اهتمت الصحافة الإسرائيلية الصادرة، الاثنين 22 شباط/ فبراير، بالمحادثة التي جرت بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يتولى أيضاً منصب وزير الدفاع في المملكة، يوم الجمعة، في 19 شباط/ فبراير.
وأبرزت الصحف الإسرائيلية نقلاً عن وكالة الأنباء السعودية "واس" الود الذي ساد أجواء المحادثة التي جمعت بين ولي العهد ووزير الدفاع السعودي ونظيره الأمريكي، مذكرةً بتصريحات الرئيس جو بايدن التي قال فيها إنه سيعيد النظر في التعامل مع المملكة وسيكون تواصله مع الملك سلمان مباشرة.
المكالمة نفسها، حسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية ونقلته عنها الصحف ووكالات الأنباء العالمية والإسرائيلية، لا تحوي أية معلومات أو تصريحات استثنائية، فأهمية المكالمة تكمن في حدوثها، بعدما بدا كأن ثمة جفاء بين الإدارة الأمريكية الجديدة ووولي عهد المملكة العربية السعودية.
لماذا وزير الدفاع؟
ركز الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطابه الذي ألقاه في العاشر من الشهر الجاري، وأعلن فيه أنه لن يتعامل مع بن سلمان على مستوى الحكَّام، على أن العلاقات الأمريكية السعودية مهمة للولايات المتحدة، وركز بشكل خاص على ملف الأمن، مطمئناً المملكة إلى أن الولايات المتحدة ستبقى حريصة على أمنها، وعلى استقرار منطقة الخليج.
السعودية رقم مُلغِز في العلاقات العربية الإسرائيلية
وأتت المكالمة بين لويد أوستن وبن سلمان ونقلتها الوكالات العالمية، الاثنين، لتُذكِّر بما قاله بايدن حول الالتزام الأمني للولايات المتحدة تجاه شريكتها الأكبر في الخليج، وثاني أهم حلفائها في الشرق الأوسط بعد إسرائيل. فهي أول مكالمة يستقبلها ولي العهد السعودي من أحد أعضاء الإدارة الأمريكية الجديدة. وركز الاثنان في حوارهما على العلاقات الأمنية والعسكرية المشتركة بين الجانبين، وأكد وزير الدفاع الأمريكي على التزام بلاده بحماية أمن المملكة مكرراً ما قاله بايدن في خطابه.
ولماذا يهتم الإسرائيليون؟
تمثل العلاقات الإسرائيلية السعودية رقماً ملغزاً. فبينما تستمر اللقاءات والمشاورات بين ولي العهد السعودي وكبار المسؤولين الإسرائيليين وتتسرب إلى الصحف ووكالات الأنباء (غالباً ما تكون وسائل الإعلام الإسرائيلية صاحبة السبق في كشف الستار عنها)، أعلنت السعودية في آب/ أغسطس الماضي تمسكها المطلق بالمبادرة العربية للسلام التي تقدمت بها السعودية نفسها في السابق، وتشترط الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة والعودة إلى حدود 4 حزيران/ يونيو 1967.
السعودية تخاطب إسرائيل في الخفاء وفي العلن تضع شروطاً للحوار
جاء هذا الإعلان السعودي في خضم التسارع الخليجي إلى توقيع اتفاقات مع إسرائيل في ما عرف بمعاهدات أبراهام، ووسط تكهنات سادت وقتذاك بأن السعودية ستلي الإمارات في توقيع اتفاقية "سلام" مع إسرائيل، إلا أن الإعلان السعودي عن التمسك بمبادرة السلام العربية مثّل مفاجأة مخالفة للتوقعات، خاصة أن البحرين التي تحتفظ أسرتها الحاكمة بولاء كبير للمملكة وتتمتع بحماية العائلة المالكة السعودية وجيشها، ولا تخالف في قراراتها السياسية المواقف المعلنة للسعودية، بادرت إلى توقيع الاتفاقية مع إسرائيل برغم الموقف السعودي.
إلا أن مقابلةً بين ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جرت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وتسرّبت أنباؤها ونفتها السعودية ورفضت إسرائيل التعليق عليها، جعلت الموقف يبدو أكثر غموضاً نتيجة التناقض بين الموقف السعودي المعلن ومجريات الواقع.
وتمثّل السعودية هدفاً مهماً للسياسة الإسرائيلية، ففي السنوات الأخيرة صارت السعودية مركز الثقل السياسي العربي إلى جانب الإمارات، ويمثل التقارب معها أهمية كبيرة لإسرائيل. وصارت أخبار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تحتل موقعاً شبه ثابت في الإعلام الإسرائيلي الذي بات ينقل أخباره حتى لو لم تتصل بإسرائيل مباشرة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...