برزت في المشهد السياسي التونسي مؤخراً مديرة ديوان رئيس الجمهورية نادية عكاشة. أوصاف كثيرة أطلقت عليها، منها وصفها من قبل مجلة "مغرب إنتلجنس"، المهتمة بالأخبار الأمنية والدبلوماسية والاقتصادية للدول المغاربيّة، بأنّها "حاكمة قرطاج الجديدة".
في نفس السياق، وصفتها المحامية والمعلقة السياسية سنيّة الدهماني بـ"حاكمة قرطاج الجديدة" وبـ"صوت الرئيس قيس سعيّد وظلّه في كل تحركاته ولقاءاته حتى مع كبار قادة الجيش والأمن"، مضيفةً أن "ثمة جسر وحيد للوصول إلى رئيس الجمهورية قيس سعيّد هو الجسر الخاص بالباب الذي تفتحه نادية عكاشة"، ذاكرة تسجيل مسرّب منسوب لها تحرّض فيه على سفير تونس السابق في الأمم المتحدة قيس القبطي "أمام صمت مطبق لرئيس الجمهورية" ووقائع أخرى تظهر نفوذها، منها رفضها المثول أمام القضاء ثلاث مرات.
هذا البروز يعيد إلى الأذهان نماذج نسائية برزت قبل قرون، والحديث عن مكانة المرأة المميّزة في السياسة والحرب والعلم والعمل الإنساني والأهلي في بعض محطات تاريخ تونس القديم، كما يعيد إلى الأذهان قصص سيّدات وُصفن بأنهنّ كنّ حاكمات فعليات من وراء الستار.
صعود نادية عكاشة
صعدت عكاشة إلى الأضواء بشكل لافت منذ تعيينها في منصب مديرة ديوان رئيس الجمهورية واستقالة كل المسؤولين الذين كانوا مقرّبين من الرئيس التونسي قيس سعيّد، ما فتح لها المجال لتكون الشخص الثاني في القصر، بل وصارت ظلّ الرئيس، وترافقه في زياراته الداخلية والخارجية.
يشير المحلل السياسي بولبابة سالم إلى أن عكاشة مؤثرة في الحياة السياسية في تونس "بحكم مكانتها في القصر إضافة إلى كونها محلّ ثقة رئيس الجمهورية قيس سعيّد"، ويضيف لرصيف22: "تكثر الأقاويل حول تأثيرها في الرئيس، وهنالك أصداء كثيرة تتحدث عن تدّخلها في الاختيارات والتعيينات"، لافتاً إلى أن ذلك قد تكون فيه مبالغة.
ويعتبر سالم أنه "من الواضح أن عكاشة تتدخّل في بعض الخيارات والقرارات وتسرّب بعض المعطيات إلى بعض المقرّبين من القصر من إعلاميين ومحللين لكن لا أعتقد أن شخصية الرئيس قيس سعيد تسمح لها بأخذ قرارات إستراتيجية".
قبل فترة وجيزة، أثار حضور عكاشة اجتماعاً جمع سعيّد بسفراء الاتحاد الأوروبي، في 23 شباط/ فبراير، جدلاً واسعاً، لأنّ العرف السياسي في تونس دأب على عدم ظهور مدير الديوان بهذا الشكل وعدم مشاركته في اجتماعات من هذا النوع، سواء قبل الثورة أو بعدها. وعن ذلك، يقول سالم إنّه "يحدث لأوّل مرة في تاريخ رئاسة الجمهورية في تونس".
للّا قمر البيّة
النساء المؤثرات في القصر الرئاسي في تونس، أو قصر البايات في باردو، قبل إعلان الجمهورية التونسية عام 1957، كثيرات. أشهرهنّ للّا قمر البيّة، المرأة التي تزوجت من ثلاثة بايات وقامت بتربية أكثر البايات شهرة في تونس، محمد المنصف باي.
يروي الباحث في تاريخ تونس المعاصر علي دنقير لرصيف22 أن للّا قمر كانت جارية عثمانية أرسلها السلطان عبد الحميد الثاني مع أخريات كهدية لملك تونس محمد الصادق باي، وكانت تبلغ من العمر حينها 12 سنة، وبعد سنتين من دخولها "حرملك" البايات تزوجها الملك الحسيني سنة 1871 وكان يكبرها بقرابة الخمسين عاماً، رغم أنّ محمد صادق باي معروف بميوله المثلية.
ويضيف أنّ الباي أعجب جداً بجمال قمر، وقرّر الزواج منها، مشيراً إلى أن المصادر التاريخية تبيّن أن الزواج كان حبراً على ورق ولم يعاشرها معاشرة الأزواج، وأنه كان حدثاً غريباً أزعج المحيطين بالباي، إذ كانوا يدركون أنها لن تنجب وليّاً للعهد، فالعلاقة كانت أقرب إلى علاقة أب بابنته.
بعد وفاة محمد الصادق باي، يتابع دنقير، تزوجت قمر من الباي الجديد علي باي الثالث (شقيق الملك) ودام هذا الزواج حوالي عشرين سنة، وكان الباي الجديد يحبّ قمر التي أسرت قلوب الحاشية وأصبحت عارفة بأسرار القصر.
وبعد وفاة علي باي، صعد ابنه محمد الهادي باي إلى العرش وكان يحمل حقداً دفيناً لزوجة أبيه فعزلها في غرفة منفردة لمدّة أربع سنوات حتى توفي سنة 1906.
ويضيف دنقير أنّ قمر البيّة تزوجت بعد ذلك من الباي الجديد محمد الناصر باي ليكون زوجها الثالث وعرفت خلال فترة حكمه عصرها الذهبي وأوج قوتها وسيطرتها على القصر، حتى وفاته سنة 1922، إذ ترك لها الباي إدارة شؤونه وتربية أبنائه.
محمد الناصر باي
ويشير دنقير إلى أن فترة سيطرة للّا قمر البيّة عن القصر كانت هادئة وتميّزت بالاستقرار، لافتاً إلى "أن التاريخ لم يذكر أنّ امرأة تزوجت من ثلاثة ملوك".
من جانبه، يوضح المؤرّخ خالد عبيد لرصيف22 أن زواج للّا قمر البية بثلاثة بايات وسيطرتها على الحكم في بعض فترات تاريخ تونس يرجع إلى قوة شخصيتها وقدرتها على التأثير والإقناع، مشيراً إلى أنّ البايات خلال فترة الاستعمار لم يكن لهم تأثير كبير في مجريات الأمور السياسية بل كان دورهم شرفياً.
ويلفت إلى أن الباي كان موظّفاً عند السلطات الاستعمارية يقتصر تأثيره داخل أسرته فقط، أمّا في ما يخصّ الحكم فلم يكن له أيّ دور سوى التوقيع على المراسيم والقوانين فقط، مضيفاً أن محمد المنصف باي عندما تجرّأ على سلطات الاستعمار ورغب في تغيير ما تفرضه فرنسا عُزل من منصبه.
ويفيد عبيد بأنّ نفوذ قمر لم يأتِ من جمالها فقط بل من شخصيّتها الجذّابة وقدرتها على حلّ بعض المشاكل المستعصية وبعض الخلافات داخل العائلة، ولذلك فرضت على الجميع احترامها إلى حدّ الإعجاب بها.
وسيلة... المرأة الحديدية
نموذج آخر للنساء النافذات هو وسيلة بن عمار، أو وسيلة بورقيبة كما يعرفها التونسيون. تزوجت من الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة عام 1962، وبقيت لسنوات الآمرة والناهية في القصر، تُعيّن الوزراء وتعفيهم، وكانت تُعتبر المرأة الحديدية، وساهمت في الإطاحة بالرجل القوي في النظام حينذاك، أحمد بن صالح الذي تقلّد خمس وزارات في آن واحد.
يروي عبيد أن وسيلة بورقيبة كانت تتدخّل في الحياة السياسية وفي شؤون الدولة، خاصة خلال الفترات الأخيرة من عهد الحبيب بورقيبة، عندما "أصبح ظلّاً"، على حدّ تعبيره.
ويضيف أنّه عندما ضعُف بورقيبة ولم يعد الرئيس القوي الذي يهابه الجميع ولم تعد له القدرة على أن يهتمّ بتسيير شؤون الدولة، وجدت وسيلة فراغاً واستغلّت ذلك لتحاول التأثير، مبيّناً أن هنالك فرقاً كبيراً بين وسيلة زوجة بورقيبة وبين ليلى الطرابلسي زوجة بن علي.
بعد بروزها في المشهد السياسي التونسي مؤخراً، وُصفت مديرة ديوان رئيس الجمهورية نادية عكاشة بأنّها "حاكمة قرطاج الجديدة"... هي ليست أوّل امرأة يُحكى عن نفوذها الواسع في القصر الرئاسي في تاريخ تونس الحديث فقبلها كثيرات
فبرأيه، "وسيلة بورقيبة كانت تدافع عن القضايا الإنسانية وكانت لها مواقف مبدئية بقطع النظر عن تدخّلها في شؤون الحكم والدسائس من هنا وهنالك، وكانت لها مواقف معروفة على المستوى الدولي والإقليمي مثل مساندتها الكبرى للقضية الفلسطينية".
بدوره، يؤكد مدير الأمن الرئاسي في عهد بورقيبة رفيق الشلّي لرصيف22 أن وسيلة بورقيبة كانت تؤثّر في الحياة السياسية في البلاد وأثّرت في بعض الأحيان في تعيين الوزراء وفي إقرار السياسات، موضحا أنّ تدخّلها كان في الأغلب من أجل المصلحة الوطنية.
ويشير الشلّي إلى أنها كانت تتدخّل في أمور الحكم بطريقة إيجابية في العموم، وكانت تُعلم زوجها ببعض الأمور التي لا يعلمها أو بمغالطات يقدّمها له بعض المسؤولين، خاصة في ما يتعلّق بتجربة التعاضد التي خاضتها تونس في ستينيات القرن الماضي وانتهت بالفشل عام 1969 وكان لها أثر كبير في التراجع عنها خاصة بعد تردّي الأوضاع في عدد من الجهات.
وتجربة التعاضد أو التجربة الاشتراكية هي تجربة انطلقت في تونس سنة 1962 واستمرت حتى سنة 1969، وقادها الوزير السابق أحمد بن صالح، وتقوم على تأميم الأراضي والممتلكات الخاصة وعلى اعتماد المجمعات التعاونية أو التعاضدية لوسائل الإنتاج تحت إشراف الدولة.
ويشير الشلّي إلى أن وسيلة بورقيبة ومدير الأمن العام آنذاك الطاهر بلخوجة ساهما في تراجع الرئيس عن تجربة التعاضد، عبر مدّه بالتقارير الحقيقية حول الوضع العام في البلاد وفشل التجربة، مشيراً إلى أنّ التراجع عنها جنّب البلاد الأسوأ.
رغم كل هذا التأثير، كانت وسيلة حذرة من التدخّل في الوضع السياسي للبلاد لأنّها كانت تخشى بورقيبة الذي لا يريد أن يتدخّل في شؤونه أحد، بحسب الشلّي، ولكنها كانت تلعب دوراً اجتماعياً وسياسياً على غرار تأثيرها في مسألة التعيينات على رأس الوزارات.
وقال الشلّي إن وسيلة كانت وراء تعيين الوزير الأوّل محمد مزالي سنة 1980 لقطع الطريق أمام تعيين محمد الصيّاح، قبل أن تختلف معه وتساهم في تنحيته عن المنصب.
"المرأة الأكثر تأثيراً في تاريخ تونس"
بعد طلاق وسيلة بن عمار من زوجها، في 11 آب/ أغسطس 1986، صعد نجم ابنة أخت الرئيس، سعيدة ساسي التي كان لها تأثير كبير في بروز زين العابدين بن علي حتى صعد للحكم في سنة 1987.
يعتبر رفيق الشلّي أن سعيدة ساسي لعبت دوراً كبيراً في تاريخ تونس، خاصة بعد أن غادرت وسيلة بورقيبة القصر لتفسح المجال أمامها، وكان لها تأثير كبير على خالها الحبيب بورقيبة الذي تأثّر بكبر سنه كثيراً.
كانت للّا قمر جارية عثمانية أرسلها السلطان عبد الحميد الثاني مع أخريات كهدية لباي تونس، وكانت تبلغ من العمر حينها 12 سنة، وانتهى بها الأمر إلى الزواج من ثلاثة بايات وتربية أكثر البايات شهرة في تونس
ويشير إلى أنّ سعيدة ساسي كان لها الأثر الكبير في صعود بن علي للحكم عام 1987، إذ كانت تقدّم له كل المعطيات حول ما يحدث في القصر وساهمت في إبعاد المقرّبين من بورقيبة وتعيينهم في مناصب بعيدة عن القصر مثل مدير الديوان الرئاسي منصور السخيري، ومحمود بن حسين الذي كان الشخص الذي يقرأ لبورقيبة الجرائد بشكل يومي ويطلعه على الأحداث، معتبراً أن ذلك كان من أجل أن يبقى الرئيس وحيداً لتتمكن منه وتسيطر عليه.
ويلفت إلى أن سعيدة ساسي قرّبت بن علي من بورقيبة وقدّمته له في ثوب المنقذ والرجل القوي الذي يمكنه مواجهة الإسلاميين والمتطرفين، فعيّنه وزيراً أوّلَ ثم رئيساً للحكومة وأميناً عاماً مساعداً للحزب الاشتراكي الدستوري.
ويتابع الشلّي: "بفضل سعيدة وصل زين العابدين بن علي إلى الحكم في الوقت الذي أصبح فيه بورقيبة شيخاً كبيراً في السنّ، ولم يعد بإمكانه التحرّك جيّداً في الساحة السياسية"، وهو ما يوافقه عليه المؤرّخ خالد عبيد الذي يقول إن ساسي "تقرّبت من خالها الرئيس عندما أصبح في أرذل العمر وأصبح شبحاً باهتاً لذلك الرجل القوي".
وبرأي الشلّي، "عاشت تونس خلال أغلب فترات بورقيبة بين تأثير إيجابي لوسيلة بورقيبة وتأثير سلبي لسعيدة ساسي".
"حاكمة قرطاج"
في كانون الأول/ ديسمبر 2010، ثار التونسيون ضدّ نظام زين العابدين بن علي ونادى المحتجون بمحاسبة "الطرابلسية" (الطرابلسيين)، وهم أصهار الرئيس الذين سيطروا على اقتصاد البلاد، تحت حماية زوجته ليلى الطرابلسي، أو كما سماها الصحافيان الفرنسيان نيكولا بو وكاترين غراسيه بـ"حاكمة قرطاج"، في كتابهما الصادر بنفس العنوان قبل الثورة التونسية بسنتين، وتحدّثا فيه عن سيطرتها على قطاعات واسعة من الاقتصاد التونسي، وعن دورها في تدبير شؤون البلاد.
تزوجت ليلى بن علي من الرئيس زين العابدين بن علي سنة 1992، بعد أقل من خمس سنوات على وصوله إلى الحكم، وسرعان ما لمع نجمها وبدأت أقاويل تتحدّث عن نفوذها ونفوذ عائلتها الواسع، في وقت تراجع فيه نفوذ أهم الشخصيات التي كانت وراء صعود بن علي، وبقيت شخصية نافذة لمدة 18 عاماً حتى أن البعض تحدث عن أنها كانت تعدّ نفسها لوراثة زوجها في الحكم.
يقول الكاتبان الفرنسيان: "مارست ليلى بن علي سلطات تُعتبر أقوى حتى من تلك التي يخوّلها الدستور لرئيس الحكومة التونسي، فكان بإمكانها مثلاً أن تعيّن وزيراً أو سفيراً بيدها اليمنى ثم تدفعه إلى الاستقالة بيدها اليسرى، كما يمكنها أيضاً أن تزج بمسؤول ما في السجن وتطلق سراحه بعد لحظات قليلة فقط".
ويضيفان: "كانت تعتبر أنها تمتلك حق الحياة والموت على جميع التونسيين، وليست ليلى بن علي الوحيدة التي تملك مثل هذا الحق، فأقاربها وعائلتها استفادوا هم أيضاً من نفوذها داخل النظام السياسي".
ويشير الكاتبان إلى أن ليلى بن علي سعت في البداية إلى إبعاد أصهار الرئيس القدامى، زوجي ابنتيه من زوجته السابقة، عن الضوء، ثم بدأت، هي وأقاربها، "يستولون على الاقتصاد شيئاً فشيئاً".
ويشيران إلى أنها بدت، والمرض ينخر بن علي، كأنّها "المرأة ذات الأفخاخ والأحابيل التي لا تتحقّق مطامحها إلا بفضل ما ينتاب زوجها من وهن"، مستشهدين بما قاله صدري الخياري، الرسام والمناضل السياسي التونسي التروتسكي المقيم في فرنسا، وأحد مؤسسي المجلس الوطني للحريات بتونس.
وبعد إشارتهما إلى أن ليلى الطرابلسي حكمت تونس في ظلال رئيس عجوز ومريض، مثلها مثل وسيلة بورقيبة، يلفتان إلى أنها كانت "تعدّ نفسها للاستئثار بالحكم" وأنها إذا "توفّقت بمعيّة عصابتها في بلوغ مرادها، ستحوّل تونس من بلد يحكمه نظام دكتاتوري منبوذ إلى بلد تستبدّ فيه مافيا مقيتة لا تحسدها في ذلك حتّى جمهوريات الفساد".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...