فقط عناويننا، أرقام هواتفنا، أسماؤنا وبريدنا الإلكتروني تسربت من فيسبوك
اعتلتنا الطمأنينة ونحن نقرأ الأخبار عن آخر التسريبات من فيسبوك، فبيانات ما يفوق نصف مليار مستخدم أصبحت متاحة للعلن. يكفي بحث صغير من أجل تحميلها وتأمل ملايين الحسابات، ومن ضمنهم، للمفارقة، مارك زوكربيرغ نفسه الذي تسربت معلوماته الشخصية، والمضحك أن مؤسس فيسبوك يستخدم تطبيق سيجنال، لا واتس أب الذي يمتلكه، خوفاً على خصوصيته.
سبب الطمأنينة والراحة النفسية هو أن صورنا العارية و"مجلدات" الـsextig ما زالت طيّ الكتمان، لا فضائح منتظرة ولا عمليات ابتزاز مستقبلية... عن معلوماتنا التي تسربت من فيسبوك
سبب الطمأنينة والراحة النفسية هو أن صورنا العارية و"مجلدات" الـsextig ما زالت طيّ الكتمان، لا فضائح منتظرة ولا عمليات ابتزاز مستقبلية، ما يمكن أن نتوقعه فقط هو إعلانات مخصصة لكل واحد منا، وبعض عمليات انتحال الشخصية، وربما خضوع بعضنا لتجربة سرية في سبيل التحكم باتجاهاتهم السياسية وسلوكهم الاستهلاكي. لا شيء جديد إذن، مُجرد تكرار لكلام سابق مللنا منه نحن المستهلكين المطيعين الذين لا نقرأ شروط الاستخدام حين يجددها فيسبوك.
استعراض لم يحضره أحد في مصر
موكب ملكي/عسكري مُهيب، نقلت فيه 22 مومياء/جثة تعود إلى ملوك مصر القديمة إلى المتحف الوطني للحضارة المصرية المُفتتح مؤخراً، لم يكن هناك جمهور حول الموكب/الاستعراض/الحفل، أما ميدان التحرير فكان خالياً، نظيفاً، شبابيك المطلّين عليه مغلقة، وكل ما نراه من استعراضات كان مُتقناً ومصيباً سياسياً، إذ يختلط فيه الجنسان وتتنوع الأديان، فلا ثوار ولا "مخرّبين".
ذات السيارات العسكرية التي دهست الناس في ثورة يناير تنقل جثث الملوك الذين نشاهدهم على الشاشات، التي كرّست لمدة ساعتين رؤية السيسي لمصر: بلد بلا ناس، مجرد فرصة للاستثمار ودعوة للسيّاح لزيارة بلد الفراعنة
ذات السيارات العسكرية التي دهست الناس في ثورة يناير تنقل جثث الملوك الذين نشاهدهم على الشاشات، التي كرّست لمدة ساعتين رؤية السيسي لمصر: بلد بلا ناس، مجرد فرصة للاستثمار ودعوة للسيّاح لزيارة بلد الفراعنة، أما "المؤدون"، فكل يلتزم بدوره، لا مجال للخطأ أو الارتجال. هذه صورة "الدولة" النظيفة، المحافظة، ذات التاريخ المتنوع، التي لا يشوبها أي مشكلة.
كان ميدان التحرير في استعراض الفراعنة خالياً، نظيفاً، شبابيك المطلّين عليه مغلقة، وكل ما نراه من استعراضات كان مُتقناً ومصيباً سياسياً، إذ يختلط فيه الجنسان وتتنوع الأديان، فلا ثوار ولا "مخرّبين"
عادة ما تعتمد الديكتاتوريات على تحريك الجموع في سبيل استعراض قوتها، للتأكيد على قدرة السلطة على "التحكم" بجموع الناس بصورة شبه آلية، لكن ما حصل أن السيسي استغنى عن الجموع، فلا حاجة للتصفيق أو الارتصاص صفوفاً، يكفي أن يتنكر و"يتزيّن" مقدمو الحفل كالفراعنة لـ"نصدق" ما نراه. واقع ثنائي الأبعاد، أشبه برسومات ورق البرديّ التي تحوي "رموزاً" لا تحدق بنا أبداً بل ببعضها البعض، رموز تستفز الداعية وجدي غنيم، الذي اعتلاه الغضب لأن واحدة من المومياوات كانت سافرة وشعرها كان مكشوفاً للعلن، في حين أن الداعية خالد الجندي أكد أن الفراعنة مسلمين، ويجوز الترحّم عليهم.
ملاحظة: يقول البعض إن التوابيت كانت فارغة أثناء الاستعراض، ونقلت المومياوات سابقاً بصورة سرية لأسباب أمنية.
فرنسا: حرية، إخاء، مساواة، و"بكسر راس التي تتحجب"
هناك شعار رابع للجمهورية الفرنسية، كلمة غير مكتوبة تضاف إلى "حرية، إخاء ومساواة"، ألا وهي "اللايكية"، الكلمة التي تفخر فرنسا بها وتميّع معناها في بعض الأحيان. لكن يبدو أن هناك شعاراً خامساً مع صدور القوانين الجديدة، يمكن اختصاره بالتالي: "يلي بتتحجب بدنا نكسر راسها". إذ وضعت الجمهورية الآن نصب عينيها إفناء العلامات الدينية من الفضاء العام بشكل كلّي، ولا نتحدث هنا عن منع حجاب القاصرات في الفضاءات العامة، بل منع الأمهات اللاتي يذهبن مع أولادهن في رحلة مدرسية من ارتدائه، وغيرها من التفصيلات، للحفاظ على "لايكية" الفضاء العام، خصوصاً أن الحجاب رمز لقمع المرأة، ولا يجوز للدولة أن تسهّل ظهوره.
هناك شعار رابع للجمهورية الفرنسية، كلمة غير مكتوبة تضاف إلى "حرية، إخاء ومساواة"، ألا وهي "اللايكية"، الكلمة التي تفخر فرنسا بها. لكن يبدو أن هناك شعاراً خامساً مع صدور القوانين الجديدة، يمكن اختصاره بالتالي: "يلي بتتحجب بدنا نكسر راسها"
ننتظر الآن من الجمهورية الخامسة قانوناً يتحكم بلون الثياب الداخلية وغياب أي علامة دينية عنها، لأن بعض المتلصصين قد يلمحونها أثناء مراقبتهم للجيران، وهذا ما لا يجوز أن تسكت عنه السلطة في حربها ضد "الإسلام الانفصالي"، وسعيها لتحرير المرأة من كل أشكال القمع، عدا المساواة في الأجور، العنف الأسري وزواج القاصرات، فهذا لا دخل للدولة فيه.
ما حدث في الأردن شأن هامشي، لا ضرورة للخوض فيه
اعتقلت السلطات الأردنية الأمير حمزة بن الحسين، بعد إحباط محاولة انقلابه على أخيه غير الشقيق، الملك الحالي عبد الله. تمّ التعامل مع الموضوع بحسم حسب السلطات، وتم الحفاظ على العرش، وصدر بعدها قرار من النائب العام بمنع الخوض أو النشر في القضية ذلك لأجل سرية التحقيق.
ما حدث في الأردن شأن هامشي، لا ضرورة للخوض فيه... تم الحفاظ على العرش
لن نوزع الاتهامات على أحد، لكن المثير للاهتمام أن بعد هذا القرار زار وفد سعودي المملكة الأردنية، وأكد وقوفه مع الأردن أمام التحديات التي تواجهها، لكن ما هي النصائح التي يمكن أن يقدمها الوفد السعودي ذو الباع الطويل في حل المشكلات السياسية، نستعرض هنا بعض توقعاتنا:
1- اعتقال جميع أفراد العائلة الحاكمة الأردنية ووضعهم في قصر في السعودية إلى حين معرفة خيوط المؤامرة ومن ورائها، يترافق ذلك مع تفريغ حساباتهم البنكية.
2- تحويل ولي العهد حمزة إلى السفارة السعودية في الأردن، وهناك يمكن "نشر" قضيته وتفكيكها ومعرفة أي جزء منه بدقة هو الذي خطط للانقلاب.
3- إرسال شاحنة متخصصة في استخلاص المعلومات، كتلك الموجودة في اليمن، إلى الأردن من أجل حوار وجه لوجه مع الأمير حمزة.
مصارف التمويل الأصغر: "مغامرة" اقتصادية فاشلة
أصدر بشار الأسد مؤخراً قراراً بتفعيل "مصارف التمويل الأصغر"، التي تمنح قروضاً متناهية في الصغر للمواطنين. أكثر ما يثير الاهتمام في هذا الأسلوب من التحايل على العقوبات ومحاولة خلق اكتفاء خدمي داخلي، هو تجاهل انهيار العملة، إذ تقدم هذه المصارف مثلاً خدمة "القرض الفوري"، دون ضمانات، وتبلغ قيمة هذا القرض مليون ليرة سورية (أقل من ثلاثمئة دولار على سعر الصرف الحالي) أي ما يساوي ثمن هاتف نقال أو ثياب العيد، هي قروض لا تكفي لافتتاح مشاريع أو أعمال.
قرض لشراء هاتف محمول في سوريا
ستسهل هذه المصارف عمليات التحويل والودائع والمعاملات المصرفية، أول البنوك التي لبت النداء هي السعودية التي افتتحت مصرف "بيمو السعودي الفرنسي للتمويل الأصغر".
أغلب التعليقات ترى أن هذه "المغامرة" الاقتصادية فاشلة، لكن، ربما هناك مبرر خفيّ، العديد من العاملين في الدراما السورية اتجهوا إلى الإمارات أو يزوروها لإنجاز أعمالهم، ونعلم أن عمليات التحويل البنكية على مستوى دولي وإقليمي غير فعّالة في سوريا، بالتالي ماذا لو أن الاستجابة لنداء القروض الصغيرة هي أسلوب لافتتاح بنك يسهل التعاملات المالية لهذه الطبقة، أو بشكل العام طبقة المتنقلين بين سوريا والإمارات، وتسهيل شؤونهم المالية، لا لشيء، فقط للاستمرار بدعم المسلسلات المصورة في الإمارات التي تخلو من أي صراع سياسي، لكنها توفر ترفيهاً سريعاً لا يتطرق إلى أي شيء مما يحصل في المنطقة.
Zoom Escaper: ضجيج اصطناعي لإنقاذنا من شاشات الآخرين
لم يعد لطيفاً أن يطفأ أحدنا كاميرا حاسوبه أثناء اجتماع على تطبيق زوم، بل لابد من ارتداء ثياب شبه أنيقة واعتماد خلفية مرتبة كجزء من "آداب العمل"، كما أن التهرب من الاجتماعات والتكاسل أصبح أيضاً أكثر تعقيداً، فلا طارئ يمكن إثباته بسهولة، والتعلل بانقطاع الإنترنيت لا ينجح في العديد من الدول، لذا طور الفنان سام لافينج تطبيقاً باسم "Zoom Escaper" أو "المهرب من الزوم". ما يقوم به التطبيق ببساطة هو توليد أصوات إلكترونية لـ"ضجيج، بكاء أطفال، رياح، صفارات شرطة، أعمال بناء، نباح كلب..."، تعطي الانطباع بأن هناك ما هو ضروري ويجب علينا ترك الاجتماع حالاً من أجل التصرف.
لا أحد "يحب" العمل مهما كانت طبيعته. نادرة جداً هي الحالات التي يتطابق فيها تصورنا عن العمل "المريح" مع ما هو متوافر، الأهم أن تقنيات التهرب والتكاسل والتأجيل يتم تجاهلها، ولا عروض للاستثمار فيها لأننا ضمن اقتصاد يراهن على الجهد المبذول لأطول وقت ممكن.
نشجع المزيد من هذه التطبيقات وفتح مجال الإبداع في التكاسل، كتطبيق يقوم بالردّ أوتوماتيكياً على الحماقات التي تصلنا في البريد الإلكتروني من قبل بعض زملاء العمل، تطبيق يقوم بطرد الموظفين أو "تسريحهم" دون الحاجة للمواجهة، تطبيق يوصل رسالة بصورة إلى أحد الموظفين أنه موجود في منصبه هذا لأسباب كثيرة عدا مهارته، من هذه الأسباب توجهه الجنسي، أو ميوله الجندرية، لونه أو كنيته.
تقرير مجلس الاستخبارات الأمريكية الوطنية: كل المصائب محتملة!
صدر تقرير "الاتجاهات العالمية" عن المجلس الوطني للاستخبارات في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو وثيقة تصدر كل 4 سنوات، عنوانها هذا العام "اتجاهات عالمية 2030: بدائل عن العالم"، ويحاول التقرير التنبؤ بالحال التي سيؤول لها عالمنا في السنوات العشرة القادمة.
لا شيء غير متوقع في التقرير، نقص في الموارد، تزايد سكاني، كوفيد-19، صراع هويات يفتت شكل الدول، خصوصاً في أفريقيا والشرق الأوسط، ستضطر بعده الولايات المتحدة إلى التوقف عن لعب دور "الشرطي" والانغلاق على ذاتها، أو على النقيض، سيكون هناك تقارب وتعاون صيني أمريكي من أجل إنقاذ الكوكب وحل كل المشكلات، أما مستقبل التطور التكنولوجي، فهناك مشكلات قادمة أكبر من تلك التي يتم حلّها.
تقرير مجلس الاستخبارات الأمريكية الوطنية: كل المصائب محتملة!
تتجاهل صفحات التقرير الـ160 خطراً جوهرياً يهدد عالمنا كما نعرفه، استمرار إنتاج مسلسل "باب الحارة" السوري طوال السنين القادمة، إذ من المتوقع صدور الجزء 11 في رمضان الحالي، أما الخطر الذي يشكله المسلسل غير متوقع، فالتخوّف من هذه الظاهرة (إنتاج نسخ تاريخية مزيّفة من التاريخ) سببه أنها تهدد إدراكنا لأنفسنا كبشر، غارقين في الأوهام الميلودرامية عوضاً عن مجابهة الأخطار الحقيقية.
*المقتطف الجديد يعبّر عن آراء كتّابه وكاتباته وليس بالضرورة عن رأي رصيف22
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع