"عاملة مثقفة وبتفهم وهي بتسمع مهرجانات"، كانت هذه الجملة هي الردّ كلما صارحت أحد بالرغبة في الكتابة عن أغاني المهرجانات. يواجه كل من يحاول تحليل المهرجانات أو الكتابة عنها بالاستهجان، الهجوم والتقليل من ثقافته. للحق، لا أخفي أعجابي بالمهرجانات، ولا أنكر أنني أفضّلها وألجأ لها في لحظات الرقص والاحتفال، ولكن بعيداً عن أعجابي الشخصي بها، لما علينا أن نتجاهل المهرجانات لإثبات أننا "ناس بتفهم"؟!
لم يكن هذا الاستهجان والتقزز بعيداً عن الأوساط الثقافية كذلك، بالرغم من وصول المهرجانات للعالمية، بعد منافسة أغنية "بنت الجيران" على المركز الأول بقائمة الأكثر استماعاً على ساوند كلاود في 2020، مازالت المهرجانات تُعامَل بالرفض، حتى أن بعض الباحثين يرون أنه من غير المناسب تسميتها "أغنية".
الباحثة مي عامر تحكي عن معاناتها أثناء إعداد رسالة الماجستير الخاصة بها، حيث تقول: "رفض الأساتذة أن تنال المهرجانات الشرف لأطلق عليها في رسالتي 'أغنية'، وكان السؤال: هي فين الأغنية؟ لافي جملة موسيقية ولا الكلام مفهوم".
وهل يقارن بيكا برمضان البرنس؟!
الهجوم على المهرجانات ليس أمراً غريباً، كل المطربين الشعبين تعرّضوا للهجوم والتقليل من فنهم في بدايتهم، مثل رمضان البرنس وأحمد عدوية، حتى أن مصطلح "أغنية شعبية" كان يستخدم أحياناً للتحقير لتميزها عن الأغاني الأخرى المقبولة إعلامياً وسلطوياً.
تتمتع كلمات "المهرجانات" بجرأة غير مسبوقة وتعبر عن واقع الطبقات المهمّشة، وهذا ما ينكره الإعلام ولا تريده الدولة، لأن "دي مش مصر، اخترعتها فئة العشوائيات"، وكأن فئة العشوائيات ليست مصرية
المفارقة الطريفة فكانت حين حاولت نشر هذه المقالة لأول مرة، حيث جاءتني ملاحظة عن هذا الجزء تحديداً تقول: "لا يمكن المقارنة بين رمضان البرنس وبيكا، أو كيف تضعين أغانيه جنباً إلى جنب مع أغاني المهرجانات في مقالة واحدة"، في إشارة أن هذا الأمر يحط من شأن الفنان الراحل رمضان البرنس!
لا أشير إلى شبه واضح بين أغاني رمضان البرنس، أو بالأحرى كل الأغاني الشعبية والمهرجانات، إلا في شيئين، الأول، مهاجمتهم، ودائماً ما تكون الحجّة بشكل أو بآخر هي حماية أخلاق الأسرة المصرية أو الذوق العام، مستندين إلى قانون خدش الحياء العام.
بعدها بعدة سنوات، قد يتحول هذا المطرب لأيقونة بسبب تبني شركات الإنتاج له مثلما حدث مع عدوية، أو بفعل الحنين الذي يخلفه الزمن أو موت هذا المطرب مثلما حدث مع رمضان البرنس، والثاني، هو حالة الرثاء أو الكلمات الحزينة مع الإيقاع الراقص، وذلك لأن حالة الرثاء وجلد الذات، هي الحالة المفضّلة للشارع المصري، فالمصريون يميلون للمغالاة في الحزن مثلما يغالون في الفرح والتنكيت، ونجد أغلب الأغاني الشعبية المشهورة أغاني حزينة، مثل أغاني رمضان البرنس أو بكائية المصريين المفضلة "كتاب حياتي يا عين"، لحسن الأسمر.
ولست هنا بصدد الدفاع عن المهرجانات، لكن لدراسة مضمون كلمات هذه المهرجانات بشكل أكثر وضوحاً بعيداً عن كل المشوشات، وعرض ثيمة مهمة لاحظتها تتكرر تقريباً في كل المهرجانات، وهي "مدح ورثاء الذات"، حيث البطل يرثى حاله المتردي مالياً، اجتماعياً ونفسياً وعاطفياً، وبعدها بلحظات يعلن عن مدى قوته وحسن خلقه و"جدعنته".
بيكا وهاني شاكر ومجموعة الـ +18
قبل الاسترسال في شرح هذه الفكرة يجب ذكر أن أغلب الانتقادات الموجهة للمهرجانات، سواء من نقابة المهن الموسيقية أو الإعلام، تكون بسبب كلمات المهرجانات. تتمتع كلمات المهرجانات بجرأة غير مسبوقة تصل الى حد "الفجاجة" حسب تعبير البعض، تعبر أغلب المهرجانات عن الواقع لتلك الطبقات المهمشة، وهذا ما ينكره الإعلام، ولا تريده الدولة أن يظهر.
"دي مش مصر"، يقول حلمي بكر: "مفردات مش بتاعتنا، اخترعتها فئة العشوائيات"، وفئة العشوائيات هذه لا يجب أن تظهر أو تحظى بمساحة للتعبير عن نفسها لأن هذا بالطبع يخالف الذوق العام. رغم أنه لم يخبرنا أي أحد ماذا يعني "الذوق العام"؟ وقد عقب مرة حين تم سؤاله عن سبب رفض أكثر من مغني من مغني المهرجانات من النقابة فقال: "إللي إتقدموا مترفضوش علشان صوتهم وحش، هُمه صوتهم حلو لكن الكلام إللي بيغنوه وحش".
علينا ربط المهرجانات وكلماتها بسياقها، ووضعها في إطار المجتمع الذي يعيش به منتجوها، ومعرفة طبيعة العلاقات في هذا المجتمع لتحليله، هم وسط علاقات متعددة القوى ومعقدة، بداية من الحكومة وسلطتها، لبلطجية المنطقة، واضعي العقد الاجتماعي ومنفذيه وفقاً للأهواء والمصالح، ولأن أغلب المهرجانات تعرض هذه القضايا وتعكس واقع طبقتها بكل صراحة كان هذا سبباً آخر من أسباب الهجوم عليها، وبوابة مهمة لفهمنا لهذا الواقع، بالتالي تحليل خطابهم بصورة أوضح.
تعتبر الصداقة ضرورية في حياة أفراد "فئة العشوائيات" التي تحكمها الكثير من علاقات القوى الداخلية، والتي يؤدي غياب التضامن الاجتماعي فيها للسجن أو الضياع، لهذا تتكرر الأسماء الثنائية والثلاثية، مثل "أوكا وأورتيجا، السادات وفيفتي، فيجو وحاحا، الدجوي وزيزو"
وحين تذكر الكلمات وجرأتها، أو كشف واقع هذه الطبقات علينا التوقف قليلاً عند حمو بيكا، حيث يعد حالة خاصة جداً من بين كل مغني المهرجانات، حيث ظل لفترة طويلة ثائراً دائماً، يُظهر بفخر أنه لا يستطيع القراءة أو الكتابة، يعتز بطبقته وبيئته ولا يحاول أن يتصنّع أي شيء ليُرضي أحداً.
والمتأمّل في مسير حمو بيكا يجده مرّ بمراحل عديدة، فنجده في بدايته لا يخشى أحداً ولا يحاول التماهي مع السلطة، بل بالعكس، لم يكن يفوت فرصة لنقد المجتمع وفكرة "الإرشاد" التي تعززها السلطة في المناطق الشعبية، ونجد هذا واضحاً جداً في مهرجان "عالم فاسد" 2018، حيث وصف فيها كل هذه الأمور.
هنا أرض ثارت براكينها/ في حروبها بتطلع سكاكينها/ ليه هقول ما أنتم عرفينها
مديرية غبريال/ فرعون دباحة من يومها/ هنا دولة وسلطة بتحكمها
لو فرقة هتخرب نردمها/ ووحوش بتثور على العيشة.
يظهر هنا الأسقاط واضحاً وصريحاً، فنحن نستطيع أن نستشف من اللحظة الأولى أين تقع "مديرية غبريال" التي يحكها فرعون.
في الإرشاد واحدة بكيفها/ الشارع كان كله عارفها/ معذورة وبتجيب مصاريفها.
ويذكر هنا فكرة الإرشاد دون تورية أو تلميح بل يذكرها بصراحة وينقدها، بل وينتقد هذا المجتمع الذي تعيش فيه هذه الطبقة ككل، بكل صفاته السيئة ودوائر القوة التي تحكمه.
وعلينا أن نتوقف عند مرحلة مهمة في حياة بيكا، وهي الفترة من 2016 إلى 2018، حيث أنتج بيكا تقريباً أربعة مهرجانات باسم "مجموعة +18"، وكانت هذه المهرجانات في الغالب هي السبب المباشر في خلافه مع النقابة، حيث كانت تتمتع بجرأة غير مسبوقة، فتناولت العلاقات الجنسية المحرمة داخل إطار هذا المجتمع، ابتداء من زنا المحارم في مهرجان "فاتحة الملعب"، حيث يصف علاقة زنا أب بأبنته، وحتى مهرجان "انتحار على خط النار" حيث يحكي عن سيدة تستغل الشباب الأصغر جنسياً.
ومن بعدها بدأت صراعات "بيكا" مع النقابة، حيث شنت نقابة المهن الموسيقية، برئاسة هاني شاكر، حملة ضده في نوفمبر 2018، وبالفعل استطاعت النقابة منعه من الغناء واستمرت هذه المعركة بينهم طويلاً، حتى وصلت للبرلمان المصري، غطت سارة رمضان هذه المعركة بتسلسلها في مقال "يحيا الفن المنحط... الدولة العجوز في مواجهة أغاني المهرجانات".
الصداقة كملاذ مفقود
نجد أن كل الثيمات أو الأفكار التي تتكرر في المهرجانات مترابطة، يؤدي بعضها لبعض بسلاسة، من أهم الأفكار المتكررة في المهرجانات، وربما تكون الفكرة الرئيسة هي "الصداقة/الصحوبية"، تحتفي المهرجانات بالصداقة لدرجة أنها تضعها في منزلة الحب، فحين يريد وصف حبيبته، أو مدحها بما يرفع من قيمتها، يصفها بأنها، "صاحبه/ حبيبه/ زميله": إنتي شمس بتنوريلي/ إنتي صاحبي حبيبي زميلي.
"مش هعيشها حزين عشان خاينين صحاب فركة/ انتو فين وأنا فين دا أنتو عيال ملكوش ماركة"
ولا عجب في هذا، إذ إن "الصداقة" ليست فقط موضوعاً للغناء، بل هي الرابط الأساسي بينهم، فالمهرجانات فن جماعي، مجموعة من الرجال يربط بينهم رابط قوي ويربطهم بالمكان الذين نشأوا فيه ويريدون التعبير عنه، نجد أن ذكر المناطق والمدن يكرر بشكل واضح، بل وبتفاخر أيضاً في أغلب المهرجانات، نجد هذا جلياً في مهرجان "رب الكون ميزنا بميزا"، يصف هذه الميزة بانه سبب شرف لأرض الجيزة، ثم يضيف:
الليلة دي بركان ساير/ لبني سويف والقهراوية
ابهت طلقات وقذيفة/ اعمل أحسن تشريفة
ليلتنا يا عم نضيفة/ علشان جونا طبع الرجولية
لهذا تتكرر في عالم المهرجانات الأسماء الثنائية والثلاثية، مثل "أوكا وأورتيجا، السادات وفيفتي، فيجو وحاحا، الدجوي وزيزو"، فلا أذكر أن وجدت مهرجاناً يحمل توقيع مغن واحد، كما تتكرر داخل المهرجان نفسه عبارات مثل "فرحة الصحاب".
وتعتبر الصداقة على أهميتها وضرورتها في حياة أفراد هذه الطبقة التي تحكمها الكثير من علاقات القوى الداخلية، والتي يؤدي غياب التضامن الاجتماعي فيها في أي لحظة لسجن أو ضياع أو موت أحدهم، غير موجودة في معظم الأوقات، إما بسبب "الغدر، النذالة أو الطمع" أو بمعنى أصح، تمثل ملاذاً مفقوداً، وبتأمل لموضوع ثيمة الصداقة كملاذ مفقود، تستطيع أن ترى بوضوح الثيمة "مدح ورثاء الذات في أغاني المهرجانات"، وبتتبع بعض المهرجانات نجد أنه تقريباً لا يخلو منها أي مهرجان.
عن مدح ورثاء الذات في أغاني المهرجانات
المغني يبالغ في مدح نفسه، سواء على مستوى القوة الجسدية أو على المستوى الأخلاقي، ودائماً ما يبالغ في وصف أخلاقه على حساب قوته الجسدية، وتتمثل هذه الصفات في "الجدعنة والسندلة وحب الخير للغير... إلخ"، ولا عجب أنه يتفاخر بالصفات النبيلة أكثر من القوة البدنية، فلا يمكننا ألا نلاحظ الأجسام النحيفة الهزيلة أو مفرطة البدانة لأغلب مغني المهرجانات، حتى حين يهدد أو يصدر خطاب به أي شكل من أشكال العنف أو التفاخر الجسدي، فهذا لا يتعدى التهويش لخلق مساحة أمان، أو هيبة مختلقة لمغني المنطقة في مقابل، "بلطجي، مرشد، ديلر، معلم... المنطقة".
وتكون هذه الصفات أيضاً كتعويض عن فقره، ويبدو هذا معقولاً جداً، فنقص المال هو سبب كل مشاكله من الأصل، ففي دوائره المال هو مصدر الأمان والفخر، بالإضافة لانتشار الطمع والغدر، ويكون هجر حبيبته أو غدر أصحابه طبيعياً، وهذا ما يجعله مهزوماً نفسياً، فيبدأ في رثاء نفسه، حتى أنه يتمنى الموت أحياناً، ولا أدل على ذلك من مهرجان "وداع يا دنيا وداع" 2019، الذي انتشر في الشارع المصري بشدة وقتها، فلا تكاد تمشى في شارع لآخر حتى تسمعه على الأقل ثلاث مرات، بين مقاهي وسيارات وبيوت.
وفي الصراع الدائم بين أغاني المهرجانات، أو أي فن تنتجه الطبقات المهمشة، والفن "الراقي" والقائمين عليه يبقى مغنو المهرجانات في محاولة للتماهي مع السلطة أحيناً، والاعتراض والتصدي لها أحياناً أخرى، وبنت إعلان الهزيمة والضعف ورثاء نفسه مرة، وبين حفظ ماء الوجه والتماسك مرة أخرى
ونجد أن أغلب السياقات التي يرثي فيها المغني نفسه تكون بسبب غدر الأصحاب، لأنه بفقدان الصداقة التي تشكل التضامن الاجتماعي لتلك المجموعات، يعني هذا سجن أو ضياع أحدهم.
قلت نفسيي في صاحب وقت الشدة ميسبنيش/ قالو عد فلوسك وانت تلاقي جمبك جيش
لوحدي أيوة لوحدي عمري يعدي مش فارقة/ تهت في الأحزان وحتى الضحكة تيجي سرقة
يرثي المغني هنا ذاته ويبالغ في ذلك، بسبب حالة الحزن التي تنتابه بسبب غدر أصحابه وأوضاعه المادية، ثم نجده في المقطع التالي مباشرة يمدح نفسه، فرغم كل ما يمر به هو "راجل" وأخلاقه أفضل من الكل، ولن يستسلم للحزن بسبب "خاينين" وكأن كرامته تأبى أن يظهر بصورة المهزوم، فيعود لمدح نفسه والإعلاء من شأنها حتى لا يفقد هيبته ورجولته في بيئة لا ترحم الضعيف، خاصة لو كان رجلاً: "مش هعيشها حزين عشان خاينين صحاب فركة/ انتو فين وأنا فين دا أنتو عيال ملكوش ماركة"
وأعتقد أن سبباً مهماً من أسباب قبول المصريين للمهرجانات هو حالة الرثاء تلك، التي تناسب هواهم وتعبر بشكل أو بآخر عن آلامهم.
الحرية الممنوحة لمطربي المهرجانات في اختيار كلماتهم بسبب الإنتاج المستقل بمعزل عن منظومة الشركات الإنتاجية التقليدية.
أما حين بدأت هذه الشركات بتبنيها، بدأ مطربو المهرجانات بدورهم بالتماهي مع تلك الشركات، حينها بدأ الشركات والقائمين على الفن في مصر بالتدخل في تعديل الكلمات مثلما حدث مع حسن شاكوش في حفلة عيد الحب باستاد القاهرة، حيث هدد هاني شاكر، نقيب الموسيقيين، بفصله إذا لم يغير كلمات أغنية "بنت الجيران" لأنها جرحت مشاعر وذوق الناس، فخرجت لنا نسخة جديدة بـ"من غيرك مش هعيش" بدلا من "أشرب خمور وحشيش".
وفي الصراع الدائم بين المهرجانات، أو أي فن تنتجه الطبقات المهمشة، والفن الراقي والقائمين عليه والذين بالمناسبة لم يخبرونا ولا مرة عن تعريف هذا الفن الراقي أو حتى عن معيار له، يبقى مغنو المهرجانات في محاولة للتماهي مع السلطة أحيناً، والاعتراض والتصدي لها أحياناً أخرى، وبنت إعلان الهزيمة والضعف ورثاء نفسه مرة، وبين حفظ ماء الوجه والتماسك مرة أخرى.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...