أعلنت جماعة أنصار الله المعروفة باسم "الحوثي" في اليمن مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف ميناء نفطياً سعودياً رئيسياً على الخليج العربي بطائرات مسيرة وصواريخ، أمس 7 آذار/مارس.
وفي تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية للصحافييْن سمر سعيد وستيفن كالين، قالت مصادر سعودية إن الهجوم انطلق من الأراضي الإيرانية أو العراقية، وليس من اليمن كما ادّعى الحوثيون المتحالفون مع طهران.
استهداف أقدم وأكبر مصفاة نفط لشركة أرامكو السعودية، يرفع أسعار النفط مؤقتاً.
هجمة الدرونز
قال يحيى سريع المتحدث باسم قوات الحوثي إن الجماعة المتحالفة مع إيران استخدمت 10 طائرات مسيرة وصاروخاً باليستياً في هجوم على المنطقة الشرقية بالسعودية، فضلاً عن أربع طائرات مسيرة وستة صواريخ استهدفت الجنوب، حيث تقع مناطق عسير وجازان.
وقالت وزارة الطاقة السعودية إن هجوماً "قادماً من البحر" استهدف خزانات نفطية في ميناء رأس تنورة، مؤكدة أنه لم يسفر عن إصابات أو أضرار، وأدانت ما أسمته "أعمال التخريب والاعتداء المتكررة" التي تستهدف إمدادات الطاقة إلى العالم.
وذكر أحد مستشاري الديوان الملكي السعودي، الذي قال إنه اطلع على الأمر: "كل المؤشرات تشير إلى إيران". وأوضح أنه لم يتضح ما إذا كان الهجوم انطلق من إيران أم العراق، لكنه نفى أن يكون الهجوم قد أتى من جهة اليمن.
وقال مسؤول عراقي – لم يفصح عن اسمه- للصحيفة الأمريكية إنه ليس على علم بأي صلة بين بلاده والهجوم.
يذكر أنه في كانون الثاني/يناير الماضي، دعت كتائب "حزب الله" في العراق، الموالية لإيران، إلى استهداف السعودية.
وشن الطيران السعودي ضربات على العاصمة صنعاء، الأحد، محذراً من أن استهداف المدنيين في السعودية "خط أحمر".
عام 2019، أدى هجوم نفذته طائرة بدون طيار وصواريخ على قلب صناعة النفط في السعودية إلى توقف نصف إنتاج المملكة من الخام مؤقتاً. وأعلن الحوثيون وقتذاك مسؤوليتهم عن الحادث، لكن الولايات المتحدة قالت إن الهجوم انطلق من العراق أو إيران، ونفت الأخيرة الاتهامات.
أسعار النفط
ارتفعت أسعار النفط بعد افتتاح السوق في نيويورك عقب الهجوم، إذ صعد خام برنت، وهو المقياس العالمي لأسعار النفط، أكثر من 2.5٪ ليتجاوز 71 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ آيار/مايو 2019.
بعد حادثة رأس تنورة، كان الميناء يعمل كالمعتاد، بحسب قول عدة مصادر ملاحية لـ"وول ستريت جورنال". وقال مدير في وكالة شحن هناك طلب عدم نشر اسمه "إن عمليات التحميل مستمرة بشكل طبيعي، ولم يكن على علم بأن أي مركز توزيع تعرض للقصف". ورأس تنورة هو موقع أقدم وأكبر مصفاة نفط في أرامكو السعودية، وأكبر مرفق بحري لتحميل النفط في العالم. وتورد المصفاة التي تبلغ طاقتها 550 ألف برميل يومياً أكثر من ربع إمدادات الوقود في المملكة.
واعترف البيان السعودي بأن شظايا صاروخ باليستي، قال الحوثيون إنهم أطلقوه على أهداف عسكرية في الدمام، سقطت بالقرب من منطقة سكنية لشركة أرامكو المنتجة للنفط، في الظهران.
وقال موظف في أرامكو يعيش في المنطقة إنه رأى مقذوفين اعترضتهما الدفاعات الجوية السعودية التي تعتمد بشكل كبير على أنظمة باتريوت الأمريكية المضادة للصواريخ. وأفاد سكان في محيط المنطقة أيضاً أن نوافذ منازلهم اهتزت أو حتى تحطمت من جراء الانفجارات.
وأظهرت الصور التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي انفجارات في السماء، وسحابة من الدخان الأبيض فوق المنطقة الشرقية الغنية بالنفط في السعودية.
علماً أن الارتفاع في أسعار النفط كان مدفوعاً أيضاً بارتفاع الطلب مع إعادة فتح الاقتصاد العالمي من الإغلاق لوقف فيروس كورونا، وحدوث نقص في الإمدادات بعد قرار السعودية وأوبك الاستمرار في تقليص الإنتاج.
مصادر سعودية ترجح انطلاق طائرات مسيرة من الأراضي الإيرانية أو العراقية نحو المملكة
ضغط على بايدن
يرى محللون، من بينهم الأكاديمي والباحث العراقي فراس إلياس، أن "إدارة بايدن حتى اللحظة لا تمتلك رؤية واضحة للتعامل مع إيران"، وأنها قدمت رسائل إيجابية جعلت إيران تظن أنها تتعامل مع إدارة مترددة "وبمعنى أدق ليست كإدارة دونالد ترامب".
ويتفق محللون آخرون على تصعيد الحوثيين هجماتهم على السعودية بعد تنصيب بايدن، الذي تعهد إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات في اليمن وإعادة ضبط علاقة واشنطن بالرياض، وأن هذا يكشف تردده وعدم وجود رؤية في التعامل مع طهران.
وقررت إدارة بايدن إلغاء قرار صدر في الأيام الأخيرة من حكم الرئيس السابق دونالد ترامب بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، كما بدأت مفاوضات سرية معهم في عمان شباط/فبراير الماضي.
من جانبه، قال الكاتب السعودي سليمان العقيلي في تغريدة: "ما تتعرض له إمدادات الطاقة في الخليج سابقاً وراهناً من استهدافات إرهابية من إيران وعملائها في المنطقة، هو نتيجة مباشرة للسياسات الأمريكية المتراخية مع مصادر التهديد، مما هز مصداقية واشنطن بعد عقود من الالتزام الأمريكي الصارم بأمن الخليج وإمدادات الطاقة منذ الخمسينات".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com