شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
لبنان الأكثر تراجعاً... الدول العربية على مؤشر حرية الصحافة لعام 2021

لبنان الأكثر تراجعاً... الدول العربية على مؤشر حرية الصحافة لعام 2021

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 20 أبريل 202112:11 م

"العمل الصحافي هو اللقاح الأنجع ضد التضليل".

تلك هي الخلاصة التي توصلت إليها نسخة عام 2021 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي تعدّه منظمة "مراسلون بلا حدود" سنوياً. 

وجد تصنيف هذا العام، الذي شمل 180 دولة من ستة مناطق حول العالم، أن العمل الصحافي "يُعرقَل كلياً أو جزئياً في 73% من البلدان" التي تم تقييمها.

وأشار التصنيف: "ممارسة العمل الصحفي تواجه عراقيل شديدة في 73 دولة، وتئن تحت وطأة القيود في 59 دولة أخرى، أي ما مجموعه 73% من البلدان التي قُيّمت".

تتوافق هذه النتيجة مع عدد الدول في المنطقة الحمراء أو السوداء على خريطة حرية الصحافة العالمية، بما يعني أن وضع الصحافة بها صعب أو خطير للغاية، أو في المنطقة البرتقالية التي يصبح معها العمل الصحافي "إشكالياً".

الدول العربية بالمؤخرة

لم يكن مستغرباً أن تتذيل غالبية الدول العربية الترتيب في ظل الأنظمة القمعية التي تحكمها، وتراجع الحريات، بما في ذلك حرية الصحافة وحرية التعبير. 

"العمل الصحافي هو اللقاح الأنجع ضد التضليل"... الدول العربية في ذيل مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2021. هل يمكنكم أن تخمنوا ترتيب بلدكم؟

حلّت ثلاث دول عربية فقط ضمن المائة دولة الأولى على المؤشر، هي تونس (تصدرت عربياً وجاءت في المركز 73 عالمياً) وجزر القمر (84 عالمياً) وموريتانيا (94 عالمياً). 



وبينما كان ترتيب تسع دول عربية بين المركزين 105 و150 عالمياً، كانت 10 من آخر 30 دولة على المؤشر دولاً عربية. أسوأ الدول العربية أداءً على المؤشر هي: جيبوتي (176 عالمياً) وسوريا (173 عالمياً) والسعودية (170 عالمياً) واليمن (169 عالمياً) والبحرين (168 عالمياً).

نبّه التقرير لخطورة وضع العاملين بالصحافة في لبنان تحديداً، حيث أفاد: "أضحت ممارسة النشاط الصحافي بحرية أمراً ينطوي على خطورة شديدة في لبنان الذي تراجع خمس مراتب في تصنيف 2021 (أحد أكبر التراجعات هذا العام)، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بكشف فضائح الفساد. وهو ما تأكّد بجلاء في اغتيال الإعلامي والمحلل السياسي لقمان سليم".

 عالمياً، تصدرت النرويج التصنيف للعام الخامس على التوالي، ولحقت بها فنلندا والسويد، على الترتيب، ما أظهر "هيمنة دول شمال أوروبا" أو "نموذج دول شمال أوروبا"، على المنطقة البيضاء على خريطة حرية الصحافة، حيث وضع ممارسة المهنة يُعتبر مثالياً أو على الأقل مُرضياً للغاية.

ولفتت "مراسلون بلا حدود" إلى أنه لم يسبق أن شهدت خريطة حرية الصحافة منطقة بيضاء ضيقة بهذا الشكل (7% فقط من دول العالم) منذ عام 2013، أي منذ بدء العمل بمنهجية التقييم الحالية.

وبينما سجّل المؤشر القياسي العام للتصنيف انخفاضاً طفيفاً هذا العام مقارنة بالعام الماضي (بنسبة لا تتجاوز 0.3%)، إلا أن هذا لا ينفي أن المؤشر العام سجل تدهوراً بنسبة 12% منذ إنشائه في 2013.

مراسلون بلا حدود: "أضحت ممارسة النشاط الصحافي بحرية أمراً ينطوي على خطورة شديدة في #لبنان الذي تراجع خمس مراتب في تصنيف 2021 (أحد أكبر التراجعات هذا العام)، وهو ما تأكد بجلاء في اغتيال الإعلامي والمحلل السياسي #لقمان_سليم"

الجائحة ذريعة إضافية للقمع

في تحليلها لأحدث تقييم لوضع الصحافة حول العالم، توصلت "مراسلون بلا حدود" إلى أنه جرى استغلال وباء الفيروس التاجي كذريعة لعرقلة وصول الصحافيين إلى مصادر المعلومات وإعداد التقارير الميدانية، وتساءلت ما إذا كان "سيُعاد فتح هذا الوصول عندما ينتهي الوباء".

وشددت "مراسلون بلا حدود" على أنها سجّلت "تدهوراً صارخاً" في المؤشر المتعلق بالعراقيل والقيود على التغطية الصحافية هذا العام. وأضافت أنه في ظل الوباء، "بات من المستعصي على الصحافيين الوصول إلى مكان الأحداث ومصادر المعلومات على حد سواء".

أمر آخر خطير لفت إليه تقرير المنظمة المعنية بحرية الصحافة، وهو "الصعوبة المتزايدة أمام الصحافيين للتحقيق في المواضيع الحساسة والكشف عنها، خاصة في آسيا والشرق الأوسط".

أما مقياس إيدلمان 2021 للثقة، فيشير إلى عامل مقلق آخر، يتمثل في عدم ثقة المواطنين بوسائل الإعلام: يعتقد 59% من المشاركين في الاستبيان من 28 بلداً أن الصحافيين يحاولون عمداً تضليل الناس من خلال نشر معلومات يعرفون أنها خاطئة.

إلى ذلك، تم التأكيد على أن المهنية والتعددية الصحافية تجعلان من الممكن مواجهة المعلومات المضللة و"الأوبئة المعلوماتية"، أي التدليس ونشر الإشاعات.

وصرّح كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود: "الصحافة هي أفضل لقاح ضد التضليل الإعلامي. لسوء الحظ، غالباً ما يُعرقَل العمل الصحافي لعوامل سياسية واقتصادية وتكنولوجية، بل ولدواعٍ ثقافية في بعض الأحيان. فأمام انتشار المعلومات المضللة عبر حدود البلدان وعلى المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، تظل الصحافة هي الضامن الرئيسي للنقاش العام الذي يقوم على الحقائق الثابتة".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image