أعلنت الحكومة الإسرائيلية رسمياً عن أن خلافات مع المملكة الأردنية الهاشمية، كانت سبباً في فشل المحاولة الرابعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي لزيارة الإمارات العربية المتحدة.
وكان من المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الإمارات، كي يلتقي ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في زيارة تستغرق ساعتين، وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لدى الإعلان عن الزيارة في نهاية شباط/ فبراير الماضي أن قد يتوجه بعدها في زيارة خاطفة إلى سلطنة عمان.
إلا أن نتنياهو ألغى زيارته اليوم في اللحظة الأخيرة، وتعلل في تصريحات رسمية صادرة عن مكتبه في وقت مبكر بمرض زوجته واحتجازها في أحد مستشفيات تل أبيب. لاحقاً؛ اتهم نتنياهو رسمياً الاردن بالمسؤولية عن إلغاء الزيارة، مشيراً إلى أن عمان منعت طائرته من الدخول إلى الأجواء الأردنية، رداً على منع ولي العهد الحسين بن عبد الله من زيارة المسجد الأقصى في 10 آذار/مارس الحالي.
وسارع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتز إلى اتهام نتنياهو بالتسبب في إفساد العلاقات الأردنية الإسرائيلية خلال سنوات حكمه. "علاقة نتنياهو الضعيفة مع العاهل الأردني الملك عبد الله تعكس "فشل حكومة نتنياهو طوال سنواتها الـ 15".
وقال: "الخلاف الاستراتيجي في العلاقات بين إسرائيل والأردن سببه على وجه التحديد نتنياهو".
زيارة فارقة
بعد عدة ساعات تركت مجالاً للتكهنات في الصحافة العبرية حول أسباب إلغاء الزيارة الحقيقية؛ أقر نتنياهو بلغة دبلوماسية في سلسلة تغريدات بأن طائرته لم تعبر الأجواء الأردنية بسبب "صعوبات طرأت" في التنسيق مع عمان، واعترف أيضاً أن القرار الأردني جاء رداً على إلغاء زيارة ولي العهد الأردني إلى للقدس.
وقال نتنياهو عبر حسابه: "أعلن الأردن خلال الساعة الأخيرة أنه سيسمح بمرور طائرة رئيس الوزراء عبر الأجواء الأردنية، ولكن بسبب التأخير في تلقي هذا الإعلان، اتفقت مع محمد بن زايد على تنسيق موعد آخر للزيارة".
شكوك حول حقيقة الاسباب التي تذرع بها نتنياهو لإلغاء زيارته إلى الإمارات. والمسؤولية تتوزع بين ثلاث دول
حاول نتنياهو أن يشير إلى أن تأخر الزيارة منع حدوثها وجود اجتماع له مع رئيسي وزراء المجر والتشيك في القدس، مساء 11 آذار/مارس الحالي، لمناقشة التعاون في إنتاج لقاح كورونا، وهذه كانت الذريعة الثالثة.
وكان من المفترض أن تكون زيارة نتنياهو إلى الإمارات هي الأولى له منذ إعلان اتفاقات التطبيع، بين أبوظبي وتل أبيب، في آب/أغسطس الماضي.
وأُلغيت ثلاث زيارات سابقة لنتنياهو إلى الإمارات، مرتين بسبب عمليات الإغلاق والقيود الخاصة بفيروس كورونا، ووجود تطورات سياسية، ومرة واحدة بسبب مشاكل جدول اللقاءات في أبو ظبي. كان من المقرر أن تستغرق الرحلة عدة أيام، تتضمن زيارة دبي والبحرين أيضًا.
وفي حديثه عن زيارته إلى الإمارات، قال نتنياهو الشهر الماضي: "لها أهمية أمنية ووطنية ودولية كبيرة".
وربما كانت الزيارة تحمل اهمية أخرى تتمثل في ما تنبأت به وسائل إعلام إسرائيلية وعربية - غير موالية للسعودية-، بناء على تسريبات إسرائيلية، أن مسؤولين إسرائيليين وإماراتيين وسعوديين، عملوا على عقد اجتماع سري مرتقب بين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال الزيارة القصيرة إلى أبوظبي.
وقال مصدر إماراتي "يتمتع بموقع جيد" على حد وصف جيروزاليم بوست، إن محمد بن سلمان مستعد للقاء "بيبي".
وأشارت تسريبات إعلامية سابقة إلى أن نتنياهو ومحمد بن سلمان التقيا، في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي في مدينة نيوم السعودية، على الرغم من أن أيًا منهما لم يؤكد ذلك، أو ينفيه، رسمياً.
وعندما سُئل نتنياهو في 9 آذار/مارس عن لقاء مع محمد بن سلمان، قال ساخراً: "ما معنى طرح الأسئلة التي تعرف أنك لن تحصل على إجابة عليها؟".
منع أم تهرُّب
تشير العديد من الحسابات الإسرائيلية إلى أن إلقاء اللوم على الأردن غير مقنع لوجود بدائل أخرى للطيران إلى الإمارات، مُرججين وجود سبب آخر أمني أو سياسي مع السعودية أو أبو ظبي نفسها.
في رأي الصحافي الإسرائيلي أفي شارف، فإن تفسير نتنياهو لإلغاء الزيارة لا معنى له، قائلاً: "إذا لم يسمح الأردن لطائرة رئيس الوزراء بالتحليق فوق أراضيها، انتقاماً من إلغاء زيارة ولي العهد إلى القدس، لكان بإمكانه الطيران فوق النقب، ثم يتجه نحو السعودية. تغيير المسار يؤدي إلى تأخير الرحلة ربع ساعة. تفسير رئيس الوزراء الذي يحاول إلقاء اللوم على الأردن لا معنى له".
وقال أفي: "يجب أن يكون هناك شيئًا أكبر، ربما رفض السعوديون التحليق في الأجواء؟ أم هناك برودة في الإمارات؟".
فيما نقل الصحفي الإسرائيلي باراك رفيد عن مصدر إسرائيلي في تغريدة قوله: "تنظيم الرحلة إلى الإمارات كان فاشلاً من البداية إلى النهاية. المسؤولية كاملة عن ذلك تقع على عاتق رئيس الموساد، يوسي كوهين، وتنسيقه الضعيف مع الأردنيين".
نتنياهو أراد دعاية انتخابية بزيارته للإمارات، ولقاء محتمل مع ولي العهد السعودي، لكن وجد نفسه في أزمة مع الأردن
العلاقات مع الأردن
في رأي المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات، فإن الخطوة الأردنية تشير إلى أن هناك تصعيداً في التوتر بين عمان وتل أبيب، وفشلاً في لقاء وزيري خارجية البلدين أملاً في تحسين العلاقات.
وقال الحوارات لرصيف22: " لا يبدو أن العلاقات الأردنية مع الاحتلال سوف تسير في الاتجاه المقرر، بسبب إلغاء زيارة ولي العهد للأماكن التي [تقع] تحت الوصاية الأردنية، هذا لم يكن مقبولاً".
ولفت إلى أن الحادثة تشير إلى أن الملك عبد الله لم يغير "وجهة نظره المتشددة" في نتنياهو الذي يرفض حل الدولتين و"يستمر في الاعتداء على المقدسات التي تقع تحت الوصاية الهاشمية التي حاول إلغائها، وخطط لتهميش دورن عمان عبر عقد اتفاقات مع دول عربية".
وأكد الحوارات أن الموقف الأردني سيادي، وجاء رداً على منع مسؤول أردني كبير من دخول القدس، وهو لا ينتقص أو يمس العلاقات مع الإمارات، وربما جاء بالتنسيق مع أبوظبي، التي سوف تتفهم معنى عرقلة زيارة "ولي العهد" لمواقع تحت الوصاية الأردنية.
إلا ان التوتر بين البلدين يبدو أنه ينحصر في رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه، فقد التقى وزير الخارجية غابي أشكنازي ثلاث مرات مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، خلال الشهور القليلة الماضية، كما التقى وزير الدفاع بيني غانتس بالعاهل الأردني الملك عبد الله.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع