الزينة والإضاءة والديكور غيّرت معالم المراكز التجارية أو بعض الأحياء في دبي لتبلغ كل السكان، المواطنين والوافدين، أن شهر رمضان المبارك قد بدأ. ومع حلول هذا الشهر، غالباً ما تستعدّ كل مدينة إماراتية على طريقتها لاستقباله. إذ قد تتغيّر الحياة في بعض المدن، في حين تتابع مجراها في مدن أخرى، فلا يشعر سوى الصائمين به. إلا أن لرمضان طعماً مختلفاً في دبي، إذ تتغيّر معالم الحياة بمختلف وجوهها، لجهة دوام العمل أو اقفال المتاجر والمطاعم، أو حتى الفعاليات المتعددة التي يتمّ تنظيمها على مدار شهر كامل.
تغيير العادات اليومية
معلوم أن دبي تضمّ الكثير من الوافدين، مسلمين أو غير مسلمين. إلا أن القوانين والعادات لا تفرّق بينهم، بل يجري تطبيقها على الجميع. فاحتراماً للصائمين، يمنع منعاً باتاً تناول الطعام أو شرب المياه علناً. وقد نقلت الصحيفة المحلية "ذا ناشيونال" عن اللواء إبراهيم علي الشحي، مدير إدارة البحث الجنائي في شرطة عجمان، قوله إنه "وفقاً للمادة 313 من قانون العقوبات الاتحادي، تكون عقوبة الأكل أو الشرب أثناء النهار في شهر رمضان غرامة مالية قدرها 2000 درهم (نحو 550 دولاراً)، أو السجن مدة أقصاها شهر واحد.
مقالات أخرى:
رمضانيات 6 دول عربية
تطبيقات ترافقكم في رمضان
حتى أنّ تناول الأكل في مكاتب الشركات الخاصة أو العامة ممنوع احتراماً للصائمين، لذلك تستحدث بعض الشركات غرفاً خاصة ومغلقة. أما المطاعم، فغالبيتها تغلق أبوابها حتى موعد الإفطار أو تقدمّ خدمة Take Away ، في حين أن بعضها تسدل الستائر السود على واجهاتها لتواصل استقبال الزوار.
دوام عمل مخفّف
علماً أن دوام العمل المخفّف في القطاعين الخاص والعام خلال شهر رمضان، يتيح للجميع المزيد من الوقت لإنهاء كل ما كان متراكماً، مثل قراءة الكتب، أو مشاهدة المسلسلات، أو ممارسة الرياضة.
في ما يتصل بالقطاع الخاص، أصدر وزير العمل صقر غباش تعميماً حدّد فيه دوام العمل بست ساعات بدلاً من ثمانٍ، تنفيذاً للمادة 65 من القانون الاتحادي الرقم 9 عام 1980 بشأن تنظيم علاقات العمل وتعديلاته. ويعود لكل شركة أن تحدّد مواعيد العمل، أو أن تترك الخيار لموظفيها.
أما في القطاع العام، فقد حُدد دوام العمل في كل الدوائر الرسمية في الإمارات العربية المتحدة، من التاسعة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر تطبيقاً للقانون الفدرالي 11 لعام 2008 وتعديلاته.
"رمضان في دبي"
ليس مجرد عنوان، بل هو شعار الدورة الخامسة من حملة تطلقها مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، إحدى مؤسسات دائرة السياحة والتسويق التجاري، التي تنطلق في 19 من الشهر الجاري، وتستمر حتى 17 يوليو المقبل. وتتضمّن مجموعة من الفعاليات والنشاطات الاجتماعية والثقافية، والعروض الترويجية بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص. ومن بين هذه الفعاليات، يطلّ "ملتقى دبي الرمضاني" الرابع عشر، الذي يضم المحاضرات اليومية ومسابقة "خطيب الأمة"، و"قافلة الخير"، و"صحة صائم 4"، و"جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم" و"قراء رمضان"، و"سوق رمضان الليلي" وغيرها.
عن هذه الفعاليات، قالت المديرة التنفيذية لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، ليلى محمد سهيل، في بيان، إنها "تتكامل مع المبادرات الأخرى التي أطلقتها المؤسسة، لترسيخ مكانة دبي كوجهة متميزة تستقطب الزوار على مدار العام، إذ إنها تسهم في إضفاء المزيد من الأجواء الثقافية والتراثية والاجتماعية، والقيم والتقاليد الإسلامية، من خلال الفعاليات التي تتضمنها. وتمكّن الزوار من اكتشاف الروح الحقيقية لشهر رمضان الكريم". وأضافت: "قيمة هذه الدورة تكمن في استقطابها شرائح مختلفة من الجمهور، عدا أنها تساهم في تنشيط قطاع التجزئة وحركة الأسواق، من خلال عروض الصيف الترويجية، والحملات والتنزيلات والتخفيضات، التي تقدمها مراكز التسوق والمحال التجارية."
عروض واحتفالات في مراكز التسوق
كذلك يستفيد زوار مختلف مراكز التسوق في الإمارات عامة، وفي دبي خصوصاً، من التنزيلات والعروض التي غالباً ما تبدأ قبل 10 إلى 15 يوماً من شهر رمضان، وتستمر حتى نفاد مخزون المنتجات، بحسب بائعة في أحد المتاجر.
وتكتسي المراكز حلة رمضانية بفضل الديكورات والفعاليات المتنوعة. فحين تصل الى مركز "ميركاتو" مثلاً، يستقبلك الديكور العربي التقليدي، الذي يشيع أجواء رمضانية إلى جانب "خيمة المجلس"، و"خيمة ميركاتو الخيرية للحناء"، ومعرض الفن الإسلامي، ومعرض العباءات لمصممين إماراتيين. في حين تزيّن "مول الإمارات" بحلة العيد، التي تعكسها الإنارة المتميزّة. أما مركز "وافي" التجاري فينظّم عدداً من الفعاليات على غرار "بازار الريم الرمضاني"، الذي يجمع التراث العربي التقليدي والطراز العصري.
كذلك تتغيّر أوقات العمل في المراكز التجارية، التي تفتح أبوابها وقتاً أطول أمام الزوار. إذ تمتد ساعات العمل في المتاجر والترفيه من العاشرة صباحاً حتى الثانية صباحاً، بينما تستقبل المطاعم الزوار من وقت الإفطار حتى الثالثة صباحاً في "دبي مول" ، أما "مول الإمارات" فيفتح أبواب متاجره حتى الأولى صباحاً.
الخيم الرمضانية
تستقطب الخيم الرمضانية عدداً كبيراً من الزوار للتمتع بالأجواء الرمضانية. وتقدّم مختلف الفنادق في دبي الخيم الرمضانية وعروضاً للإفطار أو السحور، يستمتع أثناءها الزوار بأطباق شهية، كما النرجيلة والشاي ولعب الورق.
وعلى الرغم من أن الفنادق تعاني من تراجع عدد السياح بسبب رمضان والحر، فهي تستفيد من هذه الخيم الرمضانية، إذ اعتبر مديرو الفنادق أن "مساهمة الخيم والمطاعم ستبلغ 65% مقارنة بـ15 إلى 20% في الأشهر العادية". وأشاروا إلى أن "معدلات الأشغال في المطاعم والخيم الرمضانية تناهز 80% يومياً".
بالنسبة إلى الملاهي الليلية (التي تكون عادة في الفنادق)، فهي تغلق أبوابها بسبب منع الموسيقى طوال شهر رمضان، في حين تمتنع البارات والفنادق عن تقديم المشروبات الروحية قبل الإفطار.
المنتجات الغذائية
وبما أن إنفاق المستهلك وسلوك المتسوّق يتبدّلان خلال شهر رمضان، فقد رأى عدد من الخبراء أن "مبيعات المنتجات الغذائية ستزداد خلال هذا الشهر بنسبة 10 إلى 15%".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
HA NA -
منذ 3 أياممع الأسف
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ أسبوعحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينعظيم