شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
إسقاط مقاتلة سعودية في اليمن… ضعف طيارين أم تطور قدرات الحوثيين؟

إسقاط مقاتلة سعودية في اليمن… ضعف طيارين أم تطور قدرات الحوثيين؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 17 فبراير 202005:38 م

في تطور قد يغيّر موازين الحرب الجارية في اليمن، نشرت جماعة أنصار الله "الحوثيون"، مقطع فيديو لعملية إسقاط مقاتلة من طراز "تورنيدو" تابعة لسلاح الجو الملكي السعودي.

الفيديو، الذي نُشر، السبت 15 شباط/فبراير الجاري، طرح تساؤلات عديدة عن أسباب تمكن الحوثيين من إسقاط المقاتلة السعودية، فهل الأمر مرتبط بتطور قدراتهم أم أن هناك خللاً سعودياً؟

صاروخ جديد

قال المتحدث باسم القوات التابعة للحوثيين، العميد يحيى سريع: "إنهم أسقطوا الطائرة الحربية بصاروخ أرض جو متطور مدعوم بتكنولوجيا حديثة".

وأضاف: "سماء اليمن ليست للنزهة، وعلى العدو أن يحسب ألف حساب لذلك".

الرواية الحوثية باتت شبه مؤكدة عقب اعتراف تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن، بسقوط المقاتلة أثناء قيامها "بمهمة دعم" بالقرب من وحدات الجيش اليمني.

ولم ينفِ الرواية الحوثية أو يذكر سبب سقوط الطائرة. 

تطور نوعي لدى الحوثيين؟ 

قال الدكتور عصام شريم، المحلل السياسي وعضو مجلس الشورى اليمني: "إسقاط المقاتلة يعكس حدوث تطور نوعي كبير في قدرات الحوثيين، ورسالة واضحة تفيد بأنهم تحولوا من ميليشيات لا تمتلك أذرعاً جوية إلى جيش لديه سلاح دفاع جوي يسقط مقاتلة غربية".

وأضاف شريم لرصيف22: "ما جرى دليل على وصول الحوثيين إلى مرحلة متقدمة في الحرب، ومؤشر إلى أنهم نجحوا في حرمان التحالف من الحرية الكاملة في سماء اليمن".

الطائرة التي أسقطها الحوثيون  متعددة المهمات وقادرة على الهجوم ليلاً ونهاراً وفي جميع الأحوال الجوية وسرعتها تفوق سرعة الصوت. ماذا عن قدرات الطيارين السعوديين في تشغيلها؟

وتابع المحلل اليمني: "صحيح، ستظل السيادة الجوية تحت سيطرة التحالف الذي تقوده السعودية، وهذا الصاروخ لا يعني أنهم فقدوها بشكل كامل، لكنه مؤشر خطر إلى أن مقاتلي الحوثي باتوا متطورين جداً ومدربين".

وقال الوزير السابق في الحكومة اليمنية صالح حسن سميع: "السعودية ستجري تحقيقاً دقيقاً في مسألة الصاروخ أرض جو الذي أسقط المقاتلة لمعرفة خصائصه ومواصفاته للتوصل إلى الجهة المصنعة له وكيفية وصوله إلى الميليشيات الحوثية، لأن لذلك أهمية قصوى".

وغرد الصحافي اليمني على بن سوده: "سقوط طائرة مقاتلة دليل قاطع على أن جماعة الحوثي حصلت على صواريخ أرض جو من إيران. وما تلك الأسلحة المهربة التي قبضت البحرية الأمريكية عليها، ومن بينها ثلاثة صواريخ جو، سوى برهان أكيد".

وأعلنت البحرية الأمريكية الأسبوع الماضي أنها أوقفت سفينة إيرانية تحمل صواريخ كانت متجه إلى اليمن. 

شبكة الحوثيين لتطوير قدراتهم 

 في الإطار نفسه، كشفت تقارير غربية عن أن الحوثيين شكلوا شبكة دولية تساعدهم على امتلاك صواريخ وطائرات بدون طيار، وهذا ما يفسر تطور قدرتهم.

وقال تقرير صدر الأسبوع الماضي عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن الأمم المتحدة توصلت إلى أن الحوثيين يحصلون على مكونات صواريخ ومحركات وأجزاء من طائرات بدون طيار وعبوات ناسفة بحرية من اليابان والصين وإيران وبيلاروس وجمهورية التشيك وألمانيا.

وذكر التقرير: "تمّ اكتشاف الوسطاء الذين يعملون على عمليات التسليم للحوثيين في هونغ كونغ وبانكوك وأثينا وطهران ومسقط وأبوظبي. وقد أرسلت شركات في هونغ كونغ أجزاءً من الأسلحة إلى محافظة الجوف اليمنية جواً (عبر بانكوك ومسقط) وهرّبتها عبر الحدود العُمانية". 

ضعف في قدرات الطيارين السعوديين؟

ليست المرة الأولى التي تشهد الحرب اليمنية سقوط مقاتلة سعودية، إذ أعلنت الرياض خلال السنوات الماضية أنها فقدت العديد من مقاتلاتها، وهو ما طرح شكوكاً في قدرات الطيارين في سلاح الجو الملكي.

وسبق أن أشارت وسائل الإعلام الغربية إلى وجود ضعف في قدرات الجيش السعودي، ولا سيما في سلاح الجو، منذ الحرب العراقية في تسعينيات القرن الماضي حتى حرب اليمن حديثاً.

وفي أيلول/سبتمبر الماضي، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن أربعة ضباط في الجيش الأمريكي عملوا في برامج تدريبية مع الجيش السعودي أن قدرات نظرائهم السعوديين ليست قوية.

وقالوا إن "انخراط الضباط في الجيش السعودي يقوم على المحسوبية وروابط  بالعائلة المالكة".

وأضافت الصحيفة: "هؤلاء الضباط لاحظوا أن النظام السعودي يفسح في المجال لتطوير قوات العمليات الخاصة، وهي جيدة بشكل خاص في جمع المعلومات الاستخبارية داخل البلاد. لكن هذا النظام نفسه أقل قدرة على تطوير قوة مسلحة كبيرة محترفة مع قواعد صارمة في الانضباط".

الحوثيون يسقطون طائرة حربية سعودية."تطور نوعي كبير في قدرات الحوثيين". كيف سينعكس ذلك على الحرب في اليمن؟

ونقلت الصحيفة عن  طيار في سلاح الجو الأمريكي عمِل مع القوات السعودية خلال الأشهر الأولى من حرب اليمن، قوله إن الكثير من الطيارين السعوديين لم يتمكنوا من الطيران على ارتفاع منخفض، وانتهى بهم المطاف بإلقاء القنابل من ارتفاع أعلى، فتسبب ذلك بخسائر في صفوف المدنيين".

وقال أحد ضباط القوات الجوية الأمريكية، الذين عملوا مع السعوديين خلال عملية المراقبة الجنوبية على العراق في التسعينيات، إن الأمريكيين كانوا يقدمون التخطيط كاملاً للطيارين السعوديين.

وأضاف: "لدى تنفيذ هذه المهمات، التي كانت تقودها الطائرات الأمريكية في جنوب العراق، كان الأمر يبدو كأنهم يرافقون متدربين (سعوديين) على قيادة عجلات".

ما هي مقاتلة "تورنيدو"؟

لم تعد المقاتلة "تورنيدو" معتمدة لدى القوات الجوية الملكية البريطانية، كما أعلنت ألمانيا أنها تستبعد حالياً هذه الطائرة المتقادمة، وهذا ما يشير إلى أنها لم تعد صالحة للاستخدام في الحرب.

ودخلت المقاتلة الخدمة عام 1979 في سلاح الجو البريطاني بهدف المساعدة في "توجيه ضربات إلى أهداف أرضية" أثناء تحليقها على ارتفاع "منخفض" بسرعة عالية.

وهذا يعني أن المقاتلة السعودية ربما كانت تحلق على ارتفاع منخفض عندما أصابها الحوثيون، خصوصاً أن المتحدث باسم قوات التحالف تركي المالكي قال إن الطائرة كانت تقوم بعمليات "إسناد لقوات الجيش اليمني".

ووفقاً لأقوال الضباط الأمريكيين لصحيفة نيويورك تايمز، فإن لدى السعوديين مشكلة في تنفيذ المهمات التي تستدعي تحليق الطائرة على ارتفاع منخفض.

واشترت القوات الجوية الملكية السعودية 72 مقاتلة من طراز تورنادو فئة IDS و48 من طائرات تورنادو فئة ADV، وهذا ما يعني أن لدى الرياض عدداً كبيراً من هذه المقاتلة التي خرجت من الخدمة في بريطانيا.

علماً أن هذه الطائرة المقاتلة شاركت في الحرب في كوسوفو، والعراق، وليبيا، وأفغانستان، وضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، بالإضافة إلى اليمن. ومعروف أنها مُطارِدة جوية وقاذفة. وهي من إنتاج أوروبي مشترك، تعمل بمحركين نفاثين، ولديها القدرة على الهجوم ليلاً ونهاراً في جميع الأحوال الجوية. وتفوق سرعتها سرعة الصوت.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image