بعد نحو ثلاثة أعوام من انتهاء محنته، رفع الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز دعوى قضائية على عدد من كبار المسؤولين في الإمارات التي احتجزته نحو ستة أشهر بتهمة التجسس.
يتهم هيدجز أربعة من كبار مسؤولي الدولة الخليجية في شكواه بالاعتداء عليه وتعذيبه، وسجنه دون وجه حق، وإلحاق ضرر نفسي كبير به، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة والأرق.
غادر هيدجز الإمارات في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عقب حصوله على عفو رئاسي ما كانت محنته لتنتهي دونه إذ كان محكوماً بالسجن المؤبد في جلسة محاكمة لم تتجاوز خمس دقائق لإدانة السلطات الإماراتية له بجرم التجسس وتزويد جهاد خارجية معلومات أمنية واستخباراتية حساسة استناداً إلى مواد بحاسوبه الشخصي المحمول.
وركّزت دراسة هيدجز على موضوعات حساسة في الإمارات من بينها الهياكل الأمنية والقبائل وتعزيز السلطة السياسية.
وفيما تمسك هيدجز بأنه كان يقوم بالإعداد لدراسته العليا فقط، كادت قضية احتجازه وإدانته قضائياً تسبب تدهوراً في العلاقات بين الحليفيتن بريطانيا والإمارات، بحسب تحذيرات وزارة الخارجية البريطانية حينذاك.
عن التعذيب والاعتقال دون وجه حق والضرر النفسي… الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز يقاضي أربعة من كبار المسؤولين الإماراتيين لاحتجازه في البلد الخليجي قبل ثلاث سنوات، ويتهم خارجية بلاده بالتخاذل
"كوكتيل من العقاقير"
عقب الإفراج عنه، أعرب الأكاديمي البريطاني الشاب عن عزمه "تبرئة اسمه" خاصةً عقب بث السلطات الإماراتية مقطعاً مصوراً يعترف فيه بكونه عضواً في جهاز المخابرات البريطاني إم. آي 6.
في شكواه، كما أوضح مراراً في مقابلات صحافية منذ إطلاق سراحه، قال هيدجز إنه أُجبر على تقديم اعترافات قسرية للتخلص من التعذيب، "وأخبرتهم ما يودون سماعه".
ويطلب هيدجز في الدعوى تعويضاً يراوح بين 200 ألف و350 ألف جنيه إسترليني (نحو 278 ألفاً و487 ألف دولار أمريكي) كـ"تعويضات" عمّا يقول إنه تعرض له من اعتداء وسجن دون وجه حق، وإلحاق أذى نفسي متعمد به.
وتحدد الدعوى بعض الانتهاكات المزعومة بحقه، بما في ذلك إبقاؤه مكبلاً بالأصفاد، واستجوابه لساعات، وإجباره على تناول "كوكتيل من العقاقير". كما أُبقي الرجل، الذي اعتُقل في أيار/ مايو عام 2018، قيد الحبس الانفرادي خمسة أشهر.
طلب نحو 500 ألف دولار تعويضات… علاوة على رغبته في تبرئة اسمه، يأمل هيدجز أن تُسهم قضيته في أن ما حدث له "لن يُسمح بحدوثه مرة أخرى"
أحد المتهمين الرئيسيين في الدعوى المقدمة إلى محكمة لندن العليا هو رئيس نيابة أمن الدولة في أبوظبي آنذاك، والقائد العام لشرطة أبوظبي وقت الاعتقال.
وفي تصريح لـ"بي بي سي"، قال هيدجز إنه ما زال ينتظر الحقيقة والعدالة، معبراً عن حزنه بعدما رفضت السلطات الإماراتية الرد على الشكوى التي قدمت لها عبر وزارة الخارجية البريطانية.
وعقّب على ذلك بقوله: "من الواضح أنهم (الإماراتيون) لا يهتمون بمعرفة من المسؤول عن إساءة معاملتي". وفي السابق، قالت الإمارات إن هيدجز لم يتعرض لأي سوء معاملة بدنية أو نفسية خلال احتجازه.
كذلك لام هيدجز وزارة الخارجية البريطانية التي اتهمها بعدم بذل جهد كاف لتبرئة ساحته من تهمة التجسس الخطيرة من قبل الإمارات، مؤكداً أنه لا يزال يعاني اضطراب ما بعد الصدمة والأرق وأصبح يعتمد على العقاقير التي أعطيت له في السجن.
علاوة على رغبته في تبرئة اسمه، يأمل هيدجز أن تُسهم قضيته في أن ما حدث له "لن يُسمح بحدوثه مرة أخرى".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا