شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
انتظار بلا نهاية.. ما فعلته

انتظار بلا نهاية.. ما فعلته "إغلاقات كورونا" في المصريين العائدين من الكويت

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 12 أبريل 202102:20 م

القاهرة - عقب 15 سنة أمضاها العامل المصري أشرف فرج مندوبًا للمبيعات في إحدى شركات القطاع الخاص بالكويت وجد الرجل الأربعيني نفسه بلا عمل، بعدما قررت الحكومة الكويتية في 7 فبراير/شباط الماضي منع دخول غير الكويتيين لمدة أسبوعين، بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

أعلنت الكويت في 10 أبريل/ نيسان الجاري أنه من غير المتوقع أن تسمح للوافدين (العاملين الأجانب) بالعودة إلى أراضيها في وقت قريب.

وأعلنت الكويت في 10 أبريل/ نيسان الجاري أنه من غير المتوقع أن تسمح للوافدين (العاملين الأجانب) بالعودة إلى أراضيها في وقت قريب.

كان فرج في طريقه إلى الكويت عن طريق سلطنة عمان، (ترانزيت) يوم 2 شباط/فبراير الماضي، بعد قضاء عطلته السنوية في مصر، لكنه ظل عالقاً في عُمان بعدما فوجئ بقرار الكويت منع دخول الوافدين، فانتظر 35 يوماً على أمل فتح باب العودة إلى الكويت، وسط محاولات مع القنصلية المصرية في السلطنة لحل الإشكال باءت بالفشل، فوجد نفسه يتكبد 32 ألف جنيه مصري طوال هذه الفترة، شاملة تذكرة السفر وبدل الإقامة في أحد الفنادق.

فرج واحد من نحو 130 ألف وافد غادروا الكويت منذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجد، بعد أن اضطر التباطؤ الاقتصادي الناجم عن الجائحة، وتوابع الإغلاق، عددًا من الشركات إلى خفض القوى العاملة، حسب تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني في شباط/فبراير 2021 ونشرته وسائل إعلام عربية. إلا أن البنك الدولي يقدّر أعداد الوافدين الذين اضطروا لمغادرة الدولة الخليجية الثرية بسبب ضغوط جائحة كورونا المستجد بنحو 170 ألفًا.

صرت الآن بلا عمل، ولا أعرف مصيري مع الشركة التي أعمل بها، هل أنهت تعاقدي أم لا؟ لأن لي فترة سماح مدتها شهران فقط، وأنا الآن منقطع عن العمل منذ فبراير بسبب قرار الإغلاق". عامل مصري عالق خارج الكويت لـرصيف22

ويقول فرج الذي يجلس الآن رفقة أولاده الثلاثة بقرية "طبهار" في محافظة الفيوم جنوب غربي القاهرة لرصيف22: "صرت الآن بلا عمل، ولا أعرف مصيري مع الشركة التي أعمل بها، هل أنهت تعاقدي أم لا؟ لأن لي فترة سماح مدتها شهران فقط، وأنا الآن منقطع عن العمل منذ فبراير بسبب قرار الإغلاق".

وقال تقرير بنك الكويت إن عام 2020 شهد أعلى معدل تراجع سنوي في تعداد السكان منذ 30 عاماً، بعد تراجع أعداد الوافدين بشكل لافت، في حين استمر تزايد عدد المواطنين الكويتيين.

وأدى تراجع أعداد الوافدين إلى انخفاض نمو معدلات توظيف المواطنين الكويتيين من 2.4% في عام 2019 إلى 2.1% في عام 2020، في ظل تداعيات الجائحة التي أثرت بشدة على القطاع الخاص لتسجل البلاد في عام 2020 أكبر انخفاض تشهده منذ نحو 30 عاماً في عدد الوظائف، حسب التقرير نفسه.

وبين حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو من العام الماضي، غادر الكويت 46 ألفًا و464 عالقاً مصرياً من محافظات (القاهرة، وسوهاج، وأسيوط، والإسكندرية، والأقصر)؛ عبر 293 رحلة جوية، حسبما صرح مصدر كويتي رفيع المستوى لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.

وقالت وزارة القوى العاملة المصرية في آب/ أغسطس الماضي إن 63 ألفًا و755 مصرياً بالكويت، ما بين عالقين – مثل فرج- وعمالة وافدة، عادوا إلى مصر بسبب ظروف الإغلاق.

ما بعد العودة

يعيش فرج في قرية "طبهار" الريفية بمحافظة الفيوم، ومعه ما لا يقل عن 200 عامل من نفس القرية كانوا يعملون في الكويت، تأثروا اقتصادياً بسبب ظروف الإغلاق الناجمة عن فيروس كورونا المستجد. يقول فرج: "غالبية سكان القرية التي أعيش بها يعتمدون على عملهم في الكويت أو الخليج بصفة عامة، والآن لا أحد يعمل، في القرية مشاكل بالجملة. أحاول أن أبحث عن فرصة عمل أخرى، ساعات (أحياناً) أشتغل سائقًا، لكن هذا غير دائم. ولا توجد فرصة عمل مستقرة".

تأتي الجالية المصرية في الكويت في المرتبة الثانية من حيث إجمالي عدد الوافدين المسجلين في القطاع الخاص

وعلى الرغم من ذلك، لم يغلق فرج الباب أمام الأمل، فما تزال تراوده أحلام العودة إلى عمله في الكويت، خصوصاً أن إقامته سارية حتى فبراير/ شباط 2022، إلا أنه صُدم حين علِم بالقرار الكويتي الصادر في 10 نيسان/أبريل الجاري، بعدم السماح بعودة دخول الوافدين إلى البلاد مجدداً في المدى القريب.

لا سبيل سوى الانتظار

لا يوجد أمام فرج حل سوى الانتظار حتى فتح المطارات من جديد: "لا طريق أمامي سوى الانتظار، أنا في مصر منذ ستة شهور، وصرفت مبالغ كنت أدخرها للزمن، ولا أعلم متى سيفتح باب السفر، ولم أحاول التواصل مع السفارة المصرية في القاهرة، لأني في الفيوم، ومسألة السفر ستكلفني اقتصادياً، بالإضافة إلى أنها لن تجدي نفعاً لأن القرار في يد الكويت".

وأعلنت وزيرة الهجرة المصرية نبيلة مكرم في شباط/فبراير الماضي "آلية جديدة للتعامل مع المصريين العائدين من الكويت"، بسبب ظروف الإغلاق، "تعتمد على استيعاب تلك العمالة العائدة بالتنسيق بين وزارتي الهجرة والتخطيط، وتركز على توفير فرص عمل بالمشروعات القومية".

ويوم الأربعاء 7 أبريل/ نيسان الجاري، أطلقت وزارة الهجرة مبادرة "بيتك مكانك" لمساعدة المصريين العائدين من الخارج، وقالت خلال مؤتمر الإعلان عن المبادرة عبر تطبيق "زووم"، إن المبادرة  ليست للتوظيف بل لمساعدة الراغبين في العودة على التواصل مع مؤسسات الدولة وإفادتها بالخبرات التي اكتسبوها خلال فترة عملهم في الخارج.

وفي البيان نفسه، كشفت عن خطة لدمج المصريين العائدين من الخارج، المتضررين من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، وتوفير فرص التدريب والتأهيل لسوق العمل من خلال مبادرتي "نورت بلدك" و"بداية ديجيتال"، وكذلك مؤتمرات "مصر تستطيع".

وتواصل رصيف22 مع المتحدث باسم وزارة الهجرة لاطلاعنا على تفاصيل المبادرة، لكنه لم يرد على الاتصالات أو الرسائل.

وتأتي الجالية المصرية في الكويت في المرتبة الثانية من حيث إجمالي عدد الوافدين المسجلين في القطاع الخاص، وهو 461 ألفًا و780 مصرياً، وذلك بعد الجالية الهندية التي تأتي في المرتبة الأولى وعددها 506 آلاف و704 عامل، فيما حلت العمالة البنغالية في المركز الثالث بـ 172 ألفًا و643 عاملاً، ثم الباكستانية بـ73 ألفًا و499 عاملاً، حسب تصريحات نائب المدير العام لشؤون العمالة فى الهيئة العامة للقوى العاملة الكويتية عبدالله المطوطح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أدلى بها في سبتمبر/ أيلول الماضي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image