العامة الأمريكية انخفاضاً كبيراً في الإصابة بالإنفلونزا منذ بدأ الأشخاص بارتداء أقنعة الوجه للوقاية من كورونا، يرى كويغلي: "لقد جلب الوباء بالتأكيد قيمة الممارسات اليومية الجيدة في مجال النظافة الشخصية، وفوائدها ضد المرض. لذلك في الوقت الحالي، لن يغامر الكثيرون بالتخلي عن الحذر" عبر عدم ارتداء الكمامات.


المخاوف الاقتصادية

كانت الأضرار الاقتصادية للوباء، ولا تزال، كبيرة. ربما كان هذا الدافع وراء استمرار العديد من المنشآت، مثل المطاعم والفنادق والمقاهي والمتاجر، إلى فرض التدابير الاحترازية، وأهمها إلزام روادها وعمالها بارتداء الكمامة بينما تكافح لتحقيق التوازن بين تقديم خدماتها والحفاظ على السلامة تفادياً لتفشٍ آخر أو إجراء اضطراري لإعادة الإغلاق.

يتجلى هذا بشدة مع عودة بعض الحكومات العربية إلى فرض تدابير جزئية أو عامة مشددة مرة أخرى على خلفية الموجة الثالثة من الوباء، مثل مصر.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard