شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
ركضوا واحتموا في مخابىء صدّام… خدعة أمريكية نجحت في تفادي صواريخ إيران

ركضوا واحتموا في مخابىء صدّام… خدعة أمريكية نجحت في تفادي صواريخ إيران

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 2 مارس 202109:28 م

في حصون بناها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، تمكن عدد من أفراد الجيش الأمريكي من الاختباء للحماية من الصواريخ البالستية التي أطلقتها إيران على قاعدة عين الأسد في العراق في 8 كانون الثاني/يناير 2020.

وأظهر برنامج "60 دقيقة" الذي تعرضه شبكة CBS الأمريكية مشاهد من استهداف القاعدة بـ11 صاروخاً سقطت بدقة في الأماكن التي أرادتها طهران، في أكبر هجوم بالستي تتعرض له القوات الأمريكية في تاريخها. وعرضت هذه اللقطات للمرة الأولى.

وتضمنت المعلومات التي نشرتها القيادة الوسطى الأمريكية أن الصواريخ الإيرانية التي استهدفت القاعدة كانت من طراز "قيام" التي يراوح مداها بين 700 و 800 كليومتر.

الخداع الأمريكي

في تلك الليلة، أبلغ ضابط مخابرات الرائد آلان جونسون -الذي كان في القاعدة- أن 27 صاروخاً باليستياً متوسط المدى في طريقها لنسف "عين الأسد"، على بعد 120 ميلاً غرب بغداد، مشيراً إلى أن فرص النجاة غير مؤكدة إذا لم يتحركوا.

لم تجد القوات الأمريكية ملجأً ناجعاً من الصواريخ الإيرانية سوى مخابئ بنيت في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

سارع جونسون إلى تسجيل فيديو يودع فيه ابنه وهو يذرف الدموع مرتدياً ملابسه العسكرية وخوذته المقاومة للرصاص.

في نفس الوقت، كان الجنرال ماكنزي يراقب الوضع من غرفة القيادة في ولاية فلوريدا، وكانت خطته أن يترك الإيرانيين يحمّلون آخر الصور من الأقمار الصناعية التجارية والتي ستظهر لهم أن الوضع طبيعي والقوات في موقعها بشكل اعتيادي.

الخطوة التالية هي قيام الكولونيل في سلاح الجو، ستاتشي كولمان، بإخلاء أكثر من 50 طائرة وإبعاد ألف جندي قبل سقوط الصواريخ. وكانت الخطوة الثانية تقسيم باقي القوات، إذ تم الاتفاق على أن يركض عدد كبير من الجنود إلى الصحراء.

ويظهر الفيديو صرخاتهم وهم يشاهدون الصواريخ وهي تسقط على القاعدة. وكان توقيت الإخلاء والتحرك مًحدد بنجاح م ماكنزي، الذي حذر قواته من أن أي خطأ سوف يعرفه "العدو" ويغيّر خططه، على حد قوله.

وقال: "أعتقد أنهم توقعوا تدمير عدد من الطائرات، وقتل عدد من الأفراد، حينما حملوا آخر الصور من الأقمار التجارية التي كان يراقبون بها القاعدة".

وأطلقت إيران 16 صاروخاً من ثلاثة مواقع، سقط 11 منها في قاعدة عين الأسد، وفشلت خمسة في الوصول إلى الهدف وضلت طريقها.

يذكر أن وزن الصاروخ ألف باوند، ولم يكن في القاعدة سوى نوعين من الملاجئ، الأول مُصمم للحماية من رؤوس حربية صغيرة، تبلغ 60 باونداً، وهي التي اختبأ فيها جونسون.

النوع الثاني، وفقاً لكولمان، كان أفضل، وهو ملاجئ ضد الغارات الجوية، بُنيت في عهد صدام حسين، لكن عددها كان قليلاً ولم تكفِ كل القوات المنتشرة في القاعدة.

وكان ماكينزي يتابع الهجوم، متصلاً عبر الهاتف بوزير الدفاع.

عندما أشرقت الشمس، كانت النيران قد التهمت عدداً من خيام الجنود، فيما تعرض أكثر من مئة جندي لارتجاج في الدماغ.

في تقييم الهجوم، رأى ماكنزي أن هذه الحادثة كانت ستؤدي إلى حرب، لو لم تنجح خطة تحريك القوات في الوقت المناسب، وعليه كان سيكون هناك خسائر فادحة في الأرواح في الجانب الأمريكي، وتندلع الحرب.

قتل قاسم سليماني

كان قصف القاعدة رداً على قرار ترامب اغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق قدس الإيراني، في 3 كانون الثاني/يناير 2020.

وقال ماكنزي إن يدي سليماني كانتا ملطختين بدماء مئات الأمريكيين، وكان قادماً إلى بغداد للتخطيط لهجوم مؤكد على قواته، كان سيقع خلال ساعات أو أيام .

وأضاف أن قرار قتل شخص ليس سهلاً، ولكن عدم اتخاذه كانت عواقبه ستكون أكبر، لأنه كان يخطط للهجوم على المصالح الأمريكية، من بينها السفارة في بغداد.

وذكر الجنرال الأمريكي أنهم حصلوا على معلومات استخباراتية مفادها أن سليماني قادم على متن طائرة تجارية. وأظهر الفيديو الذي نشرته المحطة الأمريكية لحظات نزول الجنرال الايراني في مطار بغداد.

وأكّد أنه رأى سليماني، ثم أصدر أمراً لقائد التحكم في الطائرة بدون طيار لإطلاق النار على سيارته التي تظهر الكاميرات احتراقها.

أخطر من القنبلة النووية

في 29 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، نشر الكاتب الأمريكي ديفيد فريدمان مقالاً في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية حذر فيه إدارة الرئيس جو بايدن من أن "الهجمات بطائرات من دون طيار والصواريخ، هي الخطر وليست الأسلحة النووية".

برنامج "60 دقيقة" أذاع لقطات مؤثرة لضابط أمريكي يودع ابنه، متوقعاً أن لا فرار من الصواريخ الإيرانية

وأشار إلى أن إيران ستحتاج إلى الصواريخ البالستية لحمل الرؤوس النووية، وعليه فإن امتلاك طهران هذه الترسانة هو الخطر الحقيقي، مذكراً بالهجمات التي تم تنفيذها في أيلول/سبتمبر 2018 ضد المنشآت النفطية السعودية.

وفي عام 2018، ناقش الكاتبان مايكل إليمان ومارك فيتزباتريك، في تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، مدى إمكانية تخلي إيران عن ترسانتها الصاروخية.ولفت الكاتبان إلى أن الأمر سيكون مثالياً إذا تخلت إيران عن جميع الصواريخ التي يمكنها نقل حمولة 1100 رطل.

بحسب هذا المعيار، فإن ثمانية من أنظمة الصواريخ الباليستية الإيرانية الحالية، البالغ عددها 13، تتجاوز هذا الحد، ولن تتراجع إيران عن قدراتها إلى هذا الحد، خاصة أن خصومها الإقليميين يتابعون تحسين قوتهم الجوية ويحتفظون بقدراتهم الصاروخية التي لا تخضع لأي قيود.

ويصل الكاتبان إلى أن إيران لن توافق أبداً على التخلي عن جميع صواريخها، لكن "من المهم التركيز على أخطر أنظمة الصواريخ لديها".



رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image