شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
بن زايد يستثمر 10 مليارات دولار في إسرائيل… هدية انتخابية إلى نتنياهو؟

بن زايد يستثمر 10 مليارات دولار في إسرائيل… هدية انتخابية إلى نتنياهو؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 12 مارس 202106:11 م

قبل أقل من أسبوعين على انتخابات الكنيست، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 11 آذار/مارس، أن الإمارات ستستثمر 10 مليارات دولار في بلاده، واصفاً ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بـ"زعيم عظيم".

كثيرون اعتبروا أن الإعلان الإماراتي الذي من شأنه أن يوفر فرص عمل للإسرائيليين هو محاولة من بن زايد لمساعدة نتنياهو في الانتخابات البرلمانية التي ستعقد 23 آذار/ مارس الجاري.

مع ذلك، أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن أبو ظبي لا مصلحة لها في دعم رئيس الوزراء على الرغم من الادعاء السائد بأن وجود نتنياهو في الحكم يساعد دولاً عربية في الاتصال مع الإدارة الأمريكية.

ودأبت أبو ظبي في السنوات القليلة الماضية على ضخ استثمارات في عدة دول إذ أعلنت الإمارات في 2019 عن إنشاء صندوق مشترك مع القاهرة بقيمة 20 مليار دولار، كما أعلنت أبوظبي عن استثمار 10 مليارات دولار في روسيا.

 

ما الصفقة؟

في التفاصيل، كشفت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن دولة الإمارات تعتزم إنشاء صندوق لضخ استثمارات قيمتها 10 مليارات دولار في قطاعات إستراتيجية في إسرائيل، دون أن توضح المدى الزمني التي تنفق فيها هذه الأموال.

وذكرت الوكالة الرسمية أن الاستثمار الإماراتي جاء بعد مكالمة هاتفية بين نتنياهو وبن زايد - الذي يحتفل بعيد ميلاده الستين.

وأوضحت "وام" أن القطاعات الإستراتيجية التي يريد الصندوق الاستثمار فيها هي "الطاقة والتصنيع والمياه والفضاء والرعاية الصحية والتكنولوجيا الزراعية وغيرها".

وعن مصادر هذه الأموال، قالت الوكالة الرسمية إنه "سيتم تمويل الصندوق من مخصصات من الحكومة ومن مؤسسات القطاع الخاص".

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "تحدثت للتو مع (ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة) الشيخ محمد بن زايد، وهو زعيم عظيم".

عقب اتصال هاتفي صودف في عيد ميلاد ولي عهد أبوظبي… بن زايد يعلن عن ضخ استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار في "قطاعات إستراتيجية في إسرائيل". تكهنات بمحاولة دعم نتنياهو انتخابياً وإشارة إلى "تكامل اقتصادي" 

وأضاف نتنياهو عبر المتحدث باسمه أوفير جندلمان أن "الإمارات تنوي الاستثمار في مشاريع مختلفة في دولة إسرائيل مبلغاً طائلاً مقداره 10 مليارات دولار".

وكان من المقرر أن يزور نتنياهو الإمارات، في 11 آذار/ مارس، إلا أن جندلمان قال عبر حسابه في تويتر إنه "بسبب صعوبات طرأت على تنسيق مرور رحلته عبر الأجواء الأردنية تم تأجيلها".

وأضاف جندلمان: "نبعت هذه الصعوبات كما يبدو من إلغاء زيارة ولي العهد الأردني إلى الحرم القدسي الشريف جراء خلاف طرأ حول التدابير الأمنية التي يتم اتخاذها في هذا المكان المقدس".

بالعودة إلى أيلول/ سبتمبر 2020، تم توقيع اتفاق سلام مشترك بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين برعاية الولايات المتحدة - المعروف أيضاً باسم اتفاقيات ابراهام للسلام - وهو ينص على التطبيع الكامل للعلاقات الدبلوماسية في ما بينها.

بالنظر إلى الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام، فإن الإمارات تظهر اهتماماً  كبيراً بشركات التكنولوجيا وصناعة الأسلحة في اسرائيل، اذ أعلنت شركة  "باراماونت" (Paramount Group Ltd)، ومقرها الإمارات، عن افتتاح مكاتب لها في إسرائيل.

عن هذه الخطوة قال يوسي فايس، الرئيس والمدير التنفيذي السابق لشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، إن هذه الشركة تريد أن تكون قريبة من الصناعات الدفاعية الإسرائيلية ومن صناع القرار.

وأضاف: "إنهم يرون إمكانات كبيرة في إسرائيل، خاصة للمشاريع المشتركة. وهذا هو سبب افتتاح المكتب". 

وقال كليفورد ديويل، نائب رئيس "باراماونت": "من المتوقع أن تصل التجارة إلى أربعة مليارات دولار في ثلاث سنوات"، مشيراً إلى أن "إزالة القيود التجارية التي تجلت في اتفاقيات إبراهام، من المتوقع أن تساهم في تكوين علاقات تجارية وإنشاء مشاريع مشتركة وتعزيز التعاون الاقتصادي".

بموازاة الكشف عن الصندوق، أعلنت مجموعة إيدج الدفاعية الإماراتية عن تعاون مع شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI) لتطوير نظام متقدم مضاد للطائرات بدون طيار (C-UA) يمكنه اكتشاف واعتراض مجموعة واسعة من التهديدات.

وفي وقت سابق، أجرى البلدان أيضاً محادثات حول إمكانية إنشاء ممر سفر خالٍ من الحجر الصحي، وهو خطوة أخرى لتعزيز التبادل الثنائي، وسوف ينطبق على الركاب الذين تم تطعيمهم ويسافرون لأغراض رسمية وتجارية وسياحية.

ومن المتوقع أن تصل التجارة الثنائية بين الإمارات وإسرائيل إلى أربعة مليارات دولار سنوياً.

من المتوقع أن تصل التجارة الثنائية بين الإمارات وإسرائيل إلى أربعة مليارات دولار سنوياً.

تكامل اقتصادي

في تعليق على حسابه بموقع تويتر، قال الباحث البريطاني صامويل رماني: "التكامل الاقتصادي هو عنصر حاسم في اتفاقات إبراهام".

في الثاني من آذار/ مارس، قال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان في مقال بصحيفة نيويورك تايمز إن الإماراتيين يريدون تكرار التجربة الإسرائيلية - التي نشأت دون الاعتماد على النفط - في بلادهم.


ونقل فريدمان عن غيدي غرينشتاين، رئيس معهد "رؤوت" (رؤية) الإستراتيجي الإسرائيلي، قوله: "ما تراه هو نظامان بيئيان يندمجان معاً"، في إشارة إلى العلاقات الإماراتية الإسرائيلية.

يدلل فريدمان على ذلك بقوله: "اكتظت مدرسة اللغة العبرية الجديدة التي تقدم دروساً في دبي وأبو ظبي بالإماراتيين الراغبين في الدراسة في إسرائيل أو القيام بأعمال تجارية هناك".

"تنتقل الإمارات من عقود من وفرة النفط إلى عصر ندرة النفط من خلال بناء نظامها البيئي للابتكار وريادة الأعمال في نفس المجالات مثل إسرائيل"

ويقول غيدي: "تعلمت إسرائيل الانتقال من العزلة والندرة إلى الوفرة والتأثير العالمي من خلال تطوير اقتصادها الابتكاري في مجالات عدة، مثل المياه والطاقة الشمسية والإلكترونية والعسكرية والطبية والمالية والزراعة، وعلى النقيض، تنتقل الإمارات من عقود من وفرة النفط إلى عصر ندرة النفط من خلال بناء نظامها البيئي للابتكار وريادة الأعمال في نفس المجالات مثل إسرائيل".

وأشار بعض الاسرائيليين إلى أن الإعلان يعكس فشل حركة المقاطعة لإسرائيل المعروفة باسم "BDS" ونكاية للنظام الإيراني.

وغرد الصحافي كارميل ميلامد: "سمعت أن الإمارات أعلنت اليوم عن صندوق بقيمة 10 مليارات دولار للاستثمار في  إسرائيل... يا لها من طريقة رائعة لإصابة آيات الله والحرس الثوري الإيراني باحتشاء عضلة القلب! هذا السلام الجديد في الشرق الأوسط جميل".


هدية انتخابية

وقال الصحافي خير الدين الجبري في تغريدة: "‏الإمارات تقدم هدية كبرى لنتنياهو قبل 12 يوماً من الانتخابات وتضخ 10 مليارات دولار في اقتصاد الاحتلال، وهذا بالطبع سيخلق آلاف فرص العمل للإسرائيليين الذين كانوا ناقمين على نتنياهو بسبب الأزمة التي تسببت بها جائحة كورونا".

لكن في مقال نشره الصحافي الإسرائيلي أمير تيبون في صحيفة هآرتس الإسرائيلية ذكر أن نتنياهو كان يأمل أن يزور الإمارات، قبل شهر من يوم الانتخابات، ما يساعده على تحسين أرقام حزبه، الليكود، في استطلاعات الرأي وإلهاء الجمهور الإسرائيلي عن الغضب المتزايد من استسلامه اللانهائي للأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة طوال أزمة فيروس كورونا. 

وأضاف: "لدى انتهاء شباط/ فبراير بدون زيارة، كان الافتراض السائد في الأوساط السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية هو أنه إذا ذهب نتنياهو إلى الإمارات، فلن يكون ذلك إلا بعد انتخابات 23 آذار/ مارس".

ثم أردف: "نتنياهو في سعيه للحصول على أغلبية تسمح له بإلغاء لائحة الاتهام الجنائية ضده في قضايا فساد، فقد قدرته على الشعور بالخزي. سارع إلى  الاستخدام غير المهني للموساد لأغراض سياسية، والضغط على الإماراتيين لاستضافته، ومحاولات الكذب على الجمهور حول الأسباب الحقيقية وراءها، وإلقاء اللوم على خصومه السياسيين. كل ذلك سيُدرج في تاريخ عهد نتنياهو باعتباره إذلالاً وطنياً كبيراً".

وأشار الكاتب إلى أن إعلان إلغاء الزيارة بسبب رفض الأردن السماح لنتنياهو بالتحليق فوق أراضيه، وهو تفسير غريب، لأن هناك طرقاً أخرى للطيران من إسرائيل إلى الخليج، واقترح بعض المحللين أن الإماراتيين أنفسهم، في الواقع، غيروا رأيهم، وقرروا عدم تحويل بلادهم إلى وسيلة إعلانية مقبلة لنتنياهو.

وختم تيبون أن لا مصلحة للإماراتيين في أن يُنظر إليهم على أنهم يتدخلون في السياسة الداخلية الإسرائيلية، لقد وقعوا اتفاقية تطبيع مع دولة إسرائيل وليس مع حزب الليكود.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image