في الذكرى العاشرة للثورة السورية، أقف متأكّدة من شيء واحد، هو أن الوجع السوري غير قابل للفهم والاستيعاب من قبل مَن لم يجربه. ما عشناه تراجيديا هائلة تنطبق عليها جميع الكليشيهات عن المعاناة والآلام: لا كلمات تصفها.
أكتب هذا في حين نحاول، نحن الكتاب والكاتبات السوريون والسوريات، توظيف الكلمات بهدف وصف عشر سنوات مكتظة، متراصة، وكأن الله أراد فيها تلخيص التجربة الإنسانية بجميع حالاتها الممكنة، المتخيّلة وغير المتخيّلة. أتساءل إذن، كيف لنا أن نصف هذا؟ كيف لنا أن نكتب ما حدث للتاريخ؟ أقول في نفسي: مَن لا يفهم الألم السوري لا يفهم سوريا. كيف نتكلم عن قضية عصية على الفهم؟ ليس لتعقيداتها السياسية أو العسكرية، بل لأن الألم عبر ضفة الوصف والاحتمال.
أكتب عما أعرفه على أفضل وجه: الجولان في الثورة السورية.
بدأت حكاية النزوح والتهجير عند الجولانيين 44 عاماً قبل أن تبدأ عند باقي السوريين. خرج 130 ألف سوري وسورية من قراهم ومزارعهم مجبرين، أمام زحف الجيش الإسرائيلي عام 1967. وأقام أغلبيتهم في ما سمي لاحقاً بتجمعات النازحين في الأرياف السورية الجنوبية. عانى الجولانيون من التهميش والإقصاء والعنصرية في تهجيرهم هذا، وبشكل ممنهج من قبل سلطات النظام السوري. وبينما هُجّرت الأغلبية الساحقة من الجولانيين، بقي منهم 10% في خمس قرى سورية شمال الجولان.
"ابن الحرام... باع الجولان"
بالنسبة للجولانيين، بشطريهم، حمل اندلاع الثورة في سوريا عام 2011 أملاً ملموساً بالتغيير، وخطوة واثقة نحو تحرير الجولان، بعد معاناة طويلة وإهمال متعمد لقضيتهم من قبل النظام السوري. كانت الثورة بالنسبة لهم أملاً بخطوة لطالما انتظروها، نحو عودة المشتاقين إلى بيوتهم وقراهم.
بالنسبة للجولانيين، كان اندلاع الثورة في سوريا عام 2011 أملاً ملموساً بالتغيير.
أتذكر نفسي ورفاقي في 2015، كنا نتجه بشكل دوري من قرية مجدل شمس في الجولان المحتل، نحو التلال المطلّة على القنيطرة، لنشاهد علم الثورة يرفرف هناك. كنت أنظر إليه بأمل وأقول في نفسي: "لن يطول الحال أكثر من هذا، الفرج قريب".
يروي نور، وهو ناشط مدني من القنيطرة، هُجّرت عائلته من جنوب الجولان المحتل عام 1967، أنه كان يقيم في ريف دمشق الجنوبي، عندما خرج الجولانيون بحماس كبير للمشاركة في التظاهرات الشعبية ضد النظام السوري.
هناك، في تجمعات النازحين الجولانيين، يقول نور لرصيف22 إنهم لطالما كرهوا النظام لتهميشهم وإقصائهم عبر السنين، ولكن مع اندلاع الثورة بدأت تتضح ملامح إضافية، استطاع الجولانيون الكلام عنها بفضل الثورة. انتشرت رواية "بيع الجولان" وخيانة أهله كالنار في حقل يابس. بدأوا حينها بالمطالبة بتحرير الجولان في التظاهرات، ورفعوا هتاف "ابن الحرام... باع الجولان"، الذي سرعان ما انتشر في كل المناطق السورية الثائرة.
مع تسلح الثورة، انضم الجولانيون إلى كتائبها وحملوا السلاح في وجه النظام. كانت مناطق الجولانيين المهجّرين من أولى المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام في العامين 2011 و2012. أسّس الجولانيون كتائب وتنظيمات عسكرية تابعة للجيش الحر، وقاتلوا في القنيطرة والجولان وجنوب دمشق، واستشهد الكثير من شبابهم في المعارك. وتشكلت أول كتيبة جولانية في ريف دمشق الجنوبي على يد الملازم أول المنشق عبد الحكيم الرفاعي، ابن الجولان المحتل، مؤسس ألوية أحفاد الرسول، واعتُقل بعد أشهر قليلة من تأسيس الكتيبة، وما زال مصيره مجهولاً حتى اليوم.
حرب على الهوية الجولانية
"كانت الهوية الجولانية حاضرة في جميع التظاهرات وفي ساحات القتال"، يقول نور. كذلك كان انتقام النظام ضد هذه الحاضنة حاضراً بشكل ممنهج، بدءاً باعتقال آلاف الجولانيين على الحواجز، لمجرد كونهم من تجمعات النازحين، وتغييب كثيرين منهم حتى الآن في المعتقلات، وحتى تدمير تجمعات البؤس العشوائية، ومعها بيوت الجولانيين وخيمهم، بشكل شبه تام.
استعمل النظام السوري الاستراتيجية نفسها التي استعملها الاحتلال الإسرائيلي ضد الجولانيين في النكسة، فكانت المجزرة الأولى يوم 17\7\2012، وقد أرعبت الأهالي وأسّست لتهجير الجولانيين للمرة الثانية والثالثة والرابعة. حدثت المجزرة أثناء تشييع الشهيد عبد الرحيم سمّور في منطقة السيدة زينب، والذي حضره قرابة ثلاثة آلاف جولاني. وفجأة حدث تفجير عملاق ما أسفر عن استشهاد 260 شخصاً وجرح المئات.
حتى الآن، لا نعرف بالتأكيد إذا كان سبب المجزرة صاروخ أم سيارة مفخخة. يقول نور: "سمعنا صوت مروحية فوقنا، ولكن بسبب شدة التفجير وهوله، والأشلاء المتناثرة في كل مكان، لم يستطع أحد أن يفهم ما سبب المجزرة. كانت الصدمة أكبر من أن تسمح لنا بفهم الأحداث أو تحليلها".
بعد هذه المجزرة، بدأ الجولانيون وغيرهم من سكان الجنوب الدمشقي بالنزوح باتجاه درعا أو القنيطرة. يقول نور: "بدأت الناس تخلي بيوتها، وبقي واحد أو اثنان في كل بيت، في مشهد يشبه قصص آبائنا وأجدادنا عن نزوحهم من الجولان خوفاً من مجازر الصهاينة". وكباقي المناطق السورية الثائرة، جوّعت تجمعات الجولانيين، وقُصفت بكثافة ومن دون أي رحمة. ظل النظام يفتعل المعارك مع المقاتلين حتّى الاستنزاف، إلى أن فُتح "ممرّ إنساني" باتجاه بلدة السيدة زينب. دخل نحو 700 جولاني وجولانية عبر هذا الممر ولم يخرجوا، فبقي مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة.
فيما قاسى الجولانيون في الداخل السوري التهجير مرّة ثانية وثالثة ورابعة، تحت القتل والقصف والاعتقال، راقب الجولانيون في الجانب الآخر المحتلّ كل هذا، بقلق وخوف كبيرين
انقسام الجولانيين... إسرائيل في الوسط
عام 2015، بدأت منطقة الجنوب السوري تنقسم عسكرياً إلى قسم معارض لإسرائيل، وقسم مؤيد لها، بسبب المساعدات الطبية والعسكرية والمالية التي كان الكيان الإسرائيلي يقدمها لبعض قادة الفصائل في الجنوب السوري، في مشروع شبيه بجيش لبنان الجنوبي الذي أنشأته إسرائيل في جنوب لبنان عندما كان محتلاً.
يقول عمر، الذي كان مقاتلاً في "جبهة ثوار سوريا"، لرصيف22: "أدخلت إسرائيل المساعدات وحاولت استغلال الأمر. ما في شي ببلاش. كنّا في مخيمات نازحين وفي أمس الحاجة لأي مساعدة". أمّا عن الانقسام فيقول: "الفصائل التي قبلت بمساعدات إسرائيل لم تكن جولانية". لاقى المشروع الإسرائيلي وعملاؤه معارضة شديدة. وفي أول ردود الفعل، صدر بيان وقع عليه 40 فصيلاً عسكرياً ومنظمة سياسية وثقافية وثورية، قيل فيه إن "الكيان الصهيوني كيان محتل غاصب لأرضنا منذ 1967، ولا نعترف به كدولة أبداً'"، واعتبر مَن يروجوا للتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي عملاء وخونة.
عملت إسرائيل آنذاك على انتقاء جرحى سوريين من العساكر والمدنيين من الجنوب السوري، ومعالجتهم في مستشفيات في الأراضي المحتلة عام 1948، يعمل فيها بعض الجولانيين من القرى المحتلة.
"كانت تلك علاجات إنسانية صُنّفت تحت عملية أمنية"، يقول أحد الأطباء في أحد مستشفيات صفد لرصيف22، ويضيف: "ليس هذا بالغريب، فقد كان العلاج الانتقائي موظفاً، كما نرى بوضوح اليوم، من أجل التمهيد للمشروع الصهيوني في الجنوب السوري. لم تكن الإنسانية محرّك العلاج هذا، بل البروباغندا".
الثورة ضعضعت بنى تقليدية في الجولان
وبينما كان الجولانيون في الداخل السوري يجابهون الشرخ الفصائلي هذا، كان الجولانيون في القرى المحتلة يجابهون شرخاً داخلياً آخر. عام 2015، هاجم عشرات الجولانيين سيارة إسعاف إسرائيلية، ومركبة جيش تنقل جرحى سوريين، قيل آنذاك إنهم مقاتلون في جبهة النصرة، وقتلوا أحد الجرحى.
وفيما قاسى الجولانيون في الداخل السوري التهجير مرّة ثانية وثالثة ورابعة، تحت القتل والقصف والاعتقال، راقب الجولانيون في الجانب الآخر المحتل كل هذا، بقلق وخوف كبيرين. وبالرغم من عدم قدرتهم على المشاركة المباشرة بالثورة، إلا أنهم تفاعلوا بشكل مباشر وطبيعي. فالثورة غيّرت كل شيء، وأصبح المجتمع في القرى المحتلة أكثر انفتاحاً من جهة، وأكثر صعوبةً وتعقيداً وضياعاً من جهة أخرى، وأقل تقليدية وهرمية، مسيّراً على خطى رجال الدين الدروز وفتوّاتهم.
ضعضعت الثورة السورية وأحداثها مباني اجتماعية كلاسيكية في الجولان وفكّكتها أو دمّرتها.
ضعضعت الثورة السورية وأحداثها، وأحداث الربيع العربي عامة، مباني اجتماعية كلاسيكية في الجولان وفكّكتها أو دمّرتها، لتترك الجولانيين بمواجهة أزمة هوية كبيرة، على الصعيد السياسي (سوري-إسرائيلي)، وعلى الصعيد الاجتماعي (مؤيد-معارض)، وعلى الصعيد الديني التقليدي (متدين-علماني) وعلى كل الأصعدة المتفرّعة.
لا يمكننا فهم هذا التغيير دون التطرق للمسببين الرئيسين: أولاً، الشرخ المجتمعي الحادّ بين مناصري الثورة ومعارضيها؛ وثانياً، التراجيديا السورية وشدة الحرب والقصف والاعتقال واللجوء، وانهيار الكيان السوري وتفكيكه وتغييره ديموغرافياً، ووقوع أراضيه تحت احتلالات عدة. أمام هول هكذا تراجيديا، تسقط المسلمات وتفرغ جميع الشعارات.
هل هناك ضياع سياسي في الجولان؟
أسّست أحداث الثورة السورية لديناميكيات سياسية واجتماعية جديدة، متمثلة بثالوث قوّة تتصارع مكوناته على الساحة العامة في الجولان المحتل: فمن جهة يقف الاحتلال الإسرائيلي، مصحوباً بمخابراته وعملائه ومؤسساته، مستغلاً الوضع لتمرير مشاريعه التهويدية. ومن جهة أخرى، يقف النظام الأسدي، المتمثّل بمؤيديه ورجاله، وبالسلطة التقليدية الدينية. وهناك المعارضة أو مؤيدي الثورة من جهة ثالثة، والمكوّنة عامة من الناشطين السياسيين الشباب، والمثقفين والفنانين وأكثرية الأسرى المحررين من سجون الاحتلال.
بعد أن كان صراع القوة في الجولان المحتل متمثلاً بثنائية الحركة الوطنية السورية ضد الاحتلال الإسرائيلي، أضيف البعد الثالث، وهو مسألة الثورة السورية، فأحدث شرخاً لم يلتئم حتى اليوم وسط الحركة الوطنية السورية، فشُلّت حركتها بشكل شبه تام لسنين طويلة، ورأت اسرائيل بهذا الشلل فرصة للتغلغل أكثر في وعي الجولانيين ولتمكين انتهاكاتها الاستعمارية.
"ضربت التفاعلات المجتمعية مع أحداث الثورة السورية في عمق شرعية السلطة الدينية التقليدية في الجولان"، يقول هاني زهوة، الناشط في الحراك المعارض في قرية بقعاثا، والذي تحوّل من متدين إلى علماني بعد الثورة، "وبعدما خسروا جزءاً كبيراً من مصداقيتهم وشرعيتهم، بسبب اصطفافهم مع النظام ومعارضتهم لمبادىء الحرية، صارت سلطتهم غير مطبقة إلا على ناسهم".
ظهرت مظاهر التحرر من هذه السلطة رويداً رويداً في الحيّز العام، لا سيما في قرية مجدل شمس. فُتحت البارات، وأبيحت بعض الحريات الجنسية والنسوية، وأصبحت العلمانية أو الإلحاد حرية شخصية. لكن وبالإضافة إلى هذا، انتشر الاحساس بالضياع وبفقدان الأمل بالتحرير، إضافة إلى الشلل في العمل السياسي والعمل العام، والذي حلّ محل الفراغ الذي خلقته المباني الاجتماعية والمسلمات المفككة والمنهارة، فسادت العبثية والمادية وعدم المبالاة بالسياسة وأحداثها. "من الأمور التي تغيرت جذرياً بعد الثورة، كَسْر وحدة الموقف وكَسْر التفرد به في الجولان"، يقول هاني، ويضيف: "قد يرى البعض هذا التحول إيجابياً، لكنه مخيف ويخلق حالة من الضياع السياسي".
ظهرت مظاهر التحرر من السلطة الدينية التقليدية في الجولان رويداً رويداً في الحيّز العام. فُتحت البارات وأبيحت بعض الحريات الجنسية والنسوية، وأصبحت العلمانية أو الإلحاد حرية شخصية. لكن انتشر الاحساس بالضياع وبفقدان الأمل بالتحرير، إضافة للشلل في العمل العام
في البحث عن فسحة تواصل
ظلّت إسرائيل تحاول، وما زالت، استغلال هذا الشرخ المجتمعي وفقدان القيادات في الجولان، محاولة ترسيخ حالة اليأس والعدمية السائدة، حتى اصطدمت عام 2018 بإرادة جولانية متجددة، بعد سنين من السكوت والانقسام والشلل، تمثلت برفض ومقاومة انتخابات المجالس المحلية التابعة للمؤسسة الإسرائيلية، التي حاولت دولة الاحتلال فرضها على الجولانيين، والتي اعتبرها الجولانيون خطوة كبيرة وخطيرة نحو "أسرلة" الوعي والحيّز، واتحد الجولانيون، بصعوبة بالغة، في وجه الانتخابات، على الرغم من اختلافاتهم الجذرية التي ظنناها غير قابلة للالتقاء.
في هذه الانتفاضة الصغيرة، وفي الانتفاضة المستمرة ضد مشروع المراوح الذي تصادر فيه إسرائيل أراضي الجولان حتى اليوم، نوع من عودة "الحركة الوطنية السورية ضد الاحتلال الإسرائيلي" التي كانت موجودة قبل الثورة. هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال انتهاء الشرخ أو التنازل عن الاختلافات الجذرية بين المؤيدين والمعارضين، ولكن هو ائتلاف سوري فقط، دون أي هوية إضافية، لحماية الأرض وهويتها السورية.
أما اليوم، بعد عقد من فعل الثورة الأول، تبقى إسرائيل والنظام السوري، العدوين الأساسيين والمباشرين للجولانيين ولقضيتهم. وبينما يعمل النظامان على توسيع الشروخ والاستثمار فيها والتحريض عليها، يبحث الجولانيون البسطاء عن فسحة للحياة وفسحة للتواصل، وقد أصبحوا اليوم كما جميع السوريين، مشتّتين في جميع بقاع الأرض.
إن أجمل ما أراه اليوم من تواصل بين المهجّرين والباقين، وهو من نتائج الثورة السورية، إذ قرّبت بين بعضنا المشتت والمفصول قسرياً منذ 54 عاماً. نرى اليوم لقاءً جميلاً بين الجولانيين أجمع، على وسائل التواصل الاجتماعي، نتشارك فيها الأمل والألم، ونتحدّث عن قرانا المهجّرة والمسلوبة، وعن التهجير الأول. تواصل ما كان ليوجد لولا الثورة، التي شقّت درباً ما في الصخر، التي ضعنا إثرها وضُيّعنا وأضعنا أنفسنا، لنحاول إيجادها مجدداً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...