فور اندلاع ثورة يوليو، صعد أعضاء تنظيم الضباط الأحرار إلى قمة السُلطة في مصر، وباتت إشارة واحدة من أحدهم كفيلة بحلِّ أي مشكلة لأي مواطن في مصر، وهو ما منحهم مكانة اجتماعية هائلة، لم يحلموا بها لحظة التخطيط للقيام بالثورة.
فالضباط الذين انتمى معظمهم إلى الطبقة المتوسطة أو أقل قليلاً، وقضوا حياتهم يحملون رتباً عسكرية في جيش لم يتمتع بمكانة كبرى في مصر الملكية، بَهَرهم التحول الهائل الذي باغت حياتهم بعدما أصبحوا حكاماً بين ليلة وضحاها، تكالبت عليهم أضواء الشهرة والنفوذ، ونساء من كافة الأطياف يَمَّمن أبصارهن نحو مراكز القوى الجديدة في مصر.
بعدما جرى التخلص مما تبقى من النسل العلوي في البلاد، اعتبر الضباط أنفسهم طبقة مصر العليا الجديدة، نالت المجد والنفوذ، وبقيت النجمة الأخيرة لتزيين كل درجات الترقي تلك، بالاقتران بامرأة شهيرة كانت مستحيلة المنال من شهورٍ قليلة، والآن بات عليها أن تسعد لمجرد تفكير أحد أبطال "الحركة المباركة" بالاقتران بها.
الضباط الأحرار الذين انتمى معظمهم إلى الطبقة المتوسطة بَهَرهم التحول الهائل الذي باغت حياتهم بعدما أصبحوا حكاماً بين ليلة وضحاها، تكالبت عليهم أضواء الشهرة والنفوذ، ونساء من كافة الأطياف يَمَّمن أبصارهن نحو مراكز القوى الجديدة في مصر
ولعل أكثر إرهاصات هذه الظاهرة سرعة وفجاجة هي العلاقة السرية التي جمعت بين الصاغ صلاح سالم، أحد أشهر الضباط الأحرار، والأميرة فوزية، شقيقة الملك فاروق الذي خلعه صلاح سالم ورفاقه بعدما ملأوا السمع والأبصار بأحاديث فساده وأهله، وفي الوقت ذاته سعى صلاح سالم للاقتران بأخته فوزية، وهو من بضعة أشهر قبل الثورة ربما كان لا يحلم بإلقاء التحية العسكرية على سيارتها حال مرورها أمامه.
ظلت الأميرة فوزية في مصر بعد الثورة، ولم ترحل عنها كما رحل أخوها، وهو ما جعلها عُرضة لأشكال التنكيل المعنوي الثورية، بعدما زارتها إحدى فرق الجيش بداعي التفتيش، وجابت أرجاء بيتها للبحث عن المجوهرات والنقود. المفاجأة كانت في أنهم لم يجدوا شيئاً، لكن أحد أعضاء اللجنة آثر أن يهينها فألقى ملابسها الداخلية أمامها، فاشتكت هذا التصرف لصلاح سالم، الذي عنّف الضابط واتخذها وسيلة للتقرب منها.
وفيما بعد وردت تقارير أمنية لجمال عبد الناصر تفيد بأن صلاح سالم كثير التردد على قصر الأميرة فوزية بسيارته، ما أثار غضبه على صديقه، وسأله مستنكراً: "هل قمنا بالثورة ليتزوج الضباط الأميرات؟".
سعى صلاح سالم، أحد أشهر الضباط الأحرار،للاقتران بأخت الملك فاروق فوزية، وهو من بضعة أشهر قبل الثورة ربما كان لا يحلم بإلقاء التحية العسكرية على سيارتها حال مرورها أمامه
تفجرت الأزمة بعدما أكد تقرير لجنة الجرد لقصر الأميرة فوزية، أنه لا يحوي أي مجوهرات أو مشغولات ثمينة، وهو ما كان مستحيلاً في نظر البعض، فادّعى بعض ضباط سلاح المدفعية بأن صلاح سالم وراء هذا التقرير، وأنه أمّن لعشيقته السرية وسيلة لتهريب مصاغها، وهي الشائعات التي زادت من غضب عبد الناصر، فأمر بترحيل الأميرة فوزية إلى خارج مصر، ووضع صلاح سالم أمام الأمر الواقع، وتسببت هذه العلاقة في جفوة لم تندمل بين الرجلين.
لم تضع هذه العلاقة قطيعة بين سعي رجال الثورة للاقتران بـ"سيدات المجتمع"، وإنما فتحت الباب للعديد من العلاقات التي ظلّت حبيسة الأدراج لعشرات السنين، ولم يُرفع عنها الستار إلا بعد رحيل أصحابها.
عبد الحكيم عامر وبرلنتي
هي واحدة من أشهر علاقات الزواج السرية التي جرت في عهد عبد الناصر، بين عبد الحكيم عامر، قائد الجيش، وممثلة نصف مشهورة تُدعى برلنتي عبد الحميد (اسمها الحقيقي نفيسة)، بقيت هذه الزيجة سرية لفترة طويلة عن الجميع، بما فيهم الرئيس جمال عبد الناصر.
وردت تقارير أمنية لجمال عبد الناصر تفيد بأن صلاح سالم كثير التردد على قصر الأميرة فوزية بسيارته، ما أثار غضبه على صديقه، وسأله مستنكراً: "هل قمنا بالثورة ليتزوج الضباط الأميرات؟"
في كتابه "عامر وبرلنتي.. الحكاية، القضية، الحُكم"، يكشف الصحفي عبدالله إمام، أنه في العام 1961 مرَّ المشير عامر بحالة نفسية سيئة عقب عودته من سوريا مطروداً بعد نجاح حركة الانفصال عنها، فعملت المخابرات على رفع معنوياته عن طريق تنظيم جلسات خاصة تجمعه بمحبيه، حضرت واحدة منها الممثلة برلنتي عبدالحميد، والتي خاضت نقاشاً مع عامر أثار إعجابه، وكانت بداية لعلاقة وطيدة استمرّت حتى نهاية العام 1964، وحين طلبت برلنتي من عامر الزواج، أخضعتها المخابرات المصرية لعدة اختبارات بهدف التأكد من نزاهتها وصلاحيتها لتكون زوجة للمشير.
بعد نجاح برلنتي في هذه الاختبارات، وافق عامر رغم أنفه على هذه الزيجة، برغم اعتراض صلاح نصر، مدير المخابرات العامة حينها، عليها، وفي كتابه يرى إمام أن برلنتي ملأت الفجوة التي نشأت بينه وبين عبد الناصر، في النهاية تزوج عامر من برلنتي بعقد عرفي وقعه شقيقاه، حرصاً على إبقاء الأمر سرّاً لأطول فترة ممكنة.
وبقي الزواج طيِّ الكتمان لثلاث سنوات، حتى تفجر عقب وقوع نكسة 1967، والتي أسقطت عبد الحكيم عامر وكافة رجاله، وذهبت برلنتي للمحكمة لا لتذيع فقط أنها متزوجة سراً من قائد جيش مصر، بل وأن لديها ابناً منه يُدعى عمرو.
تدريجياً، تكاثفت الشائعات حول علاقة المشير ببرلنتي، وبات زواجهما سراً يعلمه الجميع، حتى أن الفيلا التي اقتناها لتكون عشّهما السري الذي يلتقيان فيه بعيداً عن الأعين، باتت تُعرف في الشارع باسم "فيلا المشير"! وحاولت المخابرات العامة قدْر وسعها السيطرة على هذه الشائعات، عبر إلقاء القبض على أبرز مروجيها، مثلما فعلت السيناريست محمد كامل حسن، الذي قُبض عليه لحديثه المتكرر عن هذه الزيجة.
بقي زواج عبد الحكيم عامر وبرلنتي طيِّ الكتمان لثلاث سنوات، حتى تفجر عقب وقوع نكسة 1967، والتي أسقطت عبد الحكيم عامر وكافة رجاله، وذهبت برلنتي للمحكمة لا لتذيع فقط أنها متزوجة سراً من قائد جيش مصر، بل وأن لديها ابناً منه يُدعى عمرو
ورغم ذلك لم يجرؤ أحد على الحديث عن هذه القضية إلا بعد زلزال النكسة وتوابعها الكبرى التي بدأت بالإطاحة بكافة رجال عامر من السلطة، انتهاء بانتحار المشير نفسه، وهو الأمر الذي فتح الأبواب على مصراعيها لتناول هذه القضية بكافة أركانها.
وكانت برلنتي أولى ضحايا التنكيل بكل ما يمتُّ لعامر بصلة، بعدما ألقي القبض عليها فور الإطاحة بالمشير، بدعوى أنها ساعدته في محاولاته للانقلاب على عبد الناصر بعد الهزيمة، وأفرج عنها بعد تحقيق مستفيض، اضطرت بعدها أن تواجه العالم بلا مشير، وما كان أثقلها من مهمة.
علي شفيق ومها صبري
في ذات التوقيت، كان رجل المشير عامر، علي شفيق، مدير مكتبه ومستشاره العسكري، على علاقة بالمطربة والممثلة مها صبري، وقد تزوجها زواجاً رسمياً ولكن سراً، واشترط عليها أن تتخلى عن عملها الفني، واشترطت هي عليه أن يطلق زوجته سوزي صدقي، ابنة الفنان حسين صدقي، وهذا ما حدث وظلّا زوجين حتى قُتل علي شفيق في لندن عام 1977.
حققت مها صبري (اسمها الحقيقي زكية فوزي محمود) قسطاً من الشهرة بعد تقديم عدة أغاني ناجحة، مثل "ما تزوقيني ياماما" و"وحشني كلامك"، وظهورها في دور متوسط المساحة في فيلم "بين القصرين"، تزوجت 3 مرات انتهت كلها بالطلاق، فقررت التركيز على حياتها الفنية.
وهو ما حافظت عليه حتى تعرفت على شفيق عن طريق صديق مشترك، خلال قضاء الصيف في مدينة الإسكندرية. نعرف من كتاب "من قتل أشرف مروان؟" لعصام عبد الفتاح، أن هذا الصديق المشترك كان الممثل أحمد رمزي، وأن اللقاء الأول بين علي شفيق ومها صبري جرى في حفل عيد ميلاد رمزي.
كان رجل المشير عامر، علي شفيق، مدير مكتبه ومستشاره العسكري، على علاقة بالمطربة والممثلة مها صبري، وقد تزوجها زواجاً سراً، واشترط عليها أن تتخلى عن عملها الفني، واشترطت هي عليه أن يطلق زوجته سوزي صدقي، ابنة الفنان حسين صدقي
فيما يقول الكاتب ياسر ثابت في كتابه "قبل الطوفان"، إن مها صبري قابلت علي شفيق خلال إحيائها حفل "عيد النصر" في بورسعيد، وطلبت منه حل مشكلة أحد أقاربها في التجنيد، وكانت بداية لتوطد العلاقة بينهما، حتى تزوجا على شرط أن يطلّق زوجته الأولى وتعتزل هي العمل الفني.
في هذه الأوقات كان حصول المصري على سيارة أمر بالغ الصعوبة، يستلزم الحصول عليها الكثير من التراخيص، حتى أن كثيراً من كبار الوزراء كانوا يمتلكون سيارة "نصر 2300" متواضعة، لكن هذا الأمر لم ينعكس على مها صبري، والتي كان زوجها هو المسؤول عن توزيع السيارات على المواطنين، فحصلت هي ووالدتها وعمها على سيارة.
بعد النكسة أودع شفيق في السجن بصحبة كافة رجال عبد الحكيم عامر، عانت مها صبري الأمرين من أجل تدبير نفقات حياتها، يحكي ياسر بكر في كتابه "المذكرات.. والقتل النظيف"، أنها لجأت إلى المطربة أم كلثوم لمساعدتها على العودة إلى الغناء في بعض الحفلات الصغيرة، بعد سنوات من الاعتزال، وبالرغم من صدور قرار بمنعها من الغناء في الإذاعة.
تعرّض الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم لهذه التجربة المريرة التي مرَّ بها الزوجان في مذكراته، بعدما زامل علي شفيق في سجن القلعة، يقول نجم: مها صبري كانت تزور زوجها يوم الثلاثاء من كل أسبوع، وتشد من أزره وتقف إلى جانبه، وهو ما أثار إعجابه فقال لها: "انت ست بمليون راجل".
بعد النكسة أودع علي شفيق في السجن بصحبة كافة رجال عبد الحكيم عامر، عانت مها صبري الأمرين من أجل تدبير نفقات حياتها، ويُحكى أنها لجأت إلى أم كلثوم لمساعدتها على العودة إلى الغناء في بعض الحفلات الصغيرة، بعد سنوات من الاعتزال
يحكي مراد غالب في كتابه "مع عبد الناصر والسادات"، أن علي شفيق عاش أوضاعاً مالية صعبة بعد خروجه من السجن وانقطاع راتبه عنه، فوسّطه عند الرئيس ليسمح لزوجته بالعودة للغناء في الإذاعة مقابل أي راتب، مهما كان ضئيلاً، وهو ما رفضه عبد الناصر، بسبب ولاء شفيق التام لعبد الحكيم عامر، لدرجة أنه هدّد عبد الناصر يوماً بقصف منزله بالمدفعية لو حاول الإطاحة بعامر من منصبه.
ما اضطر بعلي شفيق للهرب من مصر خوفاً من أن يتعرّض للمزيد من التنكيل. تلقت زوجته عرضاً للغناء في أحد الملاهي الإنجليزية، هو مقهى الإمبريس في لندن، فسافرا إلى هناك سوياً وعاشا في لندن.
واستغل علي شفيق علاقاته الأمنية والعسكرية، وخبراته الكبيرة السابقة من خلال عمله في الجيش، ليعمل في تجارة السلاح حتى قُتل بطريقة غامضة، لم تنجح الشرطة الإنجليزية في فك طلاسم غموضها.
زينات صدقي والضابط المجهول
عقب رحيل الفنانة الكوميدية زينات صدقي، كشفت حفيدتها أن جدتها، والتي عُرفت بلقب "أشهر عانس في السينما المصرية"، تزوجت سراً من أحد الضباط الأحرار.
في تصريحاتها، رفضت الحفيدة الإفصاح عن هوية ذلك الضباط، لكنها اكتفت بالتأكيد على أنه تولّى مناصب بالغة الأهمية في الدولة.
أعجب ذلك الضابط الغامض بزينات صدقي، منذ أن كانت لا تزال ممثلة صاعدة في فرقة نجيب الريحاني، وعندما حاول التقرّب منها امتنعت عنه، فطلبها للزواج.
استمرت هذه الزيجة سرّاً لمدة 14 عاماً كاملة، شهدت حالة حمل واحدة سارعت زينات عندها لإجهاض نفسها، بسبب رغبتها في أن يخرج ابنها إلى الدنيا ووهي ترتبط مع أبيه بزواج معلن، وهو ما لم يحدث.
عقب رحيل الفنانة الكوميدية زينات صدقي، كشفت حفيدتها أن جدتها، والتي عُرفت بلقب "أشهر عانس في السينما المصرية"، تزوجت سراً من أحد الضباط الأحرار، ودام زواجها به 14 عامًا
انتهت القصة السعيدة الطويلة بالانفصال بسبب رغبة الزوج/ الضابط الغامض/ المسؤول الهام، في أن تتخلى عن الفن، وهو ما رفضته. بعدها حاول الرئيس جمال عبد الناصر التدخل لرأب الصدع بينهما، لكنها رفضت.
وجيه أباظة وليلى مراد
عقب طلاق الفنانة ليلي مراد من الفنان أنور وجدي، لم تكن أكبر خسائرها هو إنهاء التعاون الفني بينهما والذي قاد الطرفان إلى مستويات مذهلة من النجاح، وإنما كانت أفدح الخسائر هو الشائعات التي نثرها/نشرها طليقها أنور وجدي بأنها تدعم إسرائيل وتتبرع لها سراً من أموالها الخاصة.
وهي الشائعات التي لاقت صدى كبيراً بسبب أصول ليلى اليهودية، وبرغم أنها تخلت عنها واعتنقت الإسلام قبل الثورة ببضع سنوات.
بسبب هذه الشائعات، صدرت العديد من قرارات تحريم التعامل معها ومنع تداول أغانيها، ليس في مصر فقط، وإنما في عدد من الدول العربية. أصدرت ليلى بيانها الشهير، الذي قالت فيه:
"إن مستقبلي مع العرب والإسلام، وحياتي مع العرب والإسلام، وأموالي في بلاد العرب والإسلام، وأهلي وزوجي كلهم عرب ومسلمون، فهل من المعقول أن أضحى بكل هؤلاء وأنضم إلى دولة زائلة لا تربطني بها أي رابطة؟"، ورغم ذلك لم يصدقها أحد.
وفي تلك الأجواء المأساوية، بدت ليلى مراد في طريقها للاعتزال، وهي لاتزال بعد في أوج عطائها، ولم يتجاوز عمرها الـ37 عاماً.
ظهر في حياتها رجل حمل مفاتيح الحل السحرية، هو وجيه أباظة، أحد أبرز الضباط الأحرار، والذي عُهد عليه بالاستيلاء على المقر الرئيسي للقوات الجوية ليلة ثورة يوليو، وخلال اندلاع الأزمة شغل منصب مدير إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة.
تضمنت صفقة الزواج بندين لا ثالث لهما؛ الأول أن يخلّصها أباظة من العار الذي لحق بها، والثاني أن يبقى هذا الزواج سراً.
عقب طلاق الفنانة ليلي مراد من الفنان أنور وجدي، لم تكن أكبر خسائرها إنهاء التعاون الفني بينهما وإنما كانت تبعات الشائعات التي نشرها طليقها بأنها تدعم إسرائيل وتتبرع لها سراً من أموالها الخاصة
أصدرت مصر بياناً رسمياً حمل توقيع أباظة، نفت فيه سفرها إلى إسرائيل، وبناء عليه ألغيت كافة التعليمات بمنع إذاعة أغانيها وأفلامها، كما طلب أباظة من سفارة مصر في سوريا أن تُكذّب هذه الأنباء، وأن تتدخل لإلغاء المنع الذي فرضته سوريا على أغاني ليلى وأعمالها الفنية، فعادت إلى الأضواء مُجددًا من خلال بطولة فيلم "الحياة الحب" مع الفنان يحيى شاهين.
انتهى الزواج بعد عام واحد، وأثمر عن طفل وحيد يدعى أشرف، وظلَّ وجيه أباظة في مواقعه الرفيعة حتى أُطيح به خلال أزمة مراكز القوى التي اندلعت في عهد الرئيس أنور السادات 1971، وصفّى فيها كافة مناصب الدولة القيادية من رجال عبد الناصر.
عبد المنعم أبو زيد وسهير فخري
رجل جديد من أتباع المشير يتورط في زيجة فنية سرية مريبة الأركان. وهذه المرة بطل القصة هو سكرتير المشير عامر، ويدعى عبد المنعم أبو زيد، والذي نال كبقية رجال المشير سلطة غير مشروطة.
عُرف أبو زيد بإخلاصه الشديد لعامر، واعتماده عليه في كل أموره العامة والخاصة حتى أُطلق عليه لقب "ظِل المشير".
في العام 1965م، رأى أبو زيد الفنانة سهير فخري، لأول مرة. انبهر بجمالها وأحبها، وحينها كانت قد بدأت طريقها في رحلة التألق بعدما ظهرت في أفلام "اشهدوا يا ناس" مع شادية، "من غير وداع" مع ماجدة و"إجازة صيف" مع زكي رستم، وأراد أن يتزوجها لولا أنه علم أنها متزوجة من السيناريست والكاتب الروائي محمد كامل حسن.
فأمر بإيداعه في مستشفى الأمراض العقلية، وعاش فيها لمدة 4 سنوات، رفعت فيها الزوجة قضية طلاق على زوجها وكسبتها، وهكذا نجح أبو زيد في الزواج من سهير.
المفارقة، أن نهاية هذا التابع الأمين كانت على يدي المشير نفسه، بعدما اتهمته برلنتي بسرقة صورة جمعتها بعامر، تمهيداً لفضح علاقتهما السرية أمام الرأي العام، فأمر بحبسه وتعذيبه حتى اتضحت براءته، ولم يخرج من السجن إلا بعد يومين من وقوع النكسة، ليُقبض عليه مرة ثانية، وهذه المرة بأمر من عبد الناصر، باعتباره أحد المقرّبين من عامر.
سكرتير المشير عامر، الذي يدعى عبد المنعم أبو زيد، نال كبقية رجال المشير سلطة غير مشروطة، استطاع من خلالها أن يودع زوج الفنانة سهير فخري في مستشفى الأمراض العقلية مدّة أربع سنوات لينجح في الزواج منها
وكالمعتاد في مثل هذه القصص، أُجبرت سهير على الاعتزال وتفرغت لزوجها، ولم تعد إلا بعد النكسة وابتعاد رجلها عن السلطة، وكان ذلك في فيلم "الرجل الذي فقد ظله"، الذي قام كمال الشناوي ببطولته سنة 1968م.
وفي مسلسل "سوق العصر"، قدّم المؤلف محمد جلال عبد القوي هذه القصة ضمن عمله الذي استعرض هذه الفترة من تاريخ مصر، بعدما عدّل في الأسماء لتُصبح بطلة الأحداث هي "شوق"، والتي انتُزعت من زوجها "سيد المغازي"، وحين عرضها لم يكن أغلب الجمهور يعلمون أن هذه القصة ليست من بنات أفكار المؤلف الدرامية، ولكنها ابنة الواقع المصري في فترة الستينيات، كأحد أبرز الأشكال فجاجة لتلك الزيجات السرية التي انخرط فيها الضباط الأحرار.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 19 ساعةالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت