شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
مجد بربر نموذجاً... لماذا تُرعب

مجد بربر نموذجاً... لماذا تُرعب "الاحتفالات" بالأسرى المقدسيين المحررين إسرائيل؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 31 مارس 202101:49 م

عقب ساعات من توقيفه تعسفياً، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في 31 آذار/ مارس، عن الأسير الفلسطيني مجد بربر (45 عاماً) الذي اعتُقل عقب يوم واحد من إطلاق سراحه إثر 20 عاماً قضاها في سجون الاحتلال، على خلفية الغضب والرعب الإسرائيلي من الاحتفالات العارمة بخروجه.


وكانت ابنة الأسير المحرر، الشابة الفلسطينية زينة مجد بربر (20 عاماً)، قد علّقت  على إعادة الاحتلال اعتقال والدها  بالقول: "آخر كلمتين إلك ‘لن نُهزم‘. ووالله لن نهزم يا أبوي. ياخدوك كل يوم و رح نستقبلك بنفس الشّغف والقوّة كل يوم ونغنيلك كل يوم وكل يوم وكل يوم… قالها المجد".


وإن استلزمت كل قصة أن تُروى من بدايتها، فإن هذه القصة يُفضل أن يبدأ سردها من نهايتها. في 29 آذار/ مارس الجاري، أُطلق سراح عقب اعتقال دام 20 عاماً في سجون الاحتلال. 

مشهد الاحتفال بإطلاق سراحه، لا سيّما الاستقبال المبهر من زوجته التي كانت في عمر الـ23 عاماً حين اعتقل، وابنته الوحيدة التي لم يتجاوز عمرها 15 يوماً حين غادر إلى سجون الاحتلال، وهما تلبسان الزي التقليدي الفلسطيني وتركضان نحوه والفرحة الهستيرية تكسو وجهيهما والزغاريد تنطلق من فم زوجته المشتاقة، مسّ القلوب وأدمع العيون فور تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

أرعبت هذه الاحتفالات الاحتلال الذي اقتحم منزل بربر في الليلة التالية للإفراج عنه واختطفه من وسط الحشود التي تجمعت في المنزل للتهنئة واستكمال التعبير عن فرحة خروجه.

أرعبت "الاحتفالات" و"الفرحة" العارمة بإطلاق سراح #مجد_بربر عقب 20 عاماً في سجون الاحتلال، إسرائيل. فأعادت توقيفه لساعات قبل أن تُضطر إلى الإفراج عنه ثانيةً. واحدة من محاولاتها "قتل أي وجود سياسي جمعيّ" في القدس المحتلة

وحسبما أفادت مواقع فلسطينية، كانت قوات الاحتلال اعتدت على الموجودين فيه بالضرب والدفع، وأطلقت قنابل الصوت بالمكان. وأشارت إلى أن هذه القوات كانت قبل ذلك قد منعت عائلة بربر من تنظيم حفل استقبال له في قاعة قصر الحمراء في بلدة العيزرية جنوب القدس المحتلة.

ضد أفراح القدس

وعبر حسابها في فيسبوك، أوضحت الصحافية الفلسطينية هنادي قواسمي أن ما حدث لبربر "ليس سوى نهج تتبعه سلطات الاحتلال منذ خمس سنوات تقريباً"، مضيفةً أن "‘إسرائيل‘ كثّفت من هذا الأسلوب في القدس لأنها لا تفعله في الضفة إلا في ما ندر".


وشرحت: "يُفرج عن الأسير من باب السجن الذي قضى فيه جزءاً من حكمه، فتأتي الشرطة وتُعيد اعتقاله، ويُقاد إلى مركز تحقيق المسكوبية. خاصّة إذا كان أسيراً من أصحاب المحكوميات العالية (المدد الطويلة)، أو ذا شعبية وحضور قوي في مدينته وفي قضيته".


ونبهت إلى أنه خلال التحقيق يبدأ الضغط والمساومة على "الإفراج شرط (مقابل) الإبعاد عن القدس، أو الإفراج شرط منع الاحتفال ورفع الرايات، أو الإفراج شرط عدم التحدث للإعلام، وغير ذلك".

زينة #مجد_بربر عقب إعادة اعتقال والدها: "آخر كلمتين إلك ‘لن نُهزم‘. ووالله لن نهزم يا أبوي. ياخدوك كل يوم و رح نستقبلك بنفس الشّغف والقوّة كل يوم ونغنيلك"

كما أبرزت أنه "عادةً، يُفرج عن الأسير في نفس اليوم أو اليوم التالي، مع اختلاف الشروط والتقييدات في كلّ حالة، وفي بعض الأحيان تتدخل الشرطة خلال ليالي الاحتفال" لتأمر "اخفضوا صوت الموسيقى وإلا اقتحمنا الحفل" أو "ممنوع الخروج خارج حدود البيت في مظاهر الاحتفال".


وأجابت قواسمي عن سبب انتهاج الاحتلال هذه السياسة قائلةً إنها تهدف في جزء منها إلى "قتل الفرحة والتنغيص على العائلة"، لكنها لفتت في الوقت ذاته إلى "جزء أساسي آخر يتعلق بمحاولتها الحثيثة قتل أي وجود سياسي جمعيّ في المدينة".


وفي هذا السياق، شددت قواسمي على أن الاحتفال بالأسير يعني الاحتفاء بفعله وطريقه وتاريخه النضالي، وأن الأغاني والهتافات والزغاريد ليست مجرد "فرحة عادية" وإنما هي "موقف سياسيّ يعكس تبنياً لقيم ومفاهيم لا تريد لها ‘إسرائيل‘ أن تبقى في ‘عاصمتها الموحدة‘" بنفس الدرجة التي لا تريد لها "أن تتعمم على الناس فيزيد في نفوسهم تقديرها وإعلاؤها، وبالطبع لا تريد لصورة الأسير كمناضل أن تتعزز في أذهان الفتية الذين كثّفت أدواتها مؤخراً لتغييب وعيهم، ولا تريد للمجتمع أن يبقى ملتفاً حول هذه القيم".


وختمت بالتأكيد أن الاحتفالات التي "تُعيد قضية الأسير إلى مركز الاهتمام" تمثل "قضية سياسية نضالية تخص الشعب الفلسطيني أجمع".

"مجد طلع بعرس رن بالعالم العربي كلّه، وصوت ضحكته كان درس إنّه الأسير ولا مرّة بخسر… اعتقلوه عشان المفروض يكون عبرة، ومش نموذج هو وزوجته لـ20 سنة من الحُب والانتظار"

أما الباحث الفلسطيني رازي نابلسي، فعقّب على إعادة اعتقال بربر قائلاً: "هذا مش مجرّد كره للفرح، لأ. اللي صار مع مجد، بضرب كُل مبدأ عمل الاستعمار: 20 سنة المفروض يكونوا عقاب؛ 20 سنة المفروض تطلع بعدهن بدكاش تشوف علم فلسطين؛ 20 سنة ولازم تطلع تقول للناس بالشارع إنّك ضوّعت 20 سنة، تخوّف غيرك وتقعد تعلّم الناس ما يمرقوا اللي مرقته".


وأضاف: "بس لأ، مجد طلع بعرس رن بالعالم العربي كلّه، وصوت ضحكته كان درس إنّه الأسير ولا مرّة بخسر. وهون، فاتوا يسكتوه، اعتقلوه عشان المفروض يكون عبرة بالنسبة إلهم، ومش نموذج هو وزوجته لـ20 سنة من الحُب والانتظار. بس لأ، الحُب فش حدا بقتله، حتّى لو كان عنده سلاح نووي".


وتجدر الإشارة إلى أن بربر كان قد اعتُقل في 30 آذار/ مارس عام 2001، في إطار حملة استهدفت مجموعة من أبناء القدس المحتلة. وخلال اعتقاله أضرب عن الطعام نحو 300 يوماً على فترات متفرقة احتجاجاً على ظروف اعتقاله.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard