في حين أن الإمارات، تحديداً دبي، تتباهى بـ"التسامح" و"الاستيعاب" للأشخاص من مختلف الأديان والثقافات، كان على هؤلاء "المختلفين" عن ثقافة البلد ودينه، الإسلام، الالتزام بمحاذير عديدة في شهر الصوم تحت بند "مراعاة مشاعر الصائمين".
على مدار السنوات السابقة، تقيّدت المطاعم والمقاهي في دبي بوضع ستائر سوداء لتغطية صالاتها حيث يتناول غير الصائمين - من الأجانب أو المرضى المصرّح لهم بالإفطار أو الأطفال وغيرهم- فيما حصرت أخرى نشاطها في توصيل الطعام إلى المنازل.
هذا العام تغيّرت القواعد، إذ أصدرت دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، في 11 نيسان/ أبريل، تعميماً يسمح للمطاعم في المدينة بتقديم الطعام لزبائنها خلال فترات الصيام أثناء رمضان "دون تركيب ستائر أو تغطية واجهاتها".
لا ستائر ولا تغطية واجهات بعد الآن… لأول مرة، دبي تُظهر تسامحاً حقيقياً مع المفطرين في رمضان وتلغي التقيد بـ"مراعاة مشاعر الصائمين"
وكان شرطاً إجرائياً أساسياً على المؤسسات والمحال التي تقدم الطعام أو الشراب خلال فترات النهار الالتزام بتغطية واجهاتها أو إحاطة جنباتها بستائر سوداء غير كاشفة.
لكن " اقتصادية دبي" أعلنت أن تعميمها الجديد سوف يدخل حيز التنفيذ اعتباراً منذ اليوم الأول لشهر رمضان هذا العام، مشددةً على عدم حاجة أي مطعم أو مقهى للحصول على أي تصريح مُسبق من قبل الدائرة قبل استئناف نشاطه المعتاد في شهر الصوم.
وأبرزت أن تعميمها الأخير "يحل محل التعميمات الصادرة في السنوات السابقة، والتي تطلب من المطاعم حجب أماكن تناول الطعام عن مرأى الصائمين".
وفي الإمارات، قد يؤدي تناول الطعام والشراب في الأماكن العامة إلى فرض غرامات وملاحقة قانونية. وليس واضحاً إذا كانت هناك توجيهات جديدة بالتغاضي عن المسلمين المفطرين في رمضان.
لتشجيع السياحة؟
واعتبرت وكالة أسوشيتدبرس أن هذا الإجراء هو "أحدث تغيير يهدف إلى تعزيز السياحة في الدولة الإسلامية التي يحكمها حكم استبدادي".
خطوة أخرى لجذب السياح أم دعم لتعويض خسائر المطاعم خلال كورونا؟… دبي تلغي قيود تغطية واجهات المطاعم والمقاهي في النهار طوال رمضان
ومنذ العام 2016، بدأت دبي في التخفيف من قيودها خلال شهر رمضان إذ أصبحت أكثر مرونة مع بيع واحتساء المشروبات الكحولية خلال النهار.
ومن المحتمل أيضاً أن يكون الهدف من القرار هو دعم المطاعم والمقاهي في دبي بعدما تكبدت غالبيتها الخسائر بفعل الوباء والقيود على السفر، لأنها تعتمد بشكل أساسي على زوار المدينة من السائحين.
وكانت هذه المنشآت تعاني بسبب قرار حصر نشاطها خلال رمضان بساعات الليل فقط، مع التقيد بإخفاء واجهاتها وتغطية جنباتها في الأعوام السابقة، حتى أن بعضها كان يفضل وضع علامة "مغلق بسبب التجديد" لتوفير كلفة أجور العمالة وفواتير الخدمات خلال هذا الشهر.
يدل على البعد الاقتصادي، قرار آخر أصدرته بلدية دبي، في 9 نيسان/ أبريل الجاري، بتمديد ساعات عمل المطاعم والمقاهي ثلاث ساعات إضافية خلال شهر رمضان، أي حتى الرابعة صباحاً لا الواحدة.
وحثت البلدية، في هذا السياق، المطاعم والمقاهي ومرافق الفنادق، على الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي، في ما خص مواعيد الإغلاق والتباعد الجسدي وارتداء الكمامات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون