شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
برغم تطمينات الحكومة... الأردنيون يرفضون

برغم تطمينات الحكومة... الأردنيون يرفضون "أسترازينيكا"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

العالم العربي وكورونا

الأربعاء 5 مايو 202104:44 م

 

"شو عندكم اليوم؟" سؤال بات يتردد كل لحظة في مراكز تلقي اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد، الموزعة في المملكة الأردنية الهاشمية. بعد السؤال وتلقي الرد، يلحق صاحب السؤال سؤاله بعبارة: "المهم إنه مش أسترازينكا" لزيادة الاطمئنان.

تعاقدت الحكومة الاردنية على شراء طائفة متنوعة من اللقاحات أبرزها لقاح سينوفارم الصيني، وأسترازينيكا البريطاني، وفايزر الأمريكي. ومنذ بدء حملة التلقيح عبر المنصة الحكومية المخصصة، رصد رصيف22 عزوفاً ملحوظاً من الأردنيين عن تلقي لقاح أسترازينيكا، وهي ظاهرة باتت متكررة في كثير من دول العالم، خاصة بعد ما ساهمت تقارير إعلامية في تضخيم الآثار الجانبية للقاح.

ما يعزز حالة الرعب من تلقي الأردنيين للقاح أسترازينكا، عدة أسباب أهمها تخبط الرواية الرسمية الأردنية في دحض ما يشاع حول خطورة اللقاح.

 من "أي حاجة" إلى "فايزر وبس" 

في 13 كانون الثاني/ يناير الماضي، بدأ الأردن في تلقيح مواطنيه من الطواقم الطبية وكبار السن كفئة أولى مستحقة للقاح، وفي اليوم نفسه أتاحت المملكة بدء التسجيل لتلقي اللقاحات عبر منصة إلكترونية أطلقت خصيصاً لهذا الغرض. وقتذاك لم يكن لدى الأردنيين شروط تتصل باللقاحات، إلا أن تدفق التقارير الإعلامية المتصلة بالأعراض الجانبية للقاح أسترازينيكا، جعل سؤال "شو عندكم اليوم؟" حاضرًا في مراكز تلقي اللقاح وصارت إجابته تحدد تلقي المواطنين للقاح أو تنازلهم عنه.

توجه رصيف22 إلى أحد مراكز تلقي اللقاح التابعة لوزارة الصحة الأردنية للتعرف عن قرب عن توجهات المواطنين نحو اللقاحات المتاحة، ورصد تبادل المواطنين للتحذيرات ضد اللقاح الإنكليزي.

وما يعزز حالة الرعب من تلقي الأردنيين للقاح أسترازينكا، عدة أسباب أهمها تخبط الرواية الرسمية الأردنية حول فعالية هذا اللقاح وخطورته، كذلك تخبطها في دحض ما يشاع حول خطورة اللقاح، ومثال على ذلك عندما خرج مسؤول ملف كورونا في الأردن الدكتور عادل البلبيسي في تصريح صحافي قال فيه: "لقاح أسترازينكا لم يعط لأشخاص أعمارهم أقل من 30 عاماً"، في محاولة لطمأنة المواطنين، استناداً إلى تحذيرات أولية تفيد بأن اللقاح تسبب في "جلطات نادرة" لمتعاطيه الذي تقل أعمارهم عن 35 عاماً. إلا أن هذا التصريح المقتضب الذي لم يوضح التفاصيل العلمية المتصلة بمسألة الجلطات أسهم في المزيد من الخوف عوضاً عن الطمأنة. خاصة أن "تطمين" البلبيسي، سرعان ما فنده مواطنون كشفوا عبر ما كتبوه على مواقع التواصل الاجتماعي أنهم تلقوا مطعوم أسترازينكا، وأعمارهم دون الـ30 عاماً، كما كتبته المحامية هالة عاهد على حسابها على "تويتر": "ابني وأصدقاؤه لا تتجاوز أعمارهم ال 23 عاماً وأخذوا أسترازينكا!".

وسبق أن خرج وزير الصحة الأردني فراس الهواري الأردني بتصريح مطمئن قال فيه: "الإشاعات التي تظهر حول هذا اللقاح [أسترازينيكا] مبنية على مظاهر أولية، وحتى اليوم لم تحدث في الأردن حالات تجلطية ولا داعي للخوف من هذا المطعوم". إلا أن هذا لم يكن كافيًا لطمأنة الأردنيين الذين بدأوا في تسجيل معاناتهم من الأعراض الجانبية البسيطة للقاحات (ارتفاع الحرارة والإجهاد) باعتبارها اسباباً إضافية للعزوف عن تلقي أسترازينيكا، وبرغم من كونها آثارًا جانبية مصاحبة لمعظم اللقاحات ويعتبرها الأطباء علامة تطمين على نجاح اللقاح في تحفيز المناعة الذاتية في الجسم.  

المخاوف التي لا تهدئها التطمينات الحكومية كثيرة، مثال عليها ما أكدته المواطنة منى حيمور لرصيف22: "الحكومة تنتظر أن يصاب أحد متلقي لقاح أسترازينكا بالجلطة حتى تقتنع بأنه لقاح خطير، ليس من الضروري أن نصاب بالجلطة حتى تدرك أنه لقاح متعب ومتعب جداً". وأفادت عن تجربتها في تلقي لقاح أسترازينكا: "عشت عشرة أيام اعتقدت أنني سأتوفى بعدها، من جراء الآثار الجانبية التي لحقت بي بعد تلقي المطعوم، رغم أنني أصبت بفيروس كورونا إلا أنه يا محلا الإصابة به أمام الآثار الجانبية، التي وصلت إلى أنه في مرحلة وقتية ما خلال لزومي الفراش كما يقال بالعامية: فصلت، لم أعد أدرك أين أنا وبدأت أهلوس، حتى أن والدتي بقيت عندي طوال تلك الفترة حتى تعتني بأبنائي".

ولم تكتف منى بتشككها في جدوى اللقاح بل تعهدت نصح معارفها وأقربائها برفض التطعيم بأسترازينيكا. "الحكومة بدها تجلطنا مش أسترازينكا. نصحت كل أحبني بألا يأخذوا أسترارزينكا، اللهم بلغت اللهم فاشهد" بحسب قولها.

داخل مركز لقاح

توجه رصيف22 إلى أحد مراكز تلقي اللقاح التابعة لوزارة الصحة الأردنية للتعرف عن قرب عن توجهات المواطنين نحو اللقاحات المتاحة، ورصد تبادل المواطنين للتحذيرات ضد اللقاح الإنكليزي. داخل أحد المراكز التي لم يكن لديها سوى لقاح أسترازينيكا، وبعد معرفة المواطنين بذلك من ردود الكوادر الطبية عن سؤالهم، لوحظ ما يشبه الهروب الجماعي من مركز التلقيح.

على الدرج المؤدي إلى غرفة تلقي اللقاح، كان هناك شاب ينزل الدرج خارجاً من الغرفة يقول لمن يقابله: "لف وارجع... اليوم أسترازينكا"، بعدها بثوان سأل آخر محررة رصيف22 أثناء حديثه على الهاتف: "شو النوع اليوم؟" وعندما أجابته أنه أسترازينكا، قال لمن معه على الخط: "لا تيجي اليوم أسترازينكا!".

يشار إلى أنه لم تصدر حتى الآن نسب تلقي لقاح كورونا في الأردن بحسب الفئات التي تلقت اللقاح أو أنواع اللقاحات التي تم منحها لمواطنين. وآخر إحصائية خرجت من وزارة الصحة حول نسبة تلقي الأردنيين للمطعوم، كانت قبل حوالى الأسبوع، قد كشفت أن عدد الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاحات 405 آلاف، و120 ألفًا تلقوا الجرعة الثانية.

 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image